لعشاق نهج امير المؤمنين : ( ما الفرق بين الجملتين ) ؟

[السيد الحسيني]

بسم الله الرحمن الرحيم

جاء في نهج البلاغة الخطبة الاولى المقطع التالي الذي يحتوي على جملتين وهو :

( كائن لا عن حدث موجود لا عن عدم )

اذن فهنا جملتان :

فالجملة الاولى هي : كائن لا عن حدث .

والجملة الثانية هي : موجود لا عن عدم .

فالسؤال هو ما الفرق بين الجملتين ؟

[لبيك ثار الله]

بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب بعد البحث

والفرق بين الفقرتين الاوليتين " كائن لاعن حدث " و " موجود لا عن عدم " اذ ببدو ان معناهما واحد في نفيهما تجدد الوجود،


هو: ان الفقرة الاولى تنفى تجدد الحدوث الزمانى يعنى انه كائن منذ الازل،



والثانية نتفى التجدد الذاتى وتثبت وجوب وجوده "

[السيد الحسيني]

هو: ان الفقرة الاولى تنفى تجدد الحدوث الزمانى يعنى انه كائن منذ الازل،



والثانية نتفى التجدد الذاتى وتثبت وجوب وجوده "

جميل جدا احسنتم ، ولكن هنا يرد اكثر من سؤال :

السؤال الاول : ما معنى ( الحدوث الزماني والذاتي وما الفرق بينهما ) ؟ ليكون الكلام واضحا فيستفيد الجميع

السؤال الثاني : ما الشاهد او القرينة على ذلك ؟ والا قد يقال لا فرق بينهما .

السؤال الثالث : كما ان الرأي الذي ذكرتموه اختاره بعضهم ـ وهو ابن ابي الحديد ـ فثمة رأي آخر عكسه تماما اختاره بعضهم

ايضا ـ وهو ابن ميثم البحراني ـ حيث ذكر احتمالا حاصله ان العبارة الاولى لنفي الحدوث الذاتي والثانية نفي الحدوث الزماني

، فيطرح هنا سؤال لماذا تم اختيار ذلك الرأي دون هذا مثلا ؟

[لبيك ثار الله]

بسم الله الرحمن الرحيم
نرجوا الافاده لعدم وجود العلم بالاجابه
مأجورين

[السيد الحسيني]

أسألُ الله يسددكم ويوفقكم لما فيه الخير والصلاح كما وأساله ان ينفعكم بما علمكم ويعلمكم ما ينفعكم .

الجواب :

الحدوث الزماني هو :

هو ان يكون الشيء مسبوقا بالعدم في زمان ما وهو يختص بالزمان والزمانيات وبالموجودات المادية التي يحيط بها ويحدها الزمان والمكان اما المجرد فلا يشمله . اعطيكم مثالين عليه :
المثال الاول : يوم السبت مسبوق بيوم الجمعة ففي يوم الجمعة يمكننا ان نقول ان يوم السبت معدوم ، فيكون يوم السبت حادثا زمانيا لانه مسبوق بعدمه في يوم الجمعة السابق عليه زمانا ، وكالساعة الثانية بالنسبة للساعة الواحدة وهكذا.وهذا المثال لنفس الزمان . واما مثال الزمانيات فدونكم المثال الثاني.


المثال الثاني : كواقعة كربلاء بالنسبة لواقعة صفين مثلا فمقتل الحسين عليه السلام معدوم في ظرف واقعة صفين ، وكالسنة 1980 بالنسبة لزيد من الناس المولود في سنة 1985 فهو معدوم في سنة 1980 اذن فهو حادث زماني لإنه مسبوق بعدمه في ذلك الزمان وهذا المثال للزمانيات .

والحدوث الزماني كما قلنا مختص بالموجدات المادية المتحركة لان الزمان هو مقدار الحركة فما له حركة فله زمان وما لا حركة له فلا زمان له . هذا بالنسبة للحدوث الزماني .

وأما الحدوث الذاتي : فهو ـ باختصار ـ الاحتياج والفقر والحاجة للعلة الذي يلازمه الإمكان وهو كل شيء ما عدا الله تبارك وتعالى . وكل من الحدوث الزماني والذاتي محالان على الله تعالى لانه واجب الوجود .والحدوث الذاتي لا يختص بالموجدات المادية بل يشمل كل موجود سواء اكان ماديا ام لم يكن .