بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
سُئِلَ أحد العلماء عن كيفية وصوله إلى تلك الدرجة العالية من الإيمان.فأجاب:
"كنتُ أيام شبابي مغرورا لاأتورع عن إرتكاب الآثام والمعاصي، وكانت لي والدة تأمرني أن أكتب كلّ ماأقترفه من ذنوبٍ وموبقات في كرّاسٍ خاص وأراجعه قبل أن أنام. إلتزمتُ بطلب والدتي دون أن أطلب منها تفسيرا لذلك وقلت مع نفسي: ما الضير في أن أدوّن في الليل ماأعمله في النهار.بدأتُ فعلاً بتفيذ طلب والدتي وكنتُ مساء كل يوم أراجع ماأكتب خوفا من أن أنسى شيئا لم أكتبه في ذلك الكرّاس. في أحد الأيام وكعادتي خرجت من البيت لاأدري إلى أين تأخذني قدماي،فرأيتُ في طريقي إمرأة حسناء محتشمة ومعها بُنية صغيرة، قلتُ لِاُعاكسها لعلي أحصل على شيء وفعلا طلبتُ منها أن تتوقفَ قليلاً لِنتحدّثَ حيث لايَرانا مَن لايَرانا، فَفَعَلتْ.دنوتُ منها مبتسما وإذا بها ترتعد كالسعفة وقد إصفّر وجهها وقالت لي: إسمع أيها الشاب المغرور، والله ماوقفتُ في حياتي هذا الموقف ولم أك يوما إمرأة سَوءٍ أبدا، ولكني ومنذ ثلاثة أيام ومعي هذه الطفلة المسكينة لم يدخل جوفنا شيء من الطعام إطلاقاً، فهلاّ تصدقتَ علينا وأحسنتَ إلينا واللهُ يجزيك خير جزاء المحسنين.تأثرتُ كثيرا لموقف هذه المرأة الصالحة وعدلتُ عن الإساءة إليها والتحرشِ بها وقلتُ لها أخبريني عن مكان سكنك وسوف آتيكِ بما قسمه الله. أعطتني العنوان وإنصرفتْ آملة أن أكون صادقا فيما وعدت.ذهبتُ إلى بيتنا وأخبرتُ والدتي بما جرى فساعدتني في جمع بعض الطعام الذي كان عندنا فذهبتُ إلى تلك المرأة وناولتها كيس الطعام دون أن أنظر إلى وجهها وأنصرفتُ عائدا إلى أمي التي كانت في إنتظاري. إستقبلتني على غير عادتها، شكرتني على عملي وعلى محياها علامات الرضا وطلبتْ مني أن أدوّن هذه الحادثة أيضاً في ذلك الكراس الخاص.وافقتها الرأي ووعدتها أن أفعل ذلك قبل أن أنام. حان بعدها موعد النوم فأحضرتُ قلمي وأردتُ أن أسجل تلك الحادثة فإذا بيَّ أرى الصفحات (التي كانت مليئة بذكر السيئات) بيضاء ولا توجد في أعلى كل صفحة إلاّ هذه الآية:" إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ".فعاهدتُ ربي تعالى أن لا أفعل منكرا قط مادمتُ حيّا. بدأتُ بالإستغفار والتوبة من حينها وأكثرتُ من فعل الخيرات وعفرتُ وجهي في التراب وزهدتُ عن هذه الدنيا وتشوقتُ للآخرة "والآخرةُ خيرٌّ وأبقى".نسأل الله المغفرة
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
سُئِلَ أحد العلماء عن كيفية وصوله إلى تلك الدرجة العالية من الإيمان.فأجاب:
"كنتُ أيام شبابي مغرورا لاأتورع عن إرتكاب الآثام والمعاصي، وكانت لي والدة تأمرني أن أكتب كلّ ماأقترفه من ذنوبٍ وموبقات في كرّاسٍ خاص وأراجعه قبل أن أنام. إلتزمتُ بطلب والدتي دون أن أطلب منها تفسيرا لذلك وقلت مع نفسي: ما الضير في أن أدوّن في الليل ماأعمله في النهار.بدأتُ فعلاً بتفيذ طلب والدتي وكنتُ مساء كل يوم أراجع ماأكتب خوفا من أن أنسى شيئا لم أكتبه في ذلك الكرّاس. في أحد الأيام وكعادتي خرجت من البيت لاأدري إلى أين تأخذني قدماي،فرأيتُ في طريقي إمرأة حسناء محتشمة ومعها بُنية صغيرة، قلتُ لِاُعاكسها لعلي أحصل على شيء وفعلا طلبتُ منها أن تتوقفَ قليلاً لِنتحدّثَ حيث لايَرانا مَن لايَرانا، فَفَعَلتْ.دنوتُ منها مبتسما وإذا بها ترتعد كالسعفة وقد إصفّر وجهها وقالت لي: إسمع أيها الشاب المغرور، والله ماوقفتُ في حياتي هذا الموقف ولم أك يوما إمرأة سَوءٍ أبدا، ولكني ومنذ ثلاثة أيام ومعي هذه الطفلة المسكينة لم يدخل جوفنا شيء من الطعام إطلاقاً، فهلاّ تصدقتَ علينا وأحسنتَ إلينا واللهُ يجزيك خير جزاء المحسنين.تأثرتُ كثيرا لموقف هذه المرأة الصالحة وعدلتُ عن الإساءة إليها والتحرشِ بها وقلتُ لها أخبريني عن مكان سكنك وسوف آتيكِ بما قسمه الله. أعطتني العنوان وإنصرفتْ آملة أن أكون صادقا فيما وعدت.ذهبتُ إلى بيتنا وأخبرتُ والدتي بما جرى فساعدتني في جمع بعض الطعام الذي كان عندنا فذهبتُ إلى تلك المرأة وناولتها كيس الطعام دون أن أنظر إلى وجهها وأنصرفتُ عائدا إلى أمي التي كانت في إنتظاري. إستقبلتني على غير عادتها، شكرتني على عملي وعلى محياها علامات الرضا وطلبتْ مني أن أدوّن هذه الحادثة أيضاً في ذلك الكراس الخاص.وافقتها الرأي ووعدتها أن أفعل ذلك قبل أن أنام. حان بعدها موعد النوم فأحضرتُ قلمي وأردتُ أن أسجل تلك الحادثة فإذا بيَّ أرى الصفحات (التي كانت مليئة بذكر السيئات) بيضاء ولا توجد في أعلى كل صفحة إلاّ هذه الآية:" إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ".فعاهدتُ ربي تعالى أن لا أفعل منكرا قط مادمتُ حيّا. بدأتُ بالإستغفار والتوبة من حينها وأكثرتُ من فعل الخيرات وعفرتُ وجهي في التراب وزهدتُ عن هذه الدنيا وتشوقتُ للآخرة "والآخرةُ خيرٌّ وأبقى".نسأل الله المغفرة
تعليق