تأملات نحوية في قوله تعالى:
(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ) [البقرة/17- 18]
بعد التأمل في هذه الآية يتبين أنَّ لفظ(مَثَلُهُمْ) يراد منه الجمع، ولفظ (الَّذِي) مفرد، والقياس يقتضي أن يقال: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِين)، فلماذا خولف القياس هنا؟
كذلك قوله تعالى: (مَا حَوْلَهُ) الضمير يعود لفرد مذكر غائب، فكان القياس يقتضي أن يقال: (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِ)، فلماذا خولف القياس وقيل: (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ...)؟
وبعد مراجعة سبب نزول هذه الآية ظهر أنَّ بعض المفسرين قال:
هذه الآية نزلت في اليهود الَّذين كانوا ينتظرون ظهور النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، فلما ظهر كفروا به ، فضرب الله لهم هذا المثل.
و قيل: نزلت في المنافقين الَّذين أظهروا الإيمان و أبطنوا الكفر ، فاستفادوا مادياً من المسلمين و أمَّنُوا على أموالهم ، فلما ماتوا عادوا إلى الظلمة و بقوا في العذاب.
فعلم أنَّ هذه الآية نزلت في جمع ، فكيف شبه الله المنافقين أو اليهود و هم جماعة بالذي استوقد نارا و هو واحد ؟
وبعد مراجعة أقوال العلماء والمفسرين يمكن إجمال أقوالهم فيما يلي:
1- قيل : مجيء (الذي) في معنى الجمع . أي استعملت صيغة المفرد للجمع استعمالاً مجازياً.
ويرد عليه لو كان كذلك لقيل: ( اسْتَوْقَدَوا).
2- قيل :النون محذوفة من الذي،فأصله الذين ثم حذفت النون.
ويرد عليه نفس الإيراد السابق.
3- قيل : أراد بالمستوقد الجنس لما في الذي من الإبهام إذ ليس يراد به تعريف واحد بعينه و على هذا يكون جواب « لما أضاءت ما حوله » محذوفا كأنه قال طفئت و الضمير في قوله « ذهب الله بنورهم » يعود إلى المنافقين
4- قيل : أن يكون الكلام على تقدير حذف مضاف كأنه قال: مثلهم كمثل إتباع الذي استوقد نارا ثم حذف المضاف و أقام المضاف إليه مقامه.
5- قيل : هذا تشبيه الحال بالحال ،فتقديره: حال هؤلاء المنافقين في جهلهم كحال المستوقد نارا . ولعلّ هذا والذي قبله أقرب الوجوه.
(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ) [البقرة/17- 18]
بعد التأمل في هذه الآية يتبين أنَّ لفظ(مَثَلُهُمْ) يراد منه الجمع، ولفظ (الَّذِي) مفرد، والقياس يقتضي أن يقال: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِين)، فلماذا خولف القياس هنا؟
كذلك قوله تعالى: (مَا حَوْلَهُ) الضمير يعود لفرد مذكر غائب، فكان القياس يقتضي أن يقال: (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِ)، فلماذا خولف القياس وقيل: (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ...)؟
وبعد مراجعة سبب نزول هذه الآية ظهر أنَّ بعض المفسرين قال:
هذه الآية نزلت في اليهود الَّذين كانوا ينتظرون ظهور النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، فلما ظهر كفروا به ، فضرب الله لهم هذا المثل.
و قيل: نزلت في المنافقين الَّذين أظهروا الإيمان و أبطنوا الكفر ، فاستفادوا مادياً من المسلمين و أمَّنُوا على أموالهم ، فلما ماتوا عادوا إلى الظلمة و بقوا في العذاب.
فعلم أنَّ هذه الآية نزلت في جمع ، فكيف شبه الله المنافقين أو اليهود و هم جماعة بالذي استوقد نارا و هو واحد ؟
وبعد مراجعة أقوال العلماء والمفسرين يمكن إجمال أقوالهم فيما يلي:
1- قيل : مجيء (الذي) في معنى الجمع . أي استعملت صيغة المفرد للجمع استعمالاً مجازياً.
ويرد عليه لو كان كذلك لقيل: ( اسْتَوْقَدَوا).
2- قيل :النون محذوفة من الذي،فأصله الذين ثم حذفت النون.
ويرد عليه نفس الإيراد السابق.
3- قيل : أراد بالمستوقد الجنس لما في الذي من الإبهام إذ ليس يراد به تعريف واحد بعينه و على هذا يكون جواب « لما أضاءت ما حوله » محذوفا كأنه قال طفئت و الضمير في قوله « ذهب الله بنورهم » يعود إلى المنافقين
4- قيل : أن يكون الكلام على تقدير حذف مضاف كأنه قال: مثلهم كمثل إتباع الذي استوقد نارا ثم حذف المضاف و أقام المضاف إليه مقامه.
5- قيل : هذا تشبيه الحال بالحال ،فتقديره: حال هؤلاء المنافقين في جهلهم كحال المستوقد نارا . ولعلّ هذا والذي قبله أقرب الوجوه.
تعليق