بسم الله الرحمن الرحيم
شروط العارف:
على العارف والسالك إلى الله شروط يجب توفرها:
أولاً:التوبة النصوح عن المعاصي والذنوب بمراتبها المختلفة،صغيرها وكبيرها،إذ لا سبيل للقرب الإلهي وحب الله جلّ جلاله مع الإصرار على المعاصي ، ولا يتأهل الإنسان لنزول المعارف الخاصة و الفيوضات الإلهية ما لم يطهر قلبه بالتوبة الصادقة من المعصية.
الثاني:العمل بالشريعة وآدابها واجتناب الرياضات المبتدعة وان يترك نفسه تعبر عن علاقتها بخالقها والعمل بالشريعة المقدسة في مختلف الشؤون الحياتية صغيرها وكبيرها ، في الفرائض والآداب والأخلاق .
الثالث:الزهد في الدنيا والاستغناء بالله والاستجداء منه عما سواه ،
الزهد في الدنيا بمختلف مظاهرها الواضحة والخفية بمعنى الخروج من حبها والإخلاد إليها وأسرها الحلال منها فضلاً عن حرامها.
الرابع: الاجتهاد في تأجيج العشق الفطري لله عز وجل واستشعار الحزن ، ولا يخفى بقليل من التأمل .
الخامس: محبة أولياء الله تبارك وتعالى وموالاتهم ومعاداة أعدائهم والبراءة منهم .
السادس :دوام الذكر بحضور القلب والتهجد في الأسحار وذكر اليونسية، الذكر الدائم لله تبارك وتعالى بالأذكار المروية في النصوص الشرعية لمختلف شؤون الإنسان وحالاته مع التأكيد على صلاة الليل .
السابع: التفكّر المعمّق في النفس ومعرفتها وفي ذكر الموت أما الجناح الثاني للتحليق إلى معارج السلوك وطي منازلها،فهو التفكر الذي ورد في مدحه أنه خير العبادة.
الثامن : خدمة الخلق وتحمّل الأذى، بقضاء حوائجهم والسعي فيها ، إلى جانب تعظيم الخالق وتحمل الأذى منهم ففي ذلك رضاه جل وعلا أي وسيله لطي منازل القرب منه عز وجل .
التاسع:اجتناب مجالس الغفلة عن الله والأنس بغيره من مظاهر الدنيا المتنوعة أو التي تؤدي إلى الغفلة وقسوة القلب وان كانت مباحة لعدم اشتمالها على محرم.
العاشر: اجتناب الإفراط والتفريط في المنام والطعام و تنظيمهما والتأكيد على الصيام ، فهذا مما يعين السالك على العبادة.
الحادي عشر: تنظيم الأوقات اليومية مع حفظ التوازن.
الثاني عشر : الصبر على صعوبات الطريق والتدرج في طي منازله.
الثالث عشر : الجد والاجتهاد في العمل والحذر من الاغترار بالتمني علو الهمّة وحصر مطلوبة بالله جل وعلا.
الرابع عشر: مراقبة النفس ،وهذا ما أكد عليه الأولياء والصالحين والسالكين والمرحلة الأولى في مراقبة النفس ان يقف على التوحيد القرآني فلا يتصور الله سبحانه كملك متربع على العرش والملائكة حوله وهو مشغول بإدارة شؤون الأرض والسماء.
والمراقبة تلتمس من بعض الآيات القرآنية من قبيل قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الحَكِيمُ الْعَلِيمُ}
وقوله تعالى:
{أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عِلْماً}
تعليق