المشاركة الأصلية بواسطة المفيد
مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بارك الله بكم وزادكم علماً وشرفاً..
وأحيي فيكم هذه الروح المعطرة بالعطر الولائي المتفكّرة والمتدبّرة في آيات الله سبحانه وتعالى..
وهذا يدلّ على العمق الايماني الذي تتحلّون به، فهنيئاً لمنتدانا بهكذا مؤمنات تقيات عفيفات..
وبخصوص ما أوردتموه فهو كلام لا لبس فيه ولا يختلف عليه اثنان، ولا يرفضه إلاّ غير عاقل، فنقرّ ونعترف بخطورة النفس الأمارة بالسوء..
ولكن اختنا الفاضلة انّ الله سبحانه وتعالى قد خلق النفس والهمها الخير والشر ((وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا))الشمس: 7، 8..
فهي على حدّ سواء بين الخير والشر تنتظر من يؤثر بها، ومن المؤثرين هما الأبوان ((كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانهوينصرانه ويمجسانه))، فالنفس الأمارة بالسوء لا تصبح فعّالة إلاّ إذا أثر مؤثر بها، والمؤثر الأكبر والرئيسي هو الشيطان الرجيم فهو الذي يرغّب ويمنّي النفس بالأماني حتى يطيح بها ((إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ))محمد: 25..
فتنقاد النفس الى الشيطان حينما يحبب اليها الدنيا ومافيها فيغريها ويخدعها بها، فسبب الأمراض النفسية بالأصل هو الشيطان فيؤدي بها الى ارتكاب الذنوب والمعاصي، فلو خلّيت النفس وربها ولم يكن للشيطان تأثيراً عليها لصفت وأصبحت بمصاف الملائكة بل قد تسمو عليها، ويتضح هذا في دعاء الامام زين العابدين عليه السلام ((فلولا أن الشيطان يختدعهم عن طاعتك ما عصاك عاص، ولولا أنه صور لهم الباطل في مثال الحق ما ضل عن طريقك ضال))، فالمضل الأول هو الشيطان حتى يقود نفسك الى ارتكاب المحارم وهذا ما أشار اليه سيد الموحدين عليه السلام بقوله ((إن نفسك لخدوع إن تثق بها يقتدك الشيطان إلى ارتكاب المحارم))..
فمثال النفس والشيطان مثل البنزين والنار، فانّ البنزين لوحده لا خوف منه ولاخطر يأتي منه (مع انّ فيه قابلية الاحتراق السريع حتى ليصل حد الانفجار، ولكن إذا إقتربت منه النار صار خطر تأثر البنزين)، إلاّ أن توجد الأمور اللازمة لتحصين البنزين من أن تصل اليه النار، وهكذا النفس فانّها لو جلست الى هادٍ ومرشد الى اللّه سبحانه وتعالى فانّها بالتأكيد ستنصاع اليه، مع بقاء صفة الامارة بالسوء ساكنة فتكون كالبركان الخامد مادامت هناك موانع احترازية وتحصنية تحميها من مكائد الشيطان وخدعه..
ولعلّ أروع ما نستدلّ به هو قول الامام أمير المؤمنين عليه السلام لكميل بن زياد: ((يا كميل إن لهم خدعا وشقاشق -جمع شقشقة وهى شئ يخرجه البعير من فيه إذا هاج- وزخارف ووساوس وخيلاء على كل أحد قدر منزلته في الطاعة والمعصية، فبحسب ذلك يستولون عليه بالغلبة. يا كميل لا عدو أعدى منهم ولا ضار أضر بك منهم، امنيتهمأن تكون معهم غدا إذا اجتثوا في العذاب الاليم لا يفتر عنهم بشرره، ولا يقصرعنهم خالدين فيها أبدا. يا كميل إنهم يخدعونك بأنفسهم، فإذا لم تجبهم مكروا بك وبنفسك بتحسينهم إليك شهواتك وإعطائك أمانيك وإرادتك ويسولون لك، وينسونك، وينهونك ويأمرونك، ويحسنون ظنك بالله عزوجل حتى ترجوه فتغتر بذلك فتعصيه وجزاء العاصي لظى. يا كميل احفظ قول الله عزوجل " الشيطان سوللهم وأملى لهم " والمسول الشيطان والمملي الله تعالى. يا كميل اذكر قول الله تعالى لابليس لعنه الله " وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ". يا كميل إن إبليس لا يعد عن نفسه، وإنما يعد عن ربه ليحملهم على معصيته فيورطهم. يا كميل إنه يأتي لك بلطف كيده فيأمرك بما يعلم أنك قد ألفته من طاعة لا تدعها فتحسب أن ذلك ملك كريم، وإنما هو شيطان رجيم، فإذا سكنت إليه واطمأننت حملك على العظائم المهلكة التي لا نجاة معها. يا كميل إن له فخاخا ينصبها فاحذر أن يوقعك فيها. يا كميل إن الارض مملوة من فخاخهم فلن ينجو منها إلا من تشبث بنا وقد أعلمك الله أنه لن ينجو منها إلا عباده وعباده أولياؤنا. يا كميل وهو قول الله عزوجل " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان "..
وعن الامام أبي جعفر عليه السلام لحمران ((..اما ان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله قالوا: يا رسول الله نخاف علينا النفاق ، قال : فقال لهم :ولم تخافون ذلك ؟ قالوا انا اذا كنا عندك فذكرتنا روعنا ووجلنا نسينا الدنيا وزهدنا فيها حتى كأنا نعاين الاخرة والجنة والنار ونحن عندك ، فاذا خرجنا من عندك ودخلنا هذه البيوت وشممنا الاولاد ورأينا العيال والاهل والمال ، يكاد أن نحول عن الحال التى كنا عليها عندك وحتى كأنا لم نكن على شئ أفتخاف علينا أن يكون هذا النفاق ؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله : كلا هذا من خطوات الشيطان ليرغبنكم في الدنيا ، والله لو أنكم تدومون على الحال التى تكونون عليها وأنتم عندى في الحال التى وصفتم أنفسكم بها لصافحتكم الملئكة ومشيتم على الماء..))..
وآخر ما نشير اليه هو انّ القرآن الكريم قد أشار الى النفس في ثلاثة مواضع فقط، بينما أشار الشيطان أكثر من خمسين آية وباسمه الصريح (ابليس) أكثر من عشر مرات، وهذا يؤكد عظم خطره..
ختاماً دعائي لنا ولكم أن يحفظنا الله تعالى من مكائد الشيطان وخدعه ومن النفس الأمارة بالسوء..
ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بارك الله بكم وزادكم علماً وشرفاً..
وأحيي فيكم هذه الروح المعطرة بالعطر الولائي المتفكّرة والمتدبّرة في آيات الله سبحانه وتعالى..
وهذا يدلّ على العمق الايماني الذي تتحلّون به، فهنيئاً لمنتدانا بهكذا مؤمنات تقيات عفيفات..
وبخصوص ما أوردتموه فهو كلام لا لبس فيه ولا يختلف عليه اثنان، ولا يرفضه إلاّ غير عاقل، فنقرّ ونعترف بخطورة النفس الأمارة بالسوء..
ولكن اختنا الفاضلة انّ الله سبحانه وتعالى قد خلق النفس والهمها الخير والشر ((وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا))الشمس: 7، 8..
فهي على حدّ سواء بين الخير والشر تنتظر من يؤثر بها، ومن المؤثرين هما الأبوان ((كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانهوينصرانه ويمجسانه))، فالنفس الأمارة بالسوء لا تصبح فعّالة إلاّ إذا أثر مؤثر بها، والمؤثر الأكبر والرئيسي هو الشيطان الرجيم فهو الذي يرغّب ويمنّي النفس بالأماني حتى يطيح بها ((إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ))محمد: 25..
فتنقاد النفس الى الشيطان حينما يحبب اليها الدنيا ومافيها فيغريها ويخدعها بها، فسبب الأمراض النفسية بالأصل هو الشيطان فيؤدي بها الى ارتكاب الذنوب والمعاصي، فلو خلّيت النفس وربها ولم يكن للشيطان تأثيراً عليها لصفت وأصبحت بمصاف الملائكة بل قد تسمو عليها، ويتضح هذا في دعاء الامام زين العابدين عليه السلام ((فلولا أن الشيطان يختدعهم عن طاعتك ما عصاك عاص، ولولا أنه صور لهم الباطل في مثال الحق ما ضل عن طريقك ضال))، فالمضل الأول هو الشيطان حتى يقود نفسك الى ارتكاب المحارم وهذا ما أشار اليه سيد الموحدين عليه السلام بقوله ((إن نفسك لخدوع إن تثق بها يقتدك الشيطان إلى ارتكاب المحارم))..
فمثال النفس والشيطان مثل البنزين والنار، فانّ البنزين لوحده لا خوف منه ولاخطر يأتي منه (مع انّ فيه قابلية الاحتراق السريع حتى ليصل حد الانفجار، ولكن إذا إقتربت منه النار صار خطر تأثر البنزين)، إلاّ أن توجد الأمور اللازمة لتحصين البنزين من أن تصل اليه النار، وهكذا النفس فانّها لو جلست الى هادٍ ومرشد الى اللّه سبحانه وتعالى فانّها بالتأكيد ستنصاع اليه، مع بقاء صفة الامارة بالسوء ساكنة فتكون كالبركان الخامد مادامت هناك موانع احترازية وتحصنية تحميها من مكائد الشيطان وخدعه..
ولعلّ أروع ما نستدلّ به هو قول الامام أمير المؤمنين عليه السلام لكميل بن زياد: ((يا كميل إن لهم خدعا وشقاشق -جمع شقشقة وهى شئ يخرجه البعير من فيه إذا هاج- وزخارف ووساوس وخيلاء على كل أحد قدر منزلته في الطاعة والمعصية، فبحسب ذلك يستولون عليه بالغلبة. يا كميل لا عدو أعدى منهم ولا ضار أضر بك منهم، امنيتهمأن تكون معهم غدا إذا اجتثوا في العذاب الاليم لا يفتر عنهم بشرره، ولا يقصرعنهم خالدين فيها أبدا. يا كميل إنهم يخدعونك بأنفسهم، فإذا لم تجبهم مكروا بك وبنفسك بتحسينهم إليك شهواتك وإعطائك أمانيك وإرادتك ويسولون لك، وينسونك، وينهونك ويأمرونك، ويحسنون ظنك بالله عزوجل حتى ترجوه فتغتر بذلك فتعصيه وجزاء العاصي لظى. يا كميل احفظ قول الله عزوجل " الشيطان سوللهم وأملى لهم " والمسول الشيطان والمملي الله تعالى. يا كميل اذكر قول الله تعالى لابليس لعنه الله " وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ". يا كميل إن إبليس لا يعد عن نفسه، وإنما يعد عن ربه ليحملهم على معصيته فيورطهم. يا كميل إنه يأتي لك بلطف كيده فيأمرك بما يعلم أنك قد ألفته من طاعة لا تدعها فتحسب أن ذلك ملك كريم، وإنما هو شيطان رجيم، فإذا سكنت إليه واطمأننت حملك على العظائم المهلكة التي لا نجاة معها. يا كميل إن له فخاخا ينصبها فاحذر أن يوقعك فيها. يا كميل إن الارض مملوة من فخاخهم فلن ينجو منها إلا من تشبث بنا وقد أعلمك الله أنه لن ينجو منها إلا عباده وعباده أولياؤنا. يا كميل وهو قول الله عزوجل " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان "..
وعن الامام أبي جعفر عليه السلام لحمران ((..اما ان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله قالوا: يا رسول الله نخاف علينا النفاق ، قال : فقال لهم :ولم تخافون ذلك ؟ قالوا انا اذا كنا عندك فذكرتنا روعنا ووجلنا نسينا الدنيا وزهدنا فيها حتى كأنا نعاين الاخرة والجنة والنار ونحن عندك ، فاذا خرجنا من عندك ودخلنا هذه البيوت وشممنا الاولاد ورأينا العيال والاهل والمال ، يكاد أن نحول عن الحال التى كنا عليها عندك وحتى كأنا لم نكن على شئ أفتخاف علينا أن يكون هذا النفاق ؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله : كلا هذا من خطوات الشيطان ليرغبنكم في الدنيا ، والله لو أنكم تدومون على الحال التى تكونون عليها وأنتم عندى في الحال التى وصفتم أنفسكم بها لصافحتكم الملئكة ومشيتم على الماء..))..
وآخر ما نشير اليه هو انّ القرآن الكريم قد أشار الى النفس في ثلاثة مواضع فقط، بينما أشار الشيطان أكثر من خمسين آية وباسمه الصريح (ابليس) أكثر من عشر مرات، وهذا يؤكد عظم خطره..
ختاماً دعائي لنا ولكم أن يحفظنا الله تعالى من مكائد الشيطان وخدعه ومن النفس الأمارة بالسوء..
مشرفنا القدير أحسنت زادك الله علما وفضلا كفيت ووفيت وأبنت وأطمأن قلبي بما قلت بوركت وبالجنان جزيت بحق من واليت وبهم اقتديت
تعليق