بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعزّ المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
عذراً منك سيدي ياشيخ البطحاء لهذا التقصير والإعتذار للكريم مكرمة ,,
بعد طول غياب اعود بحمد الله لأكمل سيرة أروع كافل لأكمل مخلوق عرفته البشرية على مرّ التاريخ ,,
بعد طول بحث في نشأة مؤمن قريش أبي طالب سلام الله عليه عدت بما جاد به التاريخ من سيرته العطرة ,,
هذه السيرة التي أخفاها وطمس عليها سلاطين الباطل حقداً وطعناًعلى ولده أمير المؤمنين عليه السلام , الذي سنَّ معاوية (لعنه الله ) سبّه ثمانين سنة على المنابر وفي الصلوات , حتى أنّ أهل الشام حين بلغهم مقتل علي بن أبي طالب عليه السلام وهو في محراب صلاته أعربوا دهشة وذهولاً : (( أعليٌّ يصلي !!!!))
سلام الله عليك سيدي ومولاي ياأمير المؤمنين وهل الصلاة إلا أنت !!!!!!!
هذا الإستهجان من صلاة علي عليه السلام يبيّن لنا مقدار طمس الحقائق وتزييف الوقائع فلا عجب أن يُطمس تاريخ ( أبو طالب سلام الله عليه ) ويُزوّر حتى يُقال انّ أبا طالب سلام الله عليه مات على الكفر والعياذ بالله .
وعودٌ على بدء الى ما استخلصته من سيرة أبي طالب رضوان الله تعالى عليه ,
فتح أبو طالب عينيه ، ودرج في الحياة ، فرأى في هذا البيت حياة غير الحياة التي يراها بين الناس ، ورأى في عميد البيت - أبيه عبد المطلب - رجلا ليس كالرجال . ذلك الزعيم المطاع ، يقول فينفذ القول ، ويحكم فلا يرد له حكم ، وهو الجواد
المعطاء ، والسخي الفذ ، يطعم فينال من طعامه حتى راكب البعير وهو على بعيره ، ومطعم طير السماء ، وإنه مجاب الدعوة ، يدعو الله فتلبى دعوته ، فهو مرضي عنه في السماء ، ومحمود في الأرض ، وإنه يرى في أبيه صفات لم تكن في
غيره ، وهو الذي سنَّ سننا( كما أسلفنا في سيرة عبد المطلب عليه السلام ) ليست سوى الدليل على رفعة النفس ، ونقاء السريرة ، وعمق الإيمان ، بحيث تنهض بالبرهان على بقاء الحنيفية ، التي جاء بها أبوه إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) ، فإنه حرم الخمر على نفسه ، وحرم نكاح المحارم ، وحدد الطواف بالبيت سبعا ، ونهى أن يطوف بالبيت عريان ، ويقطع يد السارق ، ويحرم الزنا وينهى عن الفحشاء وعن وأد البنات، وأن يستقسم بالأزلام ، وحرم أكل ما ذبح على النصب ، وسن الوفاء بالنذر ويجئ الإسلام فيقرّ كلَّ هذه السنن ، التي سنَّها شيبة الحمد عبد المطلب ، فنشأ أبو طالب على ما سار عليه أبوه ، في البيت الذي ترعرع فيه - مسلما حنيفا وما كان من المشركين - .
ويرى أبو طالب أباه ، يوم جاء أبرهة للكعبة ، فصودرت لعبد المطلب أنعام ، فراح يطلبها منه ، وكاد يصغر في عينه حيث لم يتعرض لأقدس المقدسات لديه ( الكعبة ) وقد جاء ليهدمها ، فما كان من عبد المطلب إلا أن أجابه بجواب المؤمن العارف بالله ، الثابت الإيمان : " أنا رب الإبل ، وللبيت رب يحميه " . وعاد إلى البيت فأخذ بحلقة باب الكعبة ، وناجى ربه ،
:
يا رب لا أرجو لهم سواكا * يا رب فامنع منهم حماكا
إن عدو البيت قد عاداكا * امنعهم أن يخربوا فناك
و أبو طالب يسمع أباه في نجواه ، ويجيب الرب دعواه ،
وقد نشأ على هذا الاعتقاد ،
وعبد المطلب يلقي على أولاده خاصة دروسه القيمة ،
ويأمرهم بعبادة الواحد الأحد وبالأوامر الإلهية ويحثّهم على مكارم الأخلاق ،
فأبو طالب صورة واضحة المعالم ،
بارزة الخطوط ، لماض مشرق ، وضّاح السنى ، لامع النور ،
ففيه من صفات أبيه عبد المطلب ، وجده هاشم ، وأجداده الأفذاذ ما جعل
منه تلك الصورة الواضحة الرائعة ،
أما إقرار أبوطالب سلام الله عليه بالتوحيد فيبدو جليّاً في خطبة زواجه من السيدة الجليلة القدر ,
العظيمة المكانة فاطمة بنت أسد سلام الله عليها حيث قال :
الحمدُ للهِ ربّ العالَمين، ربِّ العرشِ العظيم، والمقامِ الكريم، والمَشْعَرِ والحَطيم،
الذي اصطفانا أعلاماً وسَدَنَةً وعُرَفاءَ خُلَصاءَ،
وحَجَبةً بَهاليلَ، أطهاراً من الخَنى والرَّيْب، والأذى والعَيْب،
وأقام لنا المشاعرَ، وفضَّلنا على العشائر،
نُخَبَ آل إبراهيم وصفوته، وزَرعَ إسماعيل...
وقد تزوّجتُ فاطمةَ بنت أسد، وسُقْتُ المهر ونفذت الأمر، فاسألوه واشهَدوا،
فقال أسد: زوّجناكَ ورَضِينا بك، ثمّ أطعَمَ الناس .
هذه الخطبة الغرّاء ألقاها سلام الله عليه قبل ولادة النبيّ الأكرم على ما ذكره المؤرخون .
ومن المفيد شرحها بإيجاز لدلالتها الواضحة على أنّ أبا طالب ليس فقط موحّداً ومؤمناً وإنما الأمر أكبر من ذلك بكثير ,
فهو سلام الله يبدا بحمد الله ويبيّن صفاتهوما يعتقده بالله ,
فهو رب العالمين,
وليس أرباباً كما كان سائداً في تلك الفترة الزمنية التي كان الناس يعبدون آلهة متعددة,
بل هو رب المخلوقات جميعا,
وإيمان أبو طالب بالعرش والمقام الكريم هو إيمان بالغيب وبقدرة الله وعظمته وجلاله وكماله ,,
ثم يبيّن أنّ الله هو أيضاً ربُّ الأماكن المقدّسة في مكة المكرّمة ,,
وهذا الله العظيم هو الذي اصطفاهم وأعطاهم هذه الرفعة والمكانة بين الناس,
فجعلهم قادة العشائر الأوفياء على العهد,
واختّصهم بالبيت الحرام فكانوا سَدَنَته,
وهم أعلام للناس الدالّين على الخير,
والحجبة البهاليل أي السادة الجامعين لكل صفات الخير ,
وخَلَقَهم أطهاراً من كل ما يشين المرء خالصين من النواقص التي تعيب الناس ,
وهم أهل اليقين العارفين المخلصين الذي لا يمكن لأحد أن يصفهم بنقيصة أو تهمة ,,
ثم يقول أنهم النّخبة والصفوة من آل ابراهيم عليه السلام ,
فهم أصفى وأطهر ذرية ابراهيم عليه السلام,
يقول الله عزَّ وجل في محكم آياته عندما استخلص ابراهيم إماماً :
(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِيقَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)
كلُّ هذه الصفات التي ذكرها أبو طالب عليه السلام تنفي عنهم الظلم ,
وتؤكّد أنهم هم ذرية ابراهيم عليه السلام أصحاب هذا العهد والميثاق,
لإنّ المرء يُعرف يقينه ومُعتقده بما يقول ويفعل لا بما يُتّهم .
وهم زرع اسماعيل عليه السلام,
أي أبناؤه الذين قال الله عنهم في كتابه المجيد على لسان النبي ابراهيم عليه السلام :
{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}
كلُّ هذا الكلام صدر من أبي طالب ولم ينكره عليه أحد ,
وهذا القرآن الكريم خير شاهد على كلام أبي طالب عليه السلام
على أنَّ زَرْعَ اسماعيل هم من سيقيمون الصلاة ويحيون أمر الله,
فهذا الوادي كان مُجدِباً, فأثمر زَرْعُ اسماعيل أبناءًا اصطفاهم الله لرسالته ولدينه,
وليقيموا الصلاة وحبّبهم الى الناس فأسلموا لهم القياد عن رضى فكانوا ساداتهم ,
فأصبحت مكة بهم مزهرة ومثمرة,
منهم يصدر الى العالم الخيرات,
ومن فضل سماحتهم يحيا الخلق أجمعين ,
فلا يمكن أن تؤول هذه الآية على الزرع النباتي
لإنّ الشواهد القرآنية التي تحدثنا عن رحلة الشتاء والصيف,
والشواهد التاريخية تقول أنّ أرض مكة أرض لا زرع فيها ولا ثمار ,,
لم أجد أحداً في التاريخ يقول هذا القول ثم يُتّهم بعد ذلك بالكفر إلا أبا طالب عليه السلام المظلوم التاريخي,
لا لشيء إلا لإنه وَلَد إبناً جندل أبطالهم وفَاقَ أقرانه بكل فضيلة ومكرمة,,
السلام عليك يامولاي ياأبا طالب ياكافل رسول الله ووالد أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته
لي عودة إن شاء الله مع خطبة أبي طالب الذي ألقاها عندما خطب السيدة خديجة الكبرى عليها السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعزّ المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
عذراً منك سيدي ياشيخ البطحاء لهذا التقصير والإعتذار للكريم مكرمة ,,
بعد طول غياب اعود بحمد الله لأكمل سيرة أروع كافل لأكمل مخلوق عرفته البشرية على مرّ التاريخ ,,
بعد طول بحث في نشأة مؤمن قريش أبي طالب سلام الله عليه عدت بما جاد به التاريخ من سيرته العطرة ,,
هذه السيرة التي أخفاها وطمس عليها سلاطين الباطل حقداً وطعناًعلى ولده أمير المؤمنين عليه السلام , الذي سنَّ معاوية (لعنه الله ) سبّه ثمانين سنة على المنابر وفي الصلوات , حتى أنّ أهل الشام حين بلغهم مقتل علي بن أبي طالب عليه السلام وهو في محراب صلاته أعربوا دهشة وذهولاً : (( أعليٌّ يصلي !!!!))
سلام الله عليك سيدي ومولاي ياأمير المؤمنين وهل الصلاة إلا أنت !!!!!!!
هذا الإستهجان من صلاة علي عليه السلام يبيّن لنا مقدار طمس الحقائق وتزييف الوقائع فلا عجب أن يُطمس تاريخ ( أبو طالب سلام الله عليه ) ويُزوّر حتى يُقال انّ أبا طالب سلام الله عليه مات على الكفر والعياذ بالله .
وعودٌ على بدء الى ما استخلصته من سيرة أبي طالب رضوان الله تعالى عليه ,
فتح أبو طالب عينيه ، ودرج في الحياة ، فرأى في هذا البيت حياة غير الحياة التي يراها بين الناس ، ورأى في عميد البيت - أبيه عبد المطلب - رجلا ليس كالرجال . ذلك الزعيم المطاع ، يقول فينفذ القول ، ويحكم فلا يرد له حكم ، وهو الجواد
المعطاء ، والسخي الفذ ، يطعم فينال من طعامه حتى راكب البعير وهو على بعيره ، ومطعم طير السماء ، وإنه مجاب الدعوة ، يدعو الله فتلبى دعوته ، فهو مرضي عنه في السماء ، ومحمود في الأرض ، وإنه يرى في أبيه صفات لم تكن في
غيره ، وهو الذي سنَّ سننا( كما أسلفنا في سيرة عبد المطلب عليه السلام ) ليست سوى الدليل على رفعة النفس ، ونقاء السريرة ، وعمق الإيمان ، بحيث تنهض بالبرهان على بقاء الحنيفية ، التي جاء بها أبوه إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) ، فإنه حرم الخمر على نفسه ، وحرم نكاح المحارم ، وحدد الطواف بالبيت سبعا ، ونهى أن يطوف بالبيت عريان ، ويقطع يد السارق ، ويحرم الزنا وينهى عن الفحشاء وعن وأد البنات، وأن يستقسم بالأزلام ، وحرم أكل ما ذبح على النصب ، وسن الوفاء بالنذر ويجئ الإسلام فيقرّ كلَّ هذه السنن ، التي سنَّها شيبة الحمد عبد المطلب ، فنشأ أبو طالب على ما سار عليه أبوه ، في البيت الذي ترعرع فيه - مسلما حنيفا وما كان من المشركين - .
ويرى أبو طالب أباه ، يوم جاء أبرهة للكعبة ، فصودرت لعبد المطلب أنعام ، فراح يطلبها منه ، وكاد يصغر في عينه حيث لم يتعرض لأقدس المقدسات لديه ( الكعبة ) وقد جاء ليهدمها ، فما كان من عبد المطلب إلا أن أجابه بجواب المؤمن العارف بالله ، الثابت الإيمان : " أنا رب الإبل ، وللبيت رب يحميه " . وعاد إلى البيت فأخذ بحلقة باب الكعبة ، وناجى ربه ،
:
يا رب لا أرجو لهم سواكا * يا رب فامنع منهم حماكا
إن عدو البيت قد عاداكا * امنعهم أن يخربوا فناك
و أبو طالب يسمع أباه في نجواه ، ويجيب الرب دعواه ،
وقد نشأ على هذا الاعتقاد ،
وعبد المطلب يلقي على أولاده خاصة دروسه القيمة ،
ويأمرهم بعبادة الواحد الأحد وبالأوامر الإلهية ويحثّهم على مكارم الأخلاق ،
فأبو طالب صورة واضحة المعالم ،
بارزة الخطوط ، لماض مشرق ، وضّاح السنى ، لامع النور ،
ففيه من صفات أبيه عبد المطلب ، وجده هاشم ، وأجداده الأفذاذ ما جعل
منه تلك الصورة الواضحة الرائعة ،
أما إقرار أبوطالب سلام الله عليه بالتوحيد فيبدو جليّاً في خطبة زواجه من السيدة الجليلة القدر ,
العظيمة المكانة فاطمة بنت أسد سلام الله عليها حيث قال :
الحمدُ للهِ ربّ العالَمين، ربِّ العرشِ العظيم، والمقامِ الكريم، والمَشْعَرِ والحَطيم،
الذي اصطفانا أعلاماً وسَدَنَةً وعُرَفاءَ خُلَصاءَ،
وحَجَبةً بَهاليلَ، أطهاراً من الخَنى والرَّيْب، والأذى والعَيْب،
وأقام لنا المشاعرَ، وفضَّلنا على العشائر،
نُخَبَ آل إبراهيم وصفوته، وزَرعَ إسماعيل...
وقد تزوّجتُ فاطمةَ بنت أسد، وسُقْتُ المهر ونفذت الأمر، فاسألوه واشهَدوا،
فقال أسد: زوّجناكَ ورَضِينا بك، ثمّ أطعَمَ الناس .
هذه الخطبة الغرّاء ألقاها سلام الله عليه قبل ولادة النبيّ الأكرم على ما ذكره المؤرخون .
ومن المفيد شرحها بإيجاز لدلالتها الواضحة على أنّ أبا طالب ليس فقط موحّداً ومؤمناً وإنما الأمر أكبر من ذلك بكثير ,
فهو سلام الله يبدا بحمد الله ويبيّن صفاتهوما يعتقده بالله ,
فهو رب العالمين,
وليس أرباباً كما كان سائداً في تلك الفترة الزمنية التي كان الناس يعبدون آلهة متعددة,
بل هو رب المخلوقات جميعا,
وإيمان أبو طالب بالعرش والمقام الكريم هو إيمان بالغيب وبقدرة الله وعظمته وجلاله وكماله ,,
ثم يبيّن أنّ الله هو أيضاً ربُّ الأماكن المقدّسة في مكة المكرّمة ,,
وهذا الله العظيم هو الذي اصطفاهم وأعطاهم هذه الرفعة والمكانة بين الناس,
فجعلهم قادة العشائر الأوفياء على العهد,
واختّصهم بالبيت الحرام فكانوا سَدَنَته,
وهم أعلام للناس الدالّين على الخير,
والحجبة البهاليل أي السادة الجامعين لكل صفات الخير ,
وخَلَقَهم أطهاراً من كل ما يشين المرء خالصين من النواقص التي تعيب الناس ,
وهم أهل اليقين العارفين المخلصين الذي لا يمكن لأحد أن يصفهم بنقيصة أو تهمة ,,
ثم يقول أنهم النّخبة والصفوة من آل ابراهيم عليه السلام ,
فهم أصفى وأطهر ذرية ابراهيم عليه السلام,
يقول الله عزَّ وجل في محكم آياته عندما استخلص ابراهيم إماماً :
(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِيقَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)
كلُّ هذه الصفات التي ذكرها أبو طالب عليه السلام تنفي عنهم الظلم ,
وتؤكّد أنهم هم ذرية ابراهيم عليه السلام أصحاب هذا العهد والميثاق,
لإنّ المرء يُعرف يقينه ومُعتقده بما يقول ويفعل لا بما يُتّهم .
وهم زرع اسماعيل عليه السلام,
أي أبناؤه الذين قال الله عنهم في كتابه المجيد على لسان النبي ابراهيم عليه السلام :
{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}
كلُّ هذا الكلام صدر من أبي طالب ولم ينكره عليه أحد ,
وهذا القرآن الكريم خير شاهد على كلام أبي طالب عليه السلام
على أنَّ زَرْعَ اسماعيل هم من سيقيمون الصلاة ويحيون أمر الله,
فهذا الوادي كان مُجدِباً, فأثمر زَرْعُ اسماعيل أبناءًا اصطفاهم الله لرسالته ولدينه,
وليقيموا الصلاة وحبّبهم الى الناس فأسلموا لهم القياد عن رضى فكانوا ساداتهم ,
فأصبحت مكة بهم مزهرة ومثمرة,
منهم يصدر الى العالم الخيرات,
ومن فضل سماحتهم يحيا الخلق أجمعين ,
فلا يمكن أن تؤول هذه الآية على الزرع النباتي
لإنّ الشواهد القرآنية التي تحدثنا عن رحلة الشتاء والصيف,
والشواهد التاريخية تقول أنّ أرض مكة أرض لا زرع فيها ولا ثمار ,,
لم أجد أحداً في التاريخ يقول هذا القول ثم يُتّهم بعد ذلك بالكفر إلا أبا طالب عليه السلام المظلوم التاريخي,
لا لشيء إلا لإنه وَلَد إبناً جندل أبطالهم وفَاقَ أقرانه بكل فضيلة ومكرمة,,
السلام عليك يامولاي ياأبا طالب ياكافل رسول الله ووالد أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته
لي عودة إن شاء الله مع خطبة أبي طالب الذي ألقاها عندما خطب السيدة خديجة الكبرى عليها السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
تعليق