نص الكتاب
بدء المطاف في تأليف الموسوعة
صرفت- بحمد اللّه و منه- شطرا من حياتي في رحاب مولاتي الزهراء عليها السّلام، و كان الحياة في ظلالها مليئة بالنور و الخير و الرحمة، و لا توجد حياة أجمل من اندماج الإنسان بعقله و شعوره و مزاجه و ذوقه مع فضائل و مناقب و أحاديث الزهراء عليها السّلام.
و لكنني مع ذلك أقدم اعتذاري إليك يا مولاتي، لأنني قد قصرت في خدمتك، و كان واجبي الحضور عند باب دارك الملكوتية قبل أن يقتحمها أهل السقيفة، و كان عليّ أن أدافع عن دارك في ذلك اليوم الذي انتهك فيه حرمتك، و كان عليّ أن آتي قبل ذلك اليوم فأقبل عتبة دارك و أقدم نفسي بين يديك لتقبليني أن أكون مدافعا عنك أو أحضر عند باب دارك قبل أن يقتحمها المعتدون لئلا أسمح لهم أن يصيبوك بجرح أو ينهالوا عليك بضرب.
نعم سيدتي،
ليت السياط التي انهالت عليك أصابت رأسي و صدري و جسمي و روحي قبل أن تصل إليك، و ليتني كنت أصل إلى باب دارك لأحول بينك و بين الطغاة و الظلمة و أمنع المنافقين من الوصول إلى عتبة دارك.
و لكن- للأسف- أخّرتني الدهور و عاقتني الأقدار مدة ألف و أربعمائة عاما و ما أدركت هذا و إنما أدركت الأمر بعد فوات الأوان.
و لهذا أعتذر إليك قائلا: سيدتي و مولاتي، إنني قد جئت متأخرا لهذه الخدمة و إن كان الأمر خارجا عن قدرتي و لكنني مع ذلك أشعر بالتقصير. فأقدّم بين يديك عذري و أعترف بتقصيري في ذلك.
و لا عجب سيدتي بعد أن لطم خدك و كسر ضلعك و سقط جنينك أن تبكي السموات و الأرضين و تعلن حدادها إلى يوم الجزاء، و لا عجب أن ينخسف القمر و تنكسف الشمس و يسودّ وجه النهار فيصبح كالليل البهيم، و أن يتكدّر الدهر و يتغيّر وجه الأرض تعبيرا عن حزنه و خجله و استحيائه مما حدث، و أن تلبس الأرض لباس الحزن و العزاء ثم تضطرب.
و حقيق بالمهاجرين و الأنصار و كل من في الأرض أن ينثروا الرماد على رؤوسهم و وجوههم و أن يصرخوا و يضجّوا مدى الدهر، و حقيق بالكعبة أن تلبس السواد مرة أخرى على ستارها الأسود لهذه الفجيعة التي حلت بك.
فيا سيدتي و مولاتي، إنني إن قصرت بحق من حقوقكم، فرجائي و أملي منكم أن تقبلوني في رحابكم، كما أنني أعيش حالة الانتظار لقدوم إمام هذه الأمة و قائم الأئمة ولدك الإمام المهدي عجل اللّه تعالى له و لنا الفرج، ليحدثنا عن فضائلك التي لم نسمعها من قبل و لم نجدها في الكتب و الآثار.
ملاحظات جلال:
ان سماحة الانصاري رحمة الله عليه يتاجر مع الله سبحانه وتعالى بمناجاته مع سيدتنا الصديقة الكبرى حينما يتمنى وجوده هناك ليدافع عن الصديقة الشهيدة صلوات الله عليها حيث ان المرء مع من احب كما في رواية جابر الانصاري :
بحارالأنوار 65 130 باب 18- الصفح عن الشيعة و شفاعة........
عن كتاب بشارة المصطفى: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَهْرَيَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبُرْسِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْقُرَشِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِي عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَيَادِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُدْرِكٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْمَكِّيِّ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ قَالَ خَرَجْتُ مَعَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ زَائِرَيْنِ قَبْرَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فَلَمَّا وَرَدْنَا كَرْبَلَاءَ دَنَا جَابِرٌ مِنْ شَاطِئِ الْفُرَاتِ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ ائْتَزَرَ بِإِزَارٍ وَ ارْتَدَى بِآخَرَ ثُمَّ فَتَحَ صُرَّةً فِيهَا سُعْدٌ فَنَثَرَهَا عَلَى بَدَنِهِ ثُمَّ لَمْ يَخْطُ خُطْوَةً إِلَّا ذَكَرَ اللَّهَ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَ الْقَبْرِ قَالَ أَلْمِسْنِيهِ فَأَلْمَسْتُهُ فَخَرَّ عَلَى الْقَبْرِ مَغْشِيّاً عَلَيْهِ فَرَشَشْتُ عَلَيْهِ شَيْئاً مِنَ الْمَاءِ فَأَفَاقَ ثُمَّ قَالَ يَا حُسَيْنُ ثَلَاثاً ثُمَّ قَالَ حَبِيبٌ لَا يُجِيبُ حَبِيبَهُ ثُمَّ قَالَ وَ أَنَّى لَكَ بِالْجَوَابِ وَ قَدْ شُحِطَتْ أَوْدَاجُكَ عَلَى أَثْبَاجِكَ وَ فُرِّقَ بَيْنَ بَدَنِكَ وَ رَأْسِكَ فَأَشْهَدُ أَنَّكَ ابْنُ النَّبِيِّينَ وَ ابْنُ سَيِّدِ الْمُؤْمِنِينَ وَ ابْنُ حَلِيفِ التَّقْوَى وَ سَلِيلِ الْهُدَى وَ خَامِسُ أَصْحَابِ الْكِسَاءِ وَ ابْنُ سَيِّدِ النُّقَبَاءِ وَ ابْنُ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ وَ مَا لَكَ لَا تَكُونُ هَكَذَا وَ قَدْ غَذَّتْكَ كَفُّ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَ رُبِّيتَ فِي حَجْرِ الْمُتَّقِينَ وَ رَضَعْتَ مِنْ ثَدْيِ الْإِيمَانِ وَ فُطِمْتَ بِالْإِسْلَامِ فَطِبْتَ حَيّاً وَ طِبْتَ مَيِّتاً غَيْرَ أَنَّ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ طَيِّبَةٍ لِفِرَاقِكَ وَ لَا شَاكَّةٍ فِي الْخِيَرَةِ لَكَ فَعَلَيْكَ سَلَامُ اللَّهِ وَ رِضْوَانُهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلَى مَا مَضَى عَلَيْهِ أَخُوكَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا ثُمَّ جَالَ بِبَصَرِهِ حَوْلَ الْقَبْرِ وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْأَرْوَاحُ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَاءِ الْحُسَيْنِ وَ أَنَاخَتْ بِرَحْلِهِ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَ آتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَ أَمَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَيْتُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ جَاهَدْتُمُ الْمُلْحِدِينَ وَ عَبَدْتُمُ اللَّهَ حَتَّى أَتَاكُمُ الْيَقِينُ وَ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ لَقَدْ شَارَكْنَاكُمْ فِيمَا دَخَلْتُمْ فِيهِ قَالَ عَطِيَّةُ فَقُلْتُ لِجَابِرٍ وَ كَيْفَ وَ لَمْ نَهْبِطْ وَادِياً وَ لَمْ نَعْلُ جَبَلًا وَ لَمْ نَضْرِبْ بِسَيْفٍ وَ الْقَوْمُ قَدْ فُرِّقَ بَيْنَ رُءُوسِهِمْ وَ أَبْدَانِهِمْ وَ أُوتِمَتْ أَوْلَادُهُمْ وَ أَرْمَلَتِ الْأَزْوَاجُ؟؟
فَقَالَ لِي : يَا عَطِيَّةُ سَمِعْتُ حَبِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه واله يَقُولُ مَنْ أَحَبَّ قَوْماً حُشِرَ مَعَهُمْ وَ مَنْ أَحَبَّ عَمَلَ قَوْمٍ أُشْرِكَ فِي عَمَلِهِمْ وَ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنَّ نِيَّتِي وَ نِيَّةَ أَصْحَابِي عَلَى مَا مَضَى عَلَيْهِ الْحُسَيْنُ وَ أَصْحَابُهُ خُذُوا بِي نَحْوَ أَبْيَاتِ كُوفَانَ فَلَمَّا صِرْنَا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ فَقَالَ لِي : يَا عَطِيَّةُ هَلْ أُوصِيكَ وَ مَا أَظُنُّ أَنَّنِي بَعْدَ هَذِهِ السَّفَرَةِ مُلَاقِيكَ أَحِبَّ مُحِبَّ آلِ مُحَمَّدٍ مَا أَحَبَّهُمْ وَ أَبْغِضْ مُبْغِضَ آلِ مُحَمَّدٍ مَا أَبْغَضَهُمْ وَ إِنْ كَانَ صَوَّاماً قَوَّاماً وَ ارْفُقْ بِمُحِبِّ آلِ مُحَمَّدٍ فَإِنَّهُ إِنْ تَزِلَّ لَهُمْ قَدَمٌ بِكَثْرَةِ ذُنُوبِهِمْ ثَبَتَتْ لَهُمْ أُخْرَى بِمَحَبَّتِهِمْ فَإِنَّ مُحِبَّهُمْ يَعُودُ إِلَى الْجَنَّةِ وَ مُبْغِضَهُمْ يَعُودُ إِلَى النَّارِ .
يا اماه لعن الله من ظلمك ومن اعتدى عليك منقلبا على عقبيه وانا اقول كما يقول الانصاري واعتقادي كاعتقاده وامنيتي كامنيته ........
بدء المطاف في تأليف الموسوعة
صرفت- بحمد اللّه و منه- شطرا من حياتي في رحاب مولاتي الزهراء عليها السّلام، و كان الحياة في ظلالها مليئة بالنور و الخير و الرحمة، و لا توجد حياة أجمل من اندماج الإنسان بعقله و شعوره و مزاجه و ذوقه مع فضائل و مناقب و أحاديث الزهراء عليها السّلام.
و لكنني مع ذلك أقدم اعتذاري إليك يا مولاتي، لأنني قد قصرت في خدمتك، و كان واجبي الحضور عند باب دارك الملكوتية قبل أن يقتحمها أهل السقيفة، و كان عليّ أن أدافع عن دارك في ذلك اليوم الذي انتهك فيه حرمتك، و كان عليّ أن آتي قبل ذلك اليوم فأقبل عتبة دارك و أقدم نفسي بين يديك لتقبليني أن أكون مدافعا عنك أو أحضر عند باب دارك قبل أن يقتحمها المعتدون لئلا أسمح لهم أن يصيبوك بجرح أو ينهالوا عليك بضرب.
نعم سيدتي،
ليت السياط التي انهالت عليك أصابت رأسي و صدري و جسمي و روحي قبل أن تصل إليك، و ليتني كنت أصل إلى باب دارك لأحول بينك و بين الطغاة و الظلمة و أمنع المنافقين من الوصول إلى عتبة دارك.
و لكن- للأسف- أخّرتني الدهور و عاقتني الأقدار مدة ألف و أربعمائة عاما و ما أدركت هذا و إنما أدركت الأمر بعد فوات الأوان.
و لهذا أعتذر إليك قائلا: سيدتي و مولاتي، إنني قد جئت متأخرا لهذه الخدمة و إن كان الأمر خارجا عن قدرتي و لكنني مع ذلك أشعر بالتقصير. فأقدّم بين يديك عذري و أعترف بتقصيري في ذلك.
و لا عجب سيدتي بعد أن لطم خدك و كسر ضلعك و سقط جنينك أن تبكي السموات و الأرضين و تعلن حدادها إلى يوم الجزاء، و لا عجب أن ينخسف القمر و تنكسف الشمس و يسودّ وجه النهار فيصبح كالليل البهيم، و أن يتكدّر الدهر و يتغيّر وجه الأرض تعبيرا عن حزنه و خجله و استحيائه مما حدث، و أن تلبس الأرض لباس الحزن و العزاء ثم تضطرب.
و حقيق بالمهاجرين و الأنصار و كل من في الأرض أن ينثروا الرماد على رؤوسهم و وجوههم و أن يصرخوا و يضجّوا مدى الدهر، و حقيق بالكعبة أن تلبس السواد مرة أخرى على ستارها الأسود لهذه الفجيعة التي حلت بك.
فيا سيدتي و مولاتي، إنني إن قصرت بحق من حقوقكم، فرجائي و أملي منكم أن تقبلوني في رحابكم، كما أنني أعيش حالة الانتظار لقدوم إمام هذه الأمة و قائم الأئمة ولدك الإمام المهدي عجل اللّه تعالى له و لنا الفرج، ليحدثنا عن فضائلك التي لم نسمعها من قبل و لم نجدها في الكتب و الآثار.
ملاحظات جلال:
ان سماحة الانصاري رحمة الله عليه يتاجر مع الله سبحانه وتعالى بمناجاته مع سيدتنا الصديقة الكبرى حينما يتمنى وجوده هناك ليدافع عن الصديقة الشهيدة صلوات الله عليها حيث ان المرء مع من احب كما في رواية جابر الانصاري :
بحارالأنوار 65 130 باب 18- الصفح عن الشيعة و شفاعة........
عن كتاب بشارة المصطفى: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَهْرَيَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبُرْسِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْقُرَشِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِي عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَيَادِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُدْرِكٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْمَكِّيِّ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ قَالَ خَرَجْتُ مَعَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ زَائِرَيْنِ قَبْرَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فَلَمَّا وَرَدْنَا كَرْبَلَاءَ دَنَا جَابِرٌ مِنْ شَاطِئِ الْفُرَاتِ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ ائْتَزَرَ بِإِزَارٍ وَ ارْتَدَى بِآخَرَ ثُمَّ فَتَحَ صُرَّةً فِيهَا سُعْدٌ فَنَثَرَهَا عَلَى بَدَنِهِ ثُمَّ لَمْ يَخْطُ خُطْوَةً إِلَّا ذَكَرَ اللَّهَ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَ الْقَبْرِ قَالَ أَلْمِسْنِيهِ فَأَلْمَسْتُهُ فَخَرَّ عَلَى الْقَبْرِ مَغْشِيّاً عَلَيْهِ فَرَشَشْتُ عَلَيْهِ شَيْئاً مِنَ الْمَاءِ فَأَفَاقَ ثُمَّ قَالَ يَا حُسَيْنُ ثَلَاثاً ثُمَّ قَالَ حَبِيبٌ لَا يُجِيبُ حَبِيبَهُ ثُمَّ قَالَ وَ أَنَّى لَكَ بِالْجَوَابِ وَ قَدْ شُحِطَتْ أَوْدَاجُكَ عَلَى أَثْبَاجِكَ وَ فُرِّقَ بَيْنَ بَدَنِكَ وَ رَأْسِكَ فَأَشْهَدُ أَنَّكَ ابْنُ النَّبِيِّينَ وَ ابْنُ سَيِّدِ الْمُؤْمِنِينَ وَ ابْنُ حَلِيفِ التَّقْوَى وَ سَلِيلِ الْهُدَى وَ خَامِسُ أَصْحَابِ الْكِسَاءِ وَ ابْنُ سَيِّدِ النُّقَبَاءِ وَ ابْنُ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ وَ مَا لَكَ لَا تَكُونُ هَكَذَا وَ قَدْ غَذَّتْكَ كَفُّ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَ رُبِّيتَ فِي حَجْرِ الْمُتَّقِينَ وَ رَضَعْتَ مِنْ ثَدْيِ الْإِيمَانِ وَ فُطِمْتَ بِالْإِسْلَامِ فَطِبْتَ حَيّاً وَ طِبْتَ مَيِّتاً غَيْرَ أَنَّ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ طَيِّبَةٍ لِفِرَاقِكَ وَ لَا شَاكَّةٍ فِي الْخِيَرَةِ لَكَ فَعَلَيْكَ سَلَامُ اللَّهِ وَ رِضْوَانُهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلَى مَا مَضَى عَلَيْهِ أَخُوكَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا ثُمَّ جَالَ بِبَصَرِهِ حَوْلَ الْقَبْرِ وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْأَرْوَاحُ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَاءِ الْحُسَيْنِ وَ أَنَاخَتْ بِرَحْلِهِ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَ آتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَ أَمَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَيْتُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ جَاهَدْتُمُ الْمُلْحِدِينَ وَ عَبَدْتُمُ اللَّهَ حَتَّى أَتَاكُمُ الْيَقِينُ وَ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ لَقَدْ شَارَكْنَاكُمْ فِيمَا دَخَلْتُمْ فِيهِ قَالَ عَطِيَّةُ فَقُلْتُ لِجَابِرٍ وَ كَيْفَ وَ لَمْ نَهْبِطْ وَادِياً وَ لَمْ نَعْلُ جَبَلًا وَ لَمْ نَضْرِبْ بِسَيْفٍ وَ الْقَوْمُ قَدْ فُرِّقَ بَيْنَ رُءُوسِهِمْ وَ أَبْدَانِهِمْ وَ أُوتِمَتْ أَوْلَادُهُمْ وَ أَرْمَلَتِ الْأَزْوَاجُ؟؟
فَقَالَ لِي : يَا عَطِيَّةُ سَمِعْتُ حَبِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه واله يَقُولُ مَنْ أَحَبَّ قَوْماً حُشِرَ مَعَهُمْ وَ مَنْ أَحَبَّ عَمَلَ قَوْمٍ أُشْرِكَ فِي عَمَلِهِمْ وَ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنَّ نِيَّتِي وَ نِيَّةَ أَصْحَابِي عَلَى مَا مَضَى عَلَيْهِ الْحُسَيْنُ وَ أَصْحَابُهُ خُذُوا بِي نَحْوَ أَبْيَاتِ كُوفَانَ فَلَمَّا صِرْنَا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ فَقَالَ لِي : يَا عَطِيَّةُ هَلْ أُوصِيكَ وَ مَا أَظُنُّ أَنَّنِي بَعْدَ هَذِهِ السَّفَرَةِ مُلَاقِيكَ أَحِبَّ مُحِبَّ آلِ مُحَمَّدٍ مَا أَحَبَّهُمْ وَ أَبْغِضْ مُبْغِضَ آلِ مُحَمَّدٍ مَا أَبْغَضَهُمْ وَ إِنْ كَانَ صَوَّاماً قَوَّاماً وَ ارْفُقْ بِمُحِبِّ آلِ مُحَمَّدٍ فَإِنَّهُ إِنْ تَزِلَّ لَهُمْ قَدَمٌ بِكَثْرَةِ ذُنُوبِهِمْ ثَبَتَتْ لَهُمْ أُخْرَى بِمَحَبَّتِهِمْ فَإِنَّ مُحِبَّهُمْ يَعُودُ إِلَى الْجَنَّةِ وَ مُبْغِضَهُمْ يَعُودُ إِلَى النَّارِ .
يا اماه لعن الله من ظلمك ومن اعتدى عليك منقلبا على عقبيه وانا اقول كما يقول الانصاري واعتقادي كاعتقاده وامنيتي كامنيته ........
تعليق