بسمه تعالى ,,
بعد ان وصلت رسالة مسلم بن عقيل(عليه السلام) إلى الإمام الحسين(عليه السلام) الذي كان في مكة قرر الإمام الخروج بقافلته مبتدءاً مرحلة جديدة من مراحل الثورة الخالدة.
فوقف في مكة وخطب في الناس بخطبة عظيمة وعرّفهم هدفه وخاتمة أمره وعزمه على المسير ودعاهم لنصرته التي هي نصرة الحق والعدالة فخرج الإمام في اليوم الثامن من ذي الحجة الذي يسمى يوم التروية وحلّ احرامه قبل يوم واحد من أتمام المناسك... لذلك بادر الكثير من الوجوه المعروفة بالتساؤل والتعجب من موقف الإمام (عليه السلام) فقالوا: ما الذي اعجلك يا أبا عبد الله ولم يبق من الحج الا يوم واحد؟!.
واجابهم الإمام (عليه السلام)بأجابات مختلفة كلٌ بحسبه وبحسب معرفته بالإمام. ونحن نعتقد ان أهم الأمور التي دعت إلى خروج الإمام هي:
1ـ علمه (عليه السلام) ان يزيد ارسل (30) شيطاناً من شياطين بني أمية وأمرهم بأغتيال الإمام في اثناء الحج (اقتلوه ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة) الأمر الذي سيقضي على كل ما خطط له الحسين (عليه السلام) وسيجهض الثورة قبل ولادتها.
2ـ تعميق فكرة الثورة في نفوس المسلمين. فالإمام خرج مع اصحابه وبقافلته في وقت كانت الناس تتوافد من كل صوب إلى مكة. مما سيجعل من كل مسلم أمام حالة غير عادية ومخالفة بحسب الظاهر. فيدعوه ذلك للتساؤل عن هذه الحالة وسيعرف حينها ان الحسين (عليه السلام) يحتج على النظام الحاكم ويخالفه وهو خارج لأجل أحقاق الحق ودفع الباطل.
فالإمام (عليه السلام) وجه رسالته لكل مسلم عن طريق هذا الخروج المفاجئ.
اراد الحسين (عليه السلام) ان يقول ان الحج الحقيقي له سيكون في كربلاء لانه حج سيحيى به الدين ولولا هذا الحج لما بقي ذلك النفير المتجدد في كل عام.
فأدىالحسين (عليه السلام)مناسكه في كربلاء فسعى وطاف وابتهل وقصر وضحى.
فما اعظمك يا ابا عبد الله...
فحقاً ان اكبر مدرسة هي مدرسة الامام الحسين (عليه السلام) ففي كل حركه و كل كلمة هناك درس ...
درس عظيم ياخذنا الى حيث يسير الركب ... القافلة التى لم تكمل حجتها لتحج حجاً اخر من نوعاً لا يقل رفعة و سمواً
عن الحج المفروض في مكه عند بيت الله الحرام ... حجة هناك في كربلاء في تلك الارض القفراء لا ماء و لا كلاء ..
و لكن ايماناً و يقين , حباً و اخلاص للمولى عز وجل يفوق اي وصف ...
في خروج الامام الحسين (عليه السلام) تتجلى كل معانى العزة و الشموخ , الشجاعة و الكرامه ..
خرج عليه السلام ليعلى كلمة الحق .. ليحفظ حرمة البيت ..
ليبين للجميع اى ظالماً يتربع على عرش الدولة الاسلاميه ...
ليقيم الدين و ان كانت حياته الثمن
( ان كان دين محمداً لم يستقم الا بقتلى ياسوف خذينى )
فسلام الله عليك يا ابا عبد الله و على الارواح التى حلت بفناك و اناخت برحلك
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أحرم الحجاج عن لذاتهم بعض الشهور
وانا المحرم عن لذاته كل الدهور
كيف لا احرم دأباً ناحراً هدي السرور
وانا في مشعر الحزن على رزء الحسين
***
حق للشارب من زمزم حب المصطفى
ان يرى حق بنيه حرماً معتكفا
ويواسيهم والا حاد عن باب الصفا
وهو من اكبر حوبٍ عند رب الحرمين
***
فمن الواجب عيناً لبس سربال الاسى
واتخاذ النوح ورداً كل صبح ومسا
واشتعال القلب احزاناً تذيب الانفسا
وقليل تتلف الارواح في رزء الحسين
***
لست انساه طريداً عن جوار المصطفى
لائذاً بالقبة النوراء يشكوا اسفا
***
ضمني عندك يا جداه في هذا الضريح
علني ياجد من بلوى زماني استريح
ضاق بي ياجد من فرط الاسى كل فسيح
فعسى طود الاسى يندك بين الدكتين
***
جد صفو العيش من بعدك بالاكدار شيب
وأشاب الهم رأسي قبل اُبان المشيب
فعلا من داخل القبر بكاء ونحيب
ونداء بافتجاع يا حبيبي ياحسين
***
انت ياريحانة القلب حقيق بالبلاء
انما الدنيا اعدت لبلاء النبلاء
نسالكم الدعاء
تعليق