القصيدة الرائية لأحد علماء السنة
أما المقدمة: ففي ذكر القصيدة المذكورة، وهي هذه: أيا علماء العصر يا من لهم خبر |
بكل دقيق حار من دونه الفكر | |
لقد حار مني الفكر بالقائم الذي |
تنازع فيه الناس واشتبه الأمر | |
فمن قائل في القشر لب وجوده |
ومن قائل قد ذب عن لبه القشر | |
وأول هذين اللذين تقررا |
به العقل يقضي والعيان ولا نكر | |
وكيف وهذا الوقت داع لمثله |
ففيه توالى الظلم وانتشر الشر | |
وما هو إلا ناشر العدل والهدى |
فلو كان موجوداً لما وجد الجور | |
وإن قيل من خوف الطغاة قد اختفى |
فذاك لعمري لا يجوزه الحجر | |
ولا النقل كلا إذ تيقن أنه |
إلى وقت عيسى يستطيل له العمر | |
وأن ليس بين الناس من هو قادر |
على قتله وهو المؤيده النصر | |
وإن جميع الأرض ترجع ملكه |
ويملؤها قسطاً ويرتفع المكر | |
وإن قيل من خوف الأذاة قد اختفى |
فذلك قول عن معايب يفتر | |
فهلا بدى بين الورى متحملا |
مشقة نصح الخلق من دأبه الصبر | |
ومن عيب هذا القول لا شك أنه |
يؤل إلى جبن الإمام وينجر | |
وحاشاه من جبن ولكن هو الذي |
غدا يختشيه من حوى البر والبحر | |
على أن هذا القول غير مسلم |
ولا يرتضيه العبد كلا ولا الحر | |
ففي الهند أبدى المهدوية كاذب |
وما ناله قتل ولا ناله ضر | |
وإن قيل هذا الاختفاء بأمر من |
له الأمر في الأكوان والحمد والشكر | |
فذلك أدهى الداهيات ولم يقل |
به أحد إلا أخو السفه الغمر | |
أيعجز رب الخلق عن نصر حزبه |
على غيرهم كلا فهذا هو الكفر | |
فحتم هذا الإختفاء وقد مضى |
من الدهر آلاف وذاك له ذكر | |
وما أسعد السرداب في سر من رأى |
له الفضل من أم القرى وله فخر | |
فيا للأعاجيب التي من عجيبها |
أن اتخذ السرداب برجاله البدر |
* * *
تعليق