الاكل عند اهل المصيبة اصبح عادة جاهلية

[سيد معد]

بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت موضوعا عن التصوير في مائدة اقيمت على روح اخوين وذكر الاخوة مساوئ ذلك فاحببت ان اضع لهم هذا الموضوع لمساسه بما ذكر
وهو عبارة عن فصل من بحث طويل عن المصيبة في طريقه الى الطبع
الأكل عندأهل بيت المصيبةعادةجاهلية

الأكلعندأهلبيتالمصيبةعادةجاهلية

عادةسيئةوانشئتفقلمصيبةعلىمصيبةوهيانالعرفالسائد–فيالكثيرمنالبقاعاناهلالمصيبةيقومونبالذبحوالطبخلاستقبالالمعزين, الىسبعةاياموفيالليلةالسابعةيصنعونالطعامالكثيرايضاباسمالسابعة. ولهذهالعادةالسيئةمضارُّعدَّة،منها: 1- شغلُأهلالمصيبةعنمصابهم : فهمأصحابمصيبةيحتاجونللمواساةوشدِّالأزر،والانشغالبإعدادالطعامللمُعزّينيستوجبعليهمالتحركوالعمللذلك،فيشغلهمعمّاهمفيه،ويزيدهمهماًعلىهم. 2- الضررالمادي: إذالكثيرمنأهلالمصابيضطرالىاستقراضالماللهذاالامر،ويبقىهذاالدينثقلاوهمّاعليه, واحياناتقسمتكلفةالانفاقعلىالأقارب،وكثيراًمايحدثشجارومشاكلبسببذلك , واحيانااخرىيُخرجهذاالمبلغمنمالالمتوفىالذييشتركبهالورثةالقصَّر،أويُخرجمنثُلثالمتوفى،ولايكونقدذكرذلكفيمصارفالثلث،فيكونالتصرفانالأخيرانتصرفينمحرَّمينشرعاً, وهذهعادةاهلالجاهليةكماسنبين،بينمانرىالاسلاميأمربعكسذلك . ولحلهذهالازمةينبغيعلىالناسانيزورواصاحبالمصيبةوانلايبقواالىوقتالطعام،خصوصااهلالمنطقة،فهؤلاءينبغيعليهمانيصنعواالطعاملأهلالعزاء،كماهوالمستحبالوارد،لأنهؤلاءمشغولونبمصابهم،لاانيأكلواعندهم. وهذاماتفعلهعشيرةالجويبرالتابعةلقضاءسوقالشيوخفيالناصرية،فلايأكلونعندصاحبالمصيبةخوفامنإلحاقالضررالماديبه،وجاءذلككماسمعتبسببتبليغاحدالعلماءلهم. لتكنعندناهذهالثقافة،واناهلالمنطقةلايبقونومنيأتيمنخارجالمنطقةيقرأالفاتحةويذهب،فهذااحساسبالمسؤولية،وارجاعلسنةالنبي (صلىاللهعليهوآله) فهنيئالمنيثبتهاويخففعلىالمسلمينعناءهم. والمأمولمنالاخوةالذينيُحسبونعلىسلكالمتدينينأنيعملواعلىنشرهذهالثقافة،بالتطبيقالشخصي،ونصحالاخرينبتركهذهالعاداتالجاهليةالضارةبالمجتمع:فعنالامامعلي ( عليهالسلام ) : الفضيلةغَلَبَةُالعادة [1].

وعنه ( عليهالسلام ) : أفضلالعبادةغَلَبَةُالعادة[2]. وعنه ( عليهالسلام ): بغَلَبَةُالعاداتالوصولإلىأشرفالمقامات[3]. وعنه ( عليهالسلام ) : غالبواأنفسكمعلىتركالعاداتتغلبوها،وجاهدواأهواءكمتملكوها)[4]. وعنه ( عليهالسلام ) : (غيرواالعاداتتسهلعليكمالطاعات)[5].

والاننذكرالنظرةالاسلاميةفيذلك: عنالصادق (عليهالسلام) قال: لماقتلجعفربنأبيطالب (عليهماالسلام) أمررسولالله (صلىاللهعليهوآله وسلم) فاطمة (عليهاالسلام) أنتتخذطعامالأسماءبنتعميسثلاثةأياموتأتيهاونساؤهافتقيمعندهاثلاثةأيامفجرتبذلكالسنةأنيصنعلأهلالمصيبةطعامثلاثاً) [6]. عنالصادق(عليهالسلام) : (الأكلعندأهلالمصيبةمنعملأهلالجاهلية،والسنَّةالبعثإليهمبالطعامعلىماأمربهالنبي (صلىاللهعليهوآله) فيآلجعفربنأبيطالب (عليهماالسلام) لماجاءنعيه)[7] عنالباقر ( عليهالسلام ) قال: (يُصنعلأهلالميتمأتمثلاثة أيام من يوم مات [8]). عنالصادق( عليهالسلام ) قال: (ينبغيلجيرانصاحبالمصيبةأنيطعمواالطعامعنهثلاثةأيام)[9].
قالالعلامةالحليفيمنتهىالمطالب: (مسألة : ويستحبأنيصنعلأهلالميتطعام ...) نسألاللهأنيوفقالجميعلتطبيقمااندرسمنسنةالمصطفى (صلىاللهعليهوآله)،فنحننرىآثارهذهالعادةالجاهليةعلىصاحبالمصاب. والسعيدمنغيَّرسنةسيئةاوساهمفيذلك.

[سيد معد]

الاكل عند اهل المصيبة اصبح عادة جاهلية

بسم الله الرحمن الرحيم
اثني على موضوع الاخ الميزان ونقده لموضوع كثرة الطعام والتصوير في الفواتح بهذا الموضوع وهو فصل من بحث يخص المصيبة في طريقه الى الطبع
الأكل عند أهل بيت المصيبةعادة جاهلية

عادة سيئة وان شئت فقل مصيبة على مصيبة وهي ان العرف السائد – في الكثير من البقاع ان اهل المصيبة يقومون بالذبح والطبخ لاستقبال المعزين, الى سبعة ايام وفي الليلة السابعة يصنعون الطعام الكثير ايضا باسم السابعة. ولهذه العادة السيئة مضارُّ عدَّة، منها:

1- شغلُ أهل المصيبة عن مصابهم : فهم أصحاب مصيبة يحتاجون للمواساة وشدِّ الأزر، والانشغال بإعداد الطعام للمُعزّين يستوجب عليهم التحرك والعمل لذلك، فيشغلهم عمّا هم فيه، ويزيدهم هماً على هم.
2- الضررالمادي: إذ الكثير من أهل المصاب يضطر الى استقراض المال لهذا الامر، ويبقى هذاالدين ثقلا وهمّا عليه, واحيانا تقسم تكلفة الانفاق على الأقارب، وكثيراً مايحدث شجار ومشاكل بسبب ذلك , واحيانا اخرى يُخرج هذاالمبلغ من مال المتوفى الذي يشترك به الورثة القصَّر، أويُخرج من ثُلث المتوفى، ولايكون قد ذكر ذلك في مصارف الثلث، فيكون التصرفان الأخيران تصرفين محرَّمين شرعاً, وهذه عادة اهل الجاهلية كما سنبين، بينما نرى الاسلامي أمر بعكس ذلك .ولحل هذه الازمة ينبغي على الناس ان يزوروا صاحب المصيبة وان لايبقوا الى وقت الطعام، خصوصا اهل المنطقة، فهؤلاء ينبغي عليهم ان يصنعوا الطعام لأهل العزاء، كماهوالمستحب الوارد،لأن هؤلاءمشغولون بمصابهم،لا ان يأكلوا عندهم. وهذا ماتفعله عشيرة الجويبر التابعة لقضاء سوق الشيوخ في الناصرية، فلا يأكلون عند صاحب المصيبة خوفا من إلحاق الضرر المادي به، وجاء ذلك كماسمعت بسبب تبليغ احدالعلماءلهم. لتكن عندناهذه الثقافة، وان اهل المنطقةلايبقون ومن يأتي من خارج المنطقةيقرأ الفاتحة ويذهب، فهذااحساس بالمسؤولية،وارجاع لسنةالنبي (صلى الله عليه وآله) فهنيئا لمن يثبتها ويخفف على المسلمين عناءهم.
والمأمول من الاخوةالذين يُحسبون على سلك المتدينين أن يعملواعلى نشرهذه الثقافة، بالتطبيق الشخصي، ونصح الاخرين بترك هذه العادات الجاهليةالضارة بالمجتمع: فعن الامام علي ( عليه السلام ) : الفضيلةغَلَبَةُالعادة [1].

وعنه ( عليه السلام ) : أفضل العبادةغَلَبَةُالعادة[2]. وعنه ( عليه السلام ): بغَلَبَة العادات الوصول إلى أشرف المقامات[3]. وعنه ( عليهالسلام ) : غالبوا أنفسكم على ترك العادات تغلبوها،وجاهدوا أهواءكم تملكوها)[4]. وعنه ( عليهالسلام ) : (غيرواالعادات تسهل عليكم الطاعات)[5].

يتبع ان شاء الله

---

[1]-عون الحكم والمواعظ ص38

[2] -عيون الحكم والمواعظ 113

[3] عيون الحكم والمواعظ ص189

[4] عيون الحكم والمواعظ ص348

[5] عيون الحكم والمواعظ ص347

[سيد معد]

والان نذكرالنظرةالاسلاميةفي ذلك:


عن الصادق (عليه السلام) قال: لماقتل جعفربن أبي طالب (عليهماالسلام) أمررسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة (عليهاالسلام) أن تتخذ طعاما لأسماءبنت عميس ثلاثةأيام وتأتيهاونساؤها فتقيم عندها ثلاثةأيام فجرت بذلك السنةأن يصنع لأهل المصيبةطعام ثلاثاً) [1]. عن الصادق(عليهالسلام) : (الأكل عندأهل المصيبة من عمل أهل الجاهلية،والسنَّة البعث إليهم بالطعام على ما أمربه النبي (صلى الله عليه وآله) في آل جعفربن أبي طالب (عليهم االسلام) لماجاء نعيه)[2] عن الباقر ( عليهالسلام ) قال: (يُصنع لأهل الميت مأتم ثلاثة أيام من يوم مات [3]). عن الصادق( عليهالسلام ) قال: (ينبغي لجيران صاحب المصيبةأن يطعمواالطعام عنه ثلاثةأيام)[4]. قال العلامةالحلي في منتهى المطالب: (مسألة : ويستحب أن يصنع لأهل الميت طعام ...) نسأل الله أن يوفق الجميع لتطبيق مااندرس من سنةالمصطفى (صلى الله عليه وآله)،فنحن نرى آثارهذه العادةالجاهليةعلى صاحب المصاب. والسعيد من غيَّرسنةسيئة اوساهم في ذلك. تطبيق عملي: كانت في مناطقناعادةسيئةففي الوليمةوالتي تصنع في الافراح والاتراح يضعون الطعام أولاً،ثم يقوم شخص بتوزيع اللحم فيعطي كل شخص حصته مناللحم على حسب مكانته الاجتماعية, ولايكون التقييم –طبعاً- على أساس التقوى أوالحاجة،بل على العكس،فربمالايُعطى الفقيرمع حاجته الا النزراليسير،بينما يُعطى الغني اللحم الكثير, فدعا جدي رحمه الله الناس يوما الىطعام ووضع اللحم علىالمائدة وامرهم بالأكل فكسرهذه العادةالمقيتة وغيرها. فائدة: الجميع يعلم ان الفرص تمر مرالسحاب،وليس من السهل على الانسان ان يجد موردا له وزن ثقيل يكتسب به الثواب والمجد من دون جهد كبير ويبقى اثره بعده , فليبادرشيوخ العشائراو من له كلمة لتغييرهذه العادة ويطيروا بهذا الفضل .
1- إهدارالنعمة: يتخلل هذه العادةالجاهلية-الاكل عنداهل بيت المصيبة- محاذيرأخرى غيرما ذكرنا مثل صنع الطعام الكثير في وضع الرزوالخبز مثلااكثربكثير ممايحتاجه المعزون فيلقى في آخرالمطاف في القمامة،بل على قارعةالطريق, وقد قال تعالى"..وكلواواشربوا ولاتسرفوا إنه لايحب المسرفين"[5] وقال تعالى"..وأن المسرفين هم أصحاب النار"[6] وبجمع الايتين الشريفتين يتبين عظم هذا الوزر, فلذا يتوجب على اصحاب الكلمة ان يغيروا هذه الطريقة في الإطعام التي تنم عن الجهل وعدم المسؤليةوالتفاخر بماحرم الله. ألم يعلم هؤلاءان بجواركل نعمةحق مضيع؟ فعن أميرالمؤمنين(عليه السلام)".إن الله سبحانه فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء فما جاع فقير إلا بما متع به غني والله تعالى سائلهم عن ذلك.[7]" الا يعلمون ان مثل هذاالصنيع يساهم في ترسيخ فقرالفقيروجوع المعوز،إذ الغنيُّ يزيدمن شراءالاطعمةفيرتفع السعر،فيرجع سلباعلى الفقراء،وينخفض اذا قل الطلب لصالحهم. ومثل هذه العادةيمكن ان تغيرعلى يدالشرفاء،كأن يوضع الرزفي اناءكبير،ومن اراد ان يأكل يأخذ اقل من حاجته ويضعه فيقصعته الصغيرةواذا اراداكثر يأخذقليلا بعد ان يتم اكله, والمؤمن لاتأخذه في الله لومةلائم فلاينبغي ان يسرف كما يسرف مجتمعه فالعار –المفترض- اولى من دخول النار. لننظرالى تعاليم اهل البيت الذين أُمرنا باتباعهم , وعرفنا ان عدم التمسك به ميعني الضلالة : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من وجد كسرة فأكلها ( كان له حسنة ) ومن وجدهافي قذرفغسلها ثم رفعها كان له سبعون حسنة[8] . دخل رسولالله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على عائشةفرأى كسرةكاد أن يطأها فأخذهاوأكلهاوقال: (ياحميرا أكرمي جوارنعم الله عليك فإنها لم تنفرعن قوم فكادت تعودإليهم)[9]. وعنالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ): " القصعة تستغفرلمن يلحسها " [10]. وعن أميرالمؤمنين ( عليه السلام ): " من لعق قصعة،صلت عليه الملائكة،ودعت له بالسعةفي الرزق،وتكتب له حسنات مضاعفة" [11]. عن داود بن كثيرفي حديث انه تعشى مع أبي عبدالله ( عليه السلام ) :فلما رفع الخوان تقممَ ماسقطَ منه ثم ألقاه في فيه [12]. عن الرضاعن آبائه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : (الذي يسقط من المائدة مهورالحورالعين)[13] . أين هذاالفعل من افعالنا؟. إنَّ أميرالمؤمنين(عليهالسلام) يريد منا ان لانرمي حتى بقاياالطعام التي لانتمكن من الامساك بها بأصابعنا فنلعقها بألسنتنا والامام الصادق يلتقط مايقع من صغارالطعام من دون قصد ونحن نلقي بالطعام الكثيرفي الارض بقصد وكأن شيئا لم يكن !!. ووردعن النبي(صلى الله عليه واله وسلم ): (..ياأباذر،إن المؤمن ليرى ذنبه كأنه تحت صخرة يخاف أن تقع عليه،والكافريرى ذنبه كأنه ذباب مرعلى أنفه ...)[14].

---

[1] الكافي ج3 ص217
[2] من لا يحضره الفقيه ج1 ص182
[3] - من لا يحضره الفقيه ج1 ص182 والمأتم كل مجتمع في حزن أو فرح او خاص بالنساء.
[4] -من لا يحضره الفقيه ج3 ص237
[5] - الاعراف (31)

-غافر(43)[6]

[7] نهج البلاغة ج4 ص78
[8] - الكافي ج6 ص 300
[9] -الكافي ج6 ص300
[10] مستدرك الوسائل ج16 ص286
[11] مكارم الأخلاق ص146
[12] -الكافي ج6 ص300 وتقمم: أكل ما سقط على الخوان وهو البساط الذي توضع المائدة عليه.
[13] -وسائل الشيعة ج16 ص503
[14] -الأمالي-الشيخ الطوسي ص527

[سيد معد]

الاخوة المشرفون
الكتاتبة ممزوجة ظهرت بعد التفعيل ان كان بالاستطاعة تعديلها

[أنصار المذبوح]

بسم الله الرحمن الرحيم
اشكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ على طرحك هذا ـــرك
وباركالله فيــــــــــــــــــــــــك

[ابوعلاء العكيلي]

[ابوعلاء العكيلي]

[سيد معد]

بسم الله الرحمن الرحيم احسنتم احبتي
وشكر خاص للصدوق على تعديله للكتابة والخلل الذي حدث