الشريف الرضي: هو السيّد أبو الحسن محمّد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن ابراهيم بن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام).
وأمّه السيّدة فاطمة بنت الحسين بن أبي محمّد الحسن الأطروش بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) .
ولادته ونشأته:
وُلد السيّد الشريف الرضي في عام ( 359 هـ ) بمدينة بغداد ، ونشأ في أحضان أبوين جليلين بتربية ايمانية صحيحة ممزوجة بمحبة اهل البيت (عليهم السلام) .
وتعلّم في صغره العلوم العربية والبلاغة والأدب ، والفقه والكلام ، والتفسير والحديث ، على يد مشاهير علماء بغداد .
شعره:
نظم السيّد الشريف الرضي الشعر وعمره عشر سنوات ، وأجاد في ذلك ، كما أنّه نظم في جميع فنون الشعر ,فهو اشعر الهاشميين الذين هم افصح العرب العرباء ,فرع الشجرة النبوية , التي اصلها ثابت وفرعها في السماء , اعظم شاعر تنسم هواء العراق , واشعر القرشيين .
يمتاز شعرالشريف الرضي بأنّه مطبوع بطابع البلاغة والبداوة والبراعة وعذوبة الألفاظ التي تأخذ بمجامع القلوب ، بالإضافة إلى المميّزات الأخرى التي لا نكاد نجدها في شعر غيره .
وممّا امتاز به شعر السيّد الشريف الرضي أنّه كان نقيّاً من كل ما يتعاطاه الشعراء من الغزل المشين ، والهجاء المقذع ، والتلوّن بالمدح تارة والذم تارة أخرى .
والشريف الرضي هو شاعر متمرد على عصره ودهره ,على مكانه وزمانه , على اصدقائه واعدائه , على مجتمعه وناسه , فهو ثائر في فخره ومدحه , في رثائه وغزله , وذلك واضح في كل قصيدة من قصائد ديوانه, ولا ريب ان التحولات والمنعطفات الخطيرة التي شهدها القرن الرابع الهجري – عصر الشريف الرضي – مدعاة الى التمرد والثورة لدى كل مؤمن حريص على امته ودينه كالشريف الرضي سليل الدوحة النبوية الشرفة.
لقد كان الشريف الرضي ثائر من طرازخاص ,وكانت ثورته هي ثورة الشعر بل ثورة الفكر والكلمة الهادفة المقاتلة التي ربما بلغ مداها ابعد من مدى السيف.
ولم يكن الرفض والثورة جديدا على الشريف الرضي بل ثمرة شجرة تمتد جذورها الى زمن الرسول (صلى الله عليه وآله) الذي أوصى بولاية الامام علي (عليه السلام )على المسلمين إلا ان المنحرفين عن دين الله إستاثروا بها ظلما وعدوانا , ومن ثم استمرار ذلك السلب لحق اهل البيت (سلام الله عليهم) حتى عصر الشريف الرضي مرورا بالعهد الاموي بالاضافة الى المعاناة التي عاشها البيت العلوي حيث القتل والتشريد والمطاردة المستمرة لكل محبي اهل البيت (سلام الله عليهم) فالشريف الرضي لا ينسى واقعة الطف وما لاقاه جده الامام الحسين (سلام الله عليه ) فهو يتذكر دائما تلك الواقعة الاليمة مشفوعا بالشكوى الى جده الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله ) حيث يقول:
يارسول الله لو عاينتهم *** وهم ما بين قتلى وسبا
لرأت عيناك منهم منظرا *** للحشى شجوا وللعين قذى
ليس هذا لرسول الله يا ***أمة الطغيان والبغي جزا
جزروا جور الأضاحي نسله *** ثم ساقوا اهله سوق الإما
كان دائما يتمنى القصاص من الأعداء والثورة عليهم بقوله وقد تخيل نفسه فارسا يمتطي جواده:
ولي من ظهور الشذقميات مقعد *** وفوق متون اللاحقيات مركب
لثامي غبار الخيل في كل غارة *** وثوبي العوالي والحديد المذرب
انا السيف الإ انني في معاشر *** ارى كل سيف فيهم لا يجرب
يطول عناء العيس ما دمت فوقها *** وما دام لي عزم ورأي ومذهب
انه البطل الثائر ال1ي لا يهدأ ولا يفتر فمقعده ظهور الشذقميات ومركبه متون اللاحقيات، الإ ان العذر عنده غدر القوم الذين سيخذلونه كما خذلوا من قبل جده ، بل غدر الاقارب والاصحاب حيث يقول :
تجاذبني يد الايام نفسي ** يوشك ان يكون لها الغلاب
وتغدر بي الاقارب والاداني *** فلا عجب اذا عز الصحاب
نهضت وقد قعدن بي الليالي ** فلا خيل أعن ولا ركاب
مكانته العلمية:
كان السيّد الشريف الرضي فقيهاً متبحّراً ، ومتكلّماً حاذقاً ، ومفسِّراً لكتاب الله ، وحديث رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأديباً بارعاً متميزاً .
وأخفت المكانة العلمية لأخيه السيّد المرتضى شيئاً من مكانته العلمية ، كما أخفت مكانته الشعرية شيئاً من مكانة أخيه الشعرية .
ولهذا قال بعض العلماء : لولا الرضي لكان المرتضى أشعر الناس ، ولولا المرتضى لكان الرضي أعلم الناس .
وحدّث فخار بن معد العلوي الموسوي: أنّ الشيخ المفيد (قدس سره) رأى في منامه كأنّ فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) دخلت إليه وهو في مسجده بالكرخ ، ومعها ولداها الحسن والحسين ( عليهما السلام ) صغيرين ، فسلمتها إليه ، وقالت له : علمهما الفقه ، فانتبه متعجّباً من ذلك ، فلمّا تعالى النهار في صبيحة تلك الليلة التي رأى فيها الرؤيا ، دخلت إليه المسجد فاطمة بنت الناصر ، وحولها جواريها ومن بين يديها ابناها محمّد الرضي وعلي المرتضى صغيرين ، فقام إليها وسلم.
فقالت : أيّها الشيخ ، هذان ولداي قد أحضرتهما إليك لتعلّمهما الفقه ، فبكى الشيخ المفيد ، وقص عليها المنام ، وتولّى تعليمهما ، وأنعم الله تعالى عليهما ، وفتح لهما من أبواب العلوم والفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا ، وهو باق ما بقى الدهر.
أساتذته :
نذكر من أساتذته ما يلي:
1ـ أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان النحوي ، المعروف بالسيرافي.
2ـ أبو علي الحسن بن أحمد الفارسي النحوي.
3ـ أبو عبد الله محمّد بن عمران المرزباني.
4ـ أبو محمّد هارون بن موسى التلعكبري.
5ـ أبو الفتح عثمان بن جنّي الموصلي .
6ـ أبو يحيى عبد الرحيم بن محمّد ، المعروف بابن نباتة.
7ـ أبو عبد الله محمّد بن النعمان البغدادي ، المعروف بالشيخ المفيد.
8ـ أبو الحسن علي بن عيسى الربعي النحوي البغدادي.
9ـ أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد الشافعي المعتزلي.
10ـ أبو بكر محمّد بن موسى الخوارزمي .
11ـ أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكناني.
12ـ أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجرّاح.
13ـ أبو محمّد عبد الله بن محمّد الأسدي الأكفاني.
14ـ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد الطبري.
تلامذته :
نذكر من تلامذته ما يلي :
1ـ الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي.
2ـ الشيخ جعفر بن محمّد الدوريستي.
3ـ الشيخ أبو عبد الله محمّد بن علي الحلواني .
4ـ القاضي أبو المعالي أحمد بن علي بن قدامة.
5ـ السيّد أبو زيد عبد الله بن علي كيابكي .
6ـ أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد النيسابوري الخزاعي .
7ـ أبو منصور محمّد بن أبي نصر محمّد العكبري .
8ـ القاضي السيّد أبو الحسن علي بن بندار بن محمّد الهاشمي.
9ـ الشيخ عبد الرحمن بن أحمد بن يحيى النيسابوري.
10ـ أبو الحسن مِهيار بن مرزويه الديلمي .
مؤلفاته :
نذكر من مؤلّفاته ما يلي:
1ـ نهج البلاغة.
2ـ مجازات الآثار النبوية.
3ـ تلخيص البيان عن مجازات القرآن.
4ـ خصائص الأئمّة.
5ـ حقائق التأويل في متشابه التنزيل.
6ـ معاني القرآن
7ـ الحسن من شعر الحسين.
8ـ الزيادات في شعر ابن الحجّاج .
9ـ الزيادات في شعر أبي تمّام.
10ـ أخبار قضاة بغداد.
11ـ انشراح الصدر في مختارات من الشعر.
12ـ ديوان شعر.
وفاته :
توفي السيّد الشريف الرضي (قدس سره) في السادس من المحرّم 406 هـ، ودفن في داره الكائنة في محلّة الكرخ ببغداد .
وذكر كثير من المؤلّفين نقل جثمانه إلى كربلاء المقدّسة بعد دفنه في داره بالكرخ، فدفن عند أبيه أبي أحمد الحسين بن موسى، ويظهر من التاريخ أنّ قبره كان في القرون الوسطى مشهوراً معروفاً في الحائر المقدّس.
بائية الشريف الرضي
ألا لله بادرة الطلاب
وكل مشمر البردين يهوي
أعاتبه على بعد التنائي
رأيت العجز يخضع لليالي
ولولا صولة الأيام دوني
ومن شيم الفتى العربي فينا
له كذب الوعيد من الأعادي
سأدرع الصوارم والمعالي
واشتمل الدجى والركب يمضي
وكم ليل عبأت له المطايا
لقيت الأرض شاحبة المحيا
فزعت إلى الشحوب وكنت طلقا
ولم نر مثل مبيض النواحي
أبيت مضاجعا أملي واني
إذا ما اليأس أخيبنا رجونا
أقول إذا استطار من السواري
كأن الجو غص به فأومى
جدير أن تصافحه الفيافي
إذا هتم التلاع رأيت منه
سقى الله المدينة من محل
وجاد على البقيع وساكنيه
وأعلام الغري وما استباحت
وقبرا بالطفوف يضم شلوا
وسامرا وبغدادا وطوسا
قبور تنطق العبرات فيها
فلو بخل السحاب على ثراها
سقاك فكم ظمئت إليك شوقا
تجافي يا جنوب الريح عني
ولا تسري إلي مع الليالي
قليل أن تقاد له الغوادي
أما شرق التراب بساكنيه؟
فكم غدت الضغائن وهي سكرى
صلاة الله تخفق كل يوم
وأني لا أزال أكر عزمي
وأخترق الرياح إلى نسيم
بودي أن تطاوعني الليالي
فأرمي العيس نحوكم سهاما
ترامي باللغام على طلاها
واجنب بينها خرق المذاكي
لعلي أن ابل بكم عليلا
فما لقياكم إلا دليل
ولي قبران بالزوراء اشفي
أقود إليهما نفسي وأهدي
لقائهما يطهر من جناني
قسيم النار جدي يوم يلقى
وساقي الخلق والمهجات حرى
ومن سمحت بخاتمه يمين
أما في باب خيبر معجزات
أرادت كيده والله يأبى
أهذا البدر يكسف بالدياجي
وكان إذا استطال عليه جان
أرى شعبان يذكرني إشتياقي
لكم في الشعر فخري لا بشعري
أجل عن القبائح غير أني
فأجهر بالولاء ولا أوري
فهل أولى بكم مني وليا
محبكم ولو بغضت حياتي
تباعد بيننا غير الليالي وعزم لا يروع بالعتاب
هوي المصلتات إلى الرقاب
ويعذلني على قرب الإياب
ويرضى عن نوائبها الغضاب
هجمت على العلى من كل باب
وصال البيض والخيل العراب
ومن عاداته صدق الضراب
وما عريت من خلع الشباب
مضاء السيف شذ عن القراب
ونار الحي حائرة الشهاب
تلاعب بالضراغم والذئاب
كما فزع المشيب إلى الخضاب
تعذ به بمسود الأهاب
أرى الآمال أشقى للركاب
فشجعنا الرجاء على الطلاب
زفون القطر رقاص الحباب
ليقذفه على قمم الشعاب
ويسحب فوقها عذب الرباب
رضابا في ثنيات الهضاب
لباب الماء والنطف العذاب
رخي الذيل ملآن الوطاب
معالمها من الحسب اللباب
قضى ظمأ إلى برد الشراب
هطول الودق منخرق العباب
كما نطق العبير على الروابي
لذابت فوقها قطع السراب
على عدواء داري واقترابي
وصوني قضل برد عن جنابي
وما استحقبت من ذاك التراب
وتنخر فيه أعناق السحاب
فيلفظهم إلى النعم الرغاب
تدير عليهم كأس المصاب
على تلك المعالم والقباب
وإن قلت مساعدة الصحاب
تطلع من تراب أبي تراب
وينشب في المنى ظفري ونابي
تغلغل بين أحشاء الروابي
كما انحدر الغثاء عن العقاب
فاملي باللغام على اللغاب
تغلغل بين قلبي والحجاب
على كنز الغنيمة والثواب
بقربهما نزاعي واكتئابي
سلاما لا يحيد عن الجواب
ويدرأ عن ردائي كل عاب
به باب النجاة من العذاب
وفاتحة الصراط إلى الحساب
تضن بكل عالية الكعاب
نصدق أو مناجاة الحباب
فجاء النصر من قبل الغراب
وهذي الشمس تطمس بالضباب
يرى ترك العقاب من العقاب
فمن لي أن يذكركم ثوابي
وعنكم طال باعي في الخطاب
لكم أرمي وأرمى بالسباب
وأنطق بالبراء ولا أحابي
وفي أيديكم طرف إنتسابي
وزائركم ولو عقرت ركابي
ومرجعنا إلى النسب القراب
وأمّه السيّدة فاطمة بنت الحسين بن أبي محمّد الحسن الأطروش بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) .
ولادته ونشأته:
وُلد السيّد الشريف الرضي في عام ( 359 هـ ) بمدينة بغداد ، ونشأ في أحضان أبوين جليلين بتربية ايمانية صحيحة ممزوجة بمحبة اهل البيت (عليهم السلام) .
وتعلّم في صغره العلوم العربية والبلاغة والأدب ، والفقه والكلام ، والتفسير والحديث ، على يد مشاهير علماء بغداد .
شعره:
نظم السيّد الشريف الرضي الشعر وعمره عشر سنوات ، وأجاد في ذلك ، كما أنّه نظم في جميع فنون الشعر ,فهو اشعر الهاشميين الذين هم افصح العرب العرباء ,فرع الشجرة النبوية , التي اصلها ثابت وفرعها في السماء , اعظم شاعر تنسم هواء العراق , واشعر القرشيين .
يمتاز شعرالشريف الرضي بأنّه مطبوع بطابع البلاغة والبداوة والبراعة وعذوبة الألفاظ التي تأخذ بمجامع القلوب ، بالإضافة إلى المميّزات الأخرى التي لا نكاد نجدها في شعر غيره .
وممّا امتاز به شعر السيّد الشريف الرضي أنّه كان نقيّاً من كل ما يتعاطاه الشعراء من الغزل المشين ، والهجاء المقذع ، والتلوّن بالمدح تارة والذم تارة أخرى .
والشريف الرضي هو شاعر متمرد على عصره ودهره ,على مكانه وزمانه , على اصدقائه واعدائه , على مجتمعه وناسه , فهو ثائر في فخره ومدحه , في رثائه وغزله , وذلك واضح في كل قصيدة من قصائد ديوانه, ولا ريب ان التحولات والمنعطفات الخطيرة التي شهدها القرن الرابع الهجري – عصر الشريف الرضي – مدعاة الى التمرد والثورة لدى كل مؤمن حريص على امته ودينه كالشريف الرضي سليل الدوحة النبوية الشرفة.
لقد كان الشريف الرضي ثائر من طرازخاص ,وكانت ثورته هي ثورة الشعر بل ثورة الفكر والكلمة الهادفة المقاتلة التي ربما بلغ مداها ابعد من مدى السيف.
ولم يكن الرفض والثورة جديدا على الشريف الرضي بل ثمرة شجرة تمتد جذورها الى زمن الرسول (صلى الله عليه وآله) الذي أوصى بولاية الامام علي (عليه السلام )على المسلمين إلا ان المنحرفين عن دين الله إستاثروا بها ظلما وعدوانا , ومن ثم استمرار ذلك السلب لحق اهل البيت (سلام الله عليهم) حتى عصر الشريف الرضي مرورا بالعهد الاموي بالاضافة الى المعاناة التي عاشها البيت العلوي حيث القتل والتشريد والمطاردة المستمرة لكل محبي اهل البيت (سلام الله عليهم) فالشريف الرضي لا ينسى واقعة الطف وما لاقاه جده الامام الحسين (سلام الله عليه ) فهو يتذكر دائما تلك الواقعة الاليمة مشفوعا بالشكوى الى جده الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله ) حيث يقول:
يارسول الله لو عاينتهم *** وهم ما بين قتلى وسبا
لرأت عيناك منهم منظرا *** للحشى شجوا وللعين قذى
ليس هذا لرسول الله يا ***أمة الطغيان والبغي جزا
جزروا جور الأضاحي نسله *** ثم ساقوا اهله سوق الإما
كان دائما يتمنى القصاص من الأعداء والثورة عليهم بقوله وقد تخيل نفسه فارسا يمتطي جواده:
ولي من ظهور الشذقميات مقعد *** وفوق متون اللاحقيات مركب
لثامي غبار الخيل في كل غارة *** وثوبي العوالي والحديد المذرب
انا السيف الإ انني في معاشر *** ارى كل سيف فيهم لا يجرب
يطول عناء العيس ما دمت فوقها *** وما دام لي عزم ورأي ومذهب
انه البطل الثائر ال1ي لا يهدأ ولا يفتر فمقعده ظهور الشذقميات ومركبه متون اللاحقيات، الإ ان العذر عنده غدر القوم الذين سيخذلونه كما خذلوا من قبل جده ، بل غدر الاقارب والاصحاب حيث يقول :
تجاذبني يد الايام نفسي ** يوشك ان يكون لها الغلاب
وتغدر بي الاقارب والاداني *** فلا عجب اذا عز الصحاب
نهضت وقد قعدن بي الليالي ** فلا خيل أعن ولا ركاب
مكانته العلمية:
كان السيّد الشريف الرضي فقيهاً متبحّراً ، ومتكلّماً حاذقاً ، ومفسِّراً لكتاب الله ، وحديث رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأديباً بارعاً متميزاً .
وأخفت المكانة العلمية لأخيه السيّد المرتضى شيئاً من مكانته العلمية ، كما أخفت مكانته الشعرية شيئاً من مكانة أخيه الشعرية .
ولهذا قال بعض العلماء : لولا الرضي لكان المرتضى أشعر الناس ، ولولا المرتضى لكان الرضي أعلم الناس .
وحدّث فخار بن معد العلوي الموسوي: أنّ الشيخ المفيد (قدس سره) رأى في منامه كأنّ فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) دخلت إليه وهو في مسجده بالكرخ ، ومعها ولداها الحسن والحسين ( عليهما السلام ) صغيرين ، فسلمتها إليه ، وقالت له : علمهما الفقه ، فانتبه متعجّباً من ذلك ، فلمّا تعالى النهار في صبيحة تلك الليلة التي رأى فيها الرؤيا ، دخلت إليه المسجد فاطمة بنت الناصر ، وحولها جواريها ومن بين يديها ابناها محمّد الرضي وعلي المرتضى صغيرين ، فقام إليها وسلم.
فقالت : أيّها الشيخ ، هذان ولداي قد أحضرتهما إليك لتعلّمهما الفقه ، فبكى الشيخ المفيد ، وقص عليها المنام ، وتولّى تعليمهما ، وأنعم الله تعالى عليهما ، وفتح لهما من أبواب العلوم والفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا ، وهو باق ما بقى الدهر.
أساتذته :
نذكر من أساتذته ما يلي:
1ـ أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان النحوي ، المعروف بالسيرافي.
2ـ أبو علي الحسن بن أحمد الفارسي النحوي.
3ـ أبو عبد الله محمّد بن عمران المرزباني.
4ـ أبو محمّد هارون بن موسى التلعكبري.
5ـ أبو الفتح عثمان بن جنّي الموصلي .
6ـ أبو يحيى عبد الرحيم بن محمّد ، المعروف بابن نباتة.
7ـ أبو عبد الله محمّد بن النعمان البغدادي ، المعروف بالشيخ المفيد.
8ـ أبو الحسن علي بن عيسى الربعي النحوي البغدادي.
9ـ أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد الشافعي المعتزلي.
10ـ أبو بكر محمّد بن موسى الخوارزمي .
11ـ أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكناني.
12ـ أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجرّاح.
13ـ أبو محمّد عبد الله بن محمّد الأسدي الأكفاني.
14ـ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد الطبري.
تلامذته :
نذكر من تلامذته ما يلي :
1ـ الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي.
2ـ الشيخ جعفر بن محمّد الدوريستي.
3ـ الشيخ أبو عبد الله محمّد بن علي الحلواني .
4ـ القاضي أبو المعالي أحمد بن علي بن قدامة.
5ـ السيّد أبو زيد عبد الله بن علي كيابكي .
6ـ أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد النيسابوري الخزاعي .
7ـ أبو منصور محمّد بن أبي نصر محمّد العكبري .
8ـ القاضي السيّد أبو الحسن علي بن بندار بن محمّد الهاشمي.
9ـ الشيخ عبد الرحمن بن أحمد بن يحيى النيسابوري.
10ـ أبو الحسن مِهيار بن مرزويه الديلمي .
مؤلفاته :
نذكر من مؤلّفاته ما يلي:
1ـ نهج البلاغة.
2ـ مجازات الآثار النبوية.
3ـ تلخيص البيان عن مجازات القرآن.
4ـ خصائص الأئمّة.
5ـ حقائق التأويل في متشابه التنزيل.
6ـ معاني القرآن
7ـ الحسن من شعر الحسين.
8ـ الزيادات في شعر ابن الحجّاج .
9ـ الزيادات في شعر أبي تمّام.
10ـ أخبار قضاة بغداد.
11ـ انشراح الصدر في مختارات من الشعر.
12ـ ديوان شعر.
وفاته :
توفي السيّد الشريف الرضي (قدس سره) في السادس من المحرّم 406 هـ، ودفن في داره الكائنة في محلّة الكرخ ببغداد .
وذكر كثير من المؤلّفين نقل جثمانه إلى كربلاء المقدّسة بعد دفنه في داره بالكرخ، فدفن عند أبيه أبي أحمد الحسين بن موسى، ويظهر من التاريخ أنّ قبره كان في القرون الوسطى مشهوراً معروفاً في الحائر المقدّس.
بائية الشريف الرضي
ألا لله بادرة الطلاب
وكل مشمر البردين يهوي
أعاتبه على بعد التنائي
رأيت العجز يخضع لليالي
ولولا صولة الأيام دوني
ومن شيم الفتى العربي فينا
له كذب الوعيد من الأعادي
سأدرع الصوارم والمعالي
واشتمل الدجى والركب يمضي
وكم ليل عبأت له المطايا
لقيت الأرض شاحبة المحيا
فزعت إلى الشحوب وكنت طلقا
ولم نر مثل مبيض النواحي
أبيت مضاجعا أملي واني
إذا ما اليأس أخيبنا رجونا
أقول إذا استطار من السواري
كأن الجو غص به فأومى
جدير أن تصافحه الفيافي
إذا هتم التلاع رأيت منه
سقى الله المدينة من محل
وجاد على البقيع وساكنيه
وأعلام الغري وما استباحت
وقبرا بالطفوف يضم شلوا
وسامرا وبغدادا وطوسا
قبور تنطق العبرات فيها
فلو بخل السحاب على ثراها
سقاك فكم ظمئت إليك شوقا
تجافي يا جنوب الريح عني
ولا تسري إلي مع الليالي
قليل أن تقاد له الغوادي
أما شرق التراب بساكنيه؟
فكم غدت الضغائن وهي سكرى
صلاة الله تخفق كل يوم
وأني لا أزال أكر عزمي
وأخترق الرياح إلى نسيم
بودي أن تطاوعني الليالي
فأرمي العيس نحوكم سهاما
ترامي باللغام على طلاها
واجنب بينها خرق المذاكي
لعلي أن ابل بكم عليلا
فما لقياكم إلا دليل
ولي قبران بالزوراء اشفي
أقود إليهما نفسي وأهدي
لقائهما يطهر من جناني
قسيم النار جدي يوم يلقى
وساقي الخلق والمهجات حرى
ومن سمحت بخاتمه يمين
أما في باب خيبر معجزات
أرادت كيده والله يأبى
أهذا البدر يكسف بالدياجي
وكان إذا استطال عليه جان
أرى شعبان يذكرني إشتياقي
لكم في الشعر فخري لا بشعري
أجل عن القبائح غير أني
فأجهر بالولاء ولا أوري
فهل أولى بكم مني وليا
محبكم ولو بغضت حياتي
تباعد بيننا غير الليالي وعزم لا يروع بالعتاب
هوي المصلتات إلى الرقاب
ويعذلني على قرب الإياب
ويرضى عن نوائبها الغضاب
هجمت على العلى من كل باب
وصال البيض والخيل العراب
ومن عاداته صدق الضراب
وما عريت من خلع الشباب
مضاء السيف شذ عن القراب
ونار الحي حائرة الشهاب
تلاعب بالضراغم والذئاب
كما فزع المشيب إلى الخضاب
تعذ به بمسود الأهاب
أرى الآمال أشقى للركاب
فشجعنا الرجاء على الطلاب
زفون القطر رقاص الحباب
ليقذفه على قمم الشعاب
ويسحب فوقها عذب الرباب
رضابا في ثنيات الهضاب
لباب الماء والنطف العذاب
رخي الذيل ملآن الوطاب
معالمها من الحسب اللباب
قضى ظمأ إلى برد الشراب
هطول الودق منخرق العباب
كما نطق العبير على الروابي
لذابت فوقها قطع السراب
على عدواء داري واقترابي
وصوني قضل برد عن جنابي
وما استحقبت من ذاك التراب
وتنخر فيه أعناق السحاب
فيلفظهم إلى النعم الرغاب
تدير عليهم كأس المصاب
على تلك المعالم والقباب
وإن قلت مساعدة الصحاب
تطلع من تراب أبي تراب
وينشب في المنى ظفري ونابي
تغلغل بين أحشاء الروابي
كما انحدر الغثاء عن العقاب
فاملي باللغام على اللغاب
تغلغل بين قلبي والحجاب
على كنز الغنيمة والثواب
بقربهما نزاعي واكتئابي
سلاما لا يحيد عن الجواب
ويدرأ عن ردائي كل عاب
به باب النجاة من العذاب
وفاتحة الصراط إلى الحساب
تضن بكل عالية الكعاب
نصدق أو مناجاة الحباب
فجاء النصر من قبل الغراب
وهذي الشمس تطمس بالضباب
يرى ترك العقاب من العقاب
فمن لي أن يذكركم ثوابي
وعنكم طال باعي في الخطاب
لكم أرمي وأرمى بالسباب
وأنطق بالبراء ولا أحابي
وفي أيديكم طرف إنتسابي
وزائركم ولو عقرت ركابي
ومرجعنا إلى النسب القراب
تعليق