♧(واستبقا الباب ..)
كلاهما يجري ..
أحدهما يفر من المعصية والآخر يلاحقها!
قد نشترك بالأفعال ، ويتفاوت الجزاء بالنية ..!
♧{الذين اتبعوه في ساعة العسرة}
ما أجمل التعبير القرآني!
جعل العسر ساعة واحدة عابرة سريعة الانقضاء ومحصورة لاتفترش الحياة كلها!
♧{ وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون }
أعظم الجناية ..
فعل المعصية مع اعتقاد أنها حلال ..!!
♧{ ونزعنا ما في صدورهم من غلًّ }
نقَّى الله قلوبهم من الغلِّ والحقد وذلك أنَّ صاحب الغلِّ متعذِّب به ولا عذاب في الجنَّة !
♧{ قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى}
ما كل كلام معسول خلفه خير مأمول ...!
♧{ قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين }
بيان طبيعة الطغاة ..
إذا انقطعت حججهم أمام الحق ؛
لجئوا إلى سلاح البطش ..
♧{ ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد }
عناية الله بك أعظم من تخطيطك لنفسك ، قد يفوتك موعد تنتظره لموعد أكثر بهجة ..!
♧{ إذ نادى ربه نداءً خفيا }
هذا الصوت الخفي ارتجَّت له أبواب السماء .. المهم أن تصدق في دعائك أيها السائل ولو كان خفيا ..
تاملات وتدبر في ايات الله
لما دخل يوسف عليه السلام السجن أرادت زليخة سماع صوته فقالت للسجان اضرب يوسف لكي أسمع صوته فقال السجان ليوسف: لقد أمرتني الملكة أن أضربك لتسمع صوتك ولكن سوف أضرب الأرض وأنت اصرخ.. فأخذ يصرخ عليه السلام..
فأرسلت الملكة للسجان في اليوم الثاني فأمرته أن يضرب يوسف لكي تسمع صوته فرجع السجان ليوسف وصنع ماصنع في المرة السابقة وفي المرة الثالثة أمرت زليخة السجان في اليوم الثالث فقالت له: ارجع ليوسف واضربه لكي أسمع صوته..
وفي هذه المرة أريدك أن تضربه حقا. فقال السجان: مولاتي فعلت ما أُمرت..
فقالت: لا.. إنك لم تفعل فإن ضربته أحسست بالسوط على جلده قبل أن يصرخ فارجع له..وإن لم تفعل فلن تنجو هذه المرة..
فعاد السجان ليوسف عليه السلام وحكى له ما دار بينه وبين الملكة فقال نبي الله يوسف: افعل ما أُمرت به.. فأخذ السجان بالسوط وضرب يوسف..
وفي لحظة وقوع السوط على جسد يوسف أحست به زليخة قبل أن يصرخ يوسف... في حينها صرخت زليخة فقالت: ارفع سوطك عن حبيبي يوسف فلقد قطعت قلبي..
يستطيع كل فرد منا ان يكون زليخا ويقدم اسمى معاني العشق ليوسف الزهراء (عج) فليس عشق زليخا اسطورة وخيال لكن بعشق يدخل السرور على قلب المولى فلا نكون سببا في أذيته بل بلسما لتضميد جراحه ...وبعشقنا له نحس بكل آلامه ونعيشها معه ونحزن لحزنه ونسر بسروره...فإن كانت اعمالنا سيئة وقلوبنا بعيدة عنه فلن نسمع صوته ابدا فهو ليس بمحتاج لنا وليس مضطرا للتقرب منا رغم ابتعادنا عنه!!! كأس زليخا الذي هو بلسم لجروح يوسف لا كأس الاذية والآلام ذلك ممكن ان يشرب منه الجميع...ولكن كيف؟؟!!
لسان حال الامام (عج) يقول: أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد..
فهل نحن مستعدون؟؟
تعليق