معنى قوله تعالى (وروح منه)
السؤال (شبهة من سائل مسيحي )
هناك في القرآن نفسه ان المسيح هو روح الله فهذا يدل على انه هو؟
الجواب:
لابد من فهم القرآن كاملاً ولانفهم جزءاً دون جزء أو نؤمن ببعض دون بعض فالقرآن يقول صراحة: (( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك... )) [الاسراء:111]، ويقول: (( وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولداً )) [مريم:92]. ويقول: (( الذي له ملك السموات والارض ولم يتخذ ولداً... )) [الفرقان:2].
فهذه آيات صريحة تنفي الولد عنه, وإذا جاءت آية مثل الآية التي ذكرتها, فلابد من فهما بما لا يصطدم مع هذه الآيات المحكمات الواضحات, بل هناك آية تنفي آية الوهية لعيسى(ع) ، قال تعالى: (( وإذا قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق أن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك أنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن أعبدوا الله ربي وربكم )) [المائدة:116].
وإن هذا الإشكال الذي طرحته قديم! فيقال: ان وفد نجران لما حاجوا النبي (ص) في أمر عيسى (ع) فقالوا: أليس هو كلمة الله وروحاً منه, فقال: بلى، فقالوا: حسبنا، فأنزل الله: ((فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ))[آل عمران:7] يعني أنهم قالوا أن الروح ما فيه بقاء البدن فأجروه على ظاهره.
ثم إن الدليل العقلي والنقلي أوصلنا إلى أن القديم ليس بذي أجزاء وأعضاء. فلابد اذن من فهم هذه الآية وفق تلك الآيات المحكمات ووفق تلك الآيات القطعية التي ينبغي أن لا تخالف، فلذلك فهمت هذه الآية بأن هذه الإضافة إضافة تشريفية كما يضاف البيت إليه، فيقال: بيت الله، فهذه الإضافة من البيت إلى الله ما هي إلا تعظيم وتشريف للبيت لا أن هذا البيت محل وجود أو سكن الله، وكذلك الحال مع روح الله فإنها تشريف للروح بإضافتها إلى الله.
ويمكن فهم الآية بشكل آخر, وهو أن الله تعالى قال: (( قل الروح من أمر ربي )) [الإسراء:85], وقد أطلق الروح في الآية إطلاقاً وذكر معرفاً لها أنها من أمره, وقد عرف أمره بقوله: (( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء )) [يس:83], فبين أن كلمة الإيجاد التي هي الوجود من حيث انتسابه إليه تعالى وقيامه به لا من حيث انتسابه إلى العلل والأسباب الظاهرية، كذلك قال عن المسيح(ع): (( وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه )) [النساء:171] لما وهبه لمريم (عليها السلام) من غير الطرق العادية.
مركز الأبحاث العقائدية
السؤال (شبهة من سائل مسيحي )
هناك في القرآن نفسه ان المسيح هو روح الله فهذا يدل على انه هو؟
الجواب:
لابد من فهم القرآن كاملاً ولانفهم جزءاً دون جزء أو نؤمن ببعض دون بعض فالقرآن يقول صراحة: (( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك... )) [الاسراء:111]، ويقول: (( وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولداً )) [مريم:92]. ويقول: (( الذي له ملك السموات والارض ولم يتخذ ولداً... )) [الفرقان:2].
فهذه آيات صريحة تنفي الولد عنه, وإذا جاءت آية مثل الآية التي ذكرتها, فلابد من فهما بما لا يصطدم مع هذه الآيات المحكمات الواضحات, بل هناك آية تنفي آية الوهية لعيسى(ع) ، قال تعالى: (( وإذا قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق أن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك أنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن أعبدوا الله ربي وربكم )) [المائدة:116].
وإن هذا الإشكال الذي طرحته قديم! فيقال: ان وفد نجران لما حاجوا النبي (ص) في أمر عيسى (ع) فقالوا: أليس هو كلمة الله وروحاً منه, فقال: بلى، فقالوا: حسبنا، فأنزل الله: ((فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ))[آل عمران:7] يعني أنهم قالوا أن الروح ما فيه بقاء البدن فأجروه على ظاهره.
ثم إن الدليل العقلي والنقلي أوصلنا إلى أن القديم ليس بذي أجزاء وأعضاء. فلابد اذن من فهم هذه الآية وفق تلك الآيات المحكمات ووفق تلك الآيات القطعية التي ينبغي أن لا تخالف، فلذلك فهمت هذه الآية بأن هذه الإضافة إضافة تشريفية كما يضاف البيت إليه، فيقال: بيت الله، فهذه الإضافة من البيت إلى الله ما هي إلا تعظيم وتشريف للبيت لا أن هذا البيت محل وجود أو سكن الله، وكذلك الحال مع روح الله فإنها تشريف للروح بإضافتها إلى الله.
ويمكن فهم الآية بشكل آخر, وهو أن الله تعالى قال: (( قل الروح من أمر ربي )) [الإسراء:85], وقد أطلق الروح في الآية إطلاقاً وذكر معرفاً لها أنها من أمره, وقد عرف أمره بقوله: (( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء )) [يس:83], فبين أن كلمة الإيجاد التي هي الوجود من حيث انتسابه إليه تعالى وقيامه به لا من حيث انتسابه إلى العلل والأسباب الظاهرية، كذلك قال عن المسيح(ع): (( وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه )) [النساء:171] لما وهبه لمريم (عليها السلام) من غير الطرق العادية.
مركز الأبحاث العقائدية
تعليق