تتمـــــة ..
قال آخر: إذا زعمت أن إمامة علي عليه السلام من قبل الله عزوجل وأنه مفترض الطاعة، فلم لم يجز إلا التبليغ والدعاء كما للانبياء عليهم السلام وجاز لعلي أن يترك ما امر به من دعوة الناس إلى طاعته.
فقال: من قبل أنا لم ندع أن عليا عليه السلام امر بالتبليغ فيكون رسولا ولكنه عليه السلام وضع علما بين الله تعالى وبين خلقه، فمن تبعه كان مطيعا، ومن خالفه كان عاصيا، فان وجد أعوانا يتقوى بهم جاهد وإن لم يجد أعوانا فاللوم عليهم لا عليه، لانهم امروا بطاعته على كل حال، ولم يؤمر هو بمجاهدتهم إلا بقوة وهو بمنزلة البيت، على الناس الحج إليه فإذا حجوا أدوا ما عليهم، وإذا لم يفعلوا كانت للائمة عليهم، لا على البيت.
وقال آخر: إذا وجب أنه لا بد من إمام مفترض الطاعة بالاضطرار، فكيف يجب بالاضطرار أنه علي عليه السلام دون غيره ؟!
فقال : من قبل أن الله عز وجل لا يفرض مجهولا، ولا يكون المفروض ممتنعا إذ المجهول ممتنع ولا بد من دلالة الرسول على الفرض، ليقطع العذر بين الله عزوجل وبين عباده، أرأيت لو فرض الله عزوجل على الناس صوم شهر ولم يعلم الناس أي شهر هو ولم يسم، كان على الناس استخراج ذلك بعقولهم، حتى يصيبوا ما أراد الله تبارك وتعالى، فيكون الناس حينئذ مستغنين عن الرسول والمبين لهم، وعن الامام الناقل خبر الرسول إليهم .
وقال آخر: من أين أوجبت أن عليا عليه السلام كان بالغا حين دعاه النبي صلى الله عليه وآله فان الناس يزعمون أنه كان صبيا حين دعا ولم يكن جاز عليه الحكم، ولا بلغ مبلغ الرجال ؟
فقال: من قبل أنه لا يعرى في ذلك الوقت من أن يكون ممن ارسل إليه النبي صلى الله عليه وآله ليدعوه، فان كان كذلك فهو محتمل للتكليف، قوي على أداء الفرائض، وإن كان ممن لم يرسل إليه فقد لزم النبي صلى الله عليه وآله قول الله عزوجل " ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين "(1) وكان مع ذلك قد كلف النبي صلى الله عليه وآله عباد الله ما لا يطيقون عن الله تبارك وتعالى، وهذا من المحال الذي يمتنع كونه، ولا يأمر به حكيم، ولا يدل عليه الرسول، تعالى الله عن أن يأمر بالمحال، وجل الرسول عن أن يأمر بخلاف ما يمكن كونه في حكمة الحكيم،
فسكت القوم عند ذلك جميعا.
فقال المأمون: قد سألتموني ونقضتم علي أفأسألكم ؟
قالوا: نعم،
قال: أليس روت الامة باجماع منها أن النبي صلى الله عليه وآله قال: " (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) (2).
قالوا: بلى،
قال : ورووا عنه عليه السلام أنه قال: من عصى الله بمعصية صغرت أو كبرت ثم اتخذها دينا ومضى مصرا عليها فهو مخلد بين أطباق الجحيم ؟
قالوا: بلى
قال: فخبروني عن رجل يختاره العامة فتنصبه خليفة، هل يجوز أن يقال له خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله ومن قبل الله عزوجل ولم يستخلفه الرسول ؟ فان قلتم نعم كابرتم وإن قلتم لا، وجب أن أبا بكر لم يكن خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله ولا من قبل الله عزوجل وأنكم تكذبون على نبي الله صلى الله عليه وآله وأنكم متعرضون لان تكونوا ممن وسمه النبي صلى الله عليه وآله بدخول النار. وخبروني في أي قوليكم صدقتم أفي قولكم: مضى صلى الله عليه وآله ولم يستخلف أو في قولكم لابي بكر: يا خليفة رسول الله، فان كنتم صدقتم في القولين فهذا
ما لا يمكن كونه، إذ كان متناقضا وإن كنتم صدقتم في أحدهما بطل الآخر. فاتقوا الله وانظروا لانفسكم ودعوا التقليد وتجنبوا الشبهات فوالله ما يقبل الله عزوجل إلا من عبد لا يأتي إلا بما يعقل، ولا يدخل إلا فيما يعلم أنه حق والريب شك وإدمان الشك كفر بالله عزوجل وصاحبه في النار. وخبروني هل يجوز ابتياع أحدكم عبدا فإذا ابتاعه صار مولاه، وصار المشتري عبده ؟!
قالوا : لا !
قال: كيف جاز أن يكون من اجتمعتم عليه لهواكم واستخلفتموه صار خليفة عليكم وأنتم وليتموه ألا كنتم أنتم الخلفاء عليه بل تولون خليفة وتقولون إنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله ثم إذا سخطتم عليه قتلتموه كما فعل بعثمان بن عفان ؟
قال قائل منهم: لان الامام وكيل المسلمين إذا رضوا عنه ولوه، وإذا سخطوا عليه عزلوه،
قال: فلمن المسلمون والعباد والبلاد ؟
قالوا : لله عزوجل
قال: فالله أولى أن يوكل على عباده وبلاده من غيره، لان من إجماع الامة أنه من أحدث في ملك غيره حدثا فهو ضامن، وليس له أن يحدث، فان فعل فآثم غارم.
ثم قال: خبروني عن النبي صلى الله عليه وآله هل استخلف حين مضى أم لا ؟
فقالوا: لم يستخلف
قال: فتركه ذلك هدى أم ضلال ؟
قالوا: هدى،
قال: فعلى الناس أن يتبعوا الهدى، ويتنكبوا الضلالة ؟
قالوا: قد فعلوا ذلك
قال: فلم استخلف الناس بعده وقد تركه هو فترك فعله ضلال، ومحال أن يكون خلاف الهدى هدى وإذا كان ترك الاستخلاف هدى فلم استخلف أبو بكر ولم يفعله النبي صلى الله عليه وآله ولم جعل عمر الامر بعده شورى بين المسلمين خلافا على صاحبه.
زعمتم أن النبي صلى الله عليه وآله لم يستخلف وأن أبا بكر استخلف، وعمر لم يترك الاستخلاف كما تركه النبي صلى الله عليه وآله بزعمكم، ولم يستخلف كما فعل أبو بكر وجاء بمعنى ثالث، فخبروني أي ذلك ترونه صوابا، فان رأيتم فعل النبي صلى الله عليه وآله صوابا فقد خطأتم أبا بكر، وكذلك القول في بقية الاقاويل .
وخبروني أيهما أفضل ما فعله النبي صلى الله عليه وآله بزعمكم من ترك الاستخلاف أو ما صنعت طائفة من الاستخلاف ؟.
وخبروني هل يجوز أن يكون تركه من الرسول صلى الله عليه وآله هدى، وفعله من غيره هدى، فيكون هدى ضد هدى، فأين الضلال حينئذ ؟.
وخبروني هل ولي أحد بعد النبي صلى الله عليه وآله باختيار الصحابة منذ قبض النبي صلى الله عليه وآله إلى اليوم، فان قلتم لا، فقد أوجبتم أن الناس كلهم عملوا ضلالة بعد النبي صلى الله عليه وآله وإن قلتم نعم، كذبتم الامة وأبطل قولكم الوجود الذي لا يدفع.
وخبروني عن قول الله عزوجل " قل لمن ما في السموات والارض قل لله " (3) أصدق هذا أم كذب ؟
قالوا: صدق:
قال: أفليس ما سوى الله لله إذ كان محدثه ومالكه ؟
قالوا: نعم
قال: ففي هذا بطلان ما أوجبتم من اختياركم خليفة تفترضون طاعته (إذا اخترتموه) وتسمونه خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وأنتم استخلفتموه وهو معزول عنكم إذا غضبتم عليه، وعمل بخلاف محبتكم، وهو مقتول إذا أبى الاعتزال، ويلكم لا تفتروا على الله كذبا، فتلقوا وبال ذلك غدا إذا قمتم بين يدي الله عزوجل وإذا وردتم على رسول الله صلى الله عليه وآله وقد كذبتم عليه متعمدين، وقد قال من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
ثم استقبل القبلة ورفع يديه وقال:
اللهم إني قد نصحت لهم اللهم إني قد أرشدتهم اللهم إني قد أخرجت ما وجب علي إخراجه من عنقي اللهم إني لم أدعهم في ريب ولا في شك اللهم إني أدين بالتقرب إليك بتقديم علي عليه السلام على الخلق بعد نبيك صلى الله عليه وآله كما أمرنا به رسولك صلواتك وسلامك عليه وآله.
قال: ثم أفترقنا فلم نجتمع بعد ذلك حتى قبض المأمون.
وفي حديث آخر قال: فسكت القوم
فقال لهم: لم سكتم ؟
قالوا: لا ندري ما نقول !
قال: يكفيني هذه الحجة عليكم ثم أمر باخراجهم.
قال: فخرجنا متحيرين خجلين ثم نظر المأمون إلى الفضل بن سهل فقال:
هذا أقصى ما عند القوم فلا يظن ظان أن جلالتي منعتهم من النقض علي .(4)
__________________________________________________ ________
(1) الحاقة: 46.
(2) هذا الحديث من المتواترات عن النبي صلى الله عليه وآله عند الخاصة والعامة تراه في كنز العمال ج 3 ص 355، صحيح البخاري ج 1 ص 31.
(3) الانعام: 12:
(4) بحار الأنوار / جزء 49 / صفحة [ 179 - 208]
قال آخر: إذا زعمت أن إمامة علي عليه السلام من قبل الله عزوجل وأنه مفترض الطاعة، فلم لم يجز إلا التبليغ والدعاء كما للانبياء عليهم السلام وجاز لعلي أن يترك ما امر به من دعوة الناس إلى طاعته.
فقال: من قبل أنا لم ندع أن عليا عليه السلام امر بالتبليغ فيكون رسولا ولكنه عليه السلام وضع علما بين الله تعالى وبين خلقه، فمن تبعه كان مطيعا، ومن خالفه كان عاصيا، فان وجد أعوانا يتقوى بهم جاهد وإن لم يجد أعوانا فاللوم عليهم لا عليه، لانهم امروا بطاعته على كل حال، ولم يؤمر هو بمجاهدتهم إلا بقوة وهو بمنزلة البيت، على الناس الحج إليه فإذا حجوا أدوا ما عليهم، وإذا لم يفعلوا كانت للائمة عليهم، لا على البيت.
وقال آخر: إذا وجب أنه لا بد من إمام مفترض الطاعة بالاضطرار، فكيف يجب بالاضطرار أنه علي عليه السلام دون غيره ؟!
فقال : من قبل أن الله عز وجل لا يفرض مجهولا، ولا يكون المفروض ممتنعا إذ المجهول ممتنع ولا بد من دلالة الرسول على الفرض، ليقطع العذر بين الله عزوجل وبين عباده، أرأيت لو فرض الله عزوجل على الناس صوم شهر ولم يعلم الناس أي شهر هو ولم يسم، كان على الناس استخراج ذلك بعقولهم، حتى يصيبوا ما أراد الله تبارك وتعالى، فيكون الناس حينئذ مستغنين عن الرسول والمبين لهم، وعن الامام الناقل خبر الرسول إليهم .
وقال آخر: من أين أوجبت أن عليا عليه السلام كان بالغا حين دعاه النبي صلى الله عليه وآله فان الناس يزعمون أنه كان صبيا حين دعا ولم يكن جاز عليه الحكم، ولا بلغ مبلغ الرجال ؟
فقال: من قبل أنه لا يعرى في ذلك الوقت من أن يكون ممن ارسل إليه النبي صلى الله عليه وآله ليدعوه، فان كان كذلك فهو محتمل للتكليف، قوي على أداء الفرائض، وإن كان ممن لم يرسل إليه فقد لزم النبي صلى الله عليه وآله قول الله عزوجل " ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين "(1) وكان مع ذلك قد كلف النبي صلى الله عليه وآله عباد الله ما لا يطيقون عن الله تبارك وتعالى، وهذا من المحال الذي يمتنع كونه، ولا يأمر به حكيم، ولا يدل عليه الرسول، تعالى الله عن أن يأمر بالمحال، وجل الرسول عن أن يأمر بخلاف ما يمكن كونه في حكمة الحكيم،
فسكت القوم عند ذلك جميعا.
فقال المأمون: قد سألتموني ونقضتم علي أفأسألكم ؟
قالوا: نعم،
قال: أليس روت الامة باجماع منها أن النبي صلى الله عليه وآله قال: " (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) (2).
قالوا: بلى،
قال : ورووا عنه عليه السلام أنه قال: من عصى الله بمعصية صغرت أو كبرت ثم اتخذها دينا ومضى مصرا عليها فهو مخلد بين أطباق الجحيم ؟
قالوا: بلى
قال: فخبروني عن رجل يختاره العامة فتنصبه خليفة، هل يجوز أن يقال له خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله ومن قبل الله عزوجل ولم يستخلفه الرسول ؟ فان قلتم نعم كابرتم وإن قلتم لا، وجب أن أبا بكر لم يكن خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله ولا من قبل الله عزوجل وأنكم تكذبون على نبي الله صلى الله عليه وآله وأنكم متعرضون لان تكونوا ممن وسمه النبي صلى الله عليه وآله بدخول النار. وخبروني في أي قوليكم صدقتم أفي قولكم: مضى صلى الله عليه وآله ولم يستخلف أو في قولكم لابي بكر: يا خليفة رسول الله، فان كنتم صدقتم في القولين فهذا
ما لا يمكن كونه، إذ كان متناقضا وإن كنتم صدقتم في أحدهما بطل الآخر. فاتقوا الله وانظروا لانفسكم ودعوا التقليد وتجنبوا الشبهات فوالله ما يقبل الله عزوجل إلا من عبد لا يأتي إلا بما يعقل، ولا يدخل إلا فيما يعلم أنه حق والريب شك وإدمان الشك كفر بالله عزوجل وصاحبه في النار. وخبروني هل يجوز ابتياع أحدكم عبدا فإذا ابتاعه صار مولاه، وصار المشتري عبده ؟!
قالوا : لا !
قال: كيف جاز أن يكون من اجتمعتم عليه لهواكم واستخلفتموه صار خليفة عليكم وأنتم وليتموه ألا كنتم أنتم الخلفاء عليه بل تولون خليفة وتقولون إنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله ثم إذا سخطتم عليه قتلتموه كما فعل بعثمان بن عفان ؟
قال قائل منهم: لان الامام وكيل المسلمين إذا رضوا عنه ولوه، وإذا سخطوا عليه عزلوه،
قال: فلمن المسلمون والعباد والبلاد ؟
قالوا : لله عزوجل
قال: فالله أولى أن يوكل على عباده وبلاده من غيره، لان من إجماع الامة أنه من أحدث في ملك غيره حدثا فهو ضامن، وليس له أن يحدث، فان فعل فآثم غارم.
ثم قال: خبروني عن النبي صلى الله عليه وآله هل استخلف حين مضى أم لا ؟
فقالوا: لم يستخلف
قال: فتركه ذلك هدى أم ضلال ؟
قالوا: هدى،
قال: فعلى الناس أن يتبعوا الهدى، ويتنكبوا الضلالة ؟
قالوا: قد فعلوا ذلك
قال: فلم استخلف الناس بعده وقد تركه هو فترك فعله ضلال، ومحال أن يكون خلاف الهدى هدى وإذا كان ترك الاستخلاف هدى فلم استخلف أبو بكر ولم يفعله النبي صلى الله عليه وآله ولم جعل عمر الامر بعده شورى بين المسلمين خلافا على صاحبه.
زعمتم أن النبي صلى الله عليه وآله لم يستخلف وأن أبا بكر استخلف، وعمر لم يترك الاستخلاف كما تركه النبي صلى الله عليه وآله بزعمكم، ولم يستخلف كما فعل أبو بكر وجاء بمعنى ثالث، فخبروني أي ذلك ترونه صوابا، فان رأيتم فعل النبي صلى الله عليه وآله صوابا فقد خطأتم أبا بكر، وكذلك القول في بقية الاقاويل .
وخبروني أيهما أفضل ما فعله النبي صلى الله عليه وآله بزعمكم من ترك الاستخلاف أو ما صنعت طائفة من الاستخلاف ؟.
وخبروني هل يجوز أن يكون تركه من الرسول صلى الله عليه وآله هدى، وفعله من غيره هدى، فيكون هدى ضد هدى، فأين الضلال حينئذ ؟.
وخبروني هل ولي أحد بعد النبي صلى الله عليه وآله باختيار الصحابة منذ قبض النبي صلى الله عليه وآله إلى اليوم، فان قلتم لا، فقد أوجبتم أن الناس كلهم عملوا ضلالة بعد النبي صلى الله عليه وآله وإن قلتم نعم، كذبتم الامة وأبطل قولكم الوجود الذي لا يدفع.
وخبروني عن قول الله عزوجل " قل لمن ما في السموات والارض قل لله " (3) أصدق هذا أم كذب ؟
قالوا: صدق:
قال: أفليس ما سوى الله لله إذ كان محدثه ومالكه ؟
قالوا: نعم
قال: ففي هذا بطلان ما أوجبتم من اختياركم خليفة تفترضون طاعته (إذا اخترتموه) وتسمونه خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وأنتم استخلفتموه وهو معزول عنكم إذا غضبتم عليه، وعمل بخلاف محبتكم، وهو مقتول إذا أبى الاعتزال، ويلكم لا تفتروا على الله كذبا، فتلقوا وبال ذلك غدا إذا قمتم بين يدي الله عزوجل وإذا وردتم على رسول الله صلى الله عليه وآله وقد كذبتم عليه متعمدين، وقد قال من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
ثم استقبل القبلة ورفع يديه وقال:
اللهم إني قد نصحت لهم اللهم إني قد أرشدتهم اللهم إني قد أخرجت ما وجب علي إخراجه من عنقي اللهم إني لم أدعهم في ريب ولا في شك اللهم إني أدين بالتقرب إليك بتقديم علي عليه السلام على الخلق بعد نبيك صلى الله عليه وآله كما أمرنا به رسولك صلواتك وسلامك عليه وآله.
قال: ثم أفترقنا فلم نجتمع بعد ذلك حتى قبض المأمون.
وفي حديث آخر قال: فسكت القوم
فقال لهم: لم سكتم ؟
قالوا: لا ندري ما نقول !
قال: يكفيني هذه الحجة عليكم ثم أمر باخراجهم.
قال: فخرجنا متحيرين خجلين ثم نظر المأمون إلى الفضل بن سهل فقال:
هذا أقصى ما عند القوم فلا يظن ظان أن جلالتي منعتهم من النقض علي .(4)
__________________________________________________ ________
(1) الحاقة: 46.
(2) هذا الحديث من المتواترات عن النبي صلى الله عليه وآله عند الخاصة والعامة تراه في كنز العمال ج 3 ص 355، صحيح البخاري ج 1 ص 31.
(3) الانعام: 12:
(4) بحار الأنوار / جزء 49 / صفحة [ 179 - 208]
تعليق