(التضحيــــــــــــــة)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهـــــــــــــم صلِّ على محمــــــــــد وآلِ محمــــــــــد
.........................
إنّ أهم ما يؤثر في تزكية النفس وتقوية الروح الاقتراب إلى الله سبحانه وتعالى هي: التضحية في سبيل المبدأ والعقيدة والإسلام ، وكذلك في سبيل كل خير للناس وللمؤمنين ..بقصد تقدم مصلحة المبدأ أو الإسلام أو المؤمنين على مصلحة الشخص ؛فإنّ هذا يكسر في النفس طوق ضيق الأفق المبتلى به الإنسان عادة في بداية أمره المتلخص في أنّه لا يرى إلّا مصالحة الشخصية ، وأساس الانحراف لدى الإنسان انطواؤه على مصالحه الخاصة من ناحية ، وضعف الإرادة من ناحية أخرى ..والتضحية تعالج كلتا هاتين المشكلتين.
وكلّما كانت التضحية أكبر كان أثرها في صفاء النفس وارتفاع الروح وعلّو الهمّة أقوى ،حتى يصل الأمر إلى التضحية بالنفس، فكيف بمن يُضحّي بكلّ غالي ونفيس ، وبالنفس وبالأهل والمال والعيال والأطفال ثمّ يقول :
((..هوّن عليّ ما نزل بي إنه بعين الله ..))(1)
وقبل التضحية يتحقّق مشهد من مشاهد التقابل بين مصلحة المجتمع أو مصلحة الإسلام أو رضا الله تعالى أو سبيل الجنّة من ناحية ، والمصالح الشخصية التافهة من ناحية أخرى ، فيرى الإنسان الاعتيادي الواقف في بداية الطريق نفسه متحيّراً ومخيّراً بين الجنة والنار ، أو بين الخير والشرّ، أو بين نوعين من المصالح ،وهذا المشهد حينها يكون قويّاً يخلق في نفسه هزّاً عميقاً عظيماً ،وينتهي عادةً إلى تبدّل الحالة النفسية إمّا إلى جانب الارتقاء والسعادة والسموّ الروحي ، أو إلى جانب السقوط في الهاوية والشقاء والخسران، وكلّما كان مشهد التقابل بين المصلحتين أقوى ، كانت الهزّة النفسيّة أشدّ ، والتكامل أو السقوط أقوى وأعظم .
...............
المصدر: كتاب تزكية النفس للسيد كاظم الحائري
(1)بحار الانوار45/46.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهـــــــــــــم صلِّ على محمــــــــــد وآلِ محمــــــــــد
.........................
إنّ أهم ما يؤثر في تزكية النفس وتقوية الروح الاقتراب إلى الله سبحانه وتعالى هي: التضحية في سبيل المبدأ والعقيدة والإسلام ، وكذلك في سبيل كل خير للناس وللمؤمنين ..بقصد تقدم مصلحة المبدأ أو الإسلام أو المؤمنين على مصلحة الشخص ؛فإنّ هذا يكسر في النفس طوق ضيق الأفق المبتلى به الإنسان عادة في بداية أمره المتلخص في أنّه لا يرى إلّا مصالحة الشخصية ، وأساس الانحراف لدى الإنسان انطواؤه على مصالحه الخاصة من ناحية ، وضعف الإرادة من ناحية أخرى ..والتضحية تعالج كلتا هاتين المشكلتين.
وكلّما كانت التضحية أكبر كان أثرها في صفاء النفس وارتفاع الروح وعلّو الهمّة أقوى ،حتى يصل الأمر إلى التضحية بالنفس، فكيف بمن يُضحّي بكلّ غالي ونفيس ، وبالنفس وبالأهل والمال والعيال والأطفال ثمّ يقول :
((..هوّن عليّ ما نزل بي إنه بعين الله ..))(1)
وقبل التضحية يتحقّق مشهد من مشاهد التقابل بين مصلحة المجتمع أو مصلحة الإسلام أو رضا الله تعالى أو سبيل الجنّة من ناحية ، والمصالح الشخصية التافهة من ناحية أخرى ، فيرى الإنسان الاعتيادي الواقف في بداية الطريق نفسه متحيّراً ومخيّراً بين الجنة والنار ، أو بين الخير والشرّ، أو بين نوعين من المصالح ،وهذا المشهد حينها يكون قويّاً يخلق في نفسه هزّاً عميقاً عظيماً ،وينتهي عادةً إلى تبدّل الحالة النفسية إمّا إلى جانب الارتقاء والسعادة والسموّ الروحي ، أو إلى جانب السقوط في الهاوية والشقاء والخسران، وكلّما كان مشهد التقابل بين المصلحتين أقوى ، كانت الهزّة النفسيّة أشدّ ، والتكامل أو السقوط أقوى وأعظم .
...............
المصدر: كتاب تزكية النفس للسيد كاظم الحائري
(1)بحار الانوار45/46.
تعليق