إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اللذات الروحية في الآيات القرآنية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #21
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    الاخوة الاعزاء ...السلام عليكم
    بعد التوكل على الله نعرج على لذة روحية من اللذات التي يحصل عليها أهل الجنة بفضل من الله تعالى ألا وهي الشعور برضا اللّه عز وجل.
    أن أكثر شعوريخامر الانسان هو الشعور برضا محبوبه وعزيز قلبه ,فهذا الشعور يثير لديه بهجة وارتياحا لا يوصفان .
    فنيل رضا المحبوب من اكبر اللذات المعنوية , وهي لذة ممزوجة بالشعور بقيمة شخصيته ووجوده, فلو لم تكن لشخصه ووجوده قيمة, لما كان موضع قبول محبوبه الاكبر.
    عندما نتدبر في آيات الله , نجد في قوله تعالى (ورضوان من اللّه ) الآية 15 من سورة آل عمران , أشارة الى هذه النعمة التي تعتبر افضل من جميع النعم , ولقد لخصت في جملة قصيرة وبليغة.
    وكذلك يستفاد هذا المعنى وبشكل واضح عند التدبر في الاية 72 من سورة التوبة , فبعد الاشارة الى مجموعة من النعم المادية المتوفرة في الجنة ومنها الحدائق التي تجري من تحتها الانهار والمساكن الطيبة , يقول تعالى (ورضوان من اللّه اكبر) ثم تختتم الاية بقوله تعالى(ذلك هو الفوز العظيم ),
    فاستخدام تعابير من امثال (اكبر) و(ذلك الفوز العظيم ) يظهر بوضوح عدم وجود نعمة تضاهي هذه النعمة وبالشكل الذي يتضمن مفهوم الحصر وكان الآية تريد ان تقول (ذلك هو الفوز العظيم لاغير).
    بأمكاناتنا المحدوده وبعقولنا القاصرة لا يمكن لنا نتصور اي من النعم المادية للعالم الاخر في نطاق هذا السجن الدنيوي المحدود , فكيف يجوز ذلك بشان نعمة روحية ومعنوية كبرى الا وهي (رضوان اللّه ).
    فقد روى ابوسعيد الخدري حديثا عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله قال فيه
    ( ان اللّه يقول لاهل الجنة : يااهل الجنة , فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك , فيقول : هل رضيتم فيقولون ومالنا لانرضى يارب وقد اعطيتنا مالم تعط احدا من خلقك : فيقول : الا اعطيكم افضل من ذلك ,فيقولون يارب واي شي افضل من ذلك فيقول : احل عليكم رضواني فلا اسخط عليكم بعده ابدا ).
    وورد نفس هذا المعنى عن الامام علي بن الحسين عليهما السلام ولكن بتعبيرآخر , جا في آخره : ( فيقول تبارك وتعالى : رضاي عنكم ومحبتي لكم خير واعظم مما انتم فيه ).
    (رضوان ) يعني الرضا والارتياح بالمعنى المصدري , ومجيئها هنا على هيئة النكرة يدل على العظمة , اي ان رضوان اللّه الاكبر واهم من كل شي سواه .
    وقيل ايضا ان تنكيرها هنا فيه دلالة على القلة , اي ان اقل رضا من اللّه يعتبر اكبر من جميع النعم المادية المتاحة في الجنة .
    وعلى آية حال, فليس في ميسور احد وصف تلك النفحات الروحية واللذات المعنوية التي ينالها الانسان بسبب الشعور برضا اللّه فأي جانب من هذه اللذة الروحية يفوق جميع النعم والمسرات الموجودة في الجنة .
    ونقف مليا عند الآية الشريفة (119) من سورة المائدة لنجد ما أشارت اليه, فبعد سردها للنعم المادية في الجنة , اشارت الى الرضوان وصورته وكانه امر متبادل بين الخلق والخالق قائلة : ( رضي اللّه عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم ),
    فما اجمل ان يكون الرضا من الجانبين , فهو يغرقهم بالنعم حتى يرضون , ويغمرهم بالمحبة بحيث يعلن لهم عن رضاه وخلاصة القول أنه لا فوز اكبر من ان يشعر الانسان بان مولاه ومحبوبه ومعبوده راض عنه ودلالة ذلك الرضا انه يفيض عليه بكل ما يتصور وما لا يتصور من النعم .
    ولو أمعنا النظر الى الاية (28) من سورة الفجر في قوله تعالى ( يا أيتها النفس المطمئة أرجعي الى ربك راضية مرضية فدخلي في عبادي وادخلي جنتي ) فأننا سنجد عبارة ( راضية مرضية ) هي ايضا اشارة الى نفس هذا المعنى , اذ تصور النفس المطمئنة لعباد اللّه المخلصين الذين يصلون الى جوار قرب المحبوب قائلة : ان صاحب النفس المطمئنة يرجع الى ربه وهو راض عنه وربه راض عنه ايضا , وهنا يصدر الامر الالهي : ( فادخلي في عبادي ) كتاج للكرامة يزين به الراس فياله من فخر كبير عندما يخاطب الله تعالى الانسان في قوله : ( عبادي ) نعم هذه هي عقبى من اجتاز مرحلة النفس الامارة والنفس اللوامة ووضع قدمه على اعتاب النفس المطمئنة فكبح جماح الاهواء , والجم الشيطان وامتطى مركب التقوى .

    التعديل الأخير تم بواسطة احمد الخياط; الساعة 30-10-2013, 01:08 PM.
    sigpic

    تعليق


    • #22
      السلام عليكم ورحمة الله جزاكم الله الف خير موضوع رائع وممتع في رحاب القران الكريم
      اللهُمَ صَلِ عَلَى مُحَمّد وَآلِ مُحَمّد وَعَجِلْ فَرَجْ قآئِم آلِ مُحَمّد


      تعليق


      • #23
        اللهم صل على محمد وآل محمد
        الاخت الفاضله أم كميل الحاجي .... السلام عليكم
        شرفني مروركم الكريم , وفقك لله لك خير
        دمتم برعاية الله حفظه
        sigpic

        تعليق


        • #24
          اللهم صل على محمد وآل محمد
          الاخوة الكرام ....السلام عليكم
          بعد التوكل على الله عز وجل نذهب الى لذة روحية أخرى من اللذات التي يتمتع بها المؤمنون بعد دخولهم الجنة.
          ان من اثمن اللذات الروحية هي ان يجود رب العزة والجلالة على عبده بنظرة لطف ويتحدث اليه ,
          فما أغلى تلك اللذة الروحية التي يمنحها المحبوب الجامع للكمالات على الانسان الفقير الى لطف محبوبه بأن يمن عليه بنظرة من فضله ولطفه , والاكثر اهمية من كل ذلك ان يتمكن الانسان - ذلك العبد - من بلوغ مقام شهود ذاته المقدسة , اي انه يراه بقلبه ويغرق في بحر جماله .
          في هذه الدنيا قد يحدث ان يتجاهلنا من نحب - بغض النظر عن السبب – فسنشعر بحالة من العذاب والألم النفسي ,
          أما أذا أحسسنا برضا من نحب عنا , والتفاته الينا , فسنشعر بحالة من الفرح والسعادة والانشراح النفسي .
          أما في الآخرة فالمقاييس تختلف ,
          فأذا تلونا القرآن وتدبرنا في آياته فسنجد أشارة الى هذه اللذة الروحية والنعمة الألهية , ففي قوله تعالى وهو جل أسمه يصف العذاب الالهي الاليم على من يكتم آيات الله ( ولا يكلمهم اللّه يوم القيامة ولايزكيهم ولهم عذاب اليم )البقرة ـ174.
          ويتحدث القرآن في موضع آخر عن نفس هذا الموضوع والعذاب الالهي على من يشترون بعهد اللّه ثمنا قليلا : ( ولا يكلمهم اللّه ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولايزكيهم ولهم عذاب اليم ) آل عمران ـ77.
          نعم , انهم محرومون من لذة التكلم مع اللّه ونظرة رحمته ولطفه ولذلك فهم لا يطهرون , ولما كانت الجنة مأوى الاطهار فهم - أهل العذاب - يبقون في جهنم يذوقون اليم عذابه.
          يتضح من هاتين الايتين ان هذه النعم لاينالها غير المؤمنين , فاللّه يكلمهم بلطفه ,
          ولهم نفس المنزلة التي كانت للانبياء في هذه الدنيا وكانت من دواعي اللذة لهم ,
          وهل هناك لذة افضل من هذه ؟ الى تكليمه اياهم فهو ينظر اليهم بلطفه الخاص ايضا ,
          وهل هناك نعمة اعظم من هذه ؟ فهو ينظر الى المحب الصادق نظرة مليئة باللطف والحنان .
          ومن البديهي ان الكلام لا يكون باللسان ولا النظر يكون بالعين فاللّه سبحانه اجل من الجسم والجسمانية .
          أن لذة النظرالى الجمال الذي لا مثيل له للمحبوب الحقيقي نستفادها من الآية المباركه في قوله تعالى ( وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة ) القيامة ـ22 ـ 23.
          وما يلفت الانتباه هنا هو ان تقديم ( الى ربها ) ـ وهو ما يفيد الحصر ـ ,يدل على انهم ينظرون اليه فقط في ذلك اليوم ولاينظرون الى سواه وهم ان نظروا الى غيره فهي ليست الا نظرة عابرة , ومع ذلك فهم يرونه هو ايضا لان كل ما في العالم مظاهر لذاته المقد سة وآثار لطفه ورحمته , ورؤية الاثر هي رؤية المؤثر.
          من البديهي ان آثار عظمة اللّه في ذلك اليوم اوضح بكثير مما عليه الحال في الدنيا وكذلك الحجب المظلمة التي تغطي قلوب المؤمنين في هذا العالم فانها ستزاح جانبا حتى ليمكنهم مشاهدة ذاته المقدسة من خلال نظرة قلبية وروحية واحدة بل ويكون الفيض الشهودي احيانا اعمق فيغمرهم بجماله فينسون الجنة والنعم التي فيها.
          ومفهوم هذا الكلام هو ان المؤمنين غير محجوبين في ذلك اليوم , بل يتمتعون برؤية جمال الحق ويتلذذون بفيض لقاء المحبوب الذي لا نظير له وان كان ذلك الحجاب عذابا اليما للكفار ( كلا انهم يومئذ عن ربهم لمحجوبون ) المطففين / 15, فهل هناك جزاء اشد ايلاما من حرمان الانسان من لقاء اللّه ومنعه من الحضور في المحضر الالهي المقدس,
          فهذا اللقاء هو من امتع اللذات بالنسبة للمؤمنين .

          sigpic

          تعليق


          • #25
            اللهم صل على محمد وآل محمد
            الاخوة الاعزاء ....السلام عليكم
            بعون الله تعالى نتناول لذة من اللذات الروحية التي يتنعم فيها أهل الجنة بفضل من الله تعالى, الا وهي لذة الحصول على كل مايشتها فيها.
            عندما تحل ضيفا على شخص بينك وبينه ارتباط روحي , فمهما قام بتوفير وتهيئة مستلزمات الضيافة , وأراد لك الراحة التامة ,فأنك ستبقى تشعر بنوع من التقيد , ولكن لو قال لك – وأنت تعلم صدقه – خذ راحتك ,ولا تتقيد , فالدار دارك ولك فيها كل ماتريده وتشتهيه , فعندها ستشعر بالراحة وبالحرية الحقيقية التي لاقيود فيها ولا حدود لها .
            وأما في الجنة فأن اللّه عز وجل يهب للانسان القدرة التي تجعل من ارادته سببا لحصول اية نعمة , خلافا لما عليه الحال في الدنيا اذ ان ارادة الانسان فيها تابعة لوجود الاسباب وتوفر العوامل.
            فعندما يرغب الانسان في التجوال في الحدائق والمتنزهات , ولايكون الجو معتدلا ولا الاشجار يانعة , فأنه سيجد نفسه عاجزا ولا يستطيع مطلقا خلق اجواء ربيعية او اشجار مورقة ندية بمحض ارادته, ولكنه في الجنة ما ان يطلب الانسان شيئا حتى يتحقق له باذن اللّه ,
            وهذا المعنى نستفيده من الآية المباركة ( 22 ) من سورة الشورى بعد تحدثها عن حدائق الجنة , قال تعالى ( لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير ) فتعبير ( عند ربهم ) وتعبير (ذلك هوالفضل الكبير ) يتناسبان مع العطايا المعنوية والروحية في الجنة,
            وعلى هذا فلا توجد هناك اية قيود على النعم في الجنة وخاصة في الابعاد الروحية والمعنوية اضافة الى ما تتضمنه هذه التعابير من دلالات على عدم محدوية نعم الجنة .
            وقد ورد نفس هذا المعنى في الاية (34) من سورة الزمر في قوله تعالى ( لهم مايشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ). ,
            وفي نفس هذا السياق ورد في الاية (35) من سورة ق في قوله تعالى( لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد ).
            ويدل هذا التعبير على توفير كل ما تتسع له جملة ( لهم ما يشاؤون ) وكل ما تشتمل عليه ارادتهم اضافة الى توفير جميع النعم والعطايا التي لم تخطر على بال اي انسان , ويشملهم بلطفه الذي يستعصي على البيان وصفه .
            ويستدل من بعض الروايات ان جملة ( ولدينا مزيد ) هي اشارة الى ايام الجمعة التي يحظى فيها اهل الجنة بكرامات وعنايات خاصة من قبل الباري جل وعلا , وهو اكثر مما لديهم باثنين وسبعين مرة.
            التعديل الأخير تم بواسطة احمد الخياط; الساعة 09-11-2013, 04:21 PM.
            sigpic

            تعليق


            • #26
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              احسنتم،جزاكم الله خيرا،سرحنا لثوان لتخيل ب((
              تصور لو ان هذه المشاعر تحصل وبشكل اكثر قوة بآلاف المرات وتستمر لساعات وايام وليال واشهر وسنوات متواصلة , كيف سيكون الحال ؟خاصة مع انعدام عوامل الغفلة عن ذكر اللّه وزوال المسببات التي تعصف باستقرار القلب وحضوره , وانكشاف الحجب وموانع المعرفة من امام الابصار , حيث يصبح ادراك الانسان وبصيرته اشد واقوى ولا وجود هناك للهواجس الشيطانية التي تتربص دوما لسالكي هذا الطريق ))، اعتقد عندها الروح تخرج من الجسد لتسموا وتسموا وتسموا وهذا ماوصل اليه الصالحين من عباده، لنا عودة ان شاء الله
              اللهمّ اجْعَلْني عِنْدَكَ وَجِيهاً بِالحُسَيْنِ عَلَيهِ السَّلأم فِي الدُّنْيا وَالاخِرَةِ


              تعليق


              • #27
                المشاركة الأصلية بواسطة رحيق الزكية مشاهدة المشاركة
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                احسنتم،جزاكم الله خيرا،سرحنا لثوان لتخيل ب((
                تصور لو ان هذه المشاعر تحصل وبشكل اكثر قوة بآلاف المرات وتستمر لساعات وايام وليال واشهر وسنوات متواصلة , كيف سيكون الحال ؟خاصة مع انعدام عوامل الغفلة عن ذكر اللّه وزوال المسببات التي تعصف باستقرار القلب وحضوره , وانكشاف الحجب وموانع المعرفة من امام الابصار , حيث يصبح ادراك الانسان وبصيرته اشد واقوى ولا وجود هناك للهواجس الشيطانية التي تتربص دوما لسالكي هذا الطريق ))، اعتقد عندها الروح تخرج من الجسد لتسموا وتسموا وتسموا وهذا ماوصل اليه الصالحين من عباده، لنا عودة ان شاء الله

                االلهم صل على محمد وآل محمد
                الاخت الفاضله رحيق الزكية ....السلام عليكم
                فعلا أختي الكريمة وكما تفضلتي , ان سمو الروح يحصل عندما يتمكن الانسان من التخلص من قيود المادة التي تكبله وتقيد عقله وتشوش فكره ,ويتخلص من غشاوة العين ودرن القلب التي تحجب عنه نور المعرفة وتعمي بصيرته .
                أختنا الفاضله , شرفني مروركِ الكريم , واسعدني جميل مداخلتكِ .
                أهلا بعودتكِ وننتظر مداخلاتكِ المفيدة والنافعة.
                وفقكِ الله لكل خير ودمتِ بتوفيق من الله عز وجل


                sigpic

                تعليق


                • #28
                  اللهم صل على محمد وآل محمد
                  الاخوة الاعزاء ..... السلام عليكم
                  بعد التوكل على الله عز وجل وأستمداد العون منه سبحانه وتعالى نعرج على لذة روحية من اللذات التي يحصل عليها أهل الجنة بعد دخولهم فيها بفضل من الله عز وجل .
                  مهما بلغ العقل من التسامي ومهما ارتقى من الذرى , وكلما حاول التعمق لسبر غور الكلمات وألآيات القرآنية كلما توصل الى مفاهيم وابعاد جديدة , حتى يصل الفكر الى مكان يقف عنده ويعترف بعدم القدرة على بلوغ اعماقها ,
                  عند التدبر والتمعن في آيات القرآن الكريم نجد تعابير تذهب الى اكثر بكثيرمما ذكرناه , فهي تتحدث عن قضية تخرج عن اطار التفكير لدى جميع ابناء البشر ولاتسعها دائرة التصور والخيال والوهم .
                  ان استدلال الايات القرآنية بمثل هذا الامر يعكس مدى عظمة النعم الالهية والتي يعجز البيان عن وصفها , والاية التي نبحث فيها تمثل في الواقع اشارة قيمة وذات مغزى للنعم الروحية والمعنوية العظيمة لاصحاب الجنة , والآية هي قوله تعالى (فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون ) الم السجدة ـ17.
                  وجا في حديث مشهور عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال : ( ان اللّه يقول اعددت لعبادي الصالحين مالا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطرعلى قلب بشر ).مجمع البيان للطبرسي , روح المعاني للآلوسي
                  ومما يلفت النظر , ان هذه البشارة العظمى قد وردت في القرآن الكريم في اعقاب سرده لصفات المؤمنين الذين يقومون الليل لمناجاة ربهم ( صلاة الليل ) والذين ينفقون من اموالهم , وهذه دلالة على ان افضل الطاعات والعبادات والاعمال الصالحةهي ( صلاة الليل ) ( والانفاق ).
                  والملفت للنظر ان صلاة الليل عبادة يؤديها المؤمن في الخفاء , وكذلك الانفاق الخالص فانه غالبا ما يجري في الخفاء كذلك, ويكون الجزاء على ذلك من قبل اللّه تعالى في الخفاء ايضا فجعله مستورا ولم يطلع عليه احد.
                  ومما يسترعي الانتباه اليه هو ان تعبير ( قرة اعين ) يعني برودة الاعين لانه من المعروف بين العرب ان ( دموع الشوق ) التي تنهمرعادة من الاعين عند الفرح الشديد تكون باردة , على العكس من دموع الحزن التي تتصف عادة بالحرارة والحرقة لذا فان العربي عندما يريد القول ان الموضوع اوالحادثة الفلانية مدعاة للسرور والارتياح ,نراه يقول ( قرة العين او قرة اعين ).
                  ان التدبر في الآية المباركة يوصلنا الى مفهوم , وهو عدم استطاعة اي انسان, حتى الانبياء المرسلين والملائكة المقربين من بلوغ هذه الحقيقة وهي معرفة مااخفى اللّه من جزاء لخاصة عباده الذين يبلغون درجات عالية من القرب الى ذاته المقدسة ومراحل رفيعة من وصال لقائه ومنازل سامية من عنايته والطافه وهي مما لايدركه انسان .

                  sigpic

                  تعليق


                  • #29
                    المشاركة الأصلية بواسطة احمد الخياط مشاهدة المشاركة
                    اللهم صل على محمد وآل محمد
                    الاخوه ا لكرام....السلام عليكم
                    بعون الله تعالى نبدء بأول لذة روحية نستفيدها من قراءة القرآن بتدبر وترتيل لآياته الشريفة.
                    وعنوان هذه اللذة الروحية هو : غاية التقدير والاحترام
                    فمنذ الحظة الاولى لدخول المؤمن الجنة يبدا احترام خزنة الجنة - وهم الملائكة الكرام – للمؤمن السعيد فيقابله خزنتها مهنئين له ,كماورد في قوله تعالى ( وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا حتى اذا جاؤها وفتحت ابوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ) الزمر ـ73.
                    أن من الاصول المتبعة في استقبال الضيف العزيز , أن تفتح له الابواب والمضيفون ينتظرونه على الباب وما يكاد يدخل حتى يستقبلوه بالترحاب وهذه من اللذات المعنوية الثمينة.
                    ان خزنة الجنة ينتظرون المتقين بلهفة على ابواب الجنة وقد فتحوها لهم من قبل وما ان يصلوا الى الجنة حتى يسارعوا الى استقبالهم باجمل التحيات ووافر الاحترام ويدعوهم باطيب العبارات الى الجنة والحياة الخالدة فيها.
                    وما أن يستقروا في الجنة , يؤمر ملائكة اللّه المقربون بالدخول عليهم من كل باب والترحيب بهم وتهنئتهم كما ورد في الاية (23) من سورة الرعد ( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار).
                    يفهم من الاية السابقة ان مجاميع من الملائكة يدخلون عليهم من كل باب.
                    ان كل باب من ابواب الجنة مخصص لواحد من الاعمال الصالحة مثل : (باب الصلاة , وباب الجهاد , وباب الحج ) فيتضح ان كل مجموعة من الملائكة تدخل عليهم لاجل واحد من الاعمال الصالحة التي ادوها في الدنيا ,
                    والاهم من كل ذلك التحية والسلام الصادر من اللّه الى اهل الجنة وهو سلام فاتح بالمحبة ومليء باللطف والرحمة , كما جاء في الاية الكريمة 58 من سورة (يس ) (سلام قولا من رب رحيم ) .
                    هذا السلام وهذه التحية الالهية التي تنفذ في اعماق النفس وتملؤها بالطاقة فتشد اليها نفوس اهل الجنة بما فيها من لطف واحسان وتجعلها مستغرقة بالبهجة , وهذه نعمة لا تضاهيها نعمة
                    نعم ان سماع نداء المحبوب المنبعث من جوده ولطفه لهو افضل من الدنيا وما فيه.

                    ان نفحة لقاءالمحبوب ورؤية لطف الحبيب والسلام الذي يعني رفع الحجب يحوي من اللذة والاشواق والبهجة بحيث ان لو بقي العشاق بعيدين عن فيضه المعنوي لما صبروا كما روى بعض مفسري السنة حديثا قيما عن اميرالمؤمنين عليه السلام يقول فيه ( لو حجبت عنه ساعة لمت ).
                    وعلى اية حال فان اسمى اماني اهل الجنة واشرف مفخرة لهم واحب ساعة اليهم هو ان يسلم عليهم الرب الرحمن الرحيم .
                    وتجدر الاشارة الى ان وجود آيات عديدة اخرى في القرآن الكريم تتضمن اهداء التحية لاهل الجنة من غيران تحدد مصدر التحية والسلام كما في الاية 46 الحجر قوله تعالى ( ادخلوها بسلام آمنين )
                    والاية 75 الفرقان قوله تعالى ( أولئك يجزون الغرفة بماصبروا ويلقون فيها تحية وسلاما )
                    والاية 34 ق قوله تعالى ( أدخلوها بسلام ذلك يوم الخلود )
                    فربما يكون مصدر التحية الملائكة ويحتمل في بعضها ان يكون السلام من اهل الجنة على بعضهم , او ربما يكون من اللّه وهذا افضلها واكمله.


                    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                    أحسنتم كثيراً
                    اسلوبكم يقترب من اسلوب سماحة الشيخ حبيب الكاظمي
                    ما اسماها من لذة :ترحيب الملائكة وسلام من الله كل حين
                    واجواء رائعة عسى الله ان يوفقنا واياكم لبلوغ الجنة..
                    اللهمّ اجْعَلْني عِنْدَكَ وَجِيهاً بِالحُسَيْنِ عَلَيهِ السَّلأم فِي الدُّنْيا وَالاخِرَةِ


                    تعليق


                    • #30
                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      أخي العزيز وفقك الله على هذا الموضوع الجميل
                      دمت أخاً

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X