بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشْرَفِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ الْطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين ..
السَّلامُ عَلَيْكُمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ...
لعل قسم كبير منا تمر به ظروف اقتصادية صعبة في بعض الأحيان وتتأزم أموره المادية بين فترة وأخرى فربما يفكر في الاستدانة أو قد يضطر الى اللجوء اليها ، فما ان يستدين حتى يبدأ همه الأكبر بالطغيان على تفكيره وقد يطفح على تصرفاته ، الا وهو هم الوفاء لصاحب الدين ، وينتابه الشعور بالذل والتصاغر والانكسار أمام الدائن ، خصوصاً عند اقتراب موعد التسديد مع قلة المال وعسر الحال ، لذا فلا ينبغي للمرء أن يبادر الى الاستدانة الا عند الضرورة ولا يستدين الا من ذوي المروءات .
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" إيّاكم والدَّين فإنه شَين الدِّين "(1)
وقال علي (عليه السلام):
" إيّاكم والدَّين فانه همٌّ بالليل وذلٌّ بالنهار "(2)
عن ابن القداح عن أبي عبدالله، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) قال:
" إيّاكم والدين فإنه مذلّة بالنهار و مهمّة بالليل وقضاء في الدنيا وقضاء في الاخرة "(3)
***
الدَّين .. والتسويف في الوفاء ..
وفي مقابل من يحرص على الوفاء نجد البعض من الناس رغم التزامه في معظم الأحيان لكنه يتهاون في بعض الأمور المهمة الخاصة بحقوق الناس ومن هذه الأمور عدم الوفاء بالدين الذي في ذمته تجاه إخوانه في موعده المحدد أو ربما نكرانه اصلاً بسبب النسيان أو الغفلة وما الى ذلك .
عن ابن ظبيان قال: قال أبو عبد الله (عليهالسلام):
" يا يونس من حبس حقّ المؤمن أقامة الله يوم القيامة خمسمائة عام على رجليه ، حتى يسيل من عرقه أودية وينادي مناد من عند الله : هذا الظالم الذي حبس عن المؤمن حقّه قال : فيوبّخ أربعين عاماً ثم يؤمر به إلى النار "(4)
وهذا التسويف وهذه المماطلة من شانها أن تمنع الآخرين أو على الأقل تقلل من اندفاعهم وتثبط من عزيمتهم على اقراض اخوانهم المحتاجين والمعوزين بسبب ما يرونه من تصرفات البعض هذه وتهاونهم .
لذا فينبغي عند الاستدانة أو الاقراض مراعاة بعض الأمور ، منها :
1 - كتابة وثيقة بالمبلغ وتحديد مدة الدين (القرض) ويوم التسليم .
2 - اشهاد المؤمنين العدول أو الثقاة على (القرض) .
3 - عدم استدانة المستقرض مبلغ يعلم أو يتوقع عدم تمكنه من تسديده أو يصعب عليه التسديد .
4 - عدم الاستدانة الا في الحالات الضرورية والقصوى وجعل الاستدانة آخر الحلول .
________________________________
(1) وسائل الشيعة للشيخ الحر العاملي - (18 / 316)
(2) وسائل الشيعة للشيخ الحر العاملي - (18 / 316)
(3) الكافي للشخ الكليني - (5 / ص 96)
(4) بحار الأنوار للشيخ العلامة المجلسي - (100 / 147)
نسأل الله تعالى لنا ولكم دوام التوفيق والعافية
وأن لا يجعلنا محتاجين الا اليه ولا يحوجنا الى لئام خلقه
بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْطّاَهِرِين
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
وأن لا يجعلنا محتاجين الا اليه ولا يحوجنا الى لئام خلقه
بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْطّاَهِرِين
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
تعليق