إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النظره القرآنيه لأهل البيت

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    الاخوه الكرام....السلام عليكم
    بعون الله تعالى نتمم الموضوع
    ان توقفنا عند قوله تعالى (
    انما يريد الله ) وتأملنا فيه , يطرح علينا سؤال هو: هل هذه الاراده - التي يريدها الله – هل هي تشريعية او تكوينيه ؟ !
    لابد لنا وقبل معرفة ذلك , لابد من معرفة الفرق - ولو اجمالا - بين هاتين الارادتين التشريعية والتكوينيه .
    الاراده التشريعيه / هي ما يريده الله تبارك وتعالى من تشريعات واحكام , فتحريم الخمر والميسر وغيرها من الفواحش , وايجاب الصلاة والزكاة والصوم وغيرها , يعني ان الله عز وجل يريد من الخلق ان يتركوا الخمر والميسر والفواحش , وان يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويصوموا , أي انه سبحانه وتعالى قد اراد منا بتشريعاته واحكامه وقوانينه ونظمه أن نترك الخمر ونترك الميسر ونترك الفواحش , ونقيم الصلاة ونؤتي الزكاة .
    لكن : هذه الاراده الالهيه يمكن ان تتخلف عن المراد , أي ان الله اراد ان نصلي ونصوم ونزكي , ولكن الكثير من الناس لايصلي ولايصوم ولايزكي,
    واراد الله منهم ان يتركوا شرب الخمر وان لايفعلوا الفواحش والميسر والمقامره وغيرها, بينما نرى ان هناك من يشرب الخمر ويرتكب الفواحش .
    وهذا يعني ان الله قد اراد شيء ولم يتحقق هذا الشيء, أي تخلف عن المراد.
    الاراده التكوينيه: وهي ارادة الله التي لا تتخلف عن المراد ,
    فقد اراد الله ان يخلقنا فخلقنا , واراد الله عز وجل ان يخلق السماوات والارض فخلقتا , أي ان الله تعالى حينما يريد لشيء ان يخلق فأن ذلك الشيء يخلق بمجرد ارادته تعالى لخلقه, وقد عبر القرآن الكريم عن هذه الاراده بقوله تعالى ( انما امره اذا اراد شيء ان يقول له كن فيكون )يس 82.
    ففي هذا المجال يكون متعلق الاراده تكون الشيء وتحققه وتجسده , والله سبحانه لأجل سعة قدرته , ونفوذ ارادته , لاتنفك ارادته عن مراده ولا امره التكويني عن متعلقه .
    واما اذا تعلقت ارادته سبحانه بتشريع الاحكام وتقنينها في المجتمع حتى يقوم المكلف مختارا بواجبه فهي حينئذ ارادة تشريعيه .
    ففي هذا المجال يكون متعلق الاراده تحقيقا هو التشريع والتقنين ,
    واما قيام المكلف بواجبه فهو من غايات التكليف ,ولأجل ذلك ربما تترتب عليه الغاية , وربما تنفك عنه , ولايوجب هذا الانفكاك خللا في ارادته سبحانه , لأنه ما اراد قيام المكلف بواجبه الا مختارا , فقيام المكلف بواجبه او عدم قيامه بذلك هو من شعب اختياره .
    ولكن هل ارادة الله عز وجل بأذهاب الرجس عن ( اهل البيت ) هي ارادة تشريعيه ام اراده تكوينيه ؟!
    يمكن تحديد هذه الاراده من خلال القرائن الموجوده في آية التطهير ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا ) , ومن هذه القرائن
    اولا/ ان الظاهر من الآيه هو تعلق ارادة خاصه بأذهاب الرجس عن اهل البيت , وهذه الخصوصي انما تتحقق لو كانت الاراده تكوينيه , اذ لو كانت تشريعيه لما اختصت بطائفة دون طائفه , لأن الهدف الاسمى من بعث الانبياء هو ابلاغ تشريعات الله ودساتيره الى الناس عامه , لا لأناس معينين ,
    ولأجل ذلك ترى انه سبحانه عندما شرع للمسلمين الوضوء والغسل بقوله تعالى ( يا ايها الذين آمنوا اذا قمتم الى الصلاةفأغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برءوسكم وارجلكم الى الكعبين وان كنتم جنبا فاطهروا.. ), علله بقوله تعالى ( ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون )المائده 6, قد خاطب الله سبحانه المؤمنين عامة وامرهم بالوضوء والغسل وعلل تشريعه العام بتطهيرهم واتمام نعمته عليهم .
    وهذا بخلاف آية التطهير , فأنها خصصت ارادة التطهير بجمع خاص تجمعهم كلمة ( اهل البيت ) وخصهم بالخطاب دون غيرهم , قال تعالى ( عنكم أهل البيت ) , أي لا غيركم.
    ثانيا / هناك عناية خاصه وبارزه في الآية المباركه هي شاهد قوي على ان المقصود بالارادة هي الارادة التكوينيه, ولو كانت هي الاراده التشريعيه لما كانت هناك عنايه بارزه بأهل البيت ومن وجوه هذه العناية:
    1/ ابتدأ عز وجل كلامه بأداة الحصر ( أنما ) , ولا معنى لهذا الحصر لو كانت الاراده تشريعيه لأنها غير محصوره بأناس مخصوصين .
    2 / عين تعالى متعلق ارادته بصورة الاختصاص فقال ( أهل البيت ) أي أخصكم أهل البيت .
    3 / قد بين متعلق ارادته بالتأكيد فقال سبحانه بعد قوله (ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ) قال ( ويطهركم ).
    4 / جاء سبحانه وتعالى بالمصدر نكره , ليدل على الاكبار , أي تطهيرا عظيما .
    5/ أن الآية المباركه هي في مقام المدح والثناء , فلو كانت الاراده اراده تشريعيه لما ناسب المدح والثناء .
    وآخر دعوانا ان الحمد للّـه رب العالمين، وصلى اللّـه على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.
    sigpic

    تعليق


    • #12
      بسم الله الرحمن الرحيم
      ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..



      الأخ القدير والمبدع الرائع السيد أحمد الخيّاط..
      بحث في غاية الروعة وهو كاف وشاف لمن له قلب..
      ولا يسعني إلاّ أن أقف إجلالاً وإكباراً للمجهود الرائع، والتفاني والاخلاص الظاهر في ثنايا هذه الصفحات المتلألئة في إظهار فكر أهل البيت عليهم السلام بأبهى صورة..
      فوفقك الله وأدام عليك هذه النعمة وجعلك من أنصار المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف ومن الذابين عنه..
      كيف لا وأنت من تلك السلالة الطيبة، فطبت وطابت أنفاسك الولائية وعذب منهلك...



      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X