بسم الله الرحمن الرحيم
الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمد وآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياَكَرِيمَ...
1- جرى بين الحسين بن علي (ع) وبين أخيه من غير أمِّه (محمد ابن الحنفيّة) كلام، أي تحادثا حديثاً مُغضِباً، فلمّا رجع (محمّد بن الحنفيّة) إلى بيته، كتب رسالة إلى أخيه الإمام الحسين (ع) يقول له فيها:
"أمّا بعد، يا أخي فإنّ أبي وأباكَ عليّ لا تفضلني فيه ولا أفضلك، وأُمّك فاطمة بنت رسول الله، لو كان ملءَ الأرض ذهباً مُلكَ أمِّي ما وفت بأمّك، فإذا قرأت كتابي فصُرْ إليّ حتى تترضّاني، فإنّك أحقُّ بالفضل منِّي!! والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
ففعلَ الحسين، وذهبَ إلى أخيه وترضّاه، فلم يجرِ بعد ذلك بينهما شيء!
- الدروس المُستخلَصة:
1- حين ترى أنّ شخصاً ما أفضل منك، لا تتردّد بالإعتراف لهُ بذلك.. هذا يرفعُ من قيمتكَ ولا يُنقصها.. (محمّد بن الحنفيّة) يبدو في القصّة كبيراً بأدبه وخُلقه واعترافه للحسين (ع) بأنّه أفضل منه.
2- كان بإمكان (محمّد) ذو النفس الكبيرة أن يذهب إلى الحسين بنفسه ويترضّاه، لكنّه أثر أن يُسجّل الفضل في ذلك للحسين (ع) لا له شخصياً، اعترافاً منه بفضل الحسين (ع)، وأنّه أجدر بالمبادرة منه وأحقّ بأجرها منه.
3- إختراعُ أسلوب المصالحة والترضية فنُّ لا يعتمد على أسلوبٍ واحد، فكلّ ما من شأنه أن يُليِّن القلبَ والخاطرَ يمكن أن يكون أسلوبي للدّخول إلى قلبِ الآخر، لكنسِ ما علقَ به من آثار الخصومة، وتصفية ما شابه من الكدورة.
4- انظر إلى قول (الرّاوي) أو ناقِل القصّة: "فلم يجر بعدّ ذلك بينهما شيءٌ"!.. أي أنّ هذا الموقف الإيثاري والتقديري محا كل ما يمكن أن يُكدِّر صفو العلاقة الأخويّة التي تسامت على (اللّحظة) لتبني علاقة متينة ممتدّة على طول المستقبل.
2- كان نبيُّ الله (يحيى) على نبيِّنا وعليه أفضلُ الصلاة والسلام، معاصراً لنبي عيسى بن مريم (ع).
التقيا ذات يومٍ، فدارَ بينهما الحوارُ المجيدُ التالي:
قال عيسى (ع): استغفر لي يا يحيى، أنتَ خيرٌ منِّي!!
فقال له يحيى (ع): إستغفِر لي يا عيسى، أنتَ خيرٌ منِّي!!
فقال له روحُ الله: "بل أنتَ خيرٌ منِّي، سلّمتُ على نفسي، وسلّم الله عليكَ".
- الدروس المُستخلَصة:
كلاهما نبي، والنبوّة أعلى مقام بشريّ، ولا يُفاضِل أحدهما نفسه على الآخر، بقولِ كلّ منهما (أنتَ خيرٌ منِّي)، وإذا كان عيسى (ع) التفتَ إلى قوله تعالى في سلامه حينما نطقَ في المهدِ: (وَالسَّلامُ عَلَيَّ) (مريم/ 33)، وقوله عزّ وجلّ في يحيى: (وَسَلامٌ عَلَيْهِ) (مريم/ 15)، على الرّغم من أنّ القائل في الحالين هو الله تعالى، لكنّه أدبُ الأنبياء وتواضعهُم، فهل نختزنهُ لنستحضرهُ في مواقف المفاضلة وتربية الذّات؟!
الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمد وآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياَكَرِيمَ...
1- جرى بين الحسين بن علي (ع) وبين أخيه من غير أمِّه (محمد ابن الحنفيّة) كلام، أي تحادثا حديثاً مُغضِباً، فلمّا رجع (محمّد بن الحنفيّة) إلى بيته، كتب رسالة إلى أخيه الإمام الحسين (ع) يقول له فيها:
"أمّا بعد، يا أخي فإنّ أبي وأباكَ عليّ لا تفضلني فيه ولا أفضلك، وأُمّك فاطمة بنت رسول الله، لو كان ملءَ الأرض ذهباً مُلكَ أمِّي ما وفت بأمّك، فإذا قرأت كتابي فصُرْ إليّ حتى تترضّاني، فإنّك أحقُّ بالفضل منِّي!! والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
ففعلَ الحسين، وذهبَ إلى أخيه وترضّاه، فلم يجرِ بعد ذلك بينهما شيء!
- الدروس المُستخلَصة:
1- حين ترى أنّ شخصاً ما أفضل منك، لا تتردّد بالإعتراف لهُ بذلك.. هذا يرفعُ من قيمتكَ ولا يُنقصها.. (محمّد بن الحنفيّة) يبدو في القصّة كبيراً بأدبه وخُلقه واعترافه للحسين (ع) بأنّه أفضل منه.
2- كان بإمكان (محمّد) ذو النفس الكبيرة أن يذهب إلى الحسين بنفسه ويترضّاه، لكنّه أثر أن يُسجّل الفضل في ذلك للحسين (ع) لا له شخصياً، اعترافاً منه بفضل الحسين (ع)، وأنّه أجدر بالمبادرة منه وأحقّ بأجرها منه.
3- إختراعُ أسلوب المصالحة والترضية فنُّ لا يعتمد على أسلوبٍ واحد، فكلّ ما من شأنه أن يُليِّن القلبَ والخاطرَ يمكن أن يكون أسلوبي للدّخول إلى قلبِ الآخر، لكنسِ ما علقَ به من آثار الخصومة، وتصفية ما شابه من الكدورة.
4- انظر إلى قول (الرّاوي) أو ناقِل القصّة: "فلم يجر بعدّ ذلك بينهما شيءٌ"!.. أي أنّ هذا الموقف الإيثاري والتقديري محا كل ما يمكن أن يُكدِّر صفو العلاقة الأخويّة التي تسامت على (اللّحظة) لتبني علاقة متينة ممتدّة على طول المستقبل.
2- كان نبيُّ الله (يحيى) على نبيِّنا وعليه أفضلُ الصلاة والسلام، معاصراً لنبي عيسى بن مريم (ع).
التقيا ذات يومٍ، فدارَ بينهما الحوارُ المجيدُ التالي:
قال عيسى (ع): استغفر لي يا يحيى، أنتَ خيرٌ منِّي!!
فقال له يحيى (ع): إستغفِر لي يا عيسى، أنتَ خيرٌ منِّي!!
فقال له روحُ الله: "بل أنتَ خيرٌ منِّي، سلّمتُ على نفسي، وسلّم الله عليكَ".
- الدروس المُستخلَصة:
كلاهما نبي، والنبوّة أعلى مقام بشريّ، ولا يُفاضِل أحدهما نفسه على الآخر، بقولِ كلّ منهما (أنتَ خيرٌ منِّي)، وإذا كان عيسى (ع) التفتَ إلى قوله تعالى في سلامه حينما نطقَ في المهدِ: (وَالسَّلامُ عَلَيَّ) (مريم/ 33)، وقوله عزّ وجلّ في يحيى: (وَسَلامٌ عَلَيْهِ) (مريم/ 15)، على الرّغم من أنّ القائل في الحالين هو الله تعالى، لكنّه أدبُ الأنبياء وتواضعهُم، فهل نختزنهُ لنستحضرهُ في مواقف المفاضلة وتربية الذّات؟!
تعليق