بسم الله الرّحمن الرّحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
دخلت على الصادق (ع) وموسى ولده بين يديه وهو يوصيه بهذه الوصية ، فكان مما حفظت منه أن قال :
يابني !.. اقبل وصيتي ، واحفظ مقالتي ، فإنك إن حفظتها تعش سعيدا وتمت حميدا .
يا بني !.. إنه من قنع بما قسم الله له استغنى ، ومن مدّ عينيه إلى ما في يد غيره مات فقيرا ، ومن لم يرض بما قسم الله
عزّ وجلّ اتهم الله تعالى في قضائه ، ومن استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره ،
ومن استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه .
يا بني !.. من كشف حجاب غيره انكشفت عورات نفسه ، ومن سلّ سيف البغي قُتِل به ، ومن حفر لأخيه بئرا سقط فيها ،
ومن دخل مداخل السفهاء حُقّر ، ومن خالط العلماء وُقّر ، ومن دخل مداخل السوء اتُهم .
يا بني !.. قل الحق لك وعليك ،
وإياك والنميمة ، فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال .
يا بني !.. إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه ، فإنّ للجود معادن ،
وللمعادن أصولا ، وللأصول فروعا ، وللفروع ثمرا ، ولا يطيب ثمر إلا بفرع ، ولا فرع إلا بأصل ،
ولا أصل إلا بمعدن طيب .
يا بني !.. إذا زرت فزر الأخيار ، ولا تزر الفجار ، فإنهم صخرة لا ينفجر ماؤها وشجرة لا يخضّر ورقها
، وأرض لا يظهر عشبها .
قال الرضا (ع) : فما ترك أبي هذه الوصية إلى أن مات .
-------------------------------------
كتاب الروضة
باب مواعظ الصادق جعفر بن محمد (ع) ووصاياه وحكمه
تعليق