بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وال محمد وعجل فرجهم يا كريم
عن الإمام علي (ع) في هذا الاتجاه أيضاً يقول: "إنّ لسان المؤمن من وراء قلبه" هنا يربط المسألة بقضية الإيمان والنفاق، لأنّ المؤمن ينطلق من خلال إيمانه على أساس أنّه مسؤول عن كل أقواله وأفعاله، ولذلك، فإنّه لا يتكلم بكلمة إلا بعد أن يستنطق إيمانه، ليرى أن هذه الكلمة، هل تنسجم مع خطه الإيماني أو لا تنسجم؟ وهل أنها تتحرك في خط الحسن أو في خط القبح؟ وهل هي مما يضره أو مما ينفعه؟ وهل هي مما يؤدي إلى النتائج السلبية في حياة الناس من حوله أو إلى النتائج الإيجابية؟ لذلك فالمؤمن يستنطق عقله إذا أراد أن يتكلم بما يوحي إليه به عقله، "وإن قلب المنافق"، وهو الذي لا يملك قاعدة فكرية للإيمان تحدد له ما يفعله وما يتركه، ولذلك، فإنّه يتكلم على حسب هوى نفسه، "وإنّه قلب المنافق من وراء لسانه"، باعتبار أنّ المنافق يتكلم بما يوحي به هوى نفسه ثمّ يفكر.
والإمام (ع) هنا لا يتركنا نضيع في غموض الكلمات، فكيف يكون اللسان وراء القلب للمؤمن؟ وكيف يكون القلب وراء اللسان للمنافق؟! مع أننا إذا أردنا أن نتكلم عن الجانب الحسي، فلسان المؤمن ولسان المنافق في مكان واحد، ولا يوجد فرق بينهما، لكن الإمام أراد أن يعبِّر عن خلفية المسألة من ناحية الكناية عن الفكرة، يقول: "لأنّ المؤمن، إذا أراد أن يتكلم بكلام، تدبّره في نفسه" يفكر ويعرضه على عقله، "فإن كان خيراً" قال له العقل هذا الكلام خير، وهو كلام يمكن أن تتحمل مسؤوليته، ويمكن أن يرضى الله عنه وأن يثيبك عليه "فإن كان خيراً أبداه" أظهره "وإن كان شراً وراه"، يعني إذا أوحى له العقل بأن هذا كلام شر، وأنك لا تستطيع أن تتحمل مسؤوليته، ولا تستطيع أن تقابل به ربك، فإنّه يخفيه، "وإنّ المنافق يتكلم بما أتى على لسانه" يعني عندما تأتي الكلمة إلى اللسان من خلال شهوات نفسه، فإنّه يتكلم وهو لا يدري ماذا له وماذا عليه، لأنّ الكلمة لا تنطلق من خلال الفكر، ولكنها تنطلق من خلال هوى النفس.
وقد ورد في الحديث عن الرسول (ص): "سلامة الإنسان في حفظ اللسان"، لأنّ الإنسان إذا حفظ لسانه فإنّه يصون نفسه من كثير من العثرات التي تؤدي به إلى المهالك. وقد ورد أيضاً: "لا يسلم أحد من الذنوب حتى يخزن لسانه"، لأنّه إذا خزن لسانه، فإنّه يستطيع أن يوجهه إلى ما فيه سلامته في الدنيا والآخرة. وورد أيضاً عن الإمام علي (ع): "زلة اللسان تأتي على الإنسان"، وورد عنه: "المرء يعثر برجله فيبرأ"، لأنّ الإنسان عندما يعثر برجله يداويها فيبرأ، "ويعثر بلسانه فيقطع رأسه"، ربّما يتكلم بكلمة تؤدي به إلى القتل.
وقد ورد في بعض كلام الشعراء:
يصاب الفتى من عثرةٍ بلسانه **** وليس يصاب المرء من عثرة الرِّجل
اللهم صلى على محمد وال محمد وعجل فرجهم يا كريم
عن الإمام علي (ع) في هذا الاتجاه أيضاً يقول: "إنّ لسان المؤمن من وراء قلبه" هنا يربط المسألة بقضية الإيمان والنفاق، لأنّ المؤمن ينطلق من خلال إيمانه على أساس أنّه مسؤول عن كل أقواله وأفعاله، ولذلك، فإنّه لا يتكلم بكلمة إلا بعد أن يستنطق إيمانه، ليرى أن هذه الكلمة، هل تنسجم مع خطه الإيماني أو لا تنسجم؟ وهل أنها تتحرك في خط الحسن أو في خط القبح؟ وهل هي مما يضره أو مما ينفعه؟ وهل هي مما يؤدي إلى النتائج السلبية في حياة الناس من حوله أو إلى النتائج الإيجابية؟ لذلك فالمؤمن يستنطق عقله إذا أراد أن يتكلم بما يوحي إليه به عقله، "وإن قلب المنافق"، وهو الذي لا يملك قاعدة فكرية للإيمان تحدد له ما يفعله وما يتركه، ولذلك، فإنّه يتكلم على حسب هوى نفسه، "وإنّه قلب المنافق من وراء لسانه"، باعتبار أنّ المنافق يتكلم بما يوحي به هوى نفسه ثمّ يفكر.
والإمام (ع) هنا لا يتركنا نضيع في غموض الكلمات، فكيف يكون اللسان وراء القلب للمؤمن؟ وكيف يكون القلب وراء اللسان للمنافق؟! مع أننا إذا أردنا أن نتكلم عن الجانب الحسي، فلسان المؤمن ولسان المنافق في مكان واحد، ولا يوجد فرق بينهما، لكن الإمام أراد أن يعبِّر عن خلفية المسألة من ناحية الكناية عن الفكرة، يقول: "لأنّ المؤمن، إذا أراد أن يتكلم بكلام، تدبّره في نفسه" يفكر ويعرضه على عقله، "فإن كان خيراً" قال له العقل هذا الكلام خير، وهو كلام يمكن أن تتحمل مسؤوليته، ويمكن أن يرضى الله عنه وأن يثيبك عليه "فإن كان خيراً أبداه" أظهره "وإن كان شراً وراه"، يعني إذا أوحى له العقل بأن هذا كلام شر، وأنك لا تستطيع أن تتحمل مسؤوليته، ولا تستطيع أن تقابل به ربك، فإنّه يخفيه، "وإنّ المنافق يتكلم بما أتى على لسانه" يعني عندما تأتي الكلمة إلى اللسان من خلال شهوات نفسه، فإنّه يتكلم وهو لا يدري ماذا له وماذا عليه، لأنّ الكلمة لا تنطلق من خلال الفكر، ولكنها تنطلق من خلال هوى النفس.
وقد ورد في الحديث عن الرسول (ص): "سلامة الإنسان في حفظ اللسان"، لأنّ الإنسان إذا حفظ لسانه فإنّه يصون نفسه من كثير من العثرات التي تؤدي به إلى المهالك. وقد ورد أيضاً: "لا يسلم أحد من الذنوب حتى يخزن لسانه"، لأنّه إذا خزن لسانه، فإنّه يستطيع أن يوجهه إلى ما فيه سلامته في الدنيا والآخرة. وورد أيضاً عن الإمام علي (ع): "زلة اللسان تأتي على الإنسان"، وورد عنه: "المرء يعثر برجله فيبرأ"، لأنّ الإنسان عندما يعثر برجله يداويها فيبرأ، "ويعثر بلسانه فيقطع رأسه"، ربّما يتكلم بكلمة تؤدي به إلى القتل.
وقد ورد في بعض كلام الشعراء:
يصاب الفتى من عثرةٍ بلسانه **** وليس يصاب المرء من عثرة الرِّجل