اللهم صل على محمد وآل محمد
الاخوة الاعزاء ...السلام عليكم
بعد التوكل على الله نعرج على لذة روحية من اللذات التي يحصل عليها أهل الجنة بفضل من الله تعالى ألا وهي الشعور برضا اللّه عز وجل.
أن أكثر شعوريخامر الانسان هو الشعور برضا محبوبه وعزيز قلبه ,فهذا الشعور يثير لديه بهجة وارتياحا لا يوصفان .
فنيل رضا المحبوب من اكبر اللذات المعنوية , وهي لذة ممزوجة بالشعور بقيمة شخصيته ووجوده, فلو لم تكن لشخصه ووجوده قيمة, لما كان موضع قبول محبوبه الاكبر.
عندما نتدبر في آيات الله , نجد في قوله تعالى (ورضوان من اللّه ) الآية 15 من سورة آل عمران , أشارة الى هذه النعمة التي تعتبر افضل من جميع النعم , ولقد لخصت في جملة قصيرة وبليغة.
وكذلك يستفاد هذا المعنى وبشكل واضح عند التدبر في الاية 72 من سورة التوبة , فبعد الاشارة الى مجموعة من النعم المادية المتوفرة في الجنة ومنها الحدائق التي تجري من تحتها الانهار والمساكن الطيبة , يقول تعالى (ورضوان من اللّه اكبر) ثم تختتم الاية بقوله تعالى(ذلك هو الفوز العظيم ),
فاستخدام تعابير من امثال (اكبر) و(ذلك الفوز العظيم ) يظهر بوضوح عدم وجود نعمة تضاهي هذه النعمة وبالشكل الذي يتضمن مفهوم الحصر وكان الآية تريد ان تقول (ذلك هو الفوز العظيم لاغير).
بأمكاناتنا المحدوده وبعقولنا القاصرة لا يمكن لنا نتصور اي من النعم المادية للعالم الاخر في نطاق هذا السجن الدنيوي المحدود , فكيف يجوز ذلك بشان نعمة روحية ومعنوية كبرى الا وهي (رضوان اللّه ).
فقد روى ابوسعيد الخدري حديثا عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله قال فيه
( ان اللّه يقول لاهل الجنة : يااهل الجنة , فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك , فيقول : هل رضيتم فيقولون ومالنا لانرضى يارب وقد اعطيتنا مالم تعط احدا من خلقك : فيقول : الا اعطيكم افضل من ذلك ,فيقولون يارب واي شي افضل من ذلك فيقول : احل عليكم رضواني فلا اسخط عليكم بعده ابدا ).
وورد نفس هذا المعنى عن الامام علي بن الحسين عليهما السلام ولكن بتعبيرآخر , جا في آخره : ( فيقول تبارك وتعالى : رضاي عنكم ومحبتي لكم خير واعظم مما انتم فيه ).
(رضوان ) يعني الرضا والارتياح بالمعنى المصدري , ومجيئها هنا على هيئة النكرة يدل على العظمة , اي ان رضوان اللّه الاكبر واهم من كل شي سواه .
وقيل ايضا ان تنكيرها هنا فيه دلالة على القلة , اي ان اقل رضا من اللّه يعتبر اكبر من جميع النعم المادية المتاحة في الجنة .
وعلى آية حال, فليس في ميسور احد وصف تلك النفحات الروحية واللذات المعنوية التي ينالها الانسان بسبب الشعور برضا اللّه فأي جانب من هذه اللذة الروحية يفوق جميع النعم والمسرات الموجودة في الجنة .
ونقف مليا عند الآية الشريفة (119) من سورة المائدة لنجد ما أشارت اليه, فبعد سردها للنعم المادية في الجنة , اشارت الى الرضوان وصورته وكانه امر متبادل بين الخلق والخالق قائلة : ( رضي اللّه عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم ),
فما اجمل ان يكون الرضا من الجانبين , فهو يغرقهم بالنعم حتى يرضون , ويغمرهم بالمحبة بحيث يعلن لهم عن رضاه وخلاصة القول أنه لا فوز اكبر من ان يشعر الانسان بان مولاه ومحبوبه ومعبوده راض عنه ودلالة ذلك الرضا انه يفيض عليه بكل ما يتصور وما لا يتصور من النعم .
ولو أمعنا النظر الى الاية (28) من سورة الفجر في قوله تعالى ( يا أيتها النفس المطمئة أرجعي الى ربك راضية مرضية فدخلي في عبادي وادخلي جنتي ) فأننا سنجد عبارة ( راضية مرضية ) هي ايضا اشارة الى نفس هذا المعنى , اذ تصور النفس المطمئنة لعباد اللّه المخلصين الذين يصلون الى جوار قرب المحبوب قائلة : ان صاحب النفس المطمئنة يرجع الى ربه وهو راض عنه وربه راض عنه ايضا , وهنا يصدر الامر الالهي : ( فادخلي في عبادي ) كتاج للكرامة يزين به الراس فياله من فخر كبير عندما يخاطب الله تعالى الانسان في قوله : ( عبادي ) نعم هذه هي عقبى من اجتاز مرحلة النفس الامارة والنفس اللوامة ووضع قدمه على اعتاب النفس المطمئنة فكبح جماح الاهواء , والجم الشيطان وامتطى مركب التقوى .
الاخوة الاعزاء ...السلام عليكم
بعد التوكل على الله نعرج على لذة روحية من اللذات التي يحصل عليها أهل الجنة بفضل من الله تعالى ألا وهي الشعور برضا اللّه عز وجل.
أن أكثر شعوريخامر الانسان هو الشعور برضا محبوبه وعزيز قلبه ,فهذا الشعور يثير لديه بهجة وارتياحا لا يوصفان .
فنيل رضا المحبوب من اكبر اللذات المعنوية , وهي لذة ممزوجة بالشعور بقيمة شخصيته ووجوده, فلو لم تكن لشخصه ووجوده قيمة, لما كان موضع قبول محبوبه الاكبر.
عندما نتدبر في آيات الله , نجد في قوله تعالى (ورضوان من اللّه ) الآية 15 من سورة آل عمران , أشارة الى هذه النعمة التي تعتبر افضل من جميع النعم , ولقد لخصت في جملة قصيرة وبليغة.
وكذلك يستفاد هذا المعنى وبشكل واضح عند التدبر في الاية 72 من سورة التوبة , فبعد الاشارة الى مجموعة من النعم المادية المتوفرة في الجنة ومنها الحدائق التي تجري من تحتها الانهار والمساكن الطيبة , يقول تعالى (ورضوان من اللّه اكبر) ثم تختتم الاية بقوله تعالى(ذلك هو الفوز العظيم ),
فاستخدام تعابير من امثال (اكبر) و(ذلك الفوز العظيم ) يظهر بوضوح عدم وجود نعمة تضاهي هذه النعمة وبالشكل الذي يتضمن مفهوم الحصر وكان الآية تريد ان تقول (ذلك هو الفوز العظيم لاغير).
بأمكاناتنا المحدوده وبعقولنا القاصرة لا يمكن لنا نتصور اي من النعم المادية للعالم الاخر في نطاق هذا السجن الدنيوي المحدود , فكيف يجوز ذلك بشان نعمة روحية ومعنوية كبرى الا وهي (رضوان اللّه ).
فقد روى ابوسعيد الخدري حديثا عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله قال فيه
( ان اللّه يقول لاهل الجنة : يااهل الجنة , فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك , فيقول : هل رضيتم فيقولون ومالنا لانرضى يارب وقد اعطيتنا مالم تعط احدا من خلقك : فيقول : الا اعطيكم افضل من ذلك ,فيقولون يارب واي شي افضل من ذلك فيقول : احل عليكم رضواني فلا اسخط عليكم بعده ابدا ).
وورد نفس هذا المعنى عن الامام علي بن الحسين عليهما السلام ولكن بتعبيرآخر , جا في آخره : ( فيقول تبارك وتعالى : رضاي عنكم ومحبتي لكم خير واعظم مما انتم فيه ).
(رضوان ) يعني الرضا والارتياح بالمعنى المصدري , ومجيئها هنا على هيئة النكرة يدل على العظمة , اي ان رضوان اللّه الاكبر واهم من كل شي سواه .
وقيل ايضا ان تنكيرها هنا فيه دلالة على القلة , اي ان اقل رضا من اللّه يعتبر اكبر من جميع النعم المادية المتاحة في الجنة .
وعلى آية حال, فليس في ميسور احد وصف تلك النفحات الروحية واللذات المعنوية التي ينالها الانسان بسبب الشعور برضا اللّه فأي جانب من هذه اللذة الروحية يفوق جميع النعم والمسرات الموجودة في الجنة .
ونقف مليا عند الآية الشريفة (119) من سورة المائدة لنجد ما أشارت اليه, فبعد سردها للنعم المادية في الجنة , اشارت الى الرضوان وصورته وكانه امر متبادل بين الخلق والخالق قائلة : ( رضي اللّه عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم ),
فما اجمل ان يكون الرضا من الجانبين , فهو يغرقهم بالنعم حتى يرضون , ويغمرهم بالمحبة بحيث يعلن لهم عن رضاه وخلاصة القول أنه لا فوز اكبر من ان يشعر الانسان بان مولاه ومحبوبه ومعبوده راض عنه ودلالة ذلك الرضا انه يفيض عليه بكل ما يتصور وما لا يتصور من النعم .
ولو أمعنا النظر الى الاية (28) من سورة الفجر في قوله تعالى ( يا أيتها النفس المطمئة أرجعي الى ربك راضية مرضية فدخلي في عبادي وادخلي جنتي ) فأننا سنجد عبارة ( راضية مرضية ) هي ايضا اشارة الى نفس هذا المعنى , اذ تصور النفس المطمئنة لعباد اللّه المخلصين الذين يصلون الى جوار قرب المحبوب قائلة : ان صاحب النفس المطمئنة يرجع الى ربه وهو راض عنه وربه راض عنه ايضا , وهنا يصدر الامر الالهي : ( فادخلي في عبادي ) كتاج للكرامة يزين به الراس فياله من فخر كبير عندما يخاطب الله تعالى الانسان في قوله : ( عبادي ) نعم هذه هي عقبى من اجتاز مرحلة النفس الامارة والنفس اللوامة ووضع قدمه على اعتاب النفس المطمئنة فكبح جماح الاهواء , والجم الشيطان وامتطى مركب التقوى .
تعليق