المشاركة الأصلية بواسطة من نسل عبيدك احسبني ياحسين
مشاهدة المشاركة
ومع ذلك أختصر الطريق وأقول لكم بانّ لكلّ آية ظاهر وباطن (وأنا أعلم انّكم تعلمون ذلك)، وهذا الأخير يكون على وجوه (أي مصاديق متعدّدة في الخارج وليست محدّدة)، ومن إحدى مصاديق هذه السورة المباركة هو الامام الحسين (عليه السلام)..
وبعبارة أخرى انّ هناك قاعدة عند أهل التفسير تسمى قاعدة الجري والانطباق، وهذه القاعدة تسري على كلّ آيات القرآن الكريم، وقد أكدت هذه القاعدة روايات عديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر ما رُوي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ((إنَّ القرآن حيٌّ لم يمت، وانَّه يجري كما يجري الليل والنهار وكما تجري الشمس والقمر، ويجري على آخرنا كما يجري على أولنا))، وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ((ولو انَّ الآية إذا نزلت في قومٍ ثم مات أولئك ماتت الآية لما بقي من القرآن شيء، ولكنَّ القرآن يجري أولُه على آخره ما دامت السماوات والأرض، ولكلِّ قوم يتلوها هم منها من خيرٍ أو شر))..
على انّ الباري عزّ وجلّ لم يخصص ويحدد هذه السورة بالامام الحسين (عليه السلام)، ولايوجد شخص يقول بهذا الكلام أبداً -فمن أين كلامكم بأنّ الله تعالى قد حدّد هذه السورة بالامام (عليه السلام)-، وإنما كما قلنا هو من باب الجري والانطباق..
وهذا هو عين الجواب لسؤالكم، وهو ان من مصاديق هذه السورة المباركة هو الامام الحسين (عليه السلام)، ولو كانت هناك سورة أخرى أو آية أخرى يكون الامام الحسين (عليه السلام) مصداقاً لها ستؤوّل بالامام (عليه السلام)..
وحسب هذه القاعدة يمكن أن يكون للآية الواحدة عدّة مصاديق وليس مصداقاً واحداً..
لذا يمكن توجيه سؤالكم بصيغة أخرى، وهو هل انّ هذه السورة أو الآية الوحيدة المحددة يكون الامام (عليه السلام) مصداقاً لها..
فنقول انّ هناك العديد من الآيات التي أوّلت بالامام عليه السلام وبقية أهل البيت (عليهم السلام) ولا يقتصر الأمر على هذه السورة فقط، وأعتقد بأنّكم على إطّلاع على الآيات المؤوّلة بالأئمة (عليهم السلام)، لأنّكم سبق أن نشرتم موضوعاً كاملاً عن الآيات المؤوّلة بالأئمة (عليهم السلام)..
مع خالص الدعوات...
تعليق