مراحل حياتها :-
الرحلة الثانيةلعقيلة الطالبين :
بعد أن وصل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) من البصرة إلى الكوفة واستقر به المكان سنة 36هـ , التحقت به العوائل من المدينة إلى الكوفة ومن جملة السيدات اللواتي هاجرن من المدينة إلى الكوفة هي السيدة زينب وقد سبقها زوجها عبد الله بن جعفر حيث كان في جيش الإمام لدى وصوله إلى البصرة (( ان زواج السيدة زينب (ع) كان عندما بلغت مبلغ النساء خطبها – فيمن خطبها – ابن عمها عبد الله بن جعفر وكان الإمام علي (ع)يرغب ان يزوج بناته من أبناء عمومتهن أولاد عقيل وأولاد جعفر ولعل السبب هو قول رسول الله (ص) حين نظر إلى أولاد الإمام علي وأولاد جعفر الطيار فقال (بناتنا لبنينا , وبنونا لبناتنا ) . وحصلت الموافقة على الزواج وتم العقد المبارك في جو عائلي يغمره الود والمحبة { وما يجب ذكره هو إن شرط أمير المؤمنين عند زواجها أن تخرج مع أخيها الإمام الحسين (ع)}.ونتيجة هذا الزواج أنجبت منه أولاد فثمرات تلك الشجرة الطيبة هم علي وجعفر وعون الأكبر وعباس وأم كلثوم الذين ورثوا المجد والشرف من الجانبين . فعندما استقرت السيدة زينب (ع) في الكوفة بدأت بتدريس النساء .حيث جاء بالتاريخ إن جمعاً من رجال الكوفة جاؤا إلى الإمام علي (ع) وقالوا ائذن لنسائنا كي يأتين إلى ابنتك ويتعلمن منها معالم الدين وتفسير القران , فأذن الإمام لهم ذلك فبدأت السيدة زينب (ع) تعلم تفسير القران لنساء الكوفة . ومكثت السيدة زينب (ع) في الكوفة سنوات وعاصرت الأحداث والاضطرابات الداخلية التي حدثت من واقعة صفين إلى النهر وان إلى الغارات التي شنها عملاء معاوية بن ابي سفيان على بلاد الإمام علي بن أبي طالب (ع). انقضت تلك السنين بالآلام والماسي وانتهت تلك الصفحات المؤلمة بالفاجعة التي اهتزت منها السموات و الارضون وهي حادثة استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع). - إن الاحترام اللائق والتقدير الرفيع كان متبادلا بين السيدة زينب وبين أخيها الأكبر السبط الأول لرسول الله محمد(ص) الإمام الزكي الحسن المجتبى (ع) حيث كانت تنظر لأخيها بمنظارين منظار الإخوة ومنظار الإمامة , ومما يجب ذكره أن كل ما يذكر من الروابط القلبية بين السيدة زينب والإمام الحسين – فهي ثابتة بينها وبين أخيها الإمام الحسن أيضا- وان كان التاريخ قد سكت عن التفاصيل فان أصل الموضوع ثابت * إن موقف السيدة زينب حينما حضرت عند أخيها الإمام الحسن (ع)ساعة الوفاة , صاحت السيدة زينب : وا أخاه !وا حسناه !وا قلة ناصراه !يا أخي من ألوذ به بعدك ؟! وحزني عليك لا ينقطع طول عمري ! ثم انها بكت على أخيها وهي تلثم خديه وتتمرغ عليه وتبكي عليه طويلا . لم تكن العلاقات الودية بين الإمام الحسين (ع) وأخته السيدة زينب لها مثيل في العالم لم تكن هذه العلاقات منبعثة عن عاطفة القرابة فحسب , بل عَرَفَ كل واحد منهما ما للأخر من الكرامة , وجلالة القدر وعظم الشأن . فالسيدة زينب بطلة كربلاء تلك الواقعة التي جسدت لإصلاح امة جد الإمامين الحسن والحسين والسيدة زينب امة جدهم المصطفى (ص). فأخذت السيدة زينب بنصيحة أخيها الإمام الحسين (ع) قائلة له (( يبن أمي طب نفساً وقر عينا فانك تجدني كما تحب وترضى)). فكانت هي الإعلامية وهي البطلة وهي التي جعلت لواقعة الطف ومصرع أخيها ذكرا لا يمحى يا له من إعلام لا يتلاشى بل يتجدد ويعلو ويسمو لأنه صوت حق لإعلاء كلمة الله العليا . فللسيدة زينب عليها السلام مواقف في مسيرة سيد الشهداء الحسين (ع) سيرد ذكرها في هذا الإصدار المختصر لبطلة التاريخ السيدة زينب (ع).واستطاعت عقيلة الطالبين الهاشميين أن تقض مضاجع السلطة , مما أدى بالوالي الأموي في المدينة آن يكتب إلى يزيد كتابا يقول فيها : " إن زينب ابنة علي بين أهل المدينة مهيج للخواطر , فإنها فصيحة عاقلة لبيبة , وقد عزمت هي ومَن معها على القيام للأخذ بثار الحسين , فعرفني رأيك ..." . ولم يبالغ الوالي الأموي من شان السيدة زينب (ع) فأنها البت الأمة على الحكم الأموي بما أوتيت من قابلية , وإمكانية بيانية . فكتب يزيد أن يفرق بينها وبين الناس , ولكن ذلك لم يسكتها عن تهيج الناس ضد السلطة المتعسفة التي طغت واستمرت السيدة الجليلة بطلت التاريخ تحامي عن دينها إلى أن وافاها الأجل في 15 رجب سنة 62 هـ .
تعليق