زواج القاصرات
فاتن الجابري
لماذا صار العراق يحتل دائماً المراتب الأولى عالمياً خلال السنوات الاخيرة في كثير من الظواهر السلبية، حتى في زواج القاصرات جاء في المرتبة الأولى بين دول العالم، لست أنا من يقول ذلك ولا نقلاً عن تقرير لمنظمة مجتمع مدني، بل وزير التخطيط علي شكري هو من أعلن ذلك وتناقلت وسائل الإعلام تصريحه، يقول بالنص «العراق يعد الاعلى من بين دول العالم بزواج القاصرات التي وصلت النسبة فيها الى 11 بالمائة « ومن المؤكد إن هذه الظاهرة هي أحد أسباب إرتفاع عدد العازبات في العراق التي تناولتها في تقرير منشور في هذا العدد من صفحة ( المرأة) لأن هذا التوجه المتصاعد نحو الزواج من القاصرات سوف يفاقم من ظاهرة العازبات.
دراسة ميدانية قامت بها الباحثة الإجتماعية سجى عبد الرضا في محكمة الأحوال الشخصية في الشعب شرقي بغداد، أوضحت ارتفاع حالات زواج القاصرات بصورة مضطردة خلال خمسة أشهر من العام 2010 من الشهر الأوَّل ولغاية الشهر الخامس، وبيَّنت الدراسة أن الشهر الأوَّل شهد عشر حالات زواج للقاصرات من أصل 46 حالة زواج، وفي الشهر الثاني وصل إلى47 حالة من أصل132 حالة، ثم تزايد العدد في الشهر الثالث حيث وصل إلى 87 حالة من أصل 281 حالة، وفي الشهر الرابع وصل إلى 100 حالة من أصل 297 حالة، أما الشهر الخامس من السنة ذاتها بلغ 36 حالة من أصل 50 حالة، أوضحت الدراسة أن أغلبيَّة أفراد العينة تقع أعمارهن ما بين الـ15-17 سنة، حيث بلغ عددهن تقريباً خلال الأشهر الخمسة 244 من أصل 746 من الزيجات الحاصلة في محكمة الأحوال الشخصية في منطقة الشعب شرقي بغداد.
هذه المشكلة ذات أبعاد دولية وقد أهتمت بها منظمات الأمم المتحدة ولكن تحت عنوان أخر وهو (القاصرات الحوامل) أو (القاصرات الأمهات) وعقدت من أجلها العديد من المؤتمرات الدولية للتنبيه الى أخطارها نظراً لما تنطوي عليه من إستغلال غير قانوني للفتيات اللواتي لم يبلغن السن القانوني وتحميلهن أعباء وأضرار إجتماعية وصحية ونفسية لاتتناسب مع أعمارهن، جاء ذلك بعد سجلت الكثير من البلدان أرقاماً غير مسبوقة بأعداد القاصرات الحوامل أو القاصرات الأمهات، وطالما إن العراق يحتل المرتبة الأولى عالمياً في زواج القاصرات، فإنه بالتالي يتصدر بلدان العالم في ظاهرة القاصرات الحوامل أو القاصرات الأمهات.
الحد من هذه الظاهرة يتطلب حملات توعية وتثقيف وتشريعات تصل الى حد تجريم من
يقوم بإرغام القاصرات على الزواج وإن كانوا من ذويهن، صحيح إن الأمر ليس بالأمر الهين لاسيما وإن هذه الظاهرة تنتشر في الريف أكثر من المدينة لكن للجهات المعنية بذل جهودها في هذا المجال.
—
تعليق