بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشْرَفِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ الْطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين ..
جعل الله تعالى الأبواب للخير مفتّحة على أوسعها والفرص متعددة وكثيرة والمغانم متيسرة ويسيرة للارتقاء الى درجات الجنان والفوز برضا الرحمن
ولعل من أيسر الطرق هو الصوم فالصوم لا يحتاج المرء فيه الى تعلم مفردات كثيرة
كما قد يحتاجها في معظم العبادات كالصلاة والحج والخمس والزكاة وبعض أبواب الطهارة وغيرهما
ثم ان الصوم لعله من اكثر العبادات بعداً عن الرياء لكون كثير من الصائمين لا يعلم بهم غيرهم
وقد نقل عن بعض الصالحين أنه كان يصوم ولا يعلم به حتى أهل بيته حيث أن من كان معه في العمل يتصور أنه يتناول طعامه في منزله عند رجوعه الى المنزل ظهراً
وكان أهل بيته يتصورون أنه كان يتناول طعامه في محل عمله وهكذا بقي على هذا الحال
اذن فالصوم عبادة وتربية
أما من لايتمكن من الصوم دائماً فإن أهل البيت(عليهم السلام) أعطوه الطريق والمنهج اليسير مع الأجر الكبير والثواب الجزيل وهو أن يصوم بعض الأيام ويفطر أخرى بطريقة معينة .
عن حماد بن عثمان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
« صام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى قيل: ما يفطر، ثم أفطر حتى قيل: ما يصوم، ثم صام صوم داود (عليه السلام) يوما ويوما لا، ثم قبض (عليه السلام) على صيام ثلاثة أيام في الشهر، وقال:
" يعدلن صوم الدهر ، ويذهبن بوحر الصدر "
(وقال حماد: الوحر : الوسوسة) ، قال حماد، فقلت:
وأي الايام هي؟ قال (عليه السلام) :
" أول خميس في الشهر، وأول أربعاء بعد العشر منه، وآخر خميس فيه "
فقلت: وكيف صارت هذه الايام التي تصام؟ فقال (عليه السلام) :
" لأن من قبلنا من الاُمم كانوا إذا نزل على أحدهم العذاب نزل في هذه الايام، (فصام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه الايام، لانها الايام المخوفة "(1)
عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
« إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سُئل عن صوم خميسين بينهما أربعاء فقال:
"أما الخميس فيوم تعرض فيه الاعمال، وأما الاربعاء فيوم خلقت فيه النار، وأما الصوم فجنة " »(2)
وعن أبي بصير، عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) ـ في حديث ـ قال:
« قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لاصحابه يوماٌ :
" أيكم يصوم الدهر؟ "
فقال سلمان: أنا يارسول الله، فقال رجل لسلمان: رأيتك في أكثر نهارك تأكل، فقال: ليس حيث تذهب، إني أصوم الثلاثة في الشهر قال الله عز وجل (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا )(3) وأصل شعبان بشهر رمضان، فذلك صوم الدهر
وفيه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال للرجل: أنى لك بمثل لقمان الحكيم، سله فإنه ينبئك »(4)
____________________________
(1) وسائل الشيعة - الحر العاملي - (10 / 415)
(2) وسائل الشيعة - الحر العاملي - (10 / 415)
(3) الانعام : 160.
(4) وسائل الشيعة - الحر العاملي - (10 / 421)
نسأل الله تعالى أن يوفّقنا وإيّاكم للفوز برضوانه مع مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ الطَّاهِرِين
تعليق