قوله تعالى في سورة العصر :
( والعصر )
( والعصر )
الواو للقسم، وتدل على عظمة المقسَم به لكونه قسَما لله العظيم.
وذكر المفسرون في المقصود بالعصر وجوها كثيرة لا تضاد بينها، نورد منها سبعة:
الوجه الأول : العصر هو الدهر والزمان، وولادة العصر البشري، وتاريخ الإنسانية بما فيه من مواعظ وعبر وحوادث جسيمة وعجيبة، وسمي الزمان والدهر بالعصر لأنه يعتصر الإنسان، وهذا ما روي عن الأمير (ع).
الوجه الثاني : هو وقت العصر الذي هو الطرف الأخير من النهار، أقسم الله تعالى به لدلالته على إدبار النهار، وإقبال الليل بما يختزن ذلك من دلالة على وحدانية موجدهما ومدبرهما ومقدِّرهما.
الوجه الثالث : هي صلاة العصر لأهميتها الخاصة لكونها هي الصلاة الوسطى التي أمرنا بالمحافظة عليها.
الوجه الرابع : هو عصر خاص ومحدَّد، وهو خير العصور وأشرفها، وهو عصر النبوة المحمدية الخاتمة.
الوجه الخامس : هو عصر ظهور إمام العصر القائم (عج) وقيام الدولة المهدوية المباركة، وهو ماورد عن إمامنا الصادق (ع).
الوجه السادس : قال هو إشارة إلى «الإنسان الكامل» الذي هو في عصارة عالم الوجود وعالَم الإمكان والتكوين.
الوجه السابع : العصر هو ماء المطر، لكونه يـُعتصر من السحاب، لقوله تعالى : (وأنزلنا من المعصرات ماءاً ثجاجاً).
جعفر الشيخ الستري (دار الوفاء القرانية)
تعليق