إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاخلاص في النية ودوره في قبول الأعمال

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاخلاص في النية ودوره في قبول الأعمال

    بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشْرَفِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ الْطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين ...
    السَّلامُ عَلَيْكُمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ...



    كثيرة هي الواجبات الشرعية التي تتعلق بذمة المرء بعد بلوغه سن التكليف كالصوم والصلاة والحج والزكاة والخمس والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها من الواجبات

    وقسم من هذه الواجبات تسمى العبادات وهي الأعمال العبادية التي لابد من اقترانها بأمر مهم وهو المسمى

    (خلوص النية او الاخلاص في النية)

    أي بمعنى قصد التقربالى الله تعالى وحده بهذا العمل ونفي أي قصد آخر



    عن أبي الصلت، عن علي بن موسى، عن آبائه (عليهم السلام)، قال :

    « قال رسول الله (صلى الله عليه و آله) :

    " لا قول إلا بعمل، و لا قول و عمل إلا بنية، و لا قول و عمل و نية إلا بإصابة السنة " »
    (1)



    وعن خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي قال: سأل عيسى بن عبد الله القمي أباعبد الله (عليه السلام) وأنا حاضر فقال: ما العبادة ؟ فقال
    (عليه السلام) :

    " حسن النية بالطاعة من الوجه الذي يطاع الله منه "(2)


    وقد يتصور البعض لأول وهلة ان مسألة الاخلاص في النية هينة وليست بالأمر الصعب ، بينما عند الـتأمّل فيها لعلها تكون من أعقد المسائل واصعبها على العبد ؛ لكونها لا تختص بوجوب استحضارها أثناء العمل وربما قبل الشروع به فحسب ، بل لابد من استمرارها الى ما بعد العمل كي لا يحبط ثواب ذلك العمل ، فقد يأتِ المرء بالعمل العبادي بنية خالصة في بداية الأمر ويتمه على أكمل وجه ولكنه فيما بعد قد يحبط ثوابه - وبوسوسة من الشيطان - بالتباهي والتفاخر والعجب ونحوها من المكدرات والشوائب ، وهنا تكمن الخطورة وتكون المرحلة الأصعب . لذلك ورد في الحديث الشريف أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال :
    " نية المؤمن خير من عمله "(3)


    و قال (صلى الله عليه وآله) :

    « إنما الأعمال بالنيات و لكل امرئ ما نوى فلا بد للعبد من خالص النية في كل حركة و سكون لأنه إذا لم يكن بهذا المعنى يكون غافلاً و الغافلون قد ذمّهم الله تعالى فقال :" إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا "(4) ، وقال :" أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ "(5)
    ثم النية تبدو من القلب على قدر صفاء المعرفة و تختلف على حسب اختلاف الأوقات الإيمان في معنى قوته و ضعفه و صاحب النية الخالصة نفسه و هواه معه مقهورتان تحت سلطان تعظيم الله تعالى و الحياء منه و هو من طبعه و شهوته و منية نفسه منه في تعب و الناس منه في راحة
    ؛ لأن نية العمل فقط لا يتطرق اليها الرياء لكونها غير معلومة الا من قبل صاحبها وقد لا يرجو صاحبها عليها أجرا ولا يتأمل منها منفعة في الآخرة »
    (6)




    عن زيد الشحام قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام) : إني سمعتك تقول: نية المؤمن خير من عمله، فكيف تكون النية خيرا من العمل ؟ قال (عليه السلام):

    " لان العمل ربما كان رياء المخلوقين، والنية خالصة لرب العالمين، فيعطي (عز وجل) على النية مالا يعطي على العمل
    "



    وقال أبو عبد الله (عليه السلام):
    " إن العبد لينوي من نهاره أن يصلي بالليل فتغلبه عينه فينام، فيثبت الله له صلاته، ويكتب نفسه تسبيحا ويجعل نومه عليه صدقة "(7)


    لذا فمن الضروي للمرء أن يدعو الله تعالى بالتوفيق للاخلاص في النية كما حث عليه المعصومون(صلوات الله عليهم) ففي الدعاء العشرين من الصحيفة السجادية المعروف بدعاء (مكارم الأخلاق ) يقول الامام زين العابدين (عليه السلام) :


    " أَللَّهمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَبَلِّغْ بِإيْمَانِي أكْمَلَ الاِيْمَانِ، وَاجْعَلْ يَقِينِي أَفْضَلَ الْيَقِينِ، وَانْتَهِ بِنِيَّتِي إلَى أَحْسَنِ النِّيَّاتِ، وَبِعَمَلِي إلى أَحْسَنِ الاعْمَالِ. أللَّهُمَّ وَفِّرْ بِلُطْفِكَ نِيَّتِي وَصَحِّحْ بِمَا عِنْدَكَ يَقِينِي، وَاسْتَصْلِحْ بِقُدْرَتِكَ مَا فَسَدَ مِنِّي
    ... "(8)

    لذا ينبغي علينا أن نحاذر في العمل
    ونحافظ على أعمالنا ولا نغفل عن وساوس ودسائس إبليس ونتيقض من مصائده ومكائده .

    ______________________________

    (1) كتاب الأمالي للشيخ الطوسي - (ص 338)
    (2)
    بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (67 / 208)
    (3) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (67 / 210)
    (4)
    [الأعراف : 180]
    (5)
    [الأعراف : 180]
    (6)مصباح الشريعة المنسوب للصادق (عليه السلام) - (ص 54)
    (7) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (67 / 206)
    (8)الصحيفة السجادية (ص 93 )




    عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
    سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
    :


    " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

    فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

    قال (عليه السلام) :

    " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


    المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)



  • #2
    طرح مكتمل بجميع جوانبه جعل اقلامنا
    تقف عاجزة عن الاضافة
    بارك الله فيك على هذا الموضوع المفيد والنافع
    المشرف القدير
    الصدوق
    كل الشكر والتقدير لشخصك الكريم
    وننتظر المزيد مثل هكذا مواضيع

    تعليق


    • #3
      موضوع قيم
      وما أجمل أن تكون النية خالصة لله
      موفقين ياارب


      آنِي آرَيدُ آمَنْا َيَا آبَنْ فَاطِمَةَ ... مُسْتمَسِگـاً بِيَدَي مَنْ طارَقِِ آلزَِمَنِ ِ

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة كرم الزهراء مشاهدة المشاركة
        طرح مكتمل بجميع جوانبه جعل اقلامنا
        تقف عاجزة عن الاضافة
        بارك الله فيك على هذا الموضوع المفيد والنافع
        المشرف القدير
        الصدوق
        كل الشكر والتقدير لشخصك الكريم
        وننتظر المزيد مثل هكذا مواضيع



        لو استبعدت الآيات المباركة والأحاديث الشريفة

        فلا أرى في موضوعي سوى عبارات بسيطة وكلمات مبعثرة

        ولكن طيب معدنكم وكرم خلقكم جعلكم تكتبون لنا هذه الأسطر الطيبة


        الأخت الفاضلة كرم الزهراء

        شاكرٌ لكم مروركم ودعاءكم


        وأسأل الله تعالى أن يكرمكم بكرمه

        ويجعل لكم علماً زاهراً تنتفعون منه وتنفعون به





        عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
        سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
        :


        " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

        فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

        قال (عليه السلام) :

        " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


        المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


        تعليق


        • #5
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


          احسنتم بارك الله فيكم اخي

          موضوع قيم

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة يوسف مشاهدة المشاركة
            موضوع قيم
            وما أجمل أن تكون النية خالصة لله
            موفقين ياارب




            نعم ما أجمل أن تكون النية خالصة لله تعالى

            نسأل الله تعالى لنا ولكم وللمؤمنين خلوص النية


            مما ورد عن الآمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف دعاء هذه أول عباراته :

            " اَللّهُمَّ ارْزُقْنا تَوْفيقَ الطّاعَةِ، وَبُعْدَ الْمَعْصِيَةِ، وَصِدْقَ النِّيَّةِ، وَعِرْفانَ الْحُرْمَةِ ... "

            شكراً لكم أختنا الفاضلة على مروركم الطيب ودعائكم المبارك

            وفّقكم الله تعالى وتقبّل منكم







            عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
            سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
            :


            " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

            فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

            قال (عليه السلام) :

            " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


            المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محبة المهدي الموعود مشاهدة المشاركة
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              احسنتم بارك الله فيكم اخي

              موضوع قيم



              عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

              أحسن الله تعالى لكم - أختنا الفاضلة - وتقبّل أعمالكم

              يروى أن عابداً سمع بوجود شجرة تعبد من دون الله سبحانه فأخذه الحماس الديني وانطلق ليقطعها

              فاعترض إبليس طريقه وقال له :
              إن قطعتها ، عبدوا غيرها ، فارجع إلى عبادتك

              فقال له العابد: لابد من قطعها

              وحصلت بينهما مصارعة فصرعه العابد

              فقال له إبليس:أنت رجل فقير فارجع إلى عبادتك واجعل لك دينارين تحت رأسك كل ليلة

              ولو شاء الله لأرسل رسولاً يقطعها وماذا عليك إذ لم تعبدها أنت .

              قال : نعم فلما أصبح وجد دينارين كما وعده إبليس

              وفي اليوم الثاني لم يجد شيئاً فخرج لقطعها وحصلت بينهما مصارعة فصرعه إبليس فقال له العابد :
              كيف غلبتك أولاً ثم غلبتني ثانياً ؟!

              فقال له : لأن غضبك أولاً : كان لله وثانياً كان للدينارين.


              فنلاحظ من هذه القصة أن من يخلص لله تعالى فان الله سيؤيده وسينصره على أعدى وألدّ أعدائه




              شاكرٌ لكم هذا المرور





              عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
              سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
              :


              " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

              فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

              قال (عليه السلام) :

              " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


              المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
              x
              يعمل...
              X