إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جنة الحوادث في شرح زيارة وارث للشيخ الشريف الكاشاني- متجدد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    القسم الثاني :
    ويدلُّ عليه من العقل براهين ساطعة ، ومِن النقل أخبارٌ كثيرة لائحة يطول يطول المختصر بذكرها(1) ، وقد كفاك شاهداً على هذا ما في الزيارة الجامعة (ورضيكم خلفاء(2) في أرضه وحججاً على بريّته)(3) إلى قوله (وشهداء على خلقه وأعلاماً لعباده ومناراً في بلاده)(4) وكذا ما فيها أيضاً (أنتم السبيل الأعظم والصراط الأقوم وشهداء دار الفناء وشفعاء دار البقاء(5) والرحمةُ الموصولة والآية المخزونة . .)(6)

    1 ـ ومن الأخبار والروايات التي تؤكّد على أنّهم(عليهم السلام) أحياء عليكَ بمراجعة كتاب بصائر الدرجات لابن الصفّار القمّي ص282 ـ وص424 باب الأعمال تعرض على رسول الله(صلى الله عليه وآله)والأئمّة(عليهم السلام) . ومن المعلوم والواضح لو لم يكونوا(عليهم السلام) أحياءً ما تُعرض عليهم أعمال العباد ، وعرض الأعمال من شأن الأحياء لا الأموات ، ومن هذه الروايات :
    أ ـ (عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عمير عن أبي الحسن(عليه السلام) قال : سأل عن قول الله عزّوجلّ : (اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) . قال : إنّ أعمال العباد تُعرض على رسول الله(صلى الله عليه وآله) كلُّ صباح أبرارها وفجّارها فاحذروا) .
    ب ـ (عن أبي بصير عن أبي جعفر(عليه السلام) قال : الأعمال تعرض كلَّ خميس على رسول الله(صلى الله عليه وآله)وعليّ أمير المؤمنين صلوات الله عليهما .
    وأيضاً ممّا يدلّ على أنّ الأئمّة(عليهم السلام) أحياءٌ هو ما نطقت به الروايات التي صرّحت بزيارتهم(عليهم السلام)للموتى وأنّ الموتى يزورونهم ، وفي هذا الخصوص عقد صاحبُ البصائر باباً مستقلاًّ ص274 منها :
    «عن أبان بن تغلب عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) لقي أبا بكر فاحتجّ عليه ثمّ قال له : أما ترضى برسول الله(صلى الله عليه وآله) بيني وبينكَ ؟ قال : فكيف لي به فأخذ بيده وأتى مسجد قبا فإذا رسول الله(صلى الله عليه وآله) فيه فقضى على أبي بكر فرجع أبو بكر مذعوراً فلقي عمر فأخبره فقال : مالكَ أما عَلِمتَ سحر بني هاشم» .
    عن عباية الأسدي قال : دخلتُ على أمير المؤمنين(عليه السلام) وعنده رجل رثّ الهيئة وأمير المؤمنين(عليه السلام) مقبل عليه يكلِّمه فلمّا قام الرجل قلتُ : يا أمير المؤمنين(عليه السلام)مَن هذا الذي أشغلكَ عنّا ؟ قال : هذا وصيّ موسى(عليه السلام)» . وهناك سيل من الروايات .
    2 ـ (عن الجعفري قال : سمعتُ أبا الحسن ـ الرضا(عليه السلام)ـ يقول : الأئمّة خلفاء الله عزّوجلّ في أرضه) راجع الكافي ج1 ، ح1 ، باب أنّ الأئمّة خلفاء الله .
    3 ـ (عن عبدالله بن أبي يعفور قال : قال أبو عبدالله(عليه السلام) : يابن أبي يعفور إنّ الله واحد متوحِّد بالوحدانية ، متفرِّد بأمره ، فخلق خلقاً فقدّرهم لذلك الأمر فنحن هم يابن أبي يعفور فنحن حجج الله في عباده ، وخزّانه على علمه ، والقائمون بذلك) راجع الكافي ج1 ، ح5 باب الأئمّة ولاة أمر الله وخزنة علمه) .
    4 ـ راجع شرح هذه الجملة من الزيارة الجامعة في الأنوار اللامعة للسيّد الجليل(رحمه الله)عبدالله شبّر ص113 ـ ط ، مكتبة الأمين .
    5 ـ عن الإمام الصادق والباقر(عليهما السلام) قالا : (والله لنشفعنّ في المذنبين من شيعتنا حتّى يقول أعداؤنا : (فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ* وَلاَ صَدِيق حَمِيم . . .) ، راجع تفسير البرهان ج3 ، ص187 ، ح1 .
    6 ـ قال العلاّمة المرحوم عبدالله شبّر في شرحه لهذه الجملة في الأنوار اللامعة ص138 : (أي هم علامات قدرة الله تعالى وعظمته ولكن معرفة ذلك كما ينبغي مخزونة إلاّ عن خواص أوليائهم وفيه إشارة إلى أنّ الآيات هم الأئمّة الهداة(عليهم السلام)وقد قال أمير المؤمنين(عليه السلام) : ما لله آية أكبر منّي) .

    تعليق


    • #12
      وكذا ما في حديث النورانية «يا سلمان إنّ ميّتنا إذا مات لم يمت ومقتولنا إذا قُتِل لم يُقتل ، وغائبنا إذا غابَ لم يَغب ولا نلد ولا نولد ولا في البطون ولا يُقاس بنا أحد من الناس . .»(1) .
      وما ورد من التسليم على أهل القبور(2) ممّا يرفع الاستبعاد المذكور فإنّ المخاطب به هو أرواحهم الباقية ، ونفوسهم الناطقة التي خُلِقت للبقاء دون أجسادهم البالية التي يعرضها التلاشي والفناء ، فإذا صحّ التسليم على مَن هذا حاله ، فكيف يُنكر صحّته بالنسبة إلى المعصومين الذين لا تُفنى أرواحهم ، ولا تُبلى أجسادهم(3) المصونة عند عرش الله العظيم فإنّ (كُلُّ شَيْء هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ)(4) . وقد ورد تفسيره(5) بهم(عليهم السلام) ، فهم الباقون بعد فناء الأشياء ، (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَان* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالاْكْرَامِ)(6) .

      1 ـ أخرج هذا الحديث الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين ص257 ، ط بيروت الأعلمي . وهذا الحديث هو مقطع من خطبة للإمام عليّ(عليه السلام) .
      2 ـ روي بسند صحيح عن عبدالله بن سنان قال : قلتُ للصادق(عليه السلام) : كيف أُسلِّم على أهل القبور ؟ قال(عليه السلام) : نعم ، تقول : «السلام على أهل الدِّيار من المؤمنينَ والمسلمينَ أنتم لنا فَرطٌ ونحن إنْ شاء الله بكم لاحقُونَ» .
      وروى المحدِّث القمّي في مفاتيح الجنان ص688 عن محمّد بن مسلم قال : قلت للصادق صلوات الله وسلامه عليه : (نزور الموتى ؟ قال : نعم . قلت : فيعلمون بنا إذا أتيناهم ؟ قال : إي والله ليعلمون بكم ويفرحون بكم ويستأنسون إليكم) .
      3 ـ روى الصفّار في كتاب بصائر الدرجات ص443 ، ح1 عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال : (قال النبيّ يوماً لأصحابه : حياتي خيرٌ لكم ومماتي خيرٌ لكم .
      قال : فقالوا : يارسول الله(صلى الله عليه وآله) هذا حياتك نعم ، قالوا : فكيف مماتك ؟ فقال : إنّ الله حرّم لحومنا على الأرض أنْ يُطعم منها .
      وأيضاً في نفس المصدر قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : (إنّ الله حرّم لحومنا على الأرض فلا يطعم منها شيئاً) .


      وروى في البصائر بسنده عن الباقر(عليه السلام) قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله)لأصحابه : حياتي خيرٌ لكم تُحدّثون ونحدّث لكم ، ومماتي خيرٌ لكم تعرض عليَّ أعمالكم
      4ـ القصص : 88 .
      5 ـ أي تفسير الوجه المذكور بالآية الشريفة فسّروه بالأئمّة(عليهم السلام) كما في تفسير القمّي ج2 ، ص124 ، ط الأعلمي في تفسير هذه الآية الشريفة حيث قال : عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر(عليه السلام) في قوله : (كُلُّ شَيْء هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ) قال : فيفنى كلُّ شيء ويبقى الوجه ؟ الله أعظم من أنْ يوصف ، لا ، ولكن معناها كلُّ شيء هالك إلاّ دينه ونحن الوجه الذي يؤتى الله منه ، لم نزل في عباده ما دام الله له فيهم روبة ، فإذا لم يكن له فيهم روبة فرفعنا إليه ففعل بنا ما أحبّ ، قلتُ : جُعِلتُ فداك وما الروبة ؟ قال : الحاجة .
      وأيضاً روى أبو جعفر الصفّار في كتابه بصائر الدرجات ص61 ج2 ، ط : مكتبة المرعشي روايةً على أنّ الأئمّة(عليهم السلام) هم وجه الله تعالى وهي :
      (عن محمّد بن حمران عن أسود بن سعيد قال : كنت عند أبي جعفر(عليه السلام) فأنشأ يقول ابتداءً من غير أن يُسأل : نحن حجّة الله ونحن باب الله ، ونحن لسان الله ، ونحن وجه الله ، ونحن عين الله في خلقه ، ونحن ولاة أمر الله في عباده) .
      6 ـ الرحمن : 26 ـ 27 . وروى القمّي في تفسيره ج2 ، ص323 ، ط الأعلمي في تفسيره لهذه الآية قال : (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ) دين ربّك ، وقال عليّ بن الحسين(عليهما السلام) : نحن الوجه الذي يؤتى الله منه .

      تعليق


      • #13
        فإنْ رأيتُ حسناً جميلاً حمدتُ الله على ذلك ، وإنْ رأيتُ غيرَ ذلك استغفرتُ الله لكم)(1) .
        وكيف كان فعلى الزائر أنْ يذعن بحياتهم(عليهم السلام) وحضورهم ، وإحاطة علمهم بأحوال شيعتهم ، وأطوارهم وحركاتهم وسكناتهم وجميع تنقّلاتهم(2)فليراع الأدب عند زيارتهم ، وليكن بين يديهم خاشعاً خاضعاً ضارعاً مسكيناً مستكيناً كالعبد الذليل الواقف بين يدي مولاه الجليل ، كيف وهم موالي الخلق والخلق كلّهم عبيد لهم عبيد الطاعة كما في بعض الأخبار ، بل عبيد الرق كما عن بعض الأخبار .
        بقي الكلام في مواضع ثلاثة :
        الأوّل : في تفسير السلام فقد اختلفت فيه أقاويل الأعلام على وجوه :
        منها: إنّه مأخوذ من سلم الآفات سلامةً أي سلمت من المكاره والآفات(3)وإليه يرجع ماقيل من أنّه دعاء بالسلامة لصاحبه من آفات الدُّنيا وعذاب الآخرة وضعه الشارع موضع التحية والبشرى بالسلامة وكذا ماقيل من أنّه من السلامة من الأذى(4)
        كما في قوله : (فَسَلاَمٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ)(5) أي لايؤذونكَ كما يؤذيكَ غيرهم وأنت خبير بأنّ هذا المعنى لا يُناسب المقام إلاّ أنْ يتكلّف بجعله دعاء لشيعته ومحبّيه .
        ومنها : إنّه* مأخوذ من السلام الذي هو اسم من أسماء الله(6) كما قال : (السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ)(7) ، وقال : (لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ)(8) أي دار الله على أحد الوجهين سُمّي به لسلامته وتنزهه عن نقائص الإمكان ، أو لأنّ أفعاله صواب وسداد لا يعتريها النقصان ، أو لأنّه مسلم ومؤمن لكلّ مَن التجأ إلى ما به من مكاره الحدثان ، وحافظ على كلّ مَن توجّه إلى جنابه بوسيلة الإيمان ، فالمعنى : اللهُ عليك أي حافظ لأسرارك المستترة ، وعلومك المكنونة المخزونة من أنْ تنالها أيدي الجهلة أو عاصم لك من الرِّجس والسهو والخطأ ، ومن كلّ ما يكره من المعائب والنقائص ، وقد يقال : إنّ المراد اسم السلام عليكَ أي اسم الله عليك فإن أُريد به ما ذُكِر وإلاّ فلا معنى له ولذا حملوا قول الشاعر اسم السلام عليكما على الزيادة ، وربما يتكلّف لتصحيحه بما لا حاجة إليه .
        ومنها : إنّه من السلم وهو الصلح كما قال : (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ)(9) ، وقال : (إنّي سلمٌ لمن سالمكم وحربٌ لمَن حاربكم)(10) أي مسالم ، فهذه الكلمة للائذان بالمسالمة وترك المحاربة ، وقد كانوا يؤمنون بها مَن يخاف شرّهم ومكيدتهم .
        ومنها : إنّه من التسليم فهو إمّا بشرى له(11) بما بشّره الله به من السلطنة الكاملة والغلبة على الأعداء في زمان الرجعة)(12) ، أو إيذان بأنّه مُسلِّم ومفوّض له جميع أموره مطيع له في جميع أوامره ونواهيه ، ومؤمن بسرّه وعلانيّته ، كما في الزيارة الجامعة : «مؤمن بسرّكم وعلانيّتكم(13) وشاهدكم وغائبكم وأوّلكم وآخركم ، ومفوِّض في ذلك كلّه إليكم(14) ، ومسلِّم فيه معكم وقَلْبي لكم مُسلِّم ورأيي لكم تَبعٌ ونُصرَتي لكم مُعدَّةٌ حتّى يُحييَ الله تعالى دينَهُ بكم ، ويردَّكم في أيّامه ، ويُظهركم لعدلِهِ ، ويُمكِّنكم في أرضه ، فمعكُم معكُم(15) لا مع عدوّكم . . .» .
        ويؤيّد الأوّل(16) : ما روي عن داود بن كثير الرقي ، قال : قلتُ : ما معنى السلام على الله وعلى رسوله(صلى الله عليه وآله) ؟ فقال : إنّ الله لمّا خلق نبيّه ووصيّه وابنيه وابنته وجميع الأئمّة وخلق شيعتهم أخذ عليهم الميثاق ، وأنْ يصبروا ويصابروا وأن يتّقوا الله ، ووعدهم أنْ يسلم لهم الأرض المباركة والحرم الآمن ، وأنْ ينزل لهم البيت المعمور ويظهر لهم السقف المرفوع وينجيهم من عدوّهم والأرض التي يبدّلها من دار السلم ويسلّم ما فيها لهم ولا شبهة فيها ولا خصومة فيها لعدوّهم وأن يكون لهم فيها ما يحبّون وأخذ رسول الله(صلى الله عليه وآله) على الأئمّة وشيعتهم الميثاق بذلك وإنّما عليه أن يذكره نفس الميثاق وتجديد له على الله لعلّه أن يعجله ويعجل المسلم لهم بجميع ما فيه(17) .
        ويؤيّد الثاني(18) : ما في جملة من التفاسير من أنّ المراد بقوله : «ويُسلِّموا تسليماً» في قوله : (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)(19)
        هو السلام عليك أيّها النبيّ(صلى الله عليه وآله) . قال الطريحي : واستصوبه بعض الأفاضل لقضية العطف ، ولأنّه المتبادر إلى الفهم عرفاً .
        وروى الكاهلي(20) عن الصادق(عليه السلام) أنّه تلا هذه الآية فقال : لو أنّ قوماً عبدوا الله ووحّدوه ، ثمّ قالوا لشيء صنعه رسول الله(صلى الله عليه وآله) لو صنع كذا وكذا ووجدوا ذلك في أنفسهم كانوا بذلك مشركين ، ثمّ قال : (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُون )قال : هو التسليم في الاُمور(21)
        وعنه(22)(عليه السلام) في قول الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا)(23) قال : هم الأئمّة(24) ، ويجري فيمن استقام من شيعتنا وسلّم لأمرنا ، وكتم حديثنا عند عدوّنا)25)
        وعن الباقر(عليه السلام) قال : (قد أفلح المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء) .(26)
        وعنه(عليه السلام) : (إنّ الإمام هاد مهدي لا يدخله الله في عماء ولا يحمله على هيئة ليس للناس النظر في أمره ولا التبختر عليه وإنّما أُمروا بالتسليم)(27)
        وأخبار التسليم لآل محمّد(صلى الله عليه وآله) كثيرة(28)
        ومنها(29) : إنّ هذه الجملة(30) قد صارت حقيقيّة عرفية في إنشاء الثناء والتمجيد نظير جملتي الصلاة والتحميد ، فيجري فيها ما ذكروه في الحمد لله من الأصل ، والعدول عنه إلى الجملة الإسمية للدلالة على الدوام وغير ذلك من الاحتمالات في اللام وتفصيل الكلام لا يليق بالمقام (31)

        1ـ بصائر الدرجات : ص444 ، ح4 ، ط : مكتبة المرعشي .
        2 ـ عن محمّد بن مسلم قال : سألته عن الأعمال هل تُعرض على النبيّ ؟ قال : ما فيه شكّ ، قلت له : أرأيتَ قول الله تعالى : (اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) . قال : إنّهم شهود الله في أرضه .
        وأيضاً عن بُريد العجلي قال : كنتُ عند أبي عبدالله(عليه السلام) فسألته عن قوله تعالى : (اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) قال : إيّانا عنى .
        راجع بصائر الدرجات : ص224 و ص427 ، ط مكتبة المرعشي النجفي .
        3 ـ راجع لسان العرب ج6 ، ص343 ، ط : بيروت .
        4 ـ نفس المصدر .
        5 ـ الواقعة: 91 .
        * ـ أي السلام .
        6 ـ لسان العرب : ج6 ، ص343 .
        7 ـ سورة الحشر : 23 .
        8 ـ سورة الأنعام : 127 . راجع تفسير مجمع البيان للطبرسي ج4 ، ص453 ط : التاريخ العربي .
        9 ـ سورة الأنفال : 61 ، وذيل الآية الشريفة : (فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) .
        10 ـ لقد وردت هذه العبارة في زيارة عاشوراء المقدّسة المرويّة عن الإمام الباقر(عليه السلام) ، وأيضاً وردت في أحاديث كثيرة منها قول النبيّ(صلى الله عليه وآله) للإمام عليّ والحسن والحسين(عليهم السلام) : (إنّي سلمٌ لمَن سالمكم وحربٌ لمن حاربكم) .
        وبهذا الشأن راجع أمالي الشيخ المفيد ص213 ، ط : جامعة المدرّسين ، ومشارق أنوار اليقين للبرسي ص31 ، وص53 ، ط : الأعلمي .
        11 ـ أي للإمام الحسين(عليه السلام) .
        12 ـ راجع تفسير القمّي ج1 ، ص387 ، ط : بيروت ، وتفسير العياشي : ج2 ، ص259 و260 ، ح28 ، وتفسير البرهان للبحراني ج2 ، ص368 ح1 ، وكتاب الرجعة للأسترآبادي .
        13 ـ أي بما استتر عن أكثر الخلق من غرائب أحوالكم وبما عُلِن منها أو مؤمن باعتقاداتكم السرنية وبأعمالكم وأقوالكم العلانية .
        14 ـ أي لا اعتراض عليكم في شيء من أُموركم بل أعلم أنّ كلّما تأتون به فهو بأمره تعالى أو المعنى أُسلِّم جميع أموري إليكم لكي تصلحوا خللها وفاسدها ، فإنّ أعمال الخلائق تعرض عليهم ، كما روي عن مولانا الصادق(عليه السلام) قال :
        (تُعرض الأعمال على رسول الله أعمال العباد كلّ صباح أبرارها وفجّارها فاحذروها وهو قول الله تعالى : (اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ) . (راجع أصول الكافي ج1 ، ح1 ، باب عرض الأعمال على النبيّ(صلى الله عليه وآله) والأئمّة) .
        15. أي معكم بالقلب واللسان أو في الدُّنيا والرجعة أو في الدُّنيا والآخرة .
        وللزيادة راجع شرح الزيارة الجامعة للعلاّمة شبر ص165ـ 166 ، ط : مكتبة الأمين .
        16 ـ وهو أنّ السلام مأخوذ من السلم من الآفات والمكاره .
        17 ـ الكافي، ج1 ص451.
        18 ـ وهو أنّ السلام مأخوذ من السلام وهو من أسماء الله تعالى .
        19 . النساء : 65 .
        20 ـ هو عبدالله بن يحيى أبو محمّد الكاهلي عربي ، روى عن أبي عبدالله الصادق وأبي الحسن الكاظم(عليهما السلام) ، وكان وجهاً عند الإمام الكاظم ، ووصّى به علي بن يقطين فقال له : (اضمن لي الكاهلي وعياله أضمن لك الجنّة) راجع رجال النجاشي ص221 رقم 580 .
        21 ـ بصائر الدرجات : ص520 ، الجزء العاشر ، ح3 ، ط : المرعشي النجفي .
        22 ـ أي عن الإمام الصادق(عليه السلام) .
        23 ـ سورة فصلت: 29.
        24 ـ أخرج القمّي في تفسيره ج2 ، ص237 ، ط : الأعلمي في تفسير هذه الآية (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) قال : على ولاية أمير المؤمنين(عليه السلام) .
        وأخرج الطبرسي في تفسيره مجمع البيان ج9 ، ص17 ، ط : مؤسسة التاريخ العربي ، ونور الثقلين ج4 ، ص547 ، ح43 ، (عن محمّد بن الفضيل قال : سألت أبا الحسن الرضا(عليه السلام)عن الاستقامة فقال : هي والله ما أنتم عليه) .
        25 ـ تجد هذه الرواية في بصائر الدرجات ص524 ، ح22 وهذه تكملة الرواية : ( . . .فتستقبلهم الملائكة بالبشرى من الله بالجنّة وقد والله مضى أقوامٌ كانوا على مثل ما أنتم عليه من الذين استقاموا وسلّموا لأمرنا وكتموا حديثنا ولم يذيعوه عند عدوّنا ولم يشكّوا كما شككتم فاستقبلهم الملائكة بالبشرى من الله بالجنّة .
        26 ـ اُنظر بصائر الدرجات ص520 الجزء العاشر ، وتفسير البرهان ج4 ، ص549 ، ح11 .
        27 ـ بصائر الدرجات ص523 ، الجزء العاشر ، ح21 .
        28 ـ مَن أراد الوقوف على أخبار وروايات التسليم لآل محمّد(عليهم السلام) عليه بمراجعة كتاب بصائر الدرجات حيث عقد باباً مستقلاًّ تحت عنوان (التسليم لآل محمّد (صلى الله عليه وآله) فيما جاء عندهم) تجده في الجزء العاشر من الكتاب ص520 ، ط : المرعشي النجفي .
        وسوف نذكر روايتين خوفاً من الإطالة والاطناب :
        روى عن جميل بن درّاج عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال : (إنّ من قرّة العين التسليم إلينا أن تقولوا لكلّ ما اختلف عنّا أنْ تردوا إلينا) .
        وأيضاً عن صفوان عن داود بن فرقد عن زيد عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال : (تدري بما أُمروا ، أُمِروا بمعرفتنا والردّ إلينا والتسليم لنا) .
        29 ـ أي من الأقوال التي ذكرها الأعلام في معنى السلام وهو المعنى الخامس .
        30 ـ أي جملة (السلامُ عليكَ)
        31 . راجع تفسير (الفرقان في تفسير القرآن للشيخ الدكتور محمّد الصادقي) ج1 ، ص89 ، ط : طهران .

        تعليق


        • #14
          الموضع الثاني
          في تفسير كونه عليه السلام وارثاً للأنبياء والأوصياء
          فاعلم إنّ الوارث هو الذي يبقى بعد موت آخر مع استحقاقه لتركته بقيامه مقامه ، ونزوله في منزلته فكأنّه هو(1) ، وسُمِيَ تعالى بالوارث ، لأنّه باق بعد فناء الأشياء(2) ، ولأنّه يرث الأرض ومَن عليها وهو خير الوارثين ، والمؤمنون هم الوارثون لأنّهم يرثون منازل الكفّار في الجنّة ، أو لأنّهم يمكَنْون في الأرض في زمان الرجعة كما قال تعالى : (أَنَّ اْلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)(3) .
          وفي الدُّعاء : (واجعلهما ـ أي السمع والبصر ـ الوارثين منّي ، أي ابقهما صحيحين إلى زمان الموت بعد ضعف جميع أعضائي)(4) ، وكونه(عليه السلام) وارثاً للأنبياء كسائر الأئمّة النقباء ممّا لا ريب فيه ، والأخبار والزيارات(5) مشحونة بذلك كما لايخفى على المتتبّع فيها .
          وروي عن الصادق(عليه السلام) أنّه قال : إنّ العلماء ورثة الأنبياء وذلك أنّ الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً ، وإنّما ورّثوا أحاديث من أحاديثهم فمَن أخذ بشيء منها فقد أخذ حظّاً وافرا(6) .
          وقد فسّر العلماء في بعض الأخبار بأئمّتنا الأبرار(عليهم السلام)(7) .
          ولا يُنافي ذلك ما روي عنه(صلى الله عليه وآله) أنّه قال : (نحن معاشر الأنبياء لا نورّث)(8)أي لا نبقي الميراث لأحد أو لا يرث أحدٌ منّا ، لضعفه أوّلاً بروايته من غير طرقنا ، ومخالفته للآيات القرآنية(9) ، والأخبار الكثيرة ، وقد وضعوا هذا الخبر ليحرموا فاطمة(عليها السلام) عن ميراث النبيّ(صلى الله عليه وآله) ومحاجّة عليّ(عليه السلام) معهم في ذلك معروفة(10) ، وتأويله ثانياً : بأنّ المراد عدم توريث متاع الدُّنيا بشأن النبوّة لاقتضائه توريث العلوم والمعارف خاصّة ، وهذا لا يُنافي توريثهم إيّاه بشأن البشرية ، فإنّ لكلٍّ من الشأنين خواص ليست للآخر، هذا مع أنّ الغرض إثبات الوارثية في الجملة ، وهو ممّا لم ينكره أحد ، وأمّا معنى كونهم(عليهم السلام) ورثة للأنبياء فيحتمل وجوهاً :
          منها : إنّهم ورثوا ما أعطاهم(عليهم السلام) من العلوم والمعارف والأسرار فعلموه كما علموه ، فإنّ العلم لا يموت بموت العالم ، بل يصير إلى عالم آخر ، وقد قال الباقر(عليه السلام) : «إنّ عليّاً(عليه السلام) عالم هذه الاُمّة ، والعلم يتوارث ولا يهلك أحدٌ منّا إلاّ تركَ من أهله مَن يعلم مثل علمه أو ما شاء الله»(11) .
          وروي أيضاً في باب (أنّ الأئمّة(عليهم السلام) ورثوا علم آدم(عليه السلام) وجميع العلماء) بسنده عن الفضل بن يسار قال : (سمعتُ أبا عبدالله(عليه السلام) يقول : إنّ العلم الذي هبط مع آدم لم يُرفع ، وأنّ العلم يتوارث وما يموت منّا عالمٌ حتّى يخلفه من أهله مَن يعلم علمه أو ما شاء الله)(12) .
          وبسنده عن أبي جعفر(عليه السلام) قال : (كانت في عليّ(عليه السلام) سنّة ألف نبيّ ، وقال : إنّ العلم الذي نزل مع آدم لم يُرفع ، وما ماتَ عالمٌ فذهب علمه ، وأنّ العلم ليتوارث ]و[* أنّ الأرض لا تبقى بغير عالم)(13) .
          وبسنده عنه(عليه السلام) أيضاً قال : (يمصّون الصماء* ويدعون النّهر العظيم ، قيل له : ومَن النهر العظيم ؟ قال : رسول الله(صلى الله عليه وآله) والعلم الذي أتاه الله ، أنّ الله جمع لمحمّد(صلى الله عليه وآله)سنن النبيّين من آدم هلّم جرّا إلى محمّد ، قيل له : وما تلك السنن ؟ قال : علم النبيّين بأسره ، وأنّ الله جمع لمحمّد(صلى الله عليه وآله) علم النبيّين بأسره ، وأنّ رسول الله صيّر ذلك كلّه عند أمير المؤمنين(عليه السلام) فقال له الرجل : يابن رسول الله فأمير المؤمنين أعلم أو بعض النبيّين ؟ فقال(عليه السلام)(14) : اسمعوا ما نقول : إنّ الله يفتح مسامع مَنْ يشاء ، أنّي حدّثتُ أنّ الله جمع لمحمّد(صلى الله عليه وآله) علم النبيّين ، وأنّه جعل ذلك كلّه عند أمير المؤمنين ، وهو يسألني هو أعلم أم بعض النبيّين)(15) .
          وبسنده أيضاً عن أبي الحسن الأوّل(عليه السلام) قال : قلتُ له : جعلت فداك النبيّ(صلى الله عليه وآله)ورث علم النبيّين كلّهم(عليهم السلام) ؟
          قال لي : نعم . قلت : من لدن آدم إلى أن انتهى إلى نفسه ؟ قال : نعم . قلت : ورثهم النبوّة وما كان في آبائهم من النبوّة والعلم ؟ قال : ما بعث الله نبيّاً إلاّ وقد كان محمّد(صلى الله عليه وآله) أعلم منه . قال : قلتُ : إنّ عيسى بن مريم كان يُحيي الموتى بإذن الله . قال : صدقت . وسليمان بن داود كان يفهم كلام الطير . قال ; وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله)يقدر على هذه المنازل(16)
          إلى أن قال : فقد ورثنا نحن هذا القرآن، فعندنا ما يقطع به الجبال ويقطع به البلدان ويحيي به الموتى بإذن الله ، ونحن نعرف ما تحت الهواء(17) .
          إلى أن قال : إنّ الله يقول : (وَمَا مِنْ غَائِبَة فِي السَّمَاءِ وَالاَْرْضِ إِلاَّ فِي كِتَاب مُبِين)(18) ثمّ قال(19) : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا)(20) فنحن الذين اصطفانا الله ، فقد ورثنا علم هذا القرآن الذي فيه تبيان كلّ شيء(21) .
          1 ـ راجع المصباح المنير للفيومي ص654 ط : دار الهجرة .
          2 ـ إشارة إلى قوله تعالى في سورة الرحمان (الآية 25 و 26) : (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَان* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالاِْكْرَامِ) .
          3 ـ الأنبياء : 105 .
          4 ـ بحار الأنوار، ج83، ص130، باب 43 - التعقيب المختص بصلاة الفجر، وإليك نصّه: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا صلى الغداة قال: اللهم متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارثين مني وأرني ثاري في عدوّي».

          5 ـ منها زيارته(عليه السلام) في النصف من رجب : ( . . . السلامُ عليكَ ياوارث علم الأنبياء . . . السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله ، السلام عليك يا وارث نوح نبيّ الله . . .) .
          ومنها زيارته في يوم عرفة : (السلامُ عليك ياوارث آدم صفوة الله ، السلامُ عليك يا وارث نوح نبيّ الله . . . . السلامُ عليك يا وارث محمّد حبيب الله . . .) .
          6 ـ راجع بصائر الدرجات ص11 ، ح3 ، ط : مكتبة المرعشي النجفي وهذه تتمّة الحديث (فانظروا علمكم هذا عمّنْ تأخذونه فإنّ فينا في كلِّ خلف عدولاً ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين .
          7 ـ راجع المصدر نفسه .
          8 ـ أخرجه البخاري ج3 ص7 في غزوة خيبر; صحيح مسلم ج2، ص72 باب قول النبيّ: لا نورّث، ما تركنا فهو صدقة من كتاب الجهاد والسير; مسند أحمد ج1 ص6.
          9 ـ إنّ مسألة توريث الأنبياء منصوص عليها بعموم القرآن مثل قوله تعالى : (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالاَْقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالاَْقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً) النساء : 7 .
          وقوله تعالى : (يُوصِيكُمْ اللهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الاُْنثَيَيْنِ) النساء : 11 .
          قال السيّد عبد الحسين شرف الدِّين في كتابه النصّ والاجتهاد ص55 ، المورد السابع : «كلّها ـ أي آيات المواريث ـ عامّة تشمل رسول الله(صلى الله عليه وآله) فمن دونه من سائر البشر فهي على حدّ قوله عزّوجلّ : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ)وقوله : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ . . .)ونحو ذلك من آيات الأحكام الشرعية يشترك فيها النبيّ (صلى الله عليه وآله) وكلُّ مكلّف من البشر، لا فرق بينه(صلى الله عليه وآله) وبينهم، غير أنّ الخطاب فيها متوجّه إليه ليعمل به وليبلّغه إلى مَن سواه فهو من الحيثيّة أولى في الالتزام بالحكم من غيره» .
          وأيضاً ممّا يدلّ على الإرث قوله تعالى في خبر زكريا : (إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً* قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً* وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِىَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً* يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً) .
          ولابدّ من حمل الإرث في هذه الآية على إرث المال دون النبوّة وشبهها حملاً للفظ يرثني من معناه الحقيقي المتبادر منه إلى الأذهان ، إذ لا قرينة هنا على النبوّة ونحوها ، بل القرائن في نفس الآية متوفّرة على إرادة المعنى الحقيقي دون المجاز .
          وأيضاً قوله تعالى في سورة النمل : (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ) .
          وإنّ هذه الآيتين الأخيرتين صريحتان على توريث الأنبياء(عليهم السلام) ، واستدلّت فاطمة الزهراء(عليها السلام) بهاتين الآيتين في خطبتها ، حيث قال السيّد شرف الدِّين في النص والاجتهاد ص63 : (ولعمري أنّها(عليها السلام) أعلم بمفاد القرآن ممّن جاءوا متأخِّرين عن تنزيله ، فصرفوا الإرث هنا إلى وراثة الحكمة والنبوّة دون الأموال ، تقديماً للمجاز على الحقيقة بلا قرينة تصرف اللفظ عن معناه الحقيقي المتبادر منه بمجرّد الإطلاق وهذا ممّا لا يجوز) .
          10 ـ راجع الاحتجاج للطبرسي ج1 ، ص90 ـ 93 .
          11 ـ رواه الصفّار في بصائر الدرجات ج3 ، ص118 ، ح4 في باب (العلماء إنّهم يرثون العلم بعضهم من بعض ولا يذهب العلم من عندهم) .
          12 ـ نفس المصدر : ص114 ، ح1 .
          * ـ الواو في المصدر غير موجودة .
          13 ـ بصائر الدرجات : ص114 ، ح2 .
          * ـ في مصدر الرواية (الثماد) بدل (الصماء) والثماد هو الماء الذي لا مادّة له .
          14 ـ في المصدر (فقال أبو جعفر(عليه السلام)) بدل من (فقال(عليه السلام)) .
          15 ـ بصائر الدرجات : ص117 ، ح12 .
          16 ـ الشارح(رحمه الله) ما نقل الرواية بتمامها وإنّما ذكر صدرها وذيلها . ونحن نذكر المقطع الذي لم يذكره : (على هذه المنازل فقال : إنّ سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشكّ في أمره ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين وكانت المردة والريح والنمل والإنس والجنّ والشياطين له طائعين وغضب عليه فقال : لأعذّبنّه عذاباً شديداً أو لأذبحنّه أو ليأتيني بسلطان مبين ، وإنّما غضب عليه لأنّه كان يدلّه على الماء ، فهذا وهو طير قد أُعطى ما لم يعطَ سليمان وإنّما أراده ليدلّه على الماء فهذا لم يعط سليمان وكانت المردة له طائعين ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء وكانت الطير تعرفه ، أنّ الله يقول في كتابه : (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الاَْرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى) (الرعد : 31) .
          17 ـ أيضاً الشارح هنا لم يكمل الرواية ونحن سوف نكملها : ( . . . الهواء وإن كان في كتاب الله لآيات ما يُراد بها أمرٌ من الاُمور التي أعطاه الله الماضين النبيّين والمرسلين إلاّ وقد جعله الله ذلك كلّه لنا في أُمّ الكتاب ، إنّ الله تبارك وتعالى يقول . . . .) .
          18 ـ النمل : 75 .
          19 ـ في مصدر الرواية هكذا (ثمّ قال عزّوجلّ . . .) .
          20 ـ فاطر : 32 .
          21 ـ بصائر الدرجات : ص114 ، ح3 .

          تعليق


          • #15
            زيارة وارث
            أَلسّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ آدَمَ صِفوَةِ اللهِ ، السّلامُ عَلَيكَ يَا وَارِثَ نُوح نَبِيِّ اللهِ ، السّلامُ عَلَيكَ يَا وَارِثَ إِبرَاهِيمَ خَلِيلَ اللهِ ، السّلامُ عَلَيكَ يَا وَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللهِ ، السّلامُ عَلَيكَ يَا وَارِثَ عِيسَى رُوحِ اللهِ ، السّلامُ عَلَيكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّد حَبِيبِ اللهِ ، السّلامُ عَلَيكَ يَا وَارِثَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَلِي اللهِ ، السّلامُ عَلَيكَ يَا بنَ مُحمَّد المُصْطَفَى ، السّلامُ عَلَيكَ يَا بنَ عَلي المُرتَضَى ، السّلامُ عَليكَ يَا بنَ فاطِمَةَ الزَّهراء ، السّلامُ عَلَيكَ يَا بنَ خَدِيجَةَ الكُبْرَى ، السَّلامُ عَلَيكَ يَا ثَارَ اللهِ وَابنَ ثارِهِ وَالوِترَ المُوتُورَ ، أَشهَدُ أَنَّكَ قَد أَقَمتَ الصَّلاةَ وَآتَيتَ الزَّكَاةَ وَأمَرتَ بِالمَعرُوفِ وَنَهَيتَ عَنِ المُنكَرِ وَأَطَعتَ اللهَ وَرسُولَهُ حَتَّى أَتَاكَ اليَقِينُ ، فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً ظَلَمتكَ ، وَلعنَ اللهُ أُمَّةً سَمِعَتِ بِذَلِكَ فَرَضِيت بِهِ ، يَا مَولايَ يَا أَبَا عَبدِ اللهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الأَصْلابِ الشَّامِخَةِ وَالأَرْحَامِ المُطَهَّرَةِ لَمْ تُنَجّسْكَ الجَاهِلِيَّةُ بِأَنْجَاسِهَا وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِن مُدلِهِمَّاتِ ثِيَابِهَا ، وَأَشهَدُ أَنَّكَ مِن دَعَائِمِ الدِّينِ وَأَركَانِ المُؤمِنِينَ ، وَأَشهَدُ أَنَّكَ الإِمَامُ البَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الهادِي المَهدِيُّ وَأَشهَدُ أنَّ الأَئِمَّةَ مِن وُلدِكَ كَلِمَةُ التَّقوَى وَأَعلامُ الهدَى وَالعُروَةُ الوُثقَى وَالحُجَّةُ عَلَى أَهلِ الدُّنيَا وَأُشهِدُ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ وأَنبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ أَنِّي بِكُم مُؤمِنٌ وَبِإِيَابِكُمْ مُوْقِنٌ بِشَرَايِعْ دِينِي وَخواتِمِ عَمَلِي وَقَلبِي لِقَلبِكُم سِلمٌ وَأَمرِي لأَمرِكُم مُتَّبِعٌ، صَلَواتُ اللهِ عَلَيكُم وَعَلَى أَرْوَاحِكُم وَعَلَى أَجْسَادِكُم وَعَلَى أَجسَامِكُم، وَعَلَى شَاهِدكُم وَعَلَى غائِبِكُم وَعَلَى ظَاهِرِكُم وَعَلَى بَاطِنِكُم.

            احسنت استاذنا الفاضل رزقك الله زيارة الحسين عليه السلام في الدنيا
            وشفاعته في الاخرة


            حسين منجل العكيلي

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X