في السواك
من كتاب من لايحضره الفقيه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما زال جبريل يوصيني بالسواك حتى خشيت أن أحفي أو أدرد (2)، وما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه، وما زال يوصيني بالمملوك حتى ظننت أنه سيضرب له أجلا يعتق فيه.
وقال موسى بن جعفر (عليه السلام): أكل الاشنان يذيب البدن والتدلك بالخزف يبلي الجسد والسواك في الخلاء يورث البخر (3).
عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: السواك يزيد الرجل فصاحة.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي، فإنه ليس
ـــــــــــــــ
(1) يقال: غب الرجل غبا أي أخذه يوما وتركه يوما.
(2) يقال أحفى الرجل شاربه أي بالغ في قصه، ودرد: إذا سقطت أسنانه وبقيت أصولها.
(3) الخزف: كل ما عمل من الطين وشوي بالنار. والبخر ـ محركة ـ ريح المنتن.
[ 48 ]
من صائم تيبس شفتاه بالعشي إلا كان نورا بين عينيه يوم القيامة.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم السواك الزيتون من شجرة مباركة ويذهب بالحفر (1) وهو سواكي وسواك الانبياء قبلي.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أربع من سنن المرسلين: الختان والتعطر والنكاح والسواك.
وقال الصادق (عليه السلام): أربع من سنن المرسلين: العطر والسواك والنساء والختان.
من كتاب روضة الواعظين (2) قال أبوالحسن موسى (عليه السلام): لا يستغني شيعتنا عن أربع: عن خمرة (3) يصلي عليها، وخاتم يتختم به، وسواك يستاك به، وسبحة من طين قبر الحسين (عليه السلام) فيها ثلاث وثلاثون حبة متى قلبها ذاكرا لله كتب الله له بكل حبة أربعين حسنة وإذا قلبها ساهيا يعبث بها كتب الله له عشرين حسنة.
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في وصيته لعلي: يا علي عليك بالسواك عند كل وضوء. وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): السواك شطر الوضوء.
وقال الصادق (عليه السلام): لما دخل الناس في الدين أفواجا أتاهم الازد ـ أرقها قلوبا وأعذبها أفواها ـ قيل: يا رسول الله، هؤلاء أرق قلوبا فلم صاروا أعذب أفواها ؟ قال: إنهم كانوا يستاكون في الجاهلية.
وقال (عليه السلام): لكل شئ طهور، وطهور الفم السواك.
وقال أبوجعفر (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يكثر السواك وليس بواجب، فلا يضرك تركه في فرط الايام. ولا بأس أن يستاك الصائم في شهر رمضان أي النهار شاء. ولا بأس بالسواك للمحرم. ويكره السواك في الحمام لانه يورث وباء الاسنان.
ـــــــــــــــ
(1) الحفر: صفرة تعلو الاسنان.
(2) للفتال النيسابوري من علماء القرن السادس الهجري، المعروف بابن الفارسي رحمة الله عليه.
(3) خمرة وزان غرفة: سجادة صغيرة تعمل من سعف النخل وتزمل بالخيوط. وقيل حصير صغير قدر ما يسجد عليه ويضع الرجل عليه جبهته في سجوده.
[ 49 ]
وقال الباقر والصادق عليهما السلام: صلاة ركعتين بسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك.
وقال الباقر (عليه السلام) في السواك: لا تدعه في كل ثلاثة أيام ولو أن تمره مرة واحدة.
وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): اكتحلو وترا واستاكوا عرضا. وترك الصادق (عليه السلام) السواك قبل أن يقبض بسنتين، وذلك أن أسنانه ضعفت.
وسأل علي بن جعفر أخاه موسى بن جعفر (عليه السلام) عن الرجل: يستاك بيده إذا قام إلى الصلاة بالليل وهو يقدر على السواك ؟ قال: إذا خاف الصبح فلا بأس.
وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لولا أن أشق على امتي لامرتهم بالسواك عند وضوء كل صلاة. وروي: أن الكعبة شكت إلى الله عزوجل مما تلقى من أنفاس المشركين، فأوحى الله تبارك وتعالى إليها: قري يا كعبة فإني مبدلك بهم قوما يتنظفون بقضبان الشجرة (1)، فلما بعث الله نبيه محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) نزل عليه الروح الامين جبريل بالسواك والخلال.
وقال الصادق (عليه السلام): في السواك اثنتا عشرة خصلة: هو من السنة ومطهرة للفم ومجلاة للبصر ويرضي الرحمن ويبيض الاسنان ويذهب بالحفر (2) ويشد اللثة ويشهي الطعام ويذهب بالبلغم ويزيد في الحفظ ويضاعف الحسنات وتفرح به الملائكة.
وكان للرضا (عليه السلام) خريطة (3) فيها خمس مساويك، مكتوب على كل واحد منها إسم صلاة من الصلوات الخمس، يستاك به عند تلك الصلاة.
ومن كتاب طب الائمة عنه (عليه السلام) قال: السواك يجلو البصر وينبت الشعر ويذهب بالدمعة.
وفي وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لامير المؤمنين (عليه السلام): يا علي عليك بالسواك وإن
ـــــــــــــــ
(1) القضبان: جمع القضيب وهو الغصن المقطوع.
(2) الحفر: صفرة تعلو الاسنان.
(3) الخريطة: وعاء من جلد او غيره.
[ 50 ]
استطعت أن لا تقل منه فافعل، فإن كل صلاة تصليها بالسواك تفضل على التي تصليها بغير سواك أربعين يوما.
ومن كتاب اللباس لابي النضر العياشي عن أبي جميلة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نزل جبريل بالخلال والسواك والحجامة.
وعنه، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نظفوا طريق القرآن. قالوا: يا رسول الله، وما طريق القرآن ؟ قال: أفواهكم. قالوا: بماذا ؟ قال: بالسواك.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): طهروا أفواهكم فإنها مسالك التسبيح.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أكل الاشنان يذيب البدن والتدلك بالخزف يبلي الجسد والسواك في الخلاء يورث البخر.
[ من تهذيب الاحكام ] عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: السواك مرضاة لله عز وجل وسنة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومطيبة للفم.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: السواك على المقعدة يورث البخر (1).
عن الصادق عن أبيه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: ثلاث يذهبن بالبلغم ويزدن في الحفظ: السواك والصوم وقراءة القرآن.
ـــــــــــــــ
(1) المقعدة: مكان المخصوص للتخلي. والبخر محركة: ريح الفم.
تعليق