كان عدد من الصحابة يحرصون على مجالسة النبي(صلى الله عليه وآله) ويغتنمون فرصة الاختلاء به وسؤاله عما يريدون والتزود من معين علمه الصافي والتنور بنور وجهه والتخلق بجميل أخلاقه
ومن هؤلاء الصحابة أبو ذر الغفاري وسلمان المحمدي (رضوان الله عليهما ) لذا صار هذان الصحابيان وامثالهما مرجعا لكثير من الناس بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وآله) خصوصا بعد تغييب دور أهل البيت (عليهم السلام) عن الساحة ، فصار الناس يسألونهم وهم يجيبون وفي بعض الأحيان هم يبادرون بذكر أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله ) للناس .
ومن أحايث أبي ذر هذا الحديث
عن أبي ذر - رحمه الله - قال: دخلت يوما على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو في المسجد جالس وحده فاغتنمت خلوته فقال (صلى الله عليه وآله) لي:
" يا أبا ذر إن للمسجد تحية "
قلت: وما تحيته ؟ قال (صلى الله عليه وآله) :
" ركعتان تركعهما "
فقلت: يا رسول الله إنك أمرتني بالصلاة، فما الصلاة ؟
قال (صلى الله عليه وآله) :
" خير موضوع ، فمن شاء أقل ومن شاء أكثر "
قلت: يارسول الله أي الاعمال أحب إلى الله عزوجل ؟
فقال (صلى الله عليه وآله) :
"إيمان بالله ، وجهاد في سبيله "
[قلت أي المؤمنين أكمل إيمانا ؟ قال (صلى الله عليه وآله) :
" أحسنهم خلقاً "
قلت: وأي المؤمنين أفضل ؟ قال (صلى الله عليه وآله) :
" من سلم المسلمون من لسانه ويده "
قلت وأي الهجرة أفضل ؟ قال (صلى الله عليه وآله) :
" من هجر السوء " ]
قلت: فأي الليل أفضل ؟ قال (صلى الله عليه وآله) :
" جوف الليل الغابر "
قلت: فأي الصلاة أفضل ؟ قال (صلى الله عليه وآله) :
" طول القنوت "
قلت: فأي الصدقة أفضل ؟ قال (صلى الله عليه وآله) :
" جهد من مقل إلى فقير في سر "
قلت: ما الصوم ؟ قال (صلى الله عليه وآله) :
" فرض مجزي وعند الله أضعاف كثيرة "
قلت: فأي الرقاب[ الزكاة] أفضل ؟ قال (صلى الله عليه وآله) :
" أغلاها ثمناً وأنفسها عند أهلها "
قلت: فأي الجهاد أفضل ؟ قال (صلى الله عليه وآله) :
" من عقر جواده واهريق دمه في سبيل الله "
قلت:فأي آية أنزلها الله عليك أعظم ؟ قال (صلى الله عليه وآله) :
" آية الكرسي "
الأمالي للشيخ الطوسي ص : 540 - بحار الأنوار - (74 / 70)
رحم الله أبا ذر وكل الذين أخلصوا النية للاسلام وجاهدوا في سبيل أعلاء كلمة
( لا إله الا الله )
تعليق