أهلا وسهلا بكم في منتدى الكـــفـيل
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة
التعليمات
كما يشرفنا أن تقوم
بالتسجيل ،
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
الشبهة الثالثة : بيعة المختار لابن الزبير رغم عدائه لأهل البيت(عليهم السلام)
وفي الرد على ذلك نقول :
1 - إن ابن الزبير ادعى في بداية ثورته الثأر لأهل البيت(عليهم السلام) من بني أمية وهذه كانت غاية المختار وامنيته فكانت احدى اسباب بيعة المختار لابن الزبير هذه الغاية
2 - ان بني أمية كانوا يمثلون الخطر الأكبر على الاسلام والمسلمين على حد سواء ، لذلك قرر المختار الانظمام لابن الزبير لمواجهة سلطة بني امية حيث كان يرى المختار أن خطر بني أمية اشد من خطر ابن الزبير لأن بني أمية لم يكونوا يحترموا اي مقدسات أو أعراف أو تقاليد وان كان ابن الزبير على شاكلتهم لكنه كان يتظاهر باحترامه للمقدسات والمثل .
3 – بعد توسع سلطة ابن الزبير رأى المختار نفسه مضطراً لمبايعته ولو مؤقتاً لأنه ان لم يبايع باختياره وهو في موقع القوة سيبايع مضطراً وهو في موقف الضعيف .
4 – كانت بيعية المختار لابن الزبير بشروط فرضها المختار على ابن الزبير اعطت للمختار صلاحيات واسعة عند ابن الزبير وحرية كبيرة للتحرك في حكومته .
5 – بعد ان رأى المختار كذب ومكر ابن الزبير وخديعته للناس وزيف شعاراته قرر نقض بيعته له والرجوع الى الكوفة .
وقد اثيرت شبهات وتسؤلات حول المختار وثورته نشير الى بعضاً منها ونحاول الرد عليها باختصار :
الشبهة الأولى :
التشكيك بولاء المختار لأهل البيت(عليهم السلام) :
وهذا الامر مدفوع بأمور عديدة ، منها :
1 – مبايعته للامام الحسين(عليه السلام) على يد مسلم بن عقيل (رضوان الله عليه) وايواؤه لمسلم بن عقيل وجعل بيته مركزا لاجتماع الناس لمبايعة مسلم بن عقيل للامام الحسين وتأيد الثورة ثورة اهل الكوفة ضد يزيد وبني أمية وهذا بحد ذاته يعتبر مجازفة خطيرة لا يقدم عليها الا من كان راسخ الايمان ثابت العقيدة صادق المحبة والولاء لأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله ) .
2- موقفه من عبيد الله بن زياد ومناهضته له مما دعا بابن زياد الى أن يضربه على عينه بالقضيب ويودعه السجن ثم يعزم على قتله لولا كتاب يزيد عليه اللعنة باطلاق سراحة بالتماس من ابن عمر .
3 – دفاعه عن محمد بن الحنفية وابن عباس واطلاقه سراحهما بعد ان حاصرهما وحبسهما ابن الزبير في حجرة زمزم وتهديده لهما بالاحراق بالنار اذا لم يبايعا مما دعا بابن الحنفية الى الكتابة للمختار فارسل المختار لهما من خلصهما من يد ابن الزبير .
4 – قتله لمعظم المشاركين في قتل الامام الحسين(عليه السلام) انتقاماً للحسين (عليه السلام) وتوليه الأخذ بثأره (عليه السلام) .
الشبهة الثانية :
ان المختار يقول بامامة محمد بن الحنفية ولا يقول بامامة زين العابدين (عليه السلام) : الجواب : أن المختار كان يقول بامامة زين العابدين(عليه السلام) ولم يقل بامامة محمد ابن الحنفية وانما كان يرجع لابن الحنفية ليخبره برأي الامام السجاد ولا يرجع الى الامام زين العابدين (عليه السلام) مباشرةبسبب خطورة الاوضاع السياسية في ذلك الوقت ز
والدليل على اعتقاد المختار بامامة زين العابدين(عليه السلام) :
1 - أن المختار كان يبعث الى الامام(عليه السلام) بالاموال وكان الامام (عليه السلام) يقبلها منه ، فلو لم يقل المختار بامامة زين العابدين (عليه السلام) لما بعثها اليه ولكان أجدر به أن يبعثها الى محمد بن الحنفية ، ثم أن الامام السجاد (عليه السلام) وهو حجة الله في الارض ولا تغيب عنه أحوال الناس لو لم يعلم بصدق المختار وسلامة نيته لما كان (عليه السلام) يقبل منه شيئاً .
2 - قول المختار وهو يثني على الامام زين العابدين (عليه السلام) ويصفه بانه أمام الهدى عندما خطب في جمع من الناس وفيهم جمع من الشيعة عندما جاءه وفد من أهل الكوفة كانوا قد ذهبوا الى المدينة للتحقق من دعوى المختار بطلب الثأر ، حيث قال : ( يا معشر الشيعة إن نفرا أحبوا أن يعلموا مصداق ما جئت به، فخرجوا إلى إمام الهدى والنجيب المرتضى وابن المصطفى المجتبى - يعني زين العابدين عليه السلام - فعرفهم أني ظهيره ورسوله، وأمركم باتباعي وطاعتي..) [بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 45 / ص 365)-ذوب النضار- ابن نما الحلي - (ص 99 )]
3 - لو لم يكن المختار معتقداً بامامة زين العابدين(عليه السلام) لحكم بكفره وارتداده ولسمعنا من المعصومين(عليهم السلام) ما يثبت ذلك ، ولما نال المختار ذلك النصيب من مدح المعصومين (عليهم السلام) له في حياته وبعد وفاته .
يتبع ...
التعديل الأخير تم بواسطة الصدوق; الساعة 05-03-2013, 07:19 PM.
وقال السيد الخوئي (قدس سره) في معجم رجال الحديث نقلا عن الكشي :
وأما الروايات الذامة فهي كما تلي :
1 - محمد بن الحسن ، وعثمان بن حامد ، قالا : حدثنا محمد بن يزداد الرازي ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن عبدالله المزخرف ، عن حبيب الخثعمي ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : كان المختار يكذب على علي بن الحسين (عليه السلام) .
2 - جبرئيل بن أحمد ، حدثني العبيدي ، قال : حدثني محمد بن عمرو ، عن يونس ابن يعقوب ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كتب المختار بن أبي عبيدة إلى علي بن الحسين ( عليه السلام ) وبعث إليه بهدايا من العراق ، فلما وقفوا على باب علي بن الحسين دخل الآذن يستأذن لهم فخرج إليهم رسوله فقال : أميطوا عن بابي فإني لا أقبل هدايا الكذابين ، ولا أقرأ كتبهم ،
فمحوا العنوان وكتبوا المهدى ـ اليه ـ محمد بن علي ، فقال أبو جعفر(عليه السلام) : والله لقد كتب إليه بكتاب ما أعطاه فيه شيئا إنما كتب إليه يا ابن خير من طشى ومشى ، فقال أبو بصير لابي جعفر عليه السلام : أما المشي فأنا أعرفه فأي شيء ( الطشي ) ؟ فقال أبوجعفر (عليه السلام) : الحياة .
3 - محمد بن مسعود ، قال : حدثني ابن أبي علي الخزاعي ، قال : ـ حدثني ـ خالد ابن يزيد العمري ، عن الحسن بن زيد ، عن عمر بن علي : ان المختار أرسل إلى علي بن الحسين ( عليه السلام ) بعشرين ألف دينار فقبلها ، وبنى بها دار عقيل بن أبي طالب ودارهم التي هدمت ، قال : ثم إنه بعث إليه بأربعين ألف دينار بعدما أظهر الكلام الذي أظهره ، فردها ولم يقبلها ، والمختار هو الذى دعا الناس إلى محمد ابن علي بن أبي طالب بن الحنفية وسموا الكيسانية ، وهم المختارية ، وكان لقبه كيسان ولقب بكيسان لصاحب شرطته المكنى أبا عمرة ، وكان اسمه كيسان وقيل إنه سمى كيسان بكيسان مولى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وهو الذي حمله على الطلب بدم الحسين ودل على قتلته ، وكان صاحب سره والغالب على أمره . وكان لا يبلغه عن رجل من أعداء الحسين ( عليه السلام ) أنه في دار ، أو موضع ، إلا قصده ، وهدم الدار بأسرها وقتل كل من فيها من ذي روح ، وكل دار بالكوفة خراب فهي مما هدمها ، وأهل الكوفة يضربون به المثل ، فإذا افتقر إنسان قالوا : دخل أبوعمرة بيته ، حتى قال فيه الشاعر :
إبليس بما فيه خير من أبي عمرة * يغويك ويطغيك ولا يعطيك كسرة " .
وهذه الروايات ضعيفة الاسناد جدا ، على أن الثانية منهما فيها تهافت .وتناقض . ولو صحت فهي لا تزيد على الروايات الذامة الواردة في حق زرارة ، ومحمد بن مسلم ، وبريد وأضرابهم .
أما الأخبار التي وردت في المختار فهي على قسمين كما صنفها السيد الخوئي (قدس سره) في معجم الرجال ، فقال :
(( ... والاخبار الواردة في حقه على قسمين : مادحة وذامة ، وأما المادحة فهي متضافرة ، منها ما ذكره الكشي ( 59 ) :
1 - إبراهيم بن محمد الختلي ، قال : حدثني أحمد بن إدريس القمي ، قال : حدثني محمد بن أحمد ، قال : حدثني الحسن بن علي الكوفي ، عن العباس بن عامر ، عن سيف بن عميرة ، عن جارود بن المنذر ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت ، حتى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلواالحسين ( عليه السلام ) " . وهذه الرواية صحيحة .
2 - حمدويه ، قال : حدثني يعقوب ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن المثنى ، عن سدير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال :
" لا تسبّوا المختار ، فإنه قتل قتلتنا ، وطلب بثارنا ، وزوّج أراملنا ، وقسّم فينا المال على العسرة " .
3 - محمد بن الحسن ، وعثمان بن حامد ، قالا : حدثنا محمد بن يزداد ، عن محمدابن الحسين ، عن موسى بن يسار ، عن عبدالله بن الزبير ، عن عبدالله بن شريك ، قال : دخلنا على أبي جعفر ( عليه السلام ) يوم النحر وهو متكئ ، وقد أرسل إلى الحلاق فقعدت بين يديه ، إذ دخل عليه شيخ من أهل الكوفة فتناول يده ليقبلها فمنعه ثم قال : من أنت ؟ قال : أنا أبومحمد الحكم بن المختار بن أبي عبيدةالثقفي : وكان متباعدا من أبي جعفر ( عليه السلام ) - فمد يده إليه حتى كاد يقعده في حجره بعد منعه يده ، ثم قال : أصلحك الله إن الناس قد أكثروا في أبي وقالوا والقول والله قولك ، قال ( عليه السلام ) :
" وأي شيء يقولون ؟ "
قال : يقولون كذاب ، ولاتأمرني بشيء إلا قبلته .
فقال ( عليه السلام ) :
" سبحان الله أخبرني أبي والله إن مهر أمي كان مما بعث به المختار ، أو لم يبن دورنا ، وقتل قاتلينا ، وطلب بد مائنا ؟ رحمه الله ، وأخبرنيوالله أبي أنه كان ليتم عند فاطمة بنت علي يمهد لها الفراش ويثني لها الوسائد ، ومنها أصحاب الحديث ، رحم الله أباك رحم الله أباك ، ما ترك لنا حقا عند أحد إلا طلبه ، قتل قتلتنا ، وطلب بدمائنا " .
4 - جبرئيل بن أحمد ، قال : حدثني العبيدي ، قال : حدثني علي بن أسباط ، عن عبدالرحمن بن حماد ، عن علي بن حزور ، عن الاصبغ : قال : رأيت المختار على فخذ أمير المؤمنين عليه السلام وهو يمسح رأسه ويقول : يا كيس يا كيس " .
5 - حدثتي محمد بن مسعود ، قال : حدثني أبوالحسن علي بن أبي علي الخزاعي ، قال : حدثني خالد بن يزيد العمري المكي ، قال : ـ حدثني ـ الحسن بن زيد بن علي بن الحسين ، قال : حدثني عمر بن علي بن الحسين : ان علي بن الحسين (عليهما السلام) لما أتي برأس عبيدالله بن زياد ، ورأس عمر بن سعد ، قال : فخر ساجدا وقال (عليه السلام ):
" الحمد لله الذي أدرك لي ثاري من أعدائي ، وجزى الله المختار خيراً ".(1)
__________________________ (1) معجم رجال الحديث - (19 / 103)
وذكر السيد الخوئي (قدس سره) في معجم رجال الحديث عند ذكره للمختار الثقفي أمورا ثلاثة ، نذكرها :
( ... الاوّل: أنه ذهب بعض العلماء إلى أنّ المختار بن أبي عبيدة لم يكن حسن العقيدة، وكان مستحقّاً لدخول النار، وبذلك يدخل جهنم، ولكنه يخرج منها بشفاعة الحسين عليه السلام، ومال إلى هذا القول شيخنا المجلسي : قدّس اللّه نفسه : وجعله وجهاً للجمع بين الاخبار المختلفة الواردة في هذا الباب. البحار: باب أحوال المختار 49، من المجلد 45 من الطبعة الحديثة، في ذيل حديث 5، الذي حكاه عن السرائر.
واستند القائل بذلك إلى روايتين، الاولى: ما رواه الشيخ باسناده، عن محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن أحمد بن أبي قتادة، عن أحمد بن هلال، عن أمية بن علي القيسى، عن بعض من رواه، عن أبي عبداللّه عليه السلام، قال: قال لي يجوز النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلم) الصراط، يتلوه علي ، ويتلو عليا الحسن، ويتلو الحسن الحسين، فاذا توسّطوه نادى المختار الحسين عليه السلام: يا أبا عبداللّه إني طلبت بثارك فيقول النبيّ صلّى اللّه عليه وآله للحسين عليه السلام: أجبه فينقض الحسين في النار كأنه عقاب كاسر، فيخرج المختار حممة ولو شقّ عن قلبه لوجد حبّهما في قلبه. التهذيب: الجزء 1، باب تلقين المحتضرين من الزيادات، الحديث 1528.
وذكر في السرائر عن كتاب أبان بن تغلب، قال: حدّثني جعفر بن إبراهيم بن ناجية الحضرمى، قال: حدثّني زرعة بن محمد الحضرمى، عن سماعة بن مهران، قال: سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول: إذا كان يوم القيامة مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بشفير النار، وأمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام، فيصيح صائح من النار: يارسول اللّه يارسول اللّه يارسول اللّه أغثنى. قال: فلا يجيبه، قال: فينادي ياأمير المؤمنين ياأمير المؤمنين ثلاثاً أغثنى، فلا يجيبه، قال: فينادي ياحسن ياحسن ياحسن أغثنى، قال فلا يجيبه، قال: فينادي ياحسين ياحسين ياحسين أغثني أنا قاتل أعدائك، قال فيقول له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قد احتجّ عليك، قال: فينقض عليه كأنه عقاب كاسر، قال: فيخرجه من النار، قال: فقلت لابي عبداللّه عليه السلام: من هذا جعلت فداك؟ قال عليه السلام: المختار، قلت له: فلم عذّب بالنار وقد فعل مافعل؟ قال عليه السلام: إنه كان في قلبه منهما شىء، والذي بعث محمداً صلّى اللّه عليه وآله بالحقّ لو أنّ جبرئيل، وميكائيل، كان في قلبهما شىء لاكبّهما اللّه في النار على وجوههما (إنتهى). السرائر: في المستطرفات، ما استطرفه من كتاب أبان بن تغلب.
ثم علق السيد الخوئي(قدس سره) فقال :
أقول: الروايتان ضعيفتان، أما رواية التهذيب فبالارسال أوّلاً، وبأمية بن علي القيسي ثانياً. وأما ما رواه في السرائر فلانّ جعفر بن إبراهيم الحضرمي لم تثبت وثاقته، على أنّ رواىؤة أبان عنه وروايته عن زرعة عجيبة، فإنّ جعفر بن إبراهيم، إن كان هو الذي عدّه الشيخ من أصحاب الرضا عليه السلام فلا يمكن رواية أبان عنه، وإن كان هو الذي عدّه البرقي من أصحاب الباقر عليه السلام فروايته عن زرعة عجيبة، وقد أشرنا في ترجمة محمد بن إدريس، إلى أنّ كتاب بن إدريس فيه تخليط.
هذا وقد قال بن داود فيما تقدّم منه (478) بعد ماذكر روايات المدح وما روي فيه (المختار) مما ينافي ذلك: قال الكشّي نسبته إلى وضع العامّة أشبه : إنتهى.
أقول: ما نسبه بن داود إلى الكشّى، لم نجده في اختيار الكشّى، ولعلّ نسخة أصل الكشّي كان عنده، وكان هذا مذكوراً فيه، وقد ذكرنا أنه مضافاً إلى ضعف إسناد الروايات الذامّة، يمكن حملها على صدورها عن المعصوم تقية، ويكفي في حسن حال المختار إدخاله السرور في قلوب أهل البيت سلام اللّه عليهم بقتله قتلة الحسين عليه السلام، وهذه خدمة عظيمة لاهل البيت عليهم السلام يستحقّ بها الجزاء من قبلهم، أفهل يحتمل أنّ رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) وأهل البيت(عليهم السلام) يغضّون النظر عن ذلك، وهم معدن الكرم والاحسان، وهذا محمد بن الحنفية بين ما هو جالس في نفر من الشيعة وهو يعتب على المختار (في تأخير قتله عمر بن سعد) فما تمّ كلامه، إلاّ والرأسان عنده فخرّ ساجداً، وبسط كفيه وقال: اللّهم لاتنس هذا اليوم للمختار وأجزه عن أهل بيت نبيّك محمد خير الجزاء، فواللّه ما على المختار بعد هذا من عتب. البحار: باب أحوال المختار من المجلد 45، من الطبعة الحديثة، المرتبة الرابعة مما حكاها عن رسالة شرح الثار لبن نما، في ذكر مقتل عمر بن سعد وعبيد اللّه بن زياد.
الامر الثانى: أنّ خروج المختار وطلبه بثار الحسين عليه السلام، وقتله لقتلة الحسين عليه السلام لاشكّ في أنه كان مرضياً عند اللّه، وعند رسوله والائمة الطاهرين عليهم السلام، وقد أخبره ميثم، وهما كانا في حبس عبيد اللّه بن زياد، بأنه يفلت ويخرج ثائراً بدم الحسين عليه السلام، ويأتي في ترجمة ميثم. كيف يكون كذلك وهم كانوا في أعلى درجة النصب الذي هو أعظم من اليهودية والنصرانية، ويظهر من بعض الروايات أنّ هذا كان بإذن خاص من السجّاد عليه السلام. وقد ذكر جعفر بن محمد بن نما في كتابه أنه اجتمع جماعة قالوا لعبدالرحمان بن شريح: إنّ المختار يريد الخروج بنا للاخذ بالثار، وقد بايعناه ولا نعلم أرسله إلينا محمد بن الحنفية، أم لا، فانهضوا بنا إليه نخبره بما قدم به علينا، فإن رخص لنا اتبعناه وإن نهانا تركناه، فخرجوا وجاؤا إلى بن الحنفية (إلى أن قال) فلما سمع (بن الحنفية) كلامه (عبدالرحمان بن شريح) وكلام غيره حمد اللّه وأثنى عليه، وصلّى على النبيّ وقال: أما ما ذكرتم مما خصّنا اللّه فإنّ الفضل للّه يعطيه من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم، وأما مصيبتنا بالحسين فذلك في الذكر الحكيم، وأما الطلب بدمائنا قوموا بنا إلى إمامي وإمامكم علي بن الحسين، فلما دخل ودخلوا عليه، أخبر خبرهم الذي جاؤا لاجله، قال:
" ياعم، لو أنّ عبداً زنجياً تعصّب لنا أهل البيت لوجب على الناس مؤازرته، وقد ولّيتك هذا الامر فاصنع ماشئت "
فخرجوا وقد سمعوا كلامه وهم يقولون أذن لنا زين العابدين عليه السلام ومحمد بن الحنفية القصة. البحار: الجزء 45، ص365، الطبعة الحديثة، المرتبة الثانية مما حكاه عن رسالة بن نما في ذكر رجال سليمان بن صرد وخروجه.
الامر الثالث: أنه نسب بعض العامّة المختار إلى الكيسانية، وقد استشهد لذلك بما في الكشّي من قوله: والمختار هو الذي دعا الناس إلى محمد بن علي بن أبي طالب، بن الحنفية، وسمّوا الكيسانية وهم المختارية، وكان بقية كيسان... إلى آخر ما تقدّم، وهذا القول باطل جزماً، فإنّ محمد بن الحنفية لم يدع الامامة لنفسه حتى يدعو المختار الناس إليه، وقد قتل المختار ومحمد بن الحنفية حيٌّ ، وإنما حدثت الكيسانية بعد وفاة محمد بن الحنفية، وأما أنّ لقب مختار هو كيسان، فإن صحّ ذلك فمنشأه ما تقدّم في رواية الكشّي من قول أمير المؤمنين عليه السلام له مرّتين ياكيس، ياكيس، فثنّى كلمة كيس، وقيل كيسان.) معجم رجال الحديث - (ج 19 / ص 107)
اترك تعليق: