بعد شهادة أمير المؤمنين (عليه السلام) بايع المختار الحسن(عليه السلام)
وزعم الطبري وابن الاثير وغيرهما ان المختار قد حرض عمه سعد بن مسعود على تسليم الامام الحسن بن علي (عليهما السلام) الى معاوية بعد أن نزل عندهم نتيجة طعنه(عليه السلام) من قبل أحد الخوارج بخنجر في فخذه ، قالا :
(... وخرج الحسن حتى نزل المقصورة البيضاء بالمدائن وكان عم المختار بن أبى عبيد عاملا على المدائن وكان اسمه سعد بن مسعود فقال له المختار وهو غلام شاب هل لك في الغنى والشرف قال وما ذاك قال توثق الحسن وتستأمنبه إلى معاوية فقال له سعد عليك لعنة الله أثب على ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوثقه بئس الرجل أنت ... ) (1)
لكن هذا الكلام قد رد عليه السيد الخوئي (قدس سره) في معجم رجال الحديث بعد ذكره لهذا الخبر عن بعض كتب علمائنا ، فقال :
( وروى الصدوق - قدس سره - مرسلا أن الحسن سلام الله عليه لما صارفي مظلم ساباط ، ضربه أحدهم بخنجر مسموم ، فعمل فيه الخنجر ، فأمر عليهالسلام أن يعدل به إلى بطن جريحي ، وعليها عم المختار بن أبي عبيدة مسعودابن قيلة ، فقال المختار لعمه : تعال يحتى تأخذ الحسن ونسلمه إلى معاوية فيجعل لنا العراق ، فنظر بذلك الشيعة من قول المختار لعمه ، فهموا بقتل المختار فتلطفعمه لمسألة الشيعة بالعفو عن المختار ففعلوا .
وهذه الرواية لارسالها غير قابلة الاعتماد عليها ، على أن لو صحت لامكنأن يقال إن طلب المختار هذا لم يكن طلبا جديا ، وإنما أراد بذلك أن يستكشفرأي عمه ، فإن علم أن عمه يريد ذلك لقام باستخلاص الحسن عليه السلام .فكان قوله هذا شفقة منه على الحسن عليه السلام .) (2)
__________________________________________________ ______________
(1) تاريخ الطبري - (4 / 122) - الكامل في التاريخ - احداث سنة إحدى وأربعين
(2) معجم رجال الحديث - (ج 19 / ص 106)
يتبع ...
اترك تعليق: