نشرة مجلة روز اليوسف المصرية -09-2003,
الكاتب الدكتور خالد منتصر
تحت عنوان الكمبيوتر يحاكم أبو هريرة
أثناء تجولي في معرض الكتاب الأخير لاحظت زيادة كبيره فى عدد دور النشر المتخصصة في الكتب الدينية، ولمست مدى إقبال وحرص الشباب على اقتناء كتب التفاسير والأحاديث والتاريخ الإسلامي مما يعكس مدى التعطش الشديد من هؤلاء الشباب لمعرفة تعاليم ديننا الحنيف ورسم ملامحه الصحيحة التي شوهها البعض بالتشدد والمغالاة والقسوة والبعد عن منابعه الأصيلة التي تنبض بالحب والتسامح واحترام العقل، وقد أسعدني هذا الاتجاه الذي أعاد البوصلة إلى اتجاهها الصحيح بعيداً عن كتب الثعبان الأقرع ونسائنا وقود النار وغلمان الجنة.... إلى آخر هذه الكتب الصفراء التي تكرس التخلف وتمتهن العقل، ومما ضاعف من سعادتى دخول التكنولوجيا الحديثه إلى دنيا المطبوعات الإسلامية، فقد إمتلأت أجنحة المعرض وأيضاً مكتبات الأسواق بل وبيوت الكثيرين بديسكات الكومبيوتر والسى دى ومنها مايستعرض التاريخ الإسلامي ومنها مايتلو ويفسر القرآن ومنها أيضاً مايقدم لنا جميع الأحاديث النبويه، وسرعان ماباغتتنى علامة إستفهام وأنا أتأمل إحدى هذه "الأسى ديهات " هل ماأتأمله هذا وأمسكه بيدى يعد تقدماً بالفعل ؟، وهل إنعكست هذه التكنولوجيا على فهمنا ورؤيتنا لهذا التراث ؟، هل إستفدنا من هذا الكومبيوتر فى صناعة منهج علمى فى تناول ودراسة هذه التفاسير والأحاديث ؟، أم أن الحقيقه هى أننا مجرد مستهلكين مارسنا هوايتنا فى الحفظ وضاعفنا من قدرتنا على التخزين، وصار الكومبيوتر لدينا مجرد فرد فى طابور العنعنه أو أرشيف شيك يساعدنا فى الفهرسه ليس إلا؟؟؟؟، ألف سؤال وسؤال دار فى رأسى وأنا ممسك بالسى دى الذى كان يخزن كافة الأحاديث ويساعد على إستعادتها فى جزء من الثانيه، وقبل أن أجيب قلت لأجرب بنفسى فى مجال الأحاديث والذى هو بالأساس مجال يعتمد أولاً وأخيراً على الذاكره والحفظ ولكنها ذاكرة البشر وحفظ وتخزين العنعنه الإنسانيه ولنجرب ذاكرة الكومبيوتر ولندخل له الداتا أو المعلومات متداخلة مع التاريخ والتفاسير والأرقام، وإنتظرت النتيجه وبدلاً من أن أحصل على إجابه وجدت أمامى علامات إستفهام لاحصر لها تدور معظمها عن أهم راوٍ للحديث فى التاريخ الإسلامى وهو أبو هريره الذى عقد له الكومبيوتر محاكمة من خلال تناقض الأرقام ولامنطقية التواريخ ، والمحاكمه ليست محاكمة إتهامات ولكنها محاكمة تساؤلات وإستفهامات مشروعه فالصحابه علينا لهم واجب التوقير وليس التأليه وحق الإحترام وليس التقديس وهذا شجع الكومبيوتر الذى كانت أول معلومه يتلقاها هى أنه لاكهنوت فى الإسلام.
أما لماذا أبو هريره بالذات ؟فلأن ماروى عنه خمسة الاف وثلاثمائة وأربعه وسبعين حديثاً 5374، أما لماذا إندهش الكومبيوتر وهو يعيد حساباته ؟فالسبب لأن هذا الكم كان حصيلة ثلاث سنوات فقط صحبة للرسول عليه الصلاة والسلام أى مامجموعه 1195يوم أى بمعدل خمسة أحاديث يومياً تقريباً وأعتقد أنه لوكان قد تجسد ظلاً للنبى ماكان هذا الرقم !، وليس سر الإندهاش فى الكم فقط ولكن فى تناقض هذا الكم مع ماروى عن باقى الصحابه، فالنسبه بينه وبينهم بها خلل كبير فجميع ماروى عن أبى بكر إنما هو 142 حديثاً، وكل ماأسند إلى عمر بن الخطاب 537 حديثاً وكل مالعثمان 146 حديثاً وكل مارووه عن على586 فقط أى أن مجموع الأحاديث المرويه عن الخلفاء الراشدين بما عرف عنهم من تقوى وورع وسبق للإسلام هى 1411 حديثاً أى بنسبة 27% مما روى عن أبى هريره، والمدهش أنه أعلن أن مازال فى جعبته الكثير وإنه لم يقل كل ماعنده فقد قال "يقولون أكثرت ياأبا هريره والذى نفسى بيده لوحدثتكم بكل شئ سمعته من رسول الله (ص)لرميتمونى بالقشع -المزابل-ثم ماناظرتمونى"، هذا بالرغم من أن مجموع ماروى عنه يفوق كل ماروى عن الخلفاء الأربعه كماذكرنا مضافاً إليهم أمهات المؤمنين وفاطمة بنت الرسول!، أما عبد الله بن عمرو بن العاص الذى إعترف له أبو هريره شخصياً بأنه كان أكثر حديثاً لم يرو عنه سوى سبعمائة حديث أى واحد على سبعه من أحاديث أبى هريره!
أما إذا أتينا للصحيحين البخارى ومسلم فلأبى هريره 1574 حديثاً بينما نجد لأبى بكر 16 حديثاً وحسان بن ثابت حديثاً، والزبير حديثاً والعباس أربعه، وعبد الرحمن بن أبى بكر ثلاثه ومثلهم عبد الله بن الزبير، أما على بن أبى طالب فسبعه وثلاثين وعمر بن الخطاب ثلاثه وأربعين وعمار بن ياسر حديثين، وإذا جمعنا مافى الصحيحين عن ثلاثين من مشاهير الصحابه نحصل على مائة وثلاثة وسبعين حديثاً بينما لأبى هريرة أكثر من تسعة أضعاف هذا العدد !، وقد إندهش معاصروه كما إندهش الكومبيوتر من ضخامة هذا العدد فدافع عن نفسه قائلاً بأن إخوته من المهاجرين كان يشغلهم الصفق فى الأسواق وأن إخوته من الأنصار كان يشغلهم عمل أموالهم، ويقول عن نفسه أنه كان مسكيناً يلزم الرسول ويحضر حين يغيبون ويعى حين ينسون، ولكن معاصريه من الصحابه وجلساء وأقارب النبى كان لهم رأى آخر فمنهم من وبخه مثل عمر بن الخطاب الذى ضربه بالدره وهدده بالنفى حين سمع منه هذا الإكثار من الحديث بل ووصل الشقاق بينهما أن عزله عمر عن ولاية البحرين بعد توبيخ شديد اللهجه، ومنهم من أنكر عليه قوله
مثل على عندما سمعه يقول حدثنى خليلى ورأيت خليلى وسأله متى كان النبى خليلك ياأبا هريره، ومنهم من كذبه مثل عائشه حينما روى حديثه عن أن الكلب والمرأه والحمار يقطعون الصلاه وقالت رأيت رسول الله يصلى وسط السرير وأنا على السرير معترضة بينه وبين القبله وكذبته أيضاً فى حديث من أصبح جنباً فلا صيام له وحين واجهته إعتذر وتحجج بأنه قد سمعه من الفضل بن العباس وكان الفضل حين إعتذر ميتاً، ومنهم من لم يأخذ بكلامه مثل إبن عباس حين أنكر حديثه الذى
قال فيه إن من حمل جنازة فليتوضأ ورد إبن عباس لايلزمنا الوضوء فى عيدان يابسه، ومنهم من سخر مثل بن عمر حين سمع أنه
قال أن الرسول أمر بقتل الكلاب إلا كلب الصيد أو الغنم أو الماشيه أو الزرع وقال إنه أضاف الزرع لأنه يخاف على زرعه.
إذن فالكومبيوتر لم يحاكم أبا هريرة وحده ولكن شاركه الكثير من الصحابه وأيضاً أم المؤمنين عائشه التى كانت أكثر المهاجمين شدة، وبعدهم حاكمه الشيعه والمعتزله والشيخ
أبو ريه وأحمد أمين ومصطفى صادق الرافعى وغيرهم الكثير، أما لماذا إشترك كل هؤلاء فى الحساب والنقد والمحاكمه ؟، فتوجد عدة أسباب لكن أهمها مدحه الشديد وأحاديثه التى تفضل بنى أميه على غيرهم، فمعاويه معه الحق ضد على، ومروان مدح ذاكرته، وبنى أميه الذين ولوه على المدينه هم أهل التقوى والبر عنده..... الخ.
ومن ضمن مارصده الكومبيوتر من تناقضات التناقض فى التاريخ وتسلسله ومعاصرة الشخصيات والأحداث ودقتها، فمثلاً حديثه عن رقيه بنت الرسول التى دخل عليها وفى يدها مشط وكان الرسول(ص) خارجاً من عندها وأوصاها بإكرام عثمان زوجها، والتناقض هنا ناشئ من أن رقيه ماتت عند فتح بدر وأبو هريرة أسلم بعد موتها وبعد فتح خيبر !، ومثال آخر فى قوله عن سهو النبى أنه صلى بهم الظهر أو العصر فسلم فى ركعتين فقال له ذو اليدين أنقصت الصلاه أم نسيت ؟وذو اليدين هذا إستشهد ببدر وأيضاً قبل إسلام أبى هريرة!، وهناك أمثلة أخرى على العلماء دراستها وتمحيصها.
أما أهم ما في الموضوع فهو مناقشة المتن الذى أهدرت دراسته لصالح دراسة السند، ومن الأحاديث الكثيرة المروية عن أبى هريرة والتي يظهر بعضها على الشاشة الصغيرة وتروج بين الناس، ومنها مايحط من قيمة المرأه مثل حديث الكلب والحمار والمرأة السابق ذكره والذي أنكرته عائشة وأيضاً الحديث الذى يقول أن سوء الحظ يوجد في ثلاثة البيت والمرأة والفرس، ومنها ما هو غير مقبول للعقل مثل الحديث الذى يقول "إذا سمعتم صياح الديك فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكاً،
وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنه رأى شيطاناً" وأيضاً حديث الذبابه المشهور عن جناح الداء والدواء !!، ومنها ما هو متناقض مع حديث قاله أبو هريرة نفسه فمثلاً الحديث الذي أنكر فيه وجود العدوى وحديثه الثاني الذي يدلل على وجودها حين قال أنه سمع النبي يقول ليوردن مريض على مصح !!، ونرجو من الأزهر الشريف منارة العلم أن يوظف كل طاقاته لغربلة الأحاديث ودراستها وعدم الاكتفاء بجملة ليس في الإمكان أبدع مما كان، وليحاولوا تطبيق مناهج البحث العلمي في دراسة علوم الحديث، ونرجو ألا يقتصر دور الكومبيوتر على كتابة بيانات الشجب لجبهة علماء الأزهر، أو تقارير فصل أعضاء هذه الجبهة بأمر شيخ الأزهر، وأخيراً إنها ليست محاكمة تشهير بل إنها محاكمة تنوير.
الكاتب الدكتور خالد منتصر
تحت عنوان الكمبيوتر يحاكم أبو هريرة
أثناء تجولي في معرض الكتاب الأخير لاحظت زيادة كبيره فى عدد دور النشر المتخصصة في الكتب الدينية، ولمست مدى إقبال وحرص الشباب على اقتناء كتب التفاسير والأحاديث والتاريخ الإسلامي مما يعكس مدى التعطش الشديد من هؤلاء الشباب لمعرفة تعاليم ديننا الحنيف ورسم ملامحه الصحيحة التي شوهها البعض بالتشدد والمغالاة والقسوة والبعد عن منابعه الأصيلة التي تنبض بالحب والتسامح واحترام العقل، وقد أسعدني هذا الاتجاه الذي أعاد البوصلة إلى اتجاهها الصحيح بعيداً عن كتب الثعبان الأقرع ونسائنا وقود النار وغلمان الجنة.... إلى آخر هذه الكتب الصفراء التي تكرس التخلف وتمتهن العقل، ومما ضاعف من سعادتى دخول التكنولوجيا الحديثه إلى دنيا المطبوعات الإسلامية، فقد إمتلأت أجنحة المعرض وأيضاً مكتبات الأسواق بل وبيوت الكثيرين بديسكات الكومبيوتر والسى دى ومنها مايستعرض التاريخ الإسلامي ومنها مايتلو ويفسر القرآن ومنها أيضاً مايقدم لنا جميع الأحاديث النبويه، وسرعان ماباغتتنى علامة إستفهام وأنا أتأمل إحدى هذه "الأسى ديهات " هل ماأتأمله هذا وأمسكه بيدى يعد تقدماً بالفعل ؟، وهل إنعكست هذه التكنولوجيا على فهمنا ورؤيتنا لهذا التراث ؟، هل إستفدنا من هذا الكومبيوتر فى صناعة منهج علمى فى تناول ودراسة هذه التفاسير والأحاديث ؟، أم أن الحقيقه هى أننا مجرد مستهلكين مارسنا هوايتنا فى الحفظ وضاعفنا من قدرتنا على التخزين، وصار الكومبيوتر لدينا مجرد فرد فى طابور العنعنه أو أرشيف شيك يساعدنا فى الفهرسه ليس إلا؟؟؟؟، ألف سؤال وسؤال دار فى رأسى وأنا ممسك بالسى دى الذى كان يخزن كافة الأحاديث ويساعد على إستعادتها فى جزء من الثانيه، وقبل أن أجيب قلت لأجرب بنفسى فى مجال الأحاديث والذى هو بالأساس مجال يعتمد أولاً وأخيراً على الذاكره والحفظ ولكنها ذاكرة البشر وحفظ وتخزين العنعنه الإنسانيه ولنجرب ذاكرة الكومبيوتر ولندخل له الداتا أو المعلومات متداخلة مع التاريخ والتفاسير والأرقام، وإنتظرت النتيجه وبدلاً من أن أحصل على إجابه وجدت أمامى علامات إستفهام لاحصر لها تدور معظمها عن أهم راوٍ للحديث فى التاريخ الإسلامى وهو أبو هريره الذى عقد له الكومبيوتر محاكمة من خلال تناقض الأرقام ولامنطقية التواريخ ، والمحاكمه ليست محاكمة إتهامات ولكنها محاكمة تساؤلات وإستفهامات مشروعه فالصحابه علينا لهم واجب التوقير وليس التأليه وحق الإحترام وليس التقديس وهذا شجع الكومبيوتر الذى كانت أول معلومه يتلقاها هى أنه لاكهنوت فى الإسلام.
أما لماذا أبو هريره بالذات ؟فلأن ماروى عنه خمسة الاف وثلاثمائة وأربعه وسبعين حديثاً 5374، أما لماذا إندهش الكومبيوتر وهو يعيد حساباته ؟فالسبب لأن هذا الكم كان حصيلة ثلاث سنوات فقط صحبة للرسول عليه الصلاة والسلام أى مامجموعه 1195يوم أى بمعدل خمسة أحاديث يومياً تقريباً وأعتقد أنه لوكان قد تجسد ظلاً للنبى ماكان هذا الرقم !، وليس سر الإندهاش فى الكم فقط ولكن فى تناقض هذا الكم مع ماروى عن باقى الصحابه، فالنسبه بينه وبينهم بها خلل كبير فجميع ماروى عن أبى بكر إنما هو 142 حديثاً، وكل ماأسند إلى عمر بن الخطاب 537 حديثاً وكل مالعثمان 146 حديثاً وكل مارووه عن على586 فقط أى أن مجموع الأحاديث المرويه عن الخلفاء الراشدين بما عرف عنهم من تقوى وورع وسبق للإسلام هى 1411 حديثاً أى بنسبة 27% مما روى عن أبى هريره، والمدهش أنه أعلن أن مازال فى جعبته الكثير وإنه لم يقل كل ماعنده فقد قال "يقولون أكثرت ياأبا هريره والذى نفسى بيده لوحدثتكم بكل شئ سمعته من رسول الله (ص)لرميتمونى بالقشع -المزابل-ثم ماناظرتمونى"، هذا بالرغم من أن مجموع ماروى عنه يفوق كل ماروى عن الخلفاء الأربعه كماذكرنا مضافاً إليهم أمهات المؤمنين وفاطمة بنت الرسول!، أما عبد الله بن عمرو بن العاص الذى إعترف له أبو هريره شخصياً بأنه كان أكثر حديثاً لم يرو عنه سوى سبعمائة حديث أى واحد على سبعه من أحاديث أبى هريره!
أما إذا أتينا للصحيحين البخارى ومسلم فلأبى هريره 1574 حديثاً بينما نجد لأبى بكر 16 حديثاً وحسان بن ثابت حديثاً، والزبير حديثاً والعباس أربعه، وعبد الرحمن بن أبى بكر ثلاثه ومثلهم عبد الله بن الزبير، أما على بن أبى طالب فسبعه وثلاثين وعمر بن الخطاب ثلاثه وأربعين وعمار بن ياسر حديثين، وإذا جمعنا مافى الصحيحين عن ثلاثين من مشاهير الصحابه نحصل على مائة وثلاثة وسبعين حديثاً بينما لأبى هريرة أكثر من تسعة أضعاف هذا العدد !، وقد إندهش معاصروه كما إندهش الكومبيوتر من ضخامة هذا العدد فدافع عن نفسه قائلاً بأن إخوته من المهاجرين كان يشغلهم الصفق فى الأسواق وأن إخوته من الأنصار كان يشغلهم عمل أموالهم، ويقول عن نفسه أنه كان مسكيناً يلزم الرسول ويحضر حين يغيبون ويعى حين ينسون، ولكن معاصريه من الصحابه وجلساء وأقارب النبى كان لهم رأى آخر فمنهم من وبخه مثل عمر بن الخطاب الذى ضربه بالدره وهدده بالنفى حين سمع منه هذا الإكثار من الحديث بل ووصل الشقاق بينهما أن عزله عمر عن ولاية البحرين بعد توبيخ شديد اللهجه، ومنهم من أنكر عليه قوله
مثل على عندما سمعه يقول حدثنى خليلى ورأيت خليلى وسأله متى كان النبى خليلك ياأبا هريره، ومنهم من كذبه مثل عائشه حينما روى حديثه عن أن الكلب والمرأه والحمار يقطعون الصلاه وقالت رأيت رسول الله يصلى وسط السرير وأنا على السرير معترضة بينه وبين القبله وكذبته أيضاً فى حديث من أصبح جنباً فلا صيام له وحين واجهته إعتذر وتحجج بأنه قد سمعه من الفضل بن العباس وكان الفضل حين إعتذر ميتاً، ومنهم من لم يأخذ بكلامه مثل إبن عباس حين أنكر حديثه الذى
قال فيه إن من حمل جنازة فليتوضأ ورد إبن عباس لايلزمنا الوضوء فى عيدان يابسه، ومنهم من سخر مثل بن عمر حين سمع أنه
قال أن الرسول أمر بقتل الكلاب إلا كلب الصيد أو الغنم أو الماشيه أو الزرع وقال إنه أضاف الزرع لأنه يخاف على زرعه.
إذن فالكومبيوتر لم يحاكم أبا هريرة وحده ولكن شاركه الكثير من الصحابه وأيضاً أم المؤمنين عائشه التى كانت أكثر المهاجمين شدة، وبعدهم حاكمه الشيعه والمعتزله والشيخ
أبو ريه وأحمد أمين ومصطفى صادق الرافعى وغيرهم الكثير، أما لماذا إشترك كل هؤلاء فى الحساب والنقد والمحاكمه ؟، فتوجد عدة أسباب لكن أهمها مدحه الشديد وأحاديثه التى تفضل بنى أميه على غيرهم، فمعاويه معه الحق ضد على، ومروان مدح ذاكرته، وبنى أميه الذين ولوه على المدينه هم أهل التقوى والبر عنده..... الخ.
ومن ضمن مارصده الكومبيوتر من تناقضات التناقض فى التاريخ وتسلسله ومعاصرة الشخصيات والأحداث ودقتها، فمثلاً حديثه عن رقيه بنت الرسول التى دخل عليها وفى يدها مشط وكان الرسول(ص) خارجاً من عندها وأوصاها بإكرام عثمان زوجها، والتناقض هنا ناشئ من أن رقيه ماتت عند فتح بدر وأبو هريرة أسلم بعد موتها وبعد فتح خيبر !، ومثال آخر فى قوله عن سهو النبى أنه صلى بهم الظهر أو العصر فسلم فى ركعتين فقال له ذو اليدين أنقصت الصلاه أم نسيت ؟وذو اليدين هذا إستشهد ببدر وأيضاً قبل إسلام أبى هريرة!، وهناك أمثلة أخرى على العلماء دراستها وتمحيصها.
أما أهم ما في الموضوع فهو مناقشة المتن الذى أهدرت دراسته لصالح دراسة السند، ومن الأحاديث الكثيرة المروية عن أبى هريرة والتي يظهر بعضها على الشاشة الصغيرة وتروج بين الناس، ومنها مايحط من قيمة المرأه مثل حديث الكلب والحمار والمرأة السابق ذكره والذي أنكرته عائشة وأيضاً الحديث الذى يقول أن سوء الحظ يوجد في ثلاثة البيت والمرأة والفرس، ومنها ما هو غير مقبول للعقل مثل الحديث الذى يقول "إذا سمعتم صياح الديك فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكاً،
وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنه رأى شيطاناً" وأيضاً حديث الذبابه المشهور عن جناح الداء والدواء !!، ومنها ما هو متناقض مع حديث قاله أبو هريرة نفسه فمثلاً الحديث الذي أنكر فيه وجود العدوى وحديثه الثاني الذي يدلل على وجودها حين قال أنه سمع النبي يقول ليوردن مريض على مصح !!، ونرجو من الأزهر الشريف منارة العلم أن يوظف كل طاقاته لغربلة الأحاديث ودراستها وعدم الاكتفاء بجملة ليس في الإمكان أبدع مما كان، وليحاولوا تطبيق مناهج البحث العلمي في دراسة علوم الحديث، ونرجو ألا يقتصر دور الكومبيوتر على كتابة بيانات الشجب لجبهة علماء الأزهر، أو تقارير فصل أعضاء هذه الجبهة بأمر شيخ الأزهر، وأخيراً إنها ليست محاكمة تشهير بل إنها محاكمة تنوير.
تعليق