بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تنويه: خير التفاسير التي يمكننا أن نثق بالأخذ منها هي التفاسير المنسوبة لأتباع مذهب آل البيت عليهم السلام، لأنّها تكون مستفادة من روايات وأحاديث أهل البيت عليهم السلام والتي تكون هي المنبع الأساسي لعلوم القرآن الكريم، بالاضافة الى انّ مفسرينا يمتازون بالعلم والدراية لأنهم نهلوا من علوم آل البيت عليهم السلام..
ونقول لابأس أن نأخذ من تفاسير غيرنا بحسب الحاجة واستدعاء المقام لها، ولكن علينا أن نعلم انّها تجانب أهل الحق وهم أهل البيت عليهم السلام، وغالباً ما يحرفون الآية عن مسارها في سبيل أن لا تؤدي الى ما لا يتناسب وأهواءهم (وخاصة إذا كانت بحق أهل البيت عليهم السلام)، إضافة الى انّ غالبية بل جلّ مروياتهم مستندة الى من هم لا يقرّون بولاية أمير المؤمنين عليه السلام..
نرجع للآية محلّ البحث:-
((ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ))فاطر: 32، 33..
قال الراغب في مفرداته في مادة (ورث): ((الوارثة والإرث: انتقال قنية إليك عن غيرك من غير عقد، ولا ما يجري مجرى العقد، وسمي بذلك المنتقل عن الميت فيقال للقنية الموروثة: ميراث وإرث.))..
وهذا يعني انّ وراثة الشئ تنتقل من غير مشقة ولا عناء..
والوراثة هنا تكون لكل الأمة، على انّ من المعلوم انّ البعض هو من قام بأعباء حمل الكتاب حقيقة، ولا منافاة في ذلك فهذا نظير قوله تعالى ((وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ))غافر: 53، فالمعلوم هو انّ بعض بني اسرائيل هم الذين أخذوا على عاتقهم حمل هذا الكتاب لا كلّهم..
المقصود بالكتاب ههنا هو القرآن الكريم لأن اللام هي للعهد المذكور في الآية السابقة ((وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ))..
اذن صار معلوماً انّ الوراثة كانت تعني وراثة القرآن الكريم لبعض الناس..
أما الاصطفاء، فقد قال الراغب: ((والاصطفاء: تناول صفو الشيء، كما أن الاختيار: تناول خيره، والاجتباء: تناول جبايته. واصطفاء الله بعض عباده قد يكون بإيجاده تعالى إياه صافيا عن الشوب الموجود في غيره، وقد يكون باختيار وبحكمه وإن لم يتعر ذلك من الأول))..
وقد اختلفت الأقوال من هم المقصودون بالاصطفاء، ولكن لو رجعنا الى روايات أهل البيت الذين هم عندهم علم الكتاب لوجدناهم يوضّحون لنا بأنّ المراد بهم هم ذرية النبي صلّى الله عليه وآله، فهم الداخلون في زمرة آل إبراهيم التي ذكرها القرآن الكريم ((إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ))آل عمران: 33، طبعاً هذا إذا إعتبرنا بأنّ حرف (من) في كلمة (من عبادنا) هي للبيان ويتضح هذا من قوله تعالى ((قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى))النمل: 59، وبعد أن أمرنا الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله باتباع الثقلين كتاب الله والعترة الطاهرة، لا نشك بأنّ المراد بالاصطفاء هم أهل البيت عليهم السلام..
وبعد ذلك جاء التقسيم العام للورثة وهم الظالمون والمقتصدون والسابقون، وبعودة الضمير (منهم) الى الاصطفاء كما هو الاحتمال الأرجح، باعتبار ان الكل مشتركون بالوراثة إلاّ انّ الوارث الحقيقي هو بعضهم وهم السابقون بالخيرات الذين ذكرهم القرآن الكريم ((وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ))الواقعة: 10، 11، مع انّ الظالم والمقتصد هم من الذين يدخلون الجنان أيضاً وهو الذي ذكره الله تعالى بقوله ((جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا))
الأخت القديرة العشق المحمدي..
بارك الله بكم وجعلكم من الناشرين لعلوم القرآن الكريم ومن منابعها الأصيلة...
ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تنويه: خير التفاسير التي يمكننا أن نثق بالأخذ منها هي التفاسير المنسوبة لأتباع مذهب آل البيت عليهم السلام، لأنّها تكون مستفادة من روايات وأحاديث أهل البيت عليهم السلام والتي تكون هي المنبع الأساسي لعلوم القرآن الكريم، بالاضافة الى انّ مفسرينا يمتازون بالعلم والدراية لأنهم نهلوا من علوم آل البيت عليهم السلام..
ونقول لابأس أن نأخذ من تفاسير غيرنا بحسب الحاجة واستدعاء المقام لها، ولكن علينا أن نعلم انّها تجانب أهل الحق وهم أهل البيت عليهم السلام، وغالباً ما يحرفون الآية عن مسارها في سبيل أن لا تؤدي الى ما لا يتناسب وأهواءهم (وخاصة إذا كانت بحق أهل البيت عليهم السلام)، إضافة الى انّ غالبية بل جلّ مروياتهم مستندة الى من هم لا يقرّون بولاية أمير المؤمنين عليه السلام..
نرجع للآية محلّ البحث:-
((ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ))فاطر: 32، 33..
قال الراغب في مفرداته في مادة (ورث): ((الوارثة والإرث: انتقال قنية إليك عن غيرك من غير عقد، ولا ما يجري مجرى العقد، وسمي بذلك المنتقل عن الميت فيقال للقنية الموروثة: ميراث وإرث.))..
وهذا يعني انّ وراثة الشئ تنتقل من غير مشقة ولا عناء..
والوراثة هنا تكون لكل الأمة، على انّ من المعلوم انّ البعض هو من قام بأعباء حمل الكتاب حقيقة، ولا منافاة في ذلك فهذا نظير قوله تعالى ((وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ))غافر: 53، فالمعلوم هو انّ بعض بني اسرائيل هم الذين أخذوا على عاتقهم حمل هذا الكتاب لا كلّهم..
المقصود بالكتاب ههنا هو القرآن الكريم لأن اللام هي للعهد المذكور في الآية السابقة ((وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ))..
اذن صار معلوماً انّ الوراثة كانت تعني وراثة القرآن الكريم لبعض الناس..
أما الاصطفاء، فقد قال الراغب: ((والاصطفاء: تناول صفو الشيء، كما أن الاختيار: تناول خيره، والاجتباء: تناول جبايته. واصطفاء الله بعض عباده قد يكون بإيجاده تعالى إياه صافيا عن الشوب الموجود في غيره، وقد يكون باختيار وبحكمه وإن لم يتعر ذلك من الأول))..
وقد اختلفت الأقوال من هم المقصودون بالاصطفاء، ولكن لو رجعنا الى روايات أهل البيت الذين هم عندهم علم الكتاب لوجدناهم يوضّحون لنا بأنّ المراد بهم هم ذرية النبي صلّى الله عليه وآله، فهم الداخلون في زمرة آل إبراهيم التي ذكرها القرآن الكريم ((إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ))آل عمران: 33، طبعاً هذا إذا إعتبرنا بأنّ حرف (من) في كلمة (من عبادنا) هي للبيان ويتضح هذا من قوله تعالى ((قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى))النمل: 59، وبعد أن أمرنا الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله باتباع الثقلين كتاب الله والعترة الطاهرة، لا نشك بأنّ المراد بالاصطفاء هم أهل البيت عليهم السلام..
وبعد ذلك جاء التقسيم العام للورثة وهم الظالمون والمقتصدون والسابقون، وبعودة الضمير (منهم) الى الاصطفاء كما هو الاحتمال الأرجح، باعتبار ان الكل مشتركون بالوراثة إلاّ انّ الوارث الحقيقي هو بعضهم وهم السابقون بالخيرات الذين ذكرهم القرآن الكريم ((وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ))الواقعة: 10، 11، مع انّ الظالم والمقتصد هم من الذين يدخلون الجنان أيضاً وهو الذي ذكره الله تعالى بقوله ((جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا))
الأخت القديرة العشق المحمدي..
بارك الله بكم وجعلكم من الناشرين لعلوم القرآن الكريم ومن منابعها الأصيلة...
اترك تعليق: