بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) الأخلاص)
أن معنى البحث في معرفة اللّه عز وجل ومعرفة صفاته , هو ان ننزهه تعالى عن المثيل والشبيه ونعده اكبر من القياس والظن والوهم ,وان نلتفت الى ان الاوصاف التي نصفه بها يجب ان تكون خالية من كل عيب ونقص وعارض مادي وجسماني وامكاني , لأنه سبحانه (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) الشورى) أي هو : ليس كمثله شي فيما نعرفه وما لانعرفه ,فهو تعالى ليس له نظير من اي جهة , وذلك لانه وجود مستقل بذاته ولا نهاية له وغير محدود من جميع الجهات , لا في علمه , ولا في قدرته , ولا في حياته ,ولا في ارادته.
البحث عن اللّه سبحانه امر فطري تسنده الدلائل العقلية فكما ان العطاشى ينطلقون للبحث عن الماء بدافع ذاتي وآخر عقلي نابع من استدلالهم على توقف حياتهم على الماء فكذلك الانسان يبحث عن الكمال المطلق الذي هو ذات الباري , وذلك لانه - الانسان - مجبول على عشق الكمال .
ان أدراك وجود الله عز وجل أمر يسير أذا استخدم الانسان فكره , فانه - أدراك وجود الله عز وجل - بسبب دلائله الواضحة , وعلى الاخص الدلائل النابعة من التفكر باسرار الخلق , فليس بالامر العسير او المعقد.
اما العسير والمعقد فهو الوصول الى معرفة اللّه , لان نفس مخلوقات الطبيعة التي تعد افضل دليل ومرشد للانسان في مسير ادراك وجود اللّه , يمكنها ان تخدعه في سلوكه الى معرفة اللّه, وتجره الى هاوية القياس والتشبيه الخطرة
ويجب الالتفات الى نقطة مهمه , وهي :
ان صفاته تعالى كذاته غير متناهية , واسماؤه التي توضح صفاته لا تعد ولا تحصى ايضا , لان كل اسم من اسمائه عز وجل يدل على احد كمالات ذاته المقدسة , فذاته غير محدودة , وكمالاته غير محدودة ,
كذلك ومن البديهي ان الصفات الكمالية والاسماء التي تحكي عنها لاحصر لها ايضا , لكن مع ذلك فان قسما من هذه الاسماء والصفات تعد اصولا , وما سواها فهو فرع من تلك الاصول .
فمثلا كون اللّه سبحانه وتعالى (سميعا) و (بصيرا) , فهذا يعد فرعا من علمه عز وجل , لان المقصود هو اطلاعه على المسموعات والمشهودات لا امتلاكه للعين والاذن .
وكذلك كونه تعالى (ارحم الراحمين ) و (اشد المعاقبين ), فهذه الصفات متفرعة من حكمته سبحانه, وذلك لان الحكمة هي التي تقتضي ان يرسل رحمته في مكان ونقمته في مكان آخر.
ان فهم وادراك صفاته عز وجل صعب للغاية , وذلك لأننا نمتلك في مرحلة ادراك وجود اللّه ادلة بعدد نجوم السماء واوراق الاشجار وانواع النباتات والحيوانات , بل بعدد خلايا كل نبات وحيوان , وبعدد ذرات الكون , وكلها تدل على اصل وجوده عز وجل .
وبما ان سلوك الطريق الصحيح المتمثل بتنزيهه عز وجل عن صفات مخلوقاته وترك تشبيهه تعالى بمخلوقاته هو الشرط الاول في معرفة صفاته , فان الموضوع يتعقد.
والدليل على ذلك واضح ايضا , فقد ترعرعنا في حضن الطبيعة وتطبعنا عليها , وكل مارايناه وسمعناه ينحصر بهذه الحوادث الطبيعية , وهذه الطبيعة بذاتها اعانتنا على معرفة اللّه ايضا.
لكننا عندما نصل الى بحث صفاته تعالى , فاننا لانجد حتى صفة واحدة من صفاته يمكن قياسها ومقارنتها بما رايناه وسمعناه , وذلك لان صفات المخلوقين ينقصها الكمال دائما , وصفاته عز وجل منزهة عن اي نقص وهي عين الكمال .
وعليه فان نفس هذه الطبيعة التي تعتبر افضل معين ومرشد لنا في طريق معرفة وادراك وجوده تعالى , تصبح عائقا لنا في طريق معرفة صفاته عز وجل فقد نفى سبحانه عن ذاته المقدسة جميع صفات المخلوقات وعوارض الموجودات المختلفة واي لون من المحدودية والنقص والتغير والتحول , التي هي من عوارض الممكنات.
وللموضوع تتمه نكمله أن شاء الله
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) الأخلاص)
أن معنى البحث في معرفة اللّه عز وجل ومعرفة صفاته , هو ان ننزهه تعالى عن المثيل والشبيه ونعده اكبر من القياس والظن والوهم ,وان نلتفت الى ان الاوصاف التي نصفه بها يجب ان تكون خالية من كل عيب ونقص وعارض مادي وجسماني وامكاني , لأنه سبحانه (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) الشورى) أي هو : ليس كمثله شي فيما نعرفه وما لانعرفه ,فهو تعالى ليس له نظير من اي جهة , وذلك لانه وجود مستقل بذاته ولا نهاية له وغير محدود من جميع الجهات , لا في علمه , ولا في قدرته , ولا في حياته ,ولا في ارادته.
البحث عن اللّه سبحانه امر فطري تسنده الدلائل العقلية فكما ان العطاشى ينطلقون للبحث عن الماء بدافع ذاتي وآخر عقلي نابع من استدلالهم على توقف حياتهم على الماء فكذلك الانسان يبحث عن الكمال المطلق الذي هو ذات الباري , وذلك لانه - الانسان - مجبول على عشق الكمال .
ان أدراك وجود الله عز وجل أمر يسير أذا استخدم الانسان فكره , فانه - أدراك وجود الله عز وجل - بسبب دلائله الواضحة , وعلى الاخص الدلائل النابعة من التفكر باسرار الخلق , فليس بالامر العسير او المعقد.
اما العسير والمعقد فهو الوصول الى معرفة اللّه , لان نفس مخلوقات الطبيعة التي تعد افضل دليل ومرشد للانسان في مسير ادراك وجود اللّه , يمكنها ان تخدعه في سلوكه الى معرفة اللّه, وتجره الى هاوية القياس والتشبيه الخطرة
ويجب الالتفات الى نقطة مهمه , وهي :
ان صفاته تعالى كذاته غير متناهية , واسماؤه التي توضح صفاته لا تعد ولا تحصى ايضا , لان كل اسم من اسمائه عز وجل يدل على احد كمالات ذاته المقدسة , فذاته غير محدودة , وكمالاته غير محدودة ,
كذلك ومن البديهي ان الصفات الكمالية والاسماء التي تحكي عنها لاحصر لها ايضا , لكن مع ذلك فان قسما من هذه الاسماء والصفات تعد اصولا , وما سواها فهو فرع من تلك الاصول .
فمثلا كون اللّه سبحانه وتعالى (سميعا) و (بصيرا) , فهذا يعد فرعا من علمه عز وجل , لان المقصود هو اطلاعه على المسموعات والمشهودات لا امتلاكه للعين والاذن .
وكذلك كونه تعالى (ارحم الراحمين ) و (اشد المعاقبين ), فهذه الصفات متفرعة من حكمته سبحانه, وذلك لان الحكمة هي التي تقتضي ان يرسل رحمته في مكان ونقمته في مكان آخر.
ان فهم وادراك صفاته عز وجل صعب للغاية , وذلك لأننا نمتلك في مرحلة ادراك وجود اللّه ادلة بعدد نجوم السماء واوراق الاشجار وانواع النباتات والحيوانات , بل بعدد خلايا كل نبات وحيوان , وبعدد ذرات الكون , وكلها تدل على اصل وجوده عز وجل .
وبما ان سلوك الطريق الصحيح المتمثل بتنزيهه عز وجل عن صفات مخلوقاته وترك تشبيهه تعالى بمخلوقاته هو الشرط الاول في معرفة صفاته , فان الموضوع يتعقد.
والدليل على ذلك واضح ايضا , فقد ترعرعنا في حضن الطبيعة وتطبعنا عليها , وكل مارايناه وسمعناه ينحصر بهذه الحوادث الطبيعية , وهذه الطبيعة بذاتها اعانتنا على معرفة اللّه ايضا.
لكننا عندما نصل الى بحث صفاته تعالى , فاننا لانجد حتى صفة واحدة من صفاته يمكن قياسها ومقارنتها بما رايناه وسمعناه , وذلك لان صفات المخلوقين ينقصها الكمال دائما , وصفاته عز وجل منزهة عن اي نقص وهي عين الكمال .
وعليه فان نفس هذه الطبيعة التي تعتبر افضل معين ومرشد لنا في طريق معرفة وادراك وجوده تعالى , تصبح عائقا لنا في طريق معرفة صفاته عز وجل فقد نفى سبحانه عن ذاته المقدسة جميع صفات المخلوقات وعوارض الموجودات المختلفة واي لون من المحدودية والنقص والتغير والتحول , التي هي من عوارض الممكنات.
وللموضوع تتمه نكمله أن شاء الله
تعليق