بسم الله الرحمن الرحيم
هل قتل الشيعة الحسين (عليه السلام) ؟
في الواقع انهم لم يكونوا الا شيعة الا ابي سفيان كما خاطهم الامام الحسين عليه السلام وهذه بعض النصوص التي تبين مذهب اهل الكوفة في ذلك الزمن :
فقد قال (صاحب المنتقى في منهاج الاعتدال) : "وروى ابن بطة عن شيخه المعروف بابي العباس بن مسروق حدثنا محمد بن حميد حدثنا جرير عن سفيان عن عبد الله بن زياد بن جدير قال : قدم ابو اسحاق السبيعي الكوفة قال لنا شمر بن عطية : قوموا اليه فجلسنا اليه فتحدثوا فقال ابو اسحاق : خرجت من الكوفة وليس احد يشك في فضل ابي بكر وعمر وتقديمهما وقدمت الان وهم يقولون ويقولون ولا والله ما ادري ما يقولون "(1).
وقال محب الدين الخطيب في حاشية المنتقى : " هذا نص تاريخي عظيم في تحديد تطور التشيع فان ابا اسحاق السبيعي كان شيخ الكوفة وعالمها ولد في خلافة امير المؤمنين عثمان قبل شهادته بثلاث سنين وعمر حتى توفي سنة 127ه وكان طفلا في خلافة امير المؤمنين علي....." .(2)
اذا ، فابو اسحاق شيخ الكوفة وعالمها كان يبلغ من العمر ثمان وعشرين عاما في استشهاد الامام الحسين عليه السلام ، ومنه نفهم بان الناس في الكوفة – في تلك الحقبة – كانوا على حسب قوله : " ليس منهم احد يشك في فضل ابي بكر وعمر وتقديمهما " ، وبناءا على ذلك فالذين كاتبوا الامام الحسين عليه السلام علي ابي بكر وعمر ، وبعبارة اخرى انهم لم يطلبوا الحسين عليه السلام ليقدم اليهم على اساس ما رأوه من الظلم الفظيع من يزيد وعماله وارادوا الخلاص منه بواسطة الحسين عليه السلام لعلمهم بنزاهته ولياقته وفوق رؤيتهم للخلافة .
وقد ذكر التاريخ ان عبيد الله بن زياد قد سجن الشيعة المخلصين للامام الحسين عليه السلام حتى امتلات سجونه منهم فهذه السجون كانت موطن الشيعة في ذلك الوقت .
ولذا قال الذهبي في ميزانه : " التشيع بلا غلو ولا تحرف فهذا كثير في التابعين وتابعيهم من الدين والورع والصدق فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الاثار النبوية وهذه مفسدة بينة "(3)
وقال ليث بن أبي سليم: أدركت الشيعة الأولى وما يفضلون على أبي بكر وعمر أحداً "(4)
وذكر صاحب مختصر التحفة: إن الذين كانوا في وقت خلافة الأمير رضي الله عنه من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، كلهم عرفوا له حقه، وأحلوه من الفضل محله، ولم ينتقصوا أحداً من إخوانه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلاً عن إكفاره وسبه "(5)
اذن ، جميع هذه النصوص تبين ان اكثر اهل الكوفة هم من يوالون الشيخين ومن المعلوم ان هذا لا ينسجم مع معتقدات الشيعة المعتبرين ان الشيخين اغتصبوا الخلافة من امير المؤمنين عليه السلام .
نعم قد يكون سبب اشتباه البعض اطلاق بعض علمائهم اسم الشيعي على طوائف من الناس لكنهم غفلوا عن ان هذا الاسم كان يطلق في ادبيات اهل السنة على كل من يقدم علي بن ابي طالب عليه السلام على الشيخين يقول السيد علي الميلاني : "فالذي يظهر من كلماتهم في بعض المواضع أنّ مرادهم من «التشيّع» هو ما ذكرناه من تقديم عليٍّ عليه السلام وتفضيله على غيره من الصحابة، ففي ترجمة الشافعي أنّ أحمد بن حنبل سئل عن الشافعي فقال: ما رأينا منه إلاّ كلّ خير، فقيل له: يا أبا عبداللّه! كان يحيى وأبو عبيد لا يرضيانه ـ يشير إلى التشيّع، وأنّهما نسباه إلى ذلك ـ، فقال أحمد بن حنبل: ما ندري ما يقولان! واللّه ما رأينا منه إلاّ خيراً.
قال الذهبي ـ بعد نقله ـ: «قلت: من زعم أنّ الشافعي يتشيّع فهو مفتر لا يدري ما يقول» وقال الذهبي بعد روايته شعر الشافعي:
يا راكباً قف بالمحصَّب من منى *** واهتف بقاعد خيفنا والناهضِ
سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى *** فيضاً كملتطم الفرات الفائضِ
إنْ كان رفضاً حبُّ آلِ محمّد *** فليشهد الثقلان أنّي رافضي
قال: «قلت: لو كان شيعياً ـ وحاشاه من ذلك ـ لَما قال: الخلفاء الراشدون خمسة، بدأ بالصدّيق، وختم بعمر بن عبدالعزيز»(6).
فالتشيّع هو القول بإمامة عليٍّ عليه السلام بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، وليس مجرّد محبّته، أو القول بأفضليّته مع القول بإمامة الشيخين، ولو كان بأحد هذين المعنيين أو نحوهما لَما نَزَّه عنه الشافعي، كما هو واضح.
وعن ابن المبارك في «عوف بن أبي جميلة» ـ من رجال الصحاح الستّة ـ: «ما رضي عوف ببدعة حتّى كان فيه بدعتان: قدري وشيعي».. فهو يريد من «التشيّع» تقديم أمير المؤمنين على جميع الصحابة، ولذا جعله «بدعةً»؛ إذ ليس مجرّد محبّته ببدعة بالإجماع..(7)
هل قتل الشيعة الحسين (عليه السلام) ؟
في الواقع انهم لم يكونوا الا شيعة الا ابي سفيان كما خاطهم الامام الحسين عليه السلام وهذه بعض النصوص التي تبين مذهب اهل الكوفة في ذلك الزمن :
فقد قال (صاحب المنتقى في منهاج الاعتدال) : "وروى ابن بطة عن شيخه المعروف بابي العباس بن مسروق حدثنا محمد بن حميد حدثنا جرير عن سفيان عن عبد الله بن زياد بن جدير قال : قدم ابو اسحاق السبيعي الكوفة قال لنا شمر بن عطية : قوموا اليه فجلسنا اليه فتحدثوا فقال ابو اسحاق : خرجت من الكوفة وليس احد يشك في فضل ابي بكر وعمر وتقديمهما وقدمت الان وهم يقولون ويقولون ولا والله ما ادري ما يقولون "(1).
وقال محب الدين الخطيب في حاشية المنتقى : " هذا نص تاريخي عظيم في تحديد تطور التشيع فان ابا اسحاق السبيعي كان شيخ الكوفة وعالمها ولد في خلافة امير المؤمنين عثمان قبل شهادته بثلاث سنين وعمر حتى توفي سنة 127ه وكان طفلا في خلافة امير المؤمنين علي....." .(2)
اذا ، فابو اسحاق شيخ الكوفة وعالمها كان يبلغ من العمر ثمان وعشرين عاما في استشهاد الامام الحسين عليه السلام ، ومنه نفهم بان الناس في الكوفة – في تلك الحقبة – كانوا على حسب قوله : " ليس منهم احد يشك في فضل ابي بكر وعمر وتقديمهما " ، وبناءا على ذلك فالذين كاتبوا الامام الحسين عليه السلام علي ابي بكر وعمر ، وبعبارة اخرى انهم لم يطلبوا الحسين عليه السلام ليقدم اليهم على اساس ما رأوه من الظلم الفظيع من يزيد وعماله وارادوا الخلاص منه بواسطة الحسين عليه السلام لعلمهم بنزاهته ولياقته وفوق رؤيتهم للخلافة .
وقد ذكر التاريخ ان عبيد الله بن زياد قد سجن الشيعة المخلصين للامام الحسين عليه السلام حتى امتلات سجونه منهم فهذه السجون كانت موطن الشيعة في ذلك الوقت .
ولذا قال الذهبي في ميزانه : " التشيع بلا غلو ولا تحرف فهذا كثير في التابعين وتابعيهم من الدين والورع والصدق فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الاثار النبوية وهذه مفسدة بينة "(3)
وقال ليث بن أبي سليم: أدركت الشيعة الأولى وما يفضلون على أبي بكر وعمر أحداً "(4)
وذكر صاحب مختصر التحفة: إن الذين كانوا في وقت خلافة الأمير رضي الله عنه من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، كلهم عرفوا له حقه، وأحلوه من الفضل محله، ولم ينتقصوا أحداً من إخوانه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلاً عن إكفاره وسبه "(5)
اذن ، جميع هذه النصوص تبين ان اكثر اهل الكوفة هم من يوالون الشيخين ومن المعلوم ان هذا لا ينسجم مع معتقدات الشيعة المعتبرين ان الشيخين اغتصبوا الخلافة من امير المؤمنين عليه السلام .
نعم قد يكون سبب اشتباه البعض اطلاق بعض علمائهم اسم الشيعي على طوائف من الناس لكنهم غفلوا عن ان هذا الاسم كان يطلق في ادبيات اهل السنة على كل من يقدم علي بن ابي طالب عليه السلام على الشيخين يقول السيد علي الميلاني : "فالذي يظهر من كلماتهم في بعض المواضع أنّ مرادهم من «التشيّع» هو ما ذكرناه من تقديم عليٍّ عليه السلام وتفضيله على غيره من الصحابة، ففي ترجمة الشافعي أنّ أحمد بن حنبل سئل عن الشافعي فقال: ما رأينا منه إلاّ كلّ خير، فقيل له: يا أبا عبداللّه! كان يحيى وأبو عبيد لا يرضيانه ـ يشير إلى التشيّع، وأنّهما نسباه إلى ذلك ـ، فقال أحمد بن حنبل: ما ندري ما يقولان! واللّه ما رأينا منه إلاّ خيراً.
قال الذهبي ـ بعد نقله ـ: «قلت: من زعم أنّ الشافعي يتشيّع فهو مفتر لا يدري ما يقول» وقال الذهبي بعد روايته شعر الشافعي:
يا راكباً قف بالمحصَّب من منى *** واهتف بقاعد خيفنا والناهضِ
سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى *** فيضاً كملتطم الفرات الفائضِ
إنْ كان رفضاً حبُّ آلِ محمّد *** فليشهد الثقلان أنّي رافضي
قال: «قلت: لو كان شيعياً ـ وحاشاه من ذلك ـ لَما قال: الخلفاء الراشدون خمسة، بدأ بالصدّيق، وختم بعمر بن عبدالعزيز»(6).
فالتشيّع هو القول بإمامة عليٍّ عليه السلام بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، وليس مجرّد محبّته، أو القول بأفضليّته مع القول بإمامة الشيخين، ولو كان بأحد هذين المعنيين أو نحوهما لَما نَزَّه عنه الشافعي، كما هو واضح.
وعن ابن المبارك في «عوف بن أبي جميلة» ـ من رجال الصحاح الستّة ـ: «ما رضي عوف ببدعة حتّى كان فيه بدعتان: قدري وشيعي».. فهو يريد من «التشيّع» تقديم أمير المؤمنين على جميع الصحابة، ولذا جعله «بدعةً»؛ إذ ليس مجرّد محبّته ببدعة بالإجماع..(7)
- المنتقى في منهاج الاعتدال ج1ص360.
- حاشية المنتقى ص: 360-361.
- ميزان الاعتدال ج1ص5.
- المنتقى ص: 360-361.
- مختصر التحفة الاثني عشرية ص: 3.
- سير أعلام النبلاء 10 : 58 ـ 59.
- تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات المراجعة 16
تعليق