بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
رُويَ في سيرة النبي محمد (ص)، أنّه كان ذاتَ مرّةٍ في سفرٍ، وفي بعض الطريق توقّفت القافلة لإعداد الطعام، وطلب إليهم النبي (ص) أن يُعدّوا شاةً لطعامهم.
فانبرى أحدهُم بالقول: يا رسول الله! عَلَيَّ ذبحها!
وأردفهُ آخرُ: يا رسول الله! وعَلَيَّ سلخها!
واندفعَ ثالثٌ: يا رسول الله! وعليَّ طبخها!
فقال (ص): وعليَّ جمع الحطب!!
فقال رفاقُ سفره: يا رسول الله! نكفيكَ العملَ!!
فقال (ص): علمتَ أنّكم تكفونني، ولكني أكرهُ أن أتميّزُ عليكم، واللهُ سبحانه يكرهُ من عبدِه أن يراهُ متميِّزاً بينَ أصحابه!
- الدروس المُستخلصة:
1- حينما يضعُ القائدُ نفسه في مصافِ أتباعه، فإنّ ذلك سيربِّيهم على التواضع فيما بينهم، فإذا كان حالُ قائدهم أنّه يرفض التمييز وهو النبي، فمن تُخامرهُ نفسه أن يتميّز على سواه؟
2- أن يختار القائد مهمّةً بسيطةً غيرُ معهودٍ من قائدٍ أن يختارها، كجمع الحطب مثلاً، لا يعني أنّه اختار الأسهل، بل يعني أنّه لم يستنكف، وهو الرسول القائد أن يقوم بمهمّةٍ قد يستنكفها الكبار والقادة وعلية القوم.
3- وأن تجلسَ وتنظرَ إلى الآخرين يعملون، وكأنّك مراقبُ عمل، حتى ولو أعفوكَ من المشاركة معهم، يجعلك تعيش الحرج من نفسك إذا كنتَ تُريد أن تربِّيها وتربِّيهم، وإلّا فقد يشعرك ذلك بالتعالي والتكبر، بأنّك المخدوم وهم الخدم.
4- (أكرهُ أن...) أسلوبٌ تربوي يتردّد في ثنايا قصصنا، وهو من أساليب التربية الذاتية في عدم السماح لشعور التميّز أن ينفذ إلى داخل النفس فيُشعرها بالرِّفعة أو الترفّع.
5- النبي، الأسوة الحسنة (ص)، لم يدع الموقف يمرَّ دونَ تثبيت مفهوم التواضع للجماعة، فهو يذكر عن ربِّه كراهيّته لتميّز العبد على أصحابه، فهو يكره لنفسه ما يكره له ربّه.
6- ونحنُ نفترضُ لو أنّ شخصاً رابعاً، قال: عليَّ جمع الحطب، لوجد النبي (ص) لنفسه عملاً يخدم به الجماعة، كما وزّعت هي الخدمات فيما بينها، لئلا يتميّز عليهم
تعليق