تعريف الحسد
وهو تمني زوال نعم الله تعالى عن اخيك المسلم مما له فيه صلاح، فإن لم ترد زوالها ولكن تريد لنفسك مثلها فهو غبطة ومنافسة، فان لم يكن له فيها صلاح واردت زوالها عنه فهو غيرة. ثم إن كان باعث حسدك مجرد الحرص على وصول النعمة إلى نفسك، فهو من رداءة القوة الشهوية، وان كان باعثه محض وصول المكروه إلى المحسود، فهو من رذائل القوة الغضبية، ويكون نتائج الحقد الذي هو من نتائج الغضب، وإن كان باعثه مركباً منهما، فهو من رداءة القوتين، وضده النصحية، وهي ارادة بقاء نعمة الله على اخيك المسلم مما له فيه صلاح.
والحسد أشدّ الامراض واصعبها، واسوأ الرذائل واخبثها، ويؤدي بصاحبه إلى عقوبة الدنيا وعذاب الاخرة، لانه في الدنيا لا يخلو لحظة عن الحزن والالم، إذْ هو يتألم بكل نعمة يرى لغيره، فوبال حسده يرجع إلى نفسه، ولا يضرّ من حيث انه يعيبه ويقول فيه ما لا يجوز في الشريعة، وتُنقل صالحات اعماله إلى ديوانه، فحسده لا يؤثر فيه إلاّ خيراً ونفعاً، والاخبار والآثار في ذم الحسد اكثر من ان تحصى، ويكفي القارئ العزيز الرجوع إلى مضانّها ومصادرها.
بواعث الحسدوهو تمني زوال نعم الله تعالى عن اخيك المسلم مما له فيه صلاح، فإن لم ترد زوالها ولكن تريد لنفسك مثلها فهو غبطة ومنافسة، فان لم يكن له فيها صلاح واردت زوالها عنه فهو غيرة. ثم إن كان باعث حسدك مجرد الحرص على وصول النعمة إلى نفسك، فهو من رداءة القوة الشهوية، وان كان باعثه محض وصول المكروه إلى المحسود، فهو من رذائل القوة الغضبية، ويكون نتائج الحقد الذي هو من نتائج الغضب، وإن كان باعثه مركباً منهما، فهو من رداءة القوتين، وضده النصحية، وهي ارادة بقاء نعمة الله على اخيك المسلم مما له فيه صلاح.
والحسد أشدّ الامراض واصعبها، واسوأ الرذائل واخبثها، ويؤدي بصاحبه إلى عقوبة الدنيا وعذاب الاخرة، لانه في الدنيا لا يخلو لحظة عن الحزن والالم، إذْ هو يتألم بكل نعمة يرى لغيره، فوبال حسده يرجع إلى نفسه، ولا يضرّ من حيث انه يعيبه ويقول فيه ما لا يجوز في الشريعة، وتُنقل صالحات اعماله إلى ديوانه، فحسده لا يؤثر فيه إلاّ خيراً ونفعاً، والاخبار والآثار في ذم الحسد اكثر من ان تحصى، ويكفي القارئ العزيز الرجوع إلى مضانّها ومصادرها.
بواعث الحسد سبعة:
الاول: خبث النفس وشحها بالخير لعباد الله تعالى، فإنك تجد في زوايا العالم مَنْ يُسر ويرتاح بابتلاء العباد بالبلايا والمحن، ويحزن من حسن حالهم وسعة عيشهم، فمثله إذا وُصف له اضطراب امور الناس وادبارهم وفوات مقاصدهم وتنغص عيشهم، يجد من طبعه الخبيث فرحاً وانبساطاً، وان لم يكن بينه وبينهم عداوة ولا رابطة، ولم يوجب ذلك تفاوتاً في حاله من وصوله إلى جاهٍ أو مالٍ أو غير ذلك.
الثاني: العداوة والبغضاء، وهي أشدّ أسبابه، فإذا اصابت عدوه بلية فرح بذلك، إما لظنه أنّها مكافأة نعمة ساءه ذلك، لأنّه ضد مراده، وربما تصور أنّه لا منزلة له عند الله حيث لم ينتقم من عدوه بل انعم عليه، فيحزن لذلك.
الثالث: حب الرئاسة وطلب المال والجاه، فإن من غلب عليه حب التفرد والثناء، وسره بما يمدح به من أنه وحيد الدهر وفريد العصر في فنّه، من شجاعة أو علم أو عبادة أو صناعة أو جمال أو غير ذلك، فلو سمع بنظير له في ذلك ولو في اقصى العالم ساءَه ذلك، وارتاح بموته أو زوال النعمة التي يشاركه فيها، ليبقى متفرداً بالمدح والثناء في فنّه.
الرابع: الخوف من فوت المقاصد، وذلك يختص بمتزاحمين على مقصود واحد، فإن كل واحد منهما يحسد صاحبه في وصوله هذا المقصود، كتحاسد الضرات في مقاصد الزوجية، والاخوة في نيل المنزلة في قلب الابوين، والتلاميذ لأستاذ واحد، وندماء الملك وخواصه، والوعاظ والفقهاء وهكذا.
الخامس: التعزيز، وهو ان يثقل عليه ان يترفع عليه بعض اقرانه، ويعلم انه لو أصاب بعض النعم يستكبر عليه ويستصغره، وهو لا يطيق ذلك لعزة نفسه، فيحسده دفعاً لكبره.
السادس: التكبّر، وهو ان يكون في طبعه الترفع على بعض الناس، ويتوقع منه الانقياد والمتابعة في مقاصده، فإذا نال بعض النعم خاف ألاّ يحتمل تكبره ويترفع عن خدمته، فيحسده في وصول النعمة لأجل ذلك.
السابع: التعجب، وهو ان يكون المحسود في نظر الحاسد حقيراً والنعمة عظيمة، فيعجب من فوز مثله بمثلها، فيحسده ويحب زوالها عنه، ومن هذا القبيل حسد الامم لأنبيائهم.
وقد تجتمع هذه الاسباب أو اكثرها في شخص واحد، فيعظم حسده، وتقوى قوة لا يقدر معها على المجاملة، فتظهر العداوة بالمكاشفة.
علاج الحسدالاول: خبث النفس وشحها بالخير لعباد الله تعالى، فإنك تجد في زوايا العالم مَنْ يُسر ويرتاح بابتلاء العباد بالبلايا والمحن، ويحزن من حسن حالهم وسعة عيشهم، فمثله إذا وُصف له اضطراب امور الناس وادبارهم وفوات مقاصدهم وتنغص عيشهم، يجد من طبعه الخبيث فرحاً وانبساطاً، وان لم يكن بينه وبينهم عداوة ولا رابطة، ولم يوجب ذلك تفاوتاً في حاله من وصوله إلى جاهٍ أو مالٍ أو غير ذلك.
الثاني: العداوة والبغضاء، وهي أشدّ أسبابه، فإذا اصابت عدوه بلية فرح بذلك، إما لظنه أنّها مكافأة نعمة ساءه ذلك، لأنّه ضد مراده، وربما تصور أنّه لا منزلة له عند الله حيث لم ينتقم من عدوه بل انعم عليه، فيحزن لذلك.
الثالث: حب الرئاسة وطلب المال والجاه، فإن من غلب عليه حب التفرد والثناء، وسره بما يمدح به من أنه وحيد الدهر وفريد العصر في فنّه، من شجاعة أو علم أو عبادة أو صناعة أو جمال أو غير ذلك، فلو سمع بنظير له في ذلك ولو في اقصى العالم ساءَه ذلك، وارتاح بموته أو زوال النعمة التي يشاركه فيها، ليبقى متفرداً بالمدح والثناء في فنّه.
الرابع: الخوف من فوت المقاصد، وذلك يختص بمتزاحمين على مقصود واحد، فإن كل واحد منهما يحسد صاحبه في وصوله هذا المقصود، كتحاسد الضرات في مقاصد الزوجية، والاخوة في نيل المنزلة في قلب الابوين، والتلاميذ لأستاذ واحد، وندماء الملك وخواصه، والوعاظ والفقهاء وهكذا.
الخامس: التعزيز، وهو ان يثقل عليه ان يترفع عليه بعض اقرانه، ويعلم انه لو أصاب بعض النعم يستكبر عليه ويستصغره، وهو لا يطيق ذلك لعزة نفسه، فيحسده دفعاً لكبره.
السادس: التكبّر، وهو ان يكون في طبعه الترفع على بعض الناس، ويتوقع منه الانقياد والمتابعة في مقاصده، فإذا نال بعض النعم خاف ألاّ يحتمل تكبره ويترفع عن خدمته، فيحسده في وصول النعمة لأجل ذلك.
السابع: التعجب، وهو ان يكون المحسود في نظر الحاسد حقيراً والنعمة عظيمة، فيعجب من فوز مثله بمثلها، فيحسده ويحب زوالها عنه، ومن هذا القبيل حسد الامم لأنبيائهم.
وقد تجتمع هذه الاسباب أو اكثرها في شخص واحد، فيعظم حسده، وتقوى قوة لا يقدر معها على المجاملة، فتظهر العداوة بالمكاشفة.
ولما علمنا ان الحسد من الامراض المهلكة للنفوس، وامراض النفوس لا تداوى إلاّ بالعلم والعمل. والعمل النافع لمرض الحسد ان تعرف أنّه يضرك في الدين والدنيا، ولا يضرّ محسودك فيهما، بل ينتفع به فيهما. ومهما عرفت ذلك عن بصيرة وتحقيق، ولم تكن عدو نفسك ولا صديق عدوك، فارقت الحسد.
وأمّا أنّه يضر بدينك ويؤدي بك إلى عذاب الابد وعقاب السرمد، فلمّا علمت من الآيات والاخبار الواردة في ذمه وعقوبة صاحبه، ولمّا عرفت من كون الحاسد ساخطاً لقضاء الله تعالى، وكارهاً لنعمه، ومنكراً لعدله الذي اجراه في ملكه.
وأمّا أنّه يضرك في الدنيا، لانك تتألم وتتعذّب به، ولا تزال في تعب وغم وهم، لان نعم الله لا تنقطع عن عباده ولا عن اعدائك.
وأمّا أنّه لا يضر المحسود في دينه ودنياه مظاهر، لان النعمة لا تزول عنه بحسدك، لان ما قدّره الله من النعم على عباده لابدَّ أن يستمر إلى وقته.
وأمّا أنّه ينفعه في الدين، فذلك ظاهر من حيث كونه مظلوماً من جهتك، خاصة إذا اخرجك الحسد إلى ما لا ينبغي القول والفعل، كالغيبة والبهتان وهتك ستره وإفشاء سره والقدح فيه وذكر مساويه.
وأمّا أنّه ينفعه في الدنيا، فهو ان أهم اغراض الناس مساءة الاعداء، وسوء حالهم، وكونهم متألمين معذبين، ولا عذاب أشدّ مما أنت فيه من الم الحسد.
وأمّا العمل النافع فيه، فهو ان يصمم على ان يكلف نفسه نقيض ما يقتضيه الحسد، فإن بعثه الحسد على التكبر أو الغيبة أو الغش أو غيرها، كلف نفسه على نقيضه، فتتولد عنده الموافقة، وترتفع عنه المحاسدة، والعلاج النافع لكل نوع منه ان يقمع سببه، من خبث النفس وحب الرئاسة والكبر وعزة النفس وشدة الحرص وغير ذلك.
وأمّا أنّه يضر بدينك ويؤدي بك إلى عذاب الابد وعقاب السرمد، فلمّا علمت من الآيات والاخبار الواردة في ذمه وعقوبة صاحبه، ولمّا عرفت من كون الحاسد ساخطاً لقضاء الله تعالى، وكارهاً لنعمه، ومنكراً لعدله الذي اجراه في ملكه.
وأمّا أنّه يضرك في الدنيا، لانك تتألم وتتعذّب به، ولا تزال في تعب وغم وهم، لان نعم الله لا تنقطع عن عباده ولا عن اعدائك.
وأمّا أنّه لا يضر المحسود في دينه ودنياه مظاهر، لان النعمة لا تزول عنه بحسدك، لان ما قدّره الله من النعم على عباده لابدَّ أن يستمر إلى وقته.
وأمّا أنّه ينفعه في الدين، فذلك ظاهر من حيث كونه مظلوماً من جهتك، خاصة إذا اخرجك الحسد إلى ما لا ينبغي القول والفعل، كالغيبة والبهتان وهتك ستره وإفشاء سره والقدح فيه وذكر مساويه.
وأمّا أنّه ينفعه في الدنيا، فهو ان أهم اغراض الناس مساءة الاعداء، وسوء حالهم، وكونهم متألمين معذبين، ولا عذاب أشدّ مما أنت فيه من الم الحسد.
وأمّا العمل النافع فيه، فهو ان يصمم على ان يكلف نفسه نقيض ما يقتضيه الحسد، فإن بعثه الحسد على التكبر أو الغيبة أو الغش أو غيرها، كلف نفسه على نقيضه، فتتولد عنده الموافقة، وترتفع عنه المحاسدة، والعلاج النافع لكل نوع منه ان يقمع سببه، من خبث النفس وحب الرئاسة والكبر وعزة النفس وشدة الحرص وغير ذلك.
تعليق