لقد أولى الإسلام مسألة الجار والجوار أهمية كبرى حيث أوجب له حقوقا وواجبات قد يعجب الإنسان من كثرتها وتحتاج منه إلى عناية حتى يتمرس عليها وما ذلك إلا حرصا من الشريعة على إحياء روح الترابط بين أفراد المجتمع الإسلامي الواحد وتأكيداً منه على توثيق عرى التواصل بين أفراده.
فقد ذكر إمامنا السجاد عليه السلام في رسالة الحقوق، حقاً مستقلاً للجار وقد وردت الكثير من الروايات التي تحث على أداء حقوقه وقد ذكر الله الجار في كتابه العزيز حيث قال: ﴿وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ...﴾(النساء:36).
وقد روي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "حرمة الجار على الإنسان كحرمة أمه"1.
ولشدة ما كانت الوصية بالجار تتنزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "مازال جبرائيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه فمن قصر في حقه عداوة أو بخلا فهو آثم"2.
وسنعرض فيما يلي حقيقة الجار وحد الجوار وأنواع الجيران وبعض حقوق الجيران التي وردت ضمنا في أحاديث الرسول والأئمة عليهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
حد الجار
عد الدين الإسلامي الجار بمن يقرب من منزل الإنسان بأربعين داراً من كل الجهات.
فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أربعون داراً جار"3.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "حريم المسجد أربعون ذراعا والجوار أربعون دارا من أربعة جوانبها"4.
أي الشرق والغرب والشمال والجنوب فكل أربعين دار من هذه الجهات تكون دورا لجيران المسلم ويتوجب على المسلم أداء حق الجار إليها.
أهمية اختيار الجار
من الأهمية بمكان وقبل أن يسكن المرء في منطقة معينة أن يستطلع أحوال الجيران الذين سيجاورهم حتى لا يبتلى بجار السوء ولذا على الإنسان الإقتداء بسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حين سأله أحدهم أين يشتري داره فقال له: "الجار قبل الدار"5.
وكثيرا ما يندم الإنسان على اختياره المكان السيئ لسكناه فعليه أن يتحرى عن الجيران وتدينهم وأخلاقهم، فقد قال لقمان الحكيم في وصيته لولده: "يا بني حملت الحجارة والحديد فلم أر شيئا أثقل من جار السوء"6.
أنواع الجيران
قسم الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الجيران لثلاثة أقسام بحسب حقوقهم.
فقد روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "الجيران ثلاثة، فجار له ثلاث حقوق وجار له حقان وجار له حق واحد، فأما الجار الذي له ثلاثة حقوق فالجار المسلم القريب، فله حق الجوار وحق القرابة وحق الإسلام، والجار الذي له حقان فهو الجار المسلم فله حق الإسلام وحق الجوار، والجار الذي له حق واحد، الكافر فله حق الجوار".
وهذا تنبيه من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لنا في أن لا نتهاون حتى في مسألة الجار الكافر فإن التعامل مع الجار الكافر بأخلاق الإسلام مقرب له من الإسلام وقد روي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وجاره اليهودي الذي كان يرمي القمامة يومياً قرب منزله فافتقده يوماً فزاره وكان اليهودي مريضا فأسلم اليهودي لما رأى من أخلاق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحسن مجاورته له.
حق الجار
نستنتج من خلال مراجعتنا لأحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام أن للجارحقوقا كثيرة نذكر بعضا منها:
1- حفظه غائباً
ينبغي للمسلم أن يحفظ جاره خصوصا في غيابه فيحفظه من ألسن الناس ويدافع عنه أمام من يغتابه أو ينم عنه.
فقد روي عن الإمام السجاد عليه السلام: "ولا تخرج أن تكون سلما له ترد عنه لسان الشتيمة"7.
وقد أوصى عليه السلام في رسالة الحقوق، بأن يحفظ الإنسان جاره غائبا فقال: "وحق جارك حفظه غائباً"8.
2- إكرامه حاضراً
فمن حق جارك حال وجوده بجوارك أن تعامله برحابة الصدر وبشر الوجه وأن لا تكون عليه ثقيلاً وتكرمه وترفع من مقامه وشأنه كما هو ديدن المسلم في التعاطي مع الآخرين.
ففي رسالة الحقوق،: "وإكرامه شاهداً"9.
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يؤمن لا يؤمن لا يؤمن".
قالوا ومن؟
قال صلى الله عليه وآله وسلم: "الذي لا يأمن جاره بوائقه"10.
والبوائق بمعنى الظلم والتعدي.
3- نصرته مظلوماً
إن نصرة المظلوم هي من صفات المؤمن الملتزم فمن حق جارك عليك أن تنصره في حالة الإعتداء عليه وظلمه منقبل الآخرين ولا سيما إذا كان من المؤمنين، فتغيثه مما ألم به من نائبات الدهر ومظالم أهل البطش والسطوة.
قال إمامنا السجاد عليه السلام: "ونصرته إذا كان مظلوماً"11.
4- نصحه فيما يهمه
فإن النصيحة من المؤمن لأخيه تشعره بالإهتمام به وبالرعاية الخاصة له، ولكن النصيحة لا بد وأن تكون بشروطها الأخلاقية فلا ينبغي للمؤمن أن ينصح أخاه أمام الآخرين أو بلغة استعلائية.
وروي عن إمامنا السجاد عليه السلام قوله: "وإن علمت أنه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه"12.
وقد ورد التأكيد في الروايات على أن يكون الوعظ والنصيحة في السر.
فقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: "من وعظ أخاه سرا فقد زانه ومن وعظه علانية فقد شأنه"13.
5- مواساته
تعتبر المواساة من ركائز المجتمع الإسلامي التي توثق عرى العلاقات بين أفراده ولذا أكدت الروايات على أهمية المواساة ولا سيما بين الجيران فمن حق الجار أن تفرح لفرحه إذا زوج ولداً أو أقام وليمة أو رزق بطفل وكذا لا بد من أن تحزن لحزنه إذا فقد عزيزاً أو حبيباً، ومن حقه أن تزوره إذا مرض لتخفف عنه الهم والألم.
ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "وإذا مرض عدته وإن مات تبعت جنازته، وإن أصابه خير سرك وهنيته، وإن أصابته مصيبة سائتك وعزيته"14.
6- الصفح عنه
ومن حق الجار عليك أن تصفح عنه وتقيل عثرته إذا جائك معتذرا فإن رد العذر من لؤم النفس ويدل على تكبر فاعله وقد ورد في رسالة الحقوق، في حق الجار: " وتقيل عثراته وتغفر ذنبه"15.
7- إقراضه إذا طلب
إن مسألة استحباب الإقراض من أهم المسائل التي تضمن التكافل بين المؤمنين فبالقرض يخف العبء الإقتصادي عن الفقراء ولذا جعل استحباب أن يقرض الإنسان جاره إذا جائه مقترضاً.
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "وإن استقرضك أقرضته وإن استعانك اعنه وإن احتاج أعطيته"16.
8- عدم الإطلاع على سره
من مكارم الإخلاق أن يرعى الإنسان خصوصية أخيه وجاره المسلم فلا يرسل بصره يميناً وشمالاً بحثاً عن أموره الشخصيه والخاصة به ولا يختلس النظر والسمع إلى داره بل يكون مصداقاً لقول الشاعر:
أعمى إذا ما جارتي برزت حتى يواري جارتي الخدر
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "ولا تستطل عليه بالبناء لتشرف عليه وتسد عليه الريح إلا بإذنه"17.
فإن في ذلك مضايقة له وحداً من حريته وانتهاكا لخصوصيته.
وعن الإمام السجاد عليه السلام: "ولا تتبع له عورة فإن علمت عليه سوءا سترته عليه"18.
وأسوأ أنواع التتبع والمراقبة ما كان منه بقصد هتكه ونشر عيوبه أمام الناس.
9- عدم الأذية
وحرمة أذية المؤمن فضلا عن الجار القريب من الكبائر بل من اكبر الكبائر ويكفي من ذمها ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من آذى جاره فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله"19.
10- عدم البخل بالطعام
ومن حق الجار إذا طبخت أن ترسل وكانت رائحة الطعام تصله أن ترسل له من الطعام.
وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر مائها وتعاهد جيرانك"20.
وقد قال الشاعر ذاكرا مكارم الجوار
ناري ونار الجار واحدة وإليه قبلي ينزل القدر
وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نهدي الجار الفاكهة إذا أتينا بها إلى المنزل وإن لم نستطع أن نهديه منها فلابد أن ندخلها سراً حتى لا يرانا ويكون غير قادر على شرائها ونحترس من أن يرى أولاده أولادنا يأكلون منها.
روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "وإن اشتريت فاكهة فأهد له منها وإلا فأدخلها سرا، لا يخرج ولدك بشيء يغيظون به ولده، هل تفقهون ما أقول لكم، لن يؤدي حق الجارإلا القليل ممن رحم الله"21.
آثار حسن الجوار
قد عرفنا حقوق الجار ونسأل الله أن يعيننا على أدائها وبقي علينا أن نعلم بآثار حسن الجوار في الدنيا والآخرة
1- زيادة العمر
فعن الإمام الصادق عليه السلام: "حسن الجوار زيادة في الأعمار"22.
2- زيادة الرزق
فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "حسن الجوار يزيد في الرزق"23.
3- عمران الديار
وعمران الديار زيادة البركة فيها والتوفيق لساكنيها وحصول الخير لديهم.
فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "حسن الجوار يعمر الديار ويزيد في الأعمار"24.
فقد ذكر إمامنا السجاد عليه السلام في رسالة الحقوق، حقاً مستقلاً للجار وقد وردت الكثير من الروايات التي تحث على أداء حقوقه وقد ذكر الله الجار في كتابه العزيز حيث قال: ﴿وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ...﴾(النساء:36).
وقد روي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "حرمة الجار على الإنسان كحرمة أمه"1.
ولشدة ما كانت الوصية بالجار تتنزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "مازال جبرائيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه فمن قصر في حقه عداوة أو بخلا فهو آثم"2.
وسنعرض فيما يلي حقيقة الجار وحد الجوار وأنواع الجيران وبعض حقوق الجيران التي وردت ضمنا في أحاديث الرسول والأئمة عليهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
حد الجار
عد الدين الإسلامي الجار بمن يقرب من منزل الإنسان بأربعين داراً من كل الجهات.
فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أربعون داراً جار"3.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "حريم المسجد أربعون ذراعا والجوار أربعون دارا من أربعة جوانبها"4.
أي الشرق والغرب والشمال والجنوب فكل أربعين دار من هذه الجهات تكون دورا لجيران المسلم ويتوجب على المسلم أداء حق الجار إليها.
أهمية اختيار الجار
من الأهمية بمكان وقبل أن يسكن المرء في منطقة معينة أن يستطلع أحوال الجيران الذين سيجاورهم حتى لا يبتلى بجار السوء ولذا على الإنسان الإقتداء بسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حين سأله أحدهم أين يشتري داره فقال له: "الجار قبل الدار"5.
وكثيرا ما يندم الإنسان على اختياره المكان السيئ لسكناه فعليه أن يتحرى عن الجيران وتدينهم وأخلاقهم، فقد قال لقمان الحكيم في وصيته لولده: "يا بني حملت الحجارة والحديد فلم أر شيئا أثقل من جار السوء"6.
أنواع الجيران
قسم الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الجيران لثلاثة أقسام بحسب حقوقهم.
فقد روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "الجيران ثلاثة، فجار له ثلاث حقوق وجار له حقان وجار له حق واحد، فأما الجار الذي له ثلاثة حقوق فالجار المسلم القريب، فله حق الجوار وحق القرابة وحق الإسلام، والجار الذي له حقان فهو الجار المسلم فله حق الإسلام وحق الجوار، والجار الذي له حق واحد، الكافر فله حق الجوار".
وهذا تنبيه من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لنا في أن لا نتهاون حتى في مسألة الجار الكافر فإن التعامل مع الجار الكافر بأخلاق الإسلام مقرب له من الإسلام وقد روي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وجاره اليهودي الذي كان يرمي القمامة يومياً قرب منزله فافتقده يوماً فزاره وكان اليهودي مريضا فأسلم اليهودي لما رأى من أخلاق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحسن مجاورته له.
حق الجار
نستنتج من خلال مراجعتنا لأحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام أن للجارحقوقا كثيرة نذكر بعضا منها:
1- حفظه غائباً
ينبغي للمسلم أن يحفظ جاره خصوصا في غيابه فيحفظه من ألسن الناس ويدافع عنه أمام من يغتابه أو ينم عنه.
فقد روي عن الإمام السجاد عليه السلام: "ولا تخرج أن تكون سلما له ترد عنه لسان الشتيمة"7.
وقد أوصى عليه السلام في رسالة الحقوق، بأن يحفظ الإنسان جاره غائبا فقال: "وحق جارك حفظه غائباً"8.
2- إكرامه حاضراً
فمن حق جارك حال وجوده بجوارك أن تعامله برحابة الصدر وبشر الوجه وأن لا تكون عليه ثقيلاً وتكرمه وترفع من مقامه وشأنه كما هو ديدن المسلم في التعاطي مع الآخرين.
ففي رسالة الحقوق،: "وإكرامه شاهداً"9.
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يؤمن لا يؤمن لا يؤمن".
قالوا ومن؟
قال صلى الله عليه وآله وسلم: "الذي لا يأمن جاره بوائقه"10.
والبوائق بمعنى الظلم والتعدي.
3- نصرته مظلوماً
إن نصرة المظلوم هي من صفات المؤمن الملتزم فمن حق جارك عليك أن تنصره في حالة الإعتداء عليه وظلمه منقبل الآخرين ولا سيما إذا كان من المؤمنين، فتغيثه مما ألم به من نائبات الدهر ومظالم أهل البطش والسطوة.
قال إمامنا السجاد عليه السلام: "ونصرته إذا كان مظلوماً"11.
4- نصحه فيما يهمه
فإن النصيحة من المؤمن لأخيه تشعره بالإهتمام به وبالرعاية الخاصة له، ولكن النصيحة لا بد وأن تكون بشروطها الأخلاقية فلا ينبغي للمؤمن أن ينصح أخاه أمام الآخرين أو بلغة استعلائية.
وروي عن إمامنا السجاد عليه السلام قوله: "وإن علمت أنه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه"12.
وقد ورد التأكيد في الروايات على أن يكون الوعظ والنصيحة في السر.
فقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: "من وعظ أخاه سرا فقد زانه ومن وعظه علانية فقد شأنه"13.
5- مواساته
تعتبر المواساة من ركائز المجتمع الإسلامي التي توثق عرى العلاقات بين أفراده ولذا أكدت الروايات على أهمية المواساة ولا سيما بين الجيران فمن حق الجار أن تفرح لفرحه إذا زوج ولداً أو أقام وليمة أو رزق بطفل وكذا لا بد من أن تحزن لحزنه إذا فقد عزيزاً أو حبيباً، ومن حقه أن تزوره إذا مرض لتخفف عنه الهم والألم.
ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "وإذا مرض عدته وإن مات تبعت جنازته، وإن أصابه خير سرك وهنيته، وإن أصابته مصيبة سائتك وعزيته"14.
6- الصفح عنه
ومن حق الجار عليك أن تصفح عنه وتقيل عثرته إذا جائك معتذرا فإن رد العذر من لؤم النفس ويدل على تكبر فاعله وقد ورد في رسالة الحقوق، في حق الجار: " وتقيل عثراته وتغفر ذنبه"15.
7- إقراضه إذا طلب
إن مسألة استحباب الإقراض من أهم المسائل التي تضمن التكافل بين المؤمنين فبالقرض يخف العبء الإقتصادي عن الفقراء ولذا جعل استحباب أن يقرض الإنسان جاره إذا جائه مقترضاً.
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "وإن استقرضك أقرضته وإن استعانك اعنه وإن احتاج أعطيته"16.
8- عدم الإطلاع على سره
من مكارم الإخلاق أن يرعى الإنسان خصوصية أخيه وجاره المسلم فلا يرسل بصره يميناً وشمالاً بحثاً عن أموره الشخصيه والخاصة به ولا يختلس النظر والسمع إلى داره بل يكون مصداقاً لقول الشاعر:
أعمى إذا ما جارتي برزت حتى يواري جارتي الخدر
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "ولا تستطل عليه بالبناء لتشرف عليه وتسد عليه الريح إلا بإذنه"17.
فإن في ذلك مضايقة له وحداً من حريته وانتهاكا لخصوصيته.
وعن الإمام السجاد عليه السلام: "ولا تتبع له عورة فإن علمت عليه سوءا سترته عليه"18.
وأسوأ أنواع التتبع والمراقبة ما كان منه بقصد هتكه ونشر عيوبه أمام الناس.
9- عدم الأذية
وحرمة أذية المؤمن فضلا عن الجار القريب من الكبائر بل من اكبر الكبائر ويكفي من ذمها ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من آذى جاره فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله"19.
10- عدم البخل بالطعام
ومن حق الجار إذا طبخت أن ترسل وكانت رائحة الطعام تصله أن ترسل له من الطعام.
وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر مائها وتعاهد جيرانك"20.
وقد قال الشاعر ذاكرا مكارم الجوار
ناري ونار الجار واحدة وإليه قبلي ينزل القدر
وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نهدي الجار الفاكهة إذا أتينا بها إلى المنزل وإن لم نستطع أن نهديه منها فلابد أن ندخلها سراً حتى لا يرانا ويكون غير قادر على شرائها ونحترس من أن يرى أولاده أولادنا يأكلون منها.
روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "وإن اشتريت فاكهة فأهد له منها وإلا فأدخلها سرا، لا يخرج ولدك بشيء يغيظون به ولده، هل تفقهون ما أقول لكم، لن يؤدي حق الجارإلا القليل ممن رحم الله"21.
آثار حسن الجوار
قد عرفنا حقوق الجار ونسأل الله أن يعيننا على أدائها وبقي علينا أن نعلم بآثار حسن الجوار في الدنيا والآخرة
1- زيادة العمر
فعن الإمام الصادق عليه السلام: "حسن الجوار زيادة في الأعمار"22.
2- زيادة الرزق
فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "حسن الجوار يزيد في الرزق"23.
3- عمران الديار
وعمران الديار زيادة البركة فيها والتوفيق لساكنيها وحصول الخير لديهم.
فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "حسن الجوار يعمر الديار ويزيد في الأعمار"24.
تعليق