السلام على عقيلة بني هاشم
السلام على المخدرة العفيفة
جعل الله هذا في ميزان حسناتكم
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
رائــــــــــــ زينب الكبــــــــــرى دة الجهـــــــ وبطلـــــــه كرـبلاء ـــــــاد
تقليص
X
-
رائــــــــــــ زينب الكبــــــــــرى دة الجهـــــــ وبطلـــــــه كرـبلاء ـــــــاد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لم يكن له ندٌّ ولا ولد , ثمَّ الصلاة على نبيه المصطفى ، وآله الميامين الشرفا ، الذين خصّهم الله بآية التطهير . يقول تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) .
بسم الله الرحمن الرحيم
عقيلة بني هاشم
زينب الكبرى
ولادتها
ولدت زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين (عليه السّلام) في الخامس من جمادى الأولى في السنة الخامسة من الهجرة ، وذكر جلال الدين السيوطي في رسالته (الزينبية) قال : ولدت زينب في حياة جدِّها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) .
تسميتها وكنيتها
سماها جدّها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) زينب . اسم اختاره لها جدّها سيد البشر (صلّى الله عليه وآله) , وتكنى اُمّ كلثوم , واُمّ الحسن . ويقال لها : زينب الكبرى ؛ للفرق بينها وبين مَن سُمّيت باسمها من أخواتها.
وتلقّب بالصدّيقة الصغرى ؛ للفرق بينها وبين اُمّها الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين . وتلقّب أيضاً بالعقيلة(1) , وعقيلة بني هاشم , وعقيلة الطالبيِّين ، وتلقب بالموثّقة ، والعارفة ، والعالمة غير المعلمة , والفاضلة ، والكاملة ، وعابدة آل علي (عليه السّلام) .
زينب اُولى بنات أمير المؤمنين (عليه السّلام) ولدتها فاطمة الزهراء بعد الحسنين السبطين (عليهما السّلام) ، ومما يؤكّد ذلك أن الرواة في أيام الاضطهاد كانوا إذا رووا رواية عن علي (عليه السّلام) يقول الرجل : هذه الرواية عن أبي زينب , كما ذكر ذلك ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة , وإنّما كنّوا أمير المؤمنين (عليه السّلام) بهذه الكنية ؛ لأنّ زينب كانت الأكبر من ولده بعد الحسنين (عليهما السّلام) , ولم يُعرف بهذه الكنية عند أعدائه .
ـــــــــــــــــــــ
(1) العقيلة : هي المرأة الكريمة على قومها ، العزيزة في بيتها .
نشأتها
نشأت هذه الكريمة في حضن النبوة ، ودرجت في بيت الرسالة ، ورضعت لبان الوحي من ثدي بضعة النبي (صلّى الله عليه وآله) الزهراء البتول (عليها السّلام) ، وغذيت بغذاء الكرامة من كفِّ والدها ابن عمِّ الرسول (صلّى الله عليه وآله) ؛
فنشأت نشأة قدسية ، وربيت تربية روحانية ، متجلببة جلباب الجلال والعظمة ، مرتدية رداء العفاف والحشمة ؛ فالخمسة أصحاب العبا (عليهم السّلام) هم الذين قاموا بتربيتها وتثقيفها وتهذيبها ، وكفاك بهم مؤدّبين ومعلمين .
ذكر العلامة محمد علي أحمد المصري في رسالته ، قال : السيدة زينب نشأت نشأة حسنة ، كاملة فاضلة عالمة ، من شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء , وكانت على جانب عظيم من الحلم والعلم ومكارم الأخلاق , ذات فصاحة وبلاغة ، تفيض من يدها عيون الجود والكرم .
وقد جمعت بين جمال الطلعة وجمال الطوية حتّى أنها اشتهرت في بيت النبوة . ولقّبت بصاحبة الشورى ، وكفاها فخراً أنها فرع من شجرة أهل بيت النبوة الذين مدحهم الله في كتابه العزيز ... إلى آخر ما كتب عنها .
شرف نسبها وفضلها
جدّها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سيّد المرسلين , ووالدها علي أمير المؤمنين (عليه السّلام) , واُمّها فاطمة سيدة نساء العالمين (عليها السّلام) ، وجدتها خديجة الكبرى اُمّ المؤمنين (عليها السّلام) ، وأخواها الحسن والحسين (عليهما السّلام) سبطا رسول ربِّ العالمين ، وأعمامها طالب وعقيل وجعفر فخر الهاشميين ، والعمّة اُمّ هاني بنت عبد مناف شيخ الأباطح ، وخالاتها أبناء رسول الله (صلّى الله عليه وآله) .
نسبٌ كأنّ عليه من شمسِ الضحى نـوراً ومـن فلقِ الصباح عمودا
وقال آخر :
أبوها عليٌّ أثبت الناس في اللقا وأشجعُ ممّن جاء من صلب آدمِ
فماذا يكون هذا الشرف , وإلى أين ينتهي شأوه ويبلغ مداه ؟!
وإذا أضفنا إلى شرف نسبها علمَها وفضلَها , وتقواها وكمالَها ، وزهدَها وورعها , وكثرة عبادتها ومعرفتها بالله تعالى كان هناك الشرف الذي لا يجاريه شرف .
ذكر النيسابوري في رسالته العلوية قال : كانت زينب بنت علي (عليهما السّلام) في فصاحتها وبلاغتها , وزهدها وعبادتها كأبيها المرتضى واُمّها الزهراء (عليهما السّلام) .
واقرأ ما دبّجته يراعة البحاثة الكبير (فريد وجدي) , يقول : السيدة زينب بنت علي (رضي الله عنهما) ، كانت من فضليات النساء , وشريفات العقائل ، ذات تقى وطهر وعبادة .
وحسب القارئ ما أملاه الاُستاذ حسن قاسم في كتابه (السيدة زينب) قال : السيدة الطاهرة الزكية بنت الإمام علي بن أبي طالب (عليه السّلام) ، ابن عمّ الرسول (صلّى الله عليه وآله) ، وشقيقة ريحانتيه ، لها أشرف نسب , وأجلّ حسب ، وأكمل نفس , وأطهر قلب ، فكأنّها صيغت في قالب ضمّخ بعطر الفضائل .
فالمستجلي آثارها يتمثّل أمام عينيه رمز الحق ، رمز الفضيلة ، رمز الشجاعة ، رمز المروءة , فصاحة اللسان ، قوة الجنان ، مثال الزهد والورع ، مثال العفاف والشهامة ، إنّ في ذلك لعبرة . . . إلخ .
وذكر العلامة محمّد علي أحمد المصري في رسالته السيدة زينب (رضي الله عنها) : هي بنت سيدي الإِمام علي (كرّم الله وجهه) ، وبنت فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) , وهي من أجلّ أهل البيت حسباً , وأعلاهم نسباً , خيرة السيدات الطاهرات , ومن فضليات النساء , وجليلات العقائل ، التي فاقت الفوارس في الشجاعة ، واتّخذت طول حياتها تقوى الله بضاعة .
وكان لسانها الرطب بذكر الله على الظالمين عضباً , ولأهل الحق عيناً معيناً , كريمة الدارين ، وشقيقة الحسنين ، بنت الزهراء التي فضّلها الله على النساء , وجعلها عند أهل العزم اُمّ العزائم , وعند أهل الجود والكرم اُمّ هاشم .
وإليك ما ذكره عمر أبو النصر في كتابه (فاطمة بنت محمّد) قال : وأمّا زينب بنت فاطمة فقد أظهرت أنها من أكثر أهل البيت جرأة وبلاغة وفصاحة ، وقد استطارت شهرتها بما أظهرت يوم كربلاء وبعده من حجة وقوة , وجرأة وبلاغة حتّى ضُرب بها المثل , وشهد لها المؤرّخون والكتَّاب .
ومن فضلها وشرفها أنّ الخمسة أهل العبا (عليهم سلام الله) كانوا يحبّونها حبّاً جمّاً ، حتّى ورد في بعض الأخبار أنّ الحسين (عليه السّلام) كان إذا زارته زينب يقوم إجلالاً لها , وكان يجلسها بمكانه .
ولقد حدّث يحيى المازني عن خفارتها وصونها ، قال : كنت مجاوراً لأمير المؤمنين (عليه السّلام) في المدينة مدة مديدة ، وكنت بالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته ، فلا والله ما رأيت لها شخصاً , ولا سمعت لها صوتاً ، وكانت إذا أرادت أن تزور قبر جدها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تخرج ليلاً ؛ الحسن (عليه السّلام) عن يمينها , والحسين (عليه السّلام) عن شمالها ، وأبوها أمير المؤمنين (عليه السّلام) أمامها , فإذا قربت من الروضة النبوية سبقها أبوها أمير المؤمنين فأخمد ضوء القناديل ، فسأله الحسن (عليه السّلام) عن ذلك مرة ، أجابه (عليه السّلام) : (( أي بني , إنّي أخشى أنّ هناك أحداً ينظر شخص اُختك زينب )) .
هذا هو الشرف , وهذا هو الصون الذي حفظه التاريخ لهذه السيدة العقيلة .
الكتاب : عقيلة بني هاشم (عليها السّلام)
المؤلِّف : السيد علي الهاشمي الخطيب
الناشر: المكتبة الحيدريّة
سنة الطبع : 1377
المطبعة: أمير ـ قم- وللحديث تتمة-التعديل الأخير تم بواسطة من نسل عبيدك احسبني ياحسين; الساعة 09-07-2013, 03:24 PM.الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
اترك تعليق: