بسم الله الرحمن الرحيم
قال الامام الباقر ( عليه السلام ) : كان احد المؤمنين يدعى ( سعد ) في زمان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في بداية الهجرة النبوية ، وكان فقيراً شديد الحاجة من أهل الصفة ( الفقراء الذين يسكنون اطراف المسجد ) ، وكان ملازماً لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عند مواقيت الصلاة كلها لا يفقده في شيء منها وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يرق له وينظر الى حاجته وغربته فيقول : يا سعد لو جاءني شيء لاغنيتك ، قال : فابطأ ذلك على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاشتد غم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بسعد ، فعلم الله سبحانه وتعالى ما دخل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من الغم ، فاهبط عليه جبرائيل ( عليه السلام ) ومعه درهمان فقال له : يا محمد ان الله قد علم ما قد دخلك من الغم بسعد أفتحب ان تغنيه ؟ فقال : نعم ، فقال له : فهاك هذين الدرهمين فاعطهما إياه ، ومره ان يتجر بهما ، فاخذهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم خرج الى صلاة الظهر وسعد قائم على باب حجرات رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ينتظره ، فلما رآه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : يا سعد أتحسن التجارة ؟ فقال له سعد : والله ما أصبحت املك ما اتّجر به ،
فاعطاء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الدرهمين ، فقال له : اتّجر بهما وتصرف لرزق الله ، فاخذهما سعد ومضى مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى صلى معه الظهر والعصر ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : قم فاطلب الرزق فقد كنت بحالك مغتماً يا سعد ، قال : فاقبل سعد لا يشتري بالدرهم الاّ باعه بدرهمين ، ولا يشتري شيئاً بدرهمين الاّ باعه باربعة دراهم ، واقبلت الدنيا على سعد فكثر متاعه وماله وعظمت تجارته ، فاتخذ على باب المسجد موضعاً جلس فيه وجمع تجارته اليه ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اذا أقام بلال الصلاة يخرج وسعد مشغول بالدنيا لم يتطهر ولم يتهيأ كما كان يفعل قبل ان يتشاغل بالدنيا ، فكان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : يا سعد شغلتك الدنيا عن الصلاة ؟ فيقول : ما أصنع ؟ أضيع مالي ؟ هذا الرجل قد بعته فاريد ان أستوفي منه ، وهذا رجل قد اشتريت منه فاريد أن أوفيه ، قال : فدخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من أمر سعد غم أشد من غمّه بفقرة ، فهبط عليه جبرئيل ( عليه السلام ) فقال : يا محمد ان الله علم بغمّك بسعد ، فايما احب اليك ، حاله الاولى أم حاله هذه ، فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا جبرائيل بل حاله الاولى قد أذهبت دنياه بآخرته ، فقال له جبرائيل ( عليه السلام ) ان حب الدنيا والأموال فتنة ومشغلة عن الآخرة ، قال : قل لسعد يرد عليك الدرهمين اللذين دفعتهما اليه ، فان أمره سيصير الى الحالة التي كان عليها أولاً ، قال : فخرج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فمرّ بسعد فقال له : يا سعد أما تريد أن تردّ عليّ الدرهمين الذين اعطيتكهما ؟ فقال سعد : بلى ومائتين ، فقال له :
لست اريد منك يا سعد الاّ درهمين ، فاعطاه سعد درهمين ، قال : وأدبرت الدنيا على سعد حتى ذهب ما كان جمع ، وعاد الى حاله التي كان عليها (1) .
ان هذه القصة تعلمنا ان التعلق في الدنيا سببّ للغفلة عن الاخرة . وكثير غرقوا مثل ما غرق ( سعد ) وعندما تدعوهم الى الصلاة في المساجد او اي عمل من الاعمال الصالحة يبررون عدم حضورهم كما برر سعد لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ويقولون : ان المسجد للذين لا عمل لهم ، ونحن نعمل ليلاً ونهاراً واشغالنا كثيرة . فهل هذا التبرير المادي صحيح ؟
اوليس على الانسان ان ينظم اوقاته حتى لا تتضرر عبادته ووظائفه الدينية ؟ ان هذه القصة تعتبر انذاراً للذين ربطوا قلوبهم بالدنيا وشيئاً فشيئاً ينقطعون عن ذكر امور الآخرة ، ولا نراهم الاّ في مجالس العزاء لأقاربهم ، وللأسف الشديد فان الكثير بهذه الحالة لان انشغالهم بالدنيا يجعلهم ان لا يصلون ارحامهم دائماً ، ولو اعترضت عليهم لاجابوك « لدينا مشاكل كثيرة » . ان هذه التبريرات الخاطئة تشكل خطراً شديداً عليهم .
قال الامام الباقر ( عليه السلام ) : كان احد المؤمنين يدعى ( سعد ) في زمان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في بداية الهجرة النبوية ، وكان فقيراً شديد الحاجة من أهل الصفة ( الفقراء الذين يسكنون اطراف المسجد ) ، وكان ملازماً لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عند مواقيت الصلاة كلها لا يفقده في شيء منها وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يرق له وينظر الى حاجته وغربته فيقول : يا سعد لو جاءني شيء لاغنيتك ، قال : فابطأ ذلك على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاشتد غم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بسعد ، فعلم الله سبحانه وتعالى ما دخل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من الغم ، فاهبط عليه جبرائيل ( عليه السلام ) ومعه درهمان فقال له : يا محمد ان الله قد علم ما قد دخلك من الغم بسعد أفتحب ان تغنيه ؟ فقال : نعم ، فقال له : فهاك هذين الدرهمين فاعطهما إياه ، ومره ان يتجر بهما ، فاخذهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم خرج الى صلاة الظهر وسعد قائم على باب حجرات رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ينتظره ، فلما رآه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : يا سعد أتحسن التجارة ؟ فقال له سعد : والله ما أصبحت املك ما اتّجر به ،
فاعطاء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الدرهمين ، فقال له : اتّجر بهما وتصرف لرزق الله ، فاخذهما سعد ومضى مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى صلى معه الظهر والعصر ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : قم فاطلب الرزق فقد كنت بحالك مغتماً يا سعد ، قال : فاقبل سعد لا يشتري بالدرهم الاّ باعه بدرهمين ، ولا يشتري شيئاً بدرهمين الاّ باعه باربعة دراهم ، واقبلت الدنيا على سعد فكثر متاعه وماله وعظمت تجارته ، فاتخذ على باب المسجد موضعاً جلس فيه وجمع تجارته اليه ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اذا أقام بلال الصلاة يخرج وسعد مشغول بالدنيا لم يتطهر ولم يتهيأ كما كان يفعل قبل ان يتشاغل بالدنيا ، فكان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : يا سعد شغلتك الدنيا عن الصلاة ؟ فيقول : ما أصنع ؟ أضيع مالي ؟ هذا الرجل قد بعته فاريد ان أستوفي منه ، وهذا رجل قد اشتريت منه فاريد أن أوفيه ، قال : فدخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من أمر سعد غم أشد من غمّه بفقرة ، فهبط عليه جبرئيل ( عليه السلام ) فقال : يا محمد ان الله علم بغمّك بسعد ، فايما احب اليك ، حاله الاولى أم حاله هذه ، فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا جبرائيل بل حاله الاولى قد أذهبت دنياه بآخرته ، فقال له جبرائيل ( عليه السلام ) ان حب الدنيا والأموال فتنة ومشغلة عن الآخرة ، قال : قل لسعد يرد عليك الدرهمين اللذين دفعتهما اليه ، فان أمره سيصير الى الحالة التي كان عليها أولاً ، قال : فخرج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فمرّ بسعد فقال له : يا سعد أما تريد أن تردّ عليّ الدرهمين الذين اعطيتكهما ؟ فقال سعد : بلى ومائتين ، فقال له :
لست اريد منك يا سعد الاّ درهمين ، فاعطاه سعد درهمين ، قال : وأدبرت الدنيا على سعد حتى ذهب ما كان جمع ، وعاد الى حاله التي كان عليها (1) .
ان هذه القصة تعلمنا ان التعلق في الدنيا سببّ للغفلة عن الاخرة . وكثير غرقوا مثل ما غرق ( سعد ) وعندما تدعوهم الى الصلاة في المساجد او اي عمل من الاعمال الصالحة يبررون عدم حضورهم كما برر سعد لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ويقولون : ان المسجد للذين لا عمل لهم ، ونحن نعمل ليلاً ونهاراً واشغالنا كثيرة . فهل هذا التبرير المادي صحيح ؟
اوليس على الانسان ان ينظم اوقاته حتى لا تتضرر عبادته ووظائفه الدينية ؟ ان هذه القصة تعتبر انذاراً للذين ربطوا قلوبهم بالدنيا وشيئاً فشيئاً ينقطعون عن ذكر امور الآخرة ، ولا نراهم الاّ في مجالس العزاء لأقاربهم ، وللأسف الشديد فان الكثير بهذه الحالة لان انشغالهم بالدنيا يجعلهم ان لا يصلون ارحامهم دائماً ، ولو اعترضت عليهم لاجابوك « لدينا مشاكل كثيرة » . ان هذه التبريرات الخاطئة تشكل خطراً شديداً عليهم .
تعليق