بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نحن نعلم بانّ الله سبحانه وتعالى قد خلق الانسان للعبادة ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ))الذاريات: 56، وهذه العبادة لا تتأتى من القشور الخارجية لها أي ليس المقصود منها الظاهر فقط بمجرد حركات أو ترديد أوراد معينة أو بالقول بأنني أعبد الله..
لا الأمر ليس كذلك، فالله سبحانه وتعالى يريد من العبد أن يعبده عن حقيقة ويقين باعتقاد قلبي تخضع له الجوارح وتذلّ له الجوانح، وهذا لا يحصلّ إلاّ إذا اختبر العبد إختباراً حقيقياً يؤكد مدّعاه، فهو كالطالب الذي يحضر الدروس ويواضب على مواصلة الدرس، ولكن متى يعرف الطالب بأنّه طالب حقيقي مستفيد من هذه الدروس، يعرف عندما يؤدي الامتحان المطلوب منه بل يؤدّي عدّة إمتحانات ليصل الى الدرجة النهائية التي تؤهله للوصول الى المرحلة التالية..
كذلك العبد في هذه الدنيا فهو لابد من أن يتعرّض لعدة إختبارات عليه أن يجتازها ليصل الى مراحل أعلى (وهي الصعود في سلّم الكمالات)، وهذا ما أكّد عليه سبحانه وتعالى بقوله ((أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ))العنكبوت: 2، وهذا الاختبار مطلق لكل من ينتمي الى صنف الانسانية، فهو يشمل الكل من غير استثناء، بل انّنا نجد انّه كلّما اقترب من الله سبحانه وتعالى اشتدّ إختباره، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: ((إنّ أشدّ الناس بلاءً الأنبياء، ثمّ الذين يلونهم، ثمّ الأمثل فالأمثل))، وعنه (عليه السلام) ((إنّ عظيم البلاء يُكافأ به عظيم الجزاء، فإذا أحبّ الله عبداً ابتلاه بعظيم البلاء))..
وما الصبر إلاّ سلاح جابه به الأنبياء جميع ما أبتلوا به، فكانت نعم العبادة والطاعة منهم الى بارئهم فاستحقوا هذه المنزلة الرفيعة عند الله سبحانه وتعالى..
أما نحن المقصّرون فنحن ندّعي الصبر ولكننا في الحقيقة في غالب الأمر نتصرّف على عكس ذلك، فاننا وإن صبرنا ولكننا نبطله ببعض التصرّفات الجانبية، فالصبر يعني التسليم الكامل والرضا بما يأتي من قبل الله تعالى، ولا يتصورنّ انّ الأمر سهل، بل يحتاج الى رياضات حتى يصل الى هذه المرحلة العظيمة، ولهذا مدح الله سبحانه وتعالى الصابرون في مواقف عديدة من القرآن الكريم..
على انّ هذا لا يعني بأننا لا نستطيع أن نصل الى درجة الصابرين، بل بالعكس نحن ينبغي علينا في بداية الطريق أن نروّض أنفسنا على هذه الصفة، وعلينا أن نعلم بأنّنا على مرأى ومسمع من الله سبحانه وتعالى، وهو بالتأكيد لا يكلّفنا أكثر من طاقاتنا، فاذا عرفنا ذلك وسرنا عليه صرنا في الطريق الصحيح تجاه الصبر..
الأخت القديرة أم زين العابدين..
لا نملك لكم إلاّ الدعاء أن تكونوا من السائرين على نهج الصابرين لتسيروا في سلّم الكمال الصعودي...
ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نحن نعلم بانّ الله سبحانه وتعالى قد خلق الانسان للعبادة ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ))الذاريات: 56، وهذه العبادة لا تتأتى من القشور الخارجية لها أي ليس المقصود منها الظاهر فقط بمجرد حركات أو ترديد أوراد معينة أو بالقول بأنني أعبد الله..
لا الأمر ليس كذلك، فالله سبحانه وتعالى يريد من العبد أن يعبده عن حقيقة ويقين باعتقاد قلبي تخضع له الجوارح وتذلّ له الجوانح، وهذا لا يحصلّ إلاّ إذا اختبر العبد إختباراً حقيقياً يؤكد مدّعاه، فهو كالطالب الذي يحضر الدروس ويواضب على مواصلة الدرس، ولكن متى يعرف الطالب بأنّه طالب حقيقي مستفيد من هذه الدروس، يعرف عندما يؤدي الامتحان المطلوب منه بل يؤدّي عدّة إمتحانات ليصل الى الدرجة النهائية التي تؤهله للوصول الى المرحلة التالية..
كذلك العبد في هذه الدنيا فهو لابد من أن يتعرّض لعدة إختبارات عليه أن يجتازها ليصل الى مراحل أعلى (وهي الصعود في سلّم الكمالات)، وهذا ما أكّد عليه سبحانه وتعالى بقوله ((أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ))العنكبوت: 2، وهذا الاختبار مطلق لكل من ينتمي الى صنف الانسانية، فهو يشمل الكل من غير استثناء، بل انّنا نجد انّه كلّما اقترب من الله سبحانه وتعالى اشتدّ إختباره، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: ((إنّ أشدّ الناس بلاءً الأنبياء، ثمّ الذين يلونهم، ثمّ الأمثل فالأمثل))، وعنه (عليه السلام) ((إنّ عظيم البلاء يُكافأ به عظيم الجزاء، فإذا أحبّ الله عبداً ابتلاه بعظيم البلاء))..
وما الصبر إلاّ سلاح جابه به الأنبياء جميع ما أبتلوا به، فكانت نعم العبادة والطاعة منهم الى بارئهم فاستحقوا هذه المنزلة الرفيعة عند الله سبحانه وتعالى..
أما نحن المقصّرون فنحن ندّعي الصبر ولكننا في الحقيقة في غالب الأمر نتصرّف على عكس ذلك، فاننا وإن صبرنا ولكننا نبطله ببعض التصرّفات الجانبية، فالصبر يعني التسليم الكامل والرضا بما يأتي من قبل الله تعالى، ولا يتصورنّ انّ الأمر سهل، بل يحتاج الى رياضات حتى يصل الى هذه المرحلة العظيمة، ولهذا مدح الله سبحانه وتعالى الصابرون في مواقف عديدة من القرآن الكريم..
على انّ هذا لا يعني بأننا لا نستطيع أن نصل الى درجة الصابرين، بل بالعكس نحن ينبغي علينا في بداية الطريق أن نروّض أنفسنا على هذه الصفة، وعلينا أن نعلم بأنّنا على مرأى ومسمع من الله سبحانه وتعالى، وهو بالتأكيد لا يكلّفنا أكثر من طاقاتنا، فاذا عرفنا ذلك وسرنا عليه صرنا في الطريق الصحيح تجاه الصبر..
الأخت القديرة أم زين العابدين..
لا نملك لكم إلاّ الدعاء أن تكونوا من السائرين على نهج الصابرين لتسيروا في سلّم الكمال الصعودي...
اترك تعليق: