بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
.
حينما نمعن النظر في مواقف أنصار الامام الحسين ع
يوم العاشر من المحرم سنجد الكثير من المفاهيم الإسلامية السامية قد طبقت أروع تطبيق وشيدت بأجمل صورة، وما أرقى الوصف الذي جاء بحقهم على لسان الإمام الحسين(ع) حيث قال: (أما بعد، فاني لا اعلم أصحابا اوفي ولا خيرا من أصحابي..).
ونحن لأجل ذلك نريد ان نستوحي من أصحاب الحسين(ع) الذين استشهدوا بين يديه عبرا موجزة ، والتي رسمت جانبا من لوحة الطف العريقة.
علينا ان ندقق النظر جيدا في كل موقف من مواقف هؤلاء المخلصين، ونحاول ان نستفيد من هذه المواقف في حياتنا
الصلاة عمود الدين:
أكدت الشريعة المقدسة على أهمية الصلاة تأكيدا كبيرا، فجعلتها عمود الدين ومقياسا لقبول الأعمال ولجاما عن ركوب المنكر، وجعلت الاستخفاف بها جريمة تحرم صاحبها شفاعة الشافعين.
ولقد جسد أبو ثمامة بن عبد الله الصائدي(رض) عنوان علاقة المتقين بالصلاة، فلم تشغله الشدائد والمحن التي أحاطت به عن ذكرها والاشتياق إليها، إذ قال للإمام الحسين(ع) ظهيرة عاشوراء: (يا أبا عبد الله نفسي لك الفداء، إني أرى هؤلاء قد اقتربوا منك، ولا والله لا تُقتل حتى اُقتل دونك إن شاء الله، وأحب أن ألقى ربي وقد صليت هذه الصلاة التي دنا وقتها).
أليس عجيبا أن لا يذهل المرء عن صلاته وهو في وسط تلك الرزايا الحالكة التي يتبع بعضها بعضا، ويغشى بعضها وجه بعض؟!
إن الوقائع في يوم الطف شهدت بأن ذلك ليس بعزيز عند رجل نبتت روحه في محبة الله، وترعرعت أعضاؤه على طاعة الله، فعكفت همته على مرضاته وسكنت إلى ذكره واشتاقت إلى لقائه، وذلك هو أبو ثمامة الذي قال له الحسين(ع): (ذكرت الصلاة.. جعلك الله من المصلين الذاكرين..)[1].
نفحة من التوبة:
إن التوبة التي فتحها الله سبحانه لعباده في الدنيا باب من أهم أبواب الرحمة الإلهية، فالتوبة النصوح لها آثار عجيبة في انقلاب الكيان الإنساني من الظلمات إلى النور، كما أن لها نتائج عظيمة على مستوى العطاء الذي لا يستطيع المرء بذله قبل التوبة إطلاقا.
ومن أشهر الرموز التي جسدت هذه الحالة في يوم العاشر الحر بن يزيد الرياحي(رض) أول المستشهدين من أصحاب الحسين(ع)[2].
إن الحر بن يزيد(رض) كان من قواد جيش ابن زياد، وله مكانة عظيمة بين قومه، كما انه كان يرى واضحا أن الحسين(ع) وأصحابه مقتولين لا محالة، ولكنه بالرغم من كل ذلك فارق الدنيا سريعا إلى الآخرة، وعجّل إلى الحسين(ع) خائفا من ألا تقبل توبته وهو يقول: (إني قد جئتك تائبا مما كان مني إلى ربي ومواسيا لك بنفسي حتى أموت، افترى ذلك لي توبة؟)...
لذا فانه مهما كان التقصير الذي اقترفه الإنسان خلال حياته، فانه مدعو في كل لحظة من حياته إلى ان ينقلب من الظلمات إلى النور من خلال التوبة النصوح، والتطهر الفعلي من آثار السيئات، وتقديم مرضاة الله على ما سواها، والله سبحانه كفيل ان يجعله في زمرة أوليائه الذين يحبهم بشهادة قوله: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)...
قال الحسين(ع) للحر الرياحي في عاشوراء: (نعم، يتوب الله عليك..)...
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
.
حينما نمعن النظر في مواقف أنصار الامام الحسين ع
يوم العاشر من المحرم سنجد الكثير من المفاهيم الإسلامية السامية قد طبقت أروع تطبيق وشيدت بأجمل صورة، وما أرقى الوصف الذي جاء بحقهم على لسان الإمام الحسين(ع) حيث قال: (أما بعد، فاني لا اعلم أصحابا اوفي ولا خيرا من أصحابي..).
ونحن لأجل ذلك نريد ان نستوحي من أصحاب الحسين(ع) الذين استشهدوا بين يديه عبرا موجزة ، والتي رسمت جانبا من لوحة الطف العريقة.
علينا ان ندقق النظر جيدا في كل موقف من مواقف هؤلاء المخلصين، ونحاول ان نستفيد من هذه المواقف في حياتنا
الصلاة عمود الدين:
أكدت الشريعة المقدسة على أهمية الصلاة تأكيدا كبيرا، فجعلتها عمود الدين ومقياسا لقبول الأعمال ولجاما عن ركوب المنكر، وجعلت الاستخفاف بها جريمة تحرم صاحبها شفاعة الشافعين.
ولقد جسد أبو ثمامة بن عبد الله الصائدي(رض) عنوان علاقة المتقين بالصلاة، فلم تشغله الشدائد والمحن التي أحاطت به عن ذكرها والاشتياق إليها، إذ قال للإمام الحسين(ع) ظهيرة عاشوراء: (يا أبا عبد الله نفسي لك الفداء، إني أرى هؤلاء قد اقتربوا منك، ولا والله لا تُقتل حتى اُقتل دونك إن شاء الله، وأحب أن ألقى ربي وقد صليت هذه الصلاة التي دنا وقتها).
أليس عجيبا أن لا يذهل المرء عن صلاته وهو في وسط تلك الرزايا الحالكة التي يتبع بعضها بعضا، ويغشى بعضها وجه بعض؟!
إن الوقائع في يوم الطف شهدت بأن ذلك ليس بعزيز عند رجل نبتت روحه في محبة الله، وترعرعت أعضاؤه على طاعة الله، فعكفت همته على مرضاته وسكنت إلى ذكره واشتاقت إلى لقائه، وذلك هو أبو ثمامة الذي قال له الحسين(ع): (ذكرت الصلاة.. جعلك الله من المصلين الذاكرين..)[1].
نفحة من التوبة:
إن التوبة التي فتحها الله سبحانه لعباده في الدنيا باب من أهم أبواب الرحمة الإلهية، فالتوبة النصوح لها آثار عجيبة في انقلاب الكيان الإنساني من الظلمات إلى النور، كما أن لها نتائج عظيمة على مستوى العطاء الذي لا يستطيع المرء بذله قبل التوبة إطلاقا.
ومن أشهر الرموز التي جسدت هذه الحالة في يوم العاشر الحر بن يزيد الرياحي(رض) أول المستشهدين من أصحاب الحسين(ع)[2].
إن الحر بن يزيد(رض) كان من قواد جيش ابن زياد، وله مكانة عظيمة بين قومه، كما انه كان يرى واضحا أن الحسين(ع) وأصحابه مقتولين لا محالة، ولكنه بالرغم من كل ذلك فارق الدنيا سريعا إلى الآخرة، وعجّل إلى الحسين(ع) خائفا من ألا تقبل توبته وهو يقول: (إني قد جئتك تائبا مما كان مني إلى ربي ومواسيا لك بنفسي حتى أموت، افترى ذلك لي توبة؟)...
لذا فانه مهما كان التقصير الذي اقترفه الإنسان خلال حياته، فانه مدعو في كل لحظة من حياته إلى ان ينقلب من الظلمات إلى النور من خلال التوبة النصوح، والتطهر الفعلي من آثار السيئات، وتقديم مرضاة الله على ما سواها، والله سبحانه كفيل ان يجعله في زمرة أوليائه الذين يحبهم بشهادة قوله: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)...
قال الحسين(ع) للحر الرياحي في عاشوراء: (نعم، يتوب الله عليك..)...
تعليق