بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعزّ المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين
السلام عليك سيدي ومولاي ياصاحب العصر والزمان ورحمة الله وبركاته ,,
اليك سيدي أرفع جهدي المتواضع لتأخذ بيدي لنشر علومكم عسى أن يثبتني الله تعالى بالقول الثابت وينفع
به من أراد الوصول الى معرفتكم وولايتكم للفوز بسعادة الدارين.
منذ مدة غير يسيرة كثُر الحديث عن مفهوم التوحيد عند الشيعة وحقيقته ,
ولأن الموضوع يخصّ العقيدة فقد تأنيّت الخوض في غماره راجية من الله الذي يقذف نور المعرفة
في قلب من يحب أن يسدّدني في إيصال الفكرة كما يحب ويرضى متوسلة بإمام عصري وأواني روحي
وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفدا في نُجْح طلبتي من الله المنّان إنه وليُّ التوفيق,
وقد هداني الله أن أسلسل ما ورد عن أهل بيت العصمة عليهم السلام الذين هم قرآن الله الناطق وسفينة
النجاة حسب تسلسلهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين,
لتكون البداية مع أمير الموحدّين وسيد الوصيين وأمير البلاغة والفصاحة الإمام عليّ بن أبي طالب
عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام , ومع خطبته المشهورة في التوحيد.
سأورد الخطبة ثم أعمد الى شرح بعض فقراتها التي قد يصعب على البعض فهمها وقد استعنت على ذلك
بمصادر عديدة لشرح الألفاظ والمعاني.
على بركة اسم الله نبدأ بسرد هذه الخطبة الرائعة:
ومن خطبة له ( عليه السلام ) في التوحيد ، وتجمع هذه الخطبة من أصول العلم ما لا تجمعه خطبة : ( ما وحّده من كيّفه ، ولا حقيقتهُ أصاب من مثّله ، ولا إيّاه عنى من شبّهه ، ولا صمّده من أشار إليه وتوهّمه ، كل معروف بنفسه مصنوع ، وكل قائم في سواه معلول ، فاعل لا باضطراب آلةٍ ، مقدّر لا بجول فكرة ، غني لا باستفادة ، لا تصحبه الأوقات ، ولا ترفده الأدوات ، سبق الأوقات كونُهُ ، والعدم وجودُهُ ، والابتداءَ أزلُهُ ، بتشعيره المشاعر عُرف ألاّ مشعر له ، وبمضادته بين الأمور عُرف ألا ضد له ، وبمقارنته بين الأشياء عُرف ألاّ قرين له .ضادَّ النورَ بالظلمة ، والوضوحَ بالبهيمة ، والجمودَ بالبلل ، والحَرورَ بالصَّرد ، مؤلّف بين متعادياتها ، مقارن بين متبايناتها ، مقرّب بين متباعداتها ، مفرّق بين متدانياتها ،
لا يُشمل بحد ، ولا يُحسب بعد ، وإنّما تُحِدُّ الأدوات أنفسها ، وتشير الآلات إلى نظائرها ، منعتها ( منذ ) القدمية ، وحمتها ( قد ) الأزلية ، وجنبتها ( لولا ) التكملة ، بها تجلى صانعها للعقول ، وبها امتنع عن نظر العيون ، لا يجري عليه السكون والحركة .وكيف يجري عليه ما هو أجراه ؟ ويعود فيه ما هو أبداه ؟ ويحدث فيه ما هو أحدثه ؟ إذاً لتفاوتت ذاته ، ولتجزأ كنهه ، ولامتنع من الأزل معناه ،
لو كان له وراء لوجد له إمام ، ولالتمس التمام إذ لزمه النقصان ، وإذاً لقامت آية المصنوع فيه ، ولتحول دليلاً بعد أن كان مدلولاً عليه ، وخرج بسلطان الامتناع من أن يؤثر فيه ما يؤثر في غيره ، الذي لا يحول ولا يزول ، ولا يجوز عليه الافول ، لم يلد فيكون مولوداً ، ولم يولد فيكون محدوداً ، جلَّ عن اتخاذ الأبناء ، وطهر عن ملامسة النساء .
لا تناله الأوهام فتقدّره ، ولا تتوهّمه الفطن فتصوّره ، ولا تدركه الحواس فتحسّه ، ولا تلمسه الأيدي فتمسّه ، لا يتغير بحال ، ولا يتبدل بالأحوال ،
لا تبليه الليالي والأيّام ، ولا يغيّره الضياء والظلام ، ولا يوصف بشيء من الأجزاء ، ولا بالجوارح والأعضاء ، ولا بعرض من الأعراض ، ولا بالغيرية والأبعاض .ولا يقال له حد ولا نهاية ، ولا انقطاع ولا غاية ، ولا أنّ الأشياء تحويه فتقلّه أو تهويه ، أو أنّ شيئاً يحمله فيميله أو يعدله ،
ليس في الأشياء بوالج ولا عنها بخارج ، يخبر بلا لسان ولهوات ، ويسمع بلا خروق وأدوات ، يقول ولا يلفظ ، ويحفظ ولا يتحفظ ، ويريد ولا يضمر ، يحب ويرضى من غير رقة ، ويبغض ويغضب من غير مشقّة ,
يقول لما أراد كونه كن فيكون ، لا بصوت يقرع ، ولا نداء يسمع ، وإنّما كلامه فعل منه أنشأه ومثله ، لم يكن من قبل ذلك كائناً ، ولو كان قديماً لكان إلهاً ثانياً ، لا يقال كان بعد أن لم يكن ، فتجرى عليه الصفات المحدثات ،
اكتفي بإيراد هذا القدر من الخطبة الشريفة حتى لا يملّ القارئ المحترم,,
ولي عودة إن شاء الله تعالى لشرح هذه الخطبة المباركة
والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعزّ المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين
السلام عليك سيدي ومولاي ياصاحب العصر والزمان ورحمة الله وبركاته ,,
اليك سيدي أرفع جهدي المتواضع لتأخذ بيدي لنشر علومكم عسى أن يثبتني الله تعالى بالقول الثابت وينفع
به من أراد الوصول الى معرفتكم وولايتكم للفوز بسعادة الدارين.
منذ مدة غير يسيرة كثُر الحديث عن مفهوم التوحيد عند الشيعة وحقيقته ,
ولأن الموضوع يخصّ العقيدة فقد تأنيّت الخوض في غماره راجية من الله الذي يقذف نور المعرفة
في قلب من يحب أن يسدّدني في إيصال الفكرة كما يحب ويرضى متوسلة بإمام عصري وأواني روحي
وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفدا في نُجْح طلبتي من الله المنّان إنه وليُّ التوفيق,
وقد هداني الله أن أسلسل ما ورد عن أهل بيت العصمة عليهم السلام الذين هم قرآن الله الناطق وسفينة
النجاة حسب تسلسلهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين,
لتكون البداية مع أمير الموحدّين وسيد الوصيين وأمير البلاغة والفصاحة الإمام عليّ بن أبي طالب
عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام , ومع خطبته المشهورة في التوحيد.
سأورد الخطبة ثم أعمد الى شرح بعض فقراتها التي قد يصعب على البعض فهمها وقد استعنت على ذلك
بمصادر عديدة لشرح الألفاظ والمعاني.
على بركة اسم الله نبدأ بسرد هذه الخطبة الرائعة:
ومن خطبة له ( عليه السلام ) في التوحيد ، وتجمع هذه الخطبة من أصول العلم ما لا تجمعه خطبة : ( ما وحّده من كيّفه ، ولا حقيقتهُ أصاب من مثّله ، ولا إيّاه عنى من شبّهه ، ولا صمّده من أشار إليه وتوهّمه ، كل معروف بنفسه مصنوع ، وكل قائم في سواه معلول ، فاعل لا باضطراب آلةٍ ، مقدّر لا بجول فكرة ، غني لا باستفادة ، لا تصحبه الأوقات ، ولا ترفده الأدوات ، سبق الأوقات كونُهُ ، والعدم وجودُهُ ، والابتداءَ أزلُهُ ، بتشعيره المشاعر عُرف ألاّ مشعر له ، وبمضادته بين الأمور عُرف ألا ضد له ، وبمقارنته بين الأشياء عُرف ألاّ قرين له .ضادَّ النورَ بالظلمة ، والوضوحَ بالبهيمة ، والجمودَ بالبلل ، والحَرورَ بالصَّرد ، مؤلّف بين متعادياتها ، مقارن بين متبايناتها ، مقرّب بين متباعداتها ، مفرّق بين متدانياتها ،
لا يُشمل بحد ، ولا يُحسب بعد ، وإنّما تُحِدُّ الأدوات أنفسها ، وتشير الآلات إلى نظائرها ، منعتها ( منذ ) القدمية ، وحمتها ( قد ) الأزلية ، وجنبتها ( لولا ) التكملة ، بها تجلى صانعها للعقول ، وبها امتنع عن نظر العيون ، لا يجري عليه السكون والحركة .وكيف يجري عليه ما هو أجراه ؟ ويعود فيه ما هو أبداه ؟ ويحدث فيه ما هو أحدثه ؟ إذاً لتفاوتت ذاته ، ولتجزأ كنهه ، ولامتنع من الأزل معناه ،
لو كان له وراء لوجد له إمام ، ولالتمس التمام إذ لزمه النقصان ، وإذاً لقامت آية المصنوع فيه ، ولتحول دليلاً بعد أن كان مدلولاً عليه ، وخرج بسلطان الامتناع من أن يؤثر فيه ما يؤثر في غيره ، الذي لا يحول ولا يزول ، ولا يجوز عليه الافول ، لم يلد فيكون مولوداً ، ولم يولد فيكون محدوداً ، جلَّ عن اتخاذ الأبناء ، وطهر عن ملامسة النساء .
لا تناله الأوهام فتقدّره ، ولا تتوهّمه الفطن فتصوّره ، ولا تدركه الحواس فتحسّه ، ولا تلمسه الأيدي فتمسّه ، لا يتغير بحال ، ولا يتبدل بالأحوال ،
لا تبليه الليالي والأيّام ، ولا يغيّره الضياء والظلام ، ولا يوصف بشيء من الأجزاء ، ولا بالجوارح والأعضاء ، ولا بعرض من الأعراض ، ولا بالغيرية والأبعاض .ولا يقال له حد ولا نهاية ، ولا انقطاع ولا غاية ، ولا أنّ الأشياء تحويه فتقلّه أو تهويه ، أو أنّ شيئاً يحمله فيميله أو يعدله ،
ليس في الأشياء بوالج ولا عنها بخارج ، يخبر بلا لسان ولهوات ، ويسمع بلا خروق وأدوات ، يقول ولا يلفظ ، ويحفظ ولا يتحفظ ، ويريد ولا يضمر ، يحب ويرضى من غير رقة ، ويبغض ويغضب من غير مشقّة ,
يقول لما أراد كونه كن فيكون ، لا بصوت يقرع ، ولا نداء يسمع ، وإنّما كلامه فعل منه أنشأه ومثله ، لم يكن من قبل ذلك كائناً ، ولو كان قديماً لكان إلهاً ثانياً ، لا يقال كان بعد أن لم يكن ، فتجرى عليه الصفات المحدثات ،
اكتفي بإيراد هذا القدر من الخطبة الشريفة حتى لا يملّ القارئ المحترم,,
ولي عودة إن شاء الله تعالى لشرح هذه الخطبة المباركة
تعليق