بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشْرَفِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ الْطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين ..
بعض من الناس يصبح وليس له همّ ألا كيف يشبع غرائزه ويرضي شهواته وكيف يكسب أكثر وأكثر ولو بطرق غير مشروعة وغير محللة وهو غير ملتفت الى عواقب أفعاله وكيف ستصير الأمور
فيغفل أو يتغافل بأن وراءه حساب في يوم القيامة " فِي يَومٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ "(1) وتعرض فيه الأعمال وتفتضح السرائر وتبدو فيه الأفعال ، فيأخذ المحسن ثوابه ، وينال المسيء عقابه ويساق المؤمنون الى الجنة زمراً ويساق الكافرون الى جهنم زمراً ..
وتكون منازل الجنة ومنازل النار على قدر أعمال أهلها ويكون الثواب والعقاب على حجم العمل الذي يأتي به العامل فمن أتى باعمال صالحة اكثر كان ثوبه أكثر
ومن أتى بأوزار أكثر كان عقابه أشد الا أن تدركه رحمة ربه ...
فيكون الناس يوم القيامة على أصناف ، ومن هذه الأصناف صنف لا يشمون ريح الجنة ولو من بعيد وبعيد جداً وهذا يعني أنهم لا يطمعون بالجنة بعد حين قريب أو لا يتوقعون دخولها أصلاً الا أن تدركهم رحمة ربهم !!
فمن هؤلاء الأصناف ؟؟
عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال:
« قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
" أخبرني جبرئيل (عليه السلام) :
( أن ريح الجنّة توجد من مسيرة ألف عام، ما يجدها عاقٌّ ، ولا قاطعُ رحمٍ ، ولا شيخٌ زانٍ، ولا جارٍّ إزارَهُ خيلاءً ، ولا فنّانٌ(2) ولا منّانٌ ولا جعظريٌّ، قال: قلت: فما الجعظريّ ؟ قال: الذي لا يشبعُ من الدنيا " »
وفي حديث آخر:
" ولا حيوفٌ ، وهو النباش، ولا زنوفٌ ، وهو المخنث ولا جواضٌ ولا جعظريٌّ ، وهو الذي لا يشبعُ من الدنيا ) "(3)
فلنحذر أخوتي أخواتي الكرام من أعمالهم ولنحرص على الابتعاد واليقضة من أن تكون فينا أحدى صفاتهم - والعياذ بالله - دون أن نشعر !!!
فلنراجع أنفسنا قبل فوات الأوان ..
___________________________________
(1) [المعارج : 4]
(2) أي ذو فنون من الخدع وفي المصدر: فتان، وقرئ قتات
(3) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (70 / 103)
تعليق