الولاء الإيجابي العام
يريد الإسلام من المسلمين أن يعيشوا في وحدة مستقلة وأن يكون لهم نظام مترابط ومجتمع متماسك. كل فرد فيه يرى نفسه عضوا في جسد واحد هو المجتمع الإسلامي, لكي يصبح المجتمع الإسلامي قويا. لقد جاء في القرآن الكريم إن المجتمع المسلم ينبغي أن يكون أفضل من المجتمعات الأخرى(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين). ويقول القرآن في مكان آخر(ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم). إن الإيمان أساس المحبة والوداد والولاء بين المؤمنين)والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر).فالمؤمنون قريب بعضهم من بعض وهذا القرب يجعلهم على أن يحب بعضهم بعضا وتنصره وتحامي عنه وتهتم بمصيره الذي هو في الحقيقة مصير مجتمعه الموحد الواحد, ولذلك فهو يأمره بالمعرفة وينهاه عن ارتكاب الأعمال قبيحة.إن هذين العاملين(الأمر والنهي عن المنكر) ناشئان من الود الإيجابي وبهذا نجد هذه الجملة ترد مباشرة بعد ذكر ولاء المؤمنين بعض لبعض.
إن الاهتمام بمصير الأشخاص ينبع من اهتمامهم بمصيرهم, فالأب الذي يحب أبنائه لا شك أنه يعتني بمصائرهم وسلوكهم, ولكنه قد لا يحس بالإحساس نفسه إزاء أولاد الآخرين لأنه لا تربطه بهم رابطة بحيث أن أعمالهم الحسنة تثير فيه أحساسا إيجابيا:وتثير فيه أعمالهم الشائنة أحساسا سلبيا. فالأمر بالمعروف يأتي من ذلك الإحساس الإيجابي والنهي عن المنكر يأتي من ذلك الإحساس السلبي. فإذا لم يكن ثمة حب فلا تكون تلك الأحاسيس في قلب الإنسان([1]).
[1] ـ كتاب الولاء والولاية/ص(9) للشيخ مطهري
تعليق