طريق العبودية لله
مراحل الطريق ومنزله:
إن الربوبية والولاية,وبعبارة أخرى.أن للكمال الذي يبلغه الإنسان على أثر العبودية وإخلاصه وتعبده الحقيقي. مراحل ومنازل:ـ
1 ـ المرحلة الأولى:
تكون ذات ألهام وتتميز بتسلط الإنسان على نفسه وبعبارة أخرى.أن أدنى علاقة تدل على قبول عمل الإنسان من لدن الخالق هي أنه يصح ذا نظرة نافذة واضحة.ويرى نفسه بقول القرآن الكريم.
(أن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا)([1]).
ويقول(والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا)([2]).
ثم يتغلب الإنسان على نفسه وقواه النفسانية ويقهرها وتقوى إرادته في قبال رغباته النفسية الحيوانية, ويصبح حاكما على وجوده ويتميز بإرادة لائقة لما يحيط به. وهذا القرآن يقول عن الصلاة.
(إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)([3]).
ويقول في الصيام.
(كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)([4]).
وفي كليهما يقول:
(يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة)([5]).
أن ما يناله الإنسان في هذه المرحلة من العبودية هو الوضوح في الرؤية والسيطرة على الأهواء والرغبات النفسية.
وبعبارة أخرى:الأثر الأول للعبودية هو الربوبية الولاية على النفس الأمارة بالسوء.
المرحلة الثانية:ـ
يكون تسلطه وولايته على الأفكار المتناثرة أي يكون هو المتسلط على قوة الخيال.أن من أعجب قدرتنا هي قدرتنا على التخيل.
أن هذه القدرة هي التي تمكن عقلنا من الانتقال في كل لحظة من موضوع إلى آخر.أو ما يسمى بتداعي الخواطر والمعاني.أن هذه القوة, قوة التخيل, ليست تحت سيطرتنا عادة, بل نحن الذين نقع تحت سيطرت هذه القوة العجيبة فنحن قد لا نستطيع أن نركز ذهننا في موضوع معين بحيث لا ننتقل إلى موضوع آخر فتجدنا طرأت علينا دون اختيار فكرة مغايرة لما كنا نفكر فيها, ولا نلبث حتى يخطر لنا خاطر آخر وهكذا ففي الصلاة مثلا كلما حاولنا أن نحافظ(حظور القلب) والإبقاء على هذا التلميذ في قاعة درس الصلاة,أنفلت وهرب, وفجأة نلاحظ إنا قد أتممنا الصلاة بينما كان هذا(الطالب) غائبا عن الدرس.
النبي الأكرم(ص) يشبه هذا تشبيها لطيفا فيقول(مثل القلب مثل الريشة في الغلاة, تعلقت في أصل شجرة, يقلبها الريح ظهرا لبطن)([6]).
أو قوله(لقلب أبن آدم أشد انقلابا من القدر إذا اجتمعت غليا)([7]).
ولكن هل الإنسان مضطر اضطرارا ومحكوم أبدياً بالبقاء تحت حكم الفكر الذي يحط كالعصفور القلق كل لحظة على غصن مع أن الاستسلام لحكم الخيال دليل على الضعف وعدم النضج؟أم أن أهل الولاية الكاملين قادرون على إخضاع هذه القوة لمشيئتهم؟إن الشق الثاني من السؤال هو الصحيح.
المرحلة الثالثة:ـ
هي أن الروح في مراحل القوة والقدرة الربوبية والولاية تصل إلى مرحلة تكون فيها في كير من الحالات غنية عن الجسد في الوقت الذي يكون الجسد محتاجا للروح مائة بالمائة.
إن الروح والجسد لا يستغني أحدهما عن الآخر عادة.فحياة الجسد بالروح.والروح صورة الجسد وحافظة له. وأن سلب العلاقة التدبيرية بين الروح والجسد تستوجب خراب الجسد وفساده والروح من جهة أخرى لا تستغني عن الجسد في قيام فعالياتها لأنها لا تكون قادرة على العمل بغير أن تستخدم الأعضاء والجوارح في الجسد . استغناء الروح عن الجسد يكون في بعض الحالات التي لا تحتاج فيها الروح إلى الجسد وهذا الاستغناء قد يكون للحظة وقد يتكرر وقد يكون دائما وهذا ما يعرف باسم(التجرد).
المرحلة الرابعة:ـ
هي أن يقع الجسد تحت أرادة الشخص وأوامره من جميع الوجوه.بحيث أنه يحقق أعمالا خارقة للعادة في جسده,وهذا الموضوع بحثه طويل.
يقول الإمام الصادق(ع)(ما ضعف بدن عما قويت عليه النية )
المرحلة الخامسة:ـ
والتي أعلى المراحل تكون عندها تصبح الطبيعة الخارجية تحت نفوذ الإنسان وإرادته وطوع أمره. ومن هذه المقولة تأتي معاجز الأنبياء وكرامات أولياء الله([8]).
[1] ـ سورة الأنفال /آية(29).
[2] ـ سورة العنكبوت /آية(69).
[3] ـ سورة العنكبوت :أية(45).
[4] ـ سورة البقرة /آية(183).
[5] ـ سورة البقرة /آية(153).
[6] ـ الجامع الصغير / ج1ص102
[7] ـ مسند أحمد /ج 6 ص 8
[8] ـ كتاب الولاء والولاية /ص(49 ـ55) الشيخ مطهري
مراحل الطريق ومنزله:
إن الربوبية والولاية,وبعبارة أخرى.أن للكمال الذي يبلغه الإنسان على أثر العبودية وإخلاصه وتعبده الحقيقي. مراحل ومنازل:ـ
1 ـ المرحلة الأولى:
تكون ذات ألهام وتتميز بتسلط الإنسان على نفسه وبعبارة أخرى.أن أدنى علاقة تدل على قبول عمل الإنسان من لدن الخالق هي أنه يصح ذا نظرة نافذة واضحة.ويرى نفسه بقول القرآن الكريم.
(أن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا)([1]).
ويقول(والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا)([2]).
ثم يتغلب الإنسان على نفسه وقواه النفسانية ويقهرها وتقوى إرادته في قبال رغباته النفسية الحيوانية, ويصبح حاكما على وجوده ويتميز بإرادة لائقة لما يحيط به. وهذا القرآن يقول عن الصلاة.
(إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)([3]).
ويقول في الصيام.
(كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)([4]).
وفي كليهما يقول:
(يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة)([5]).
أن ما يناله الإنسان في هذه المرحلة من العبودية هو الوضوح في الرؤية والسيطرة على الأهواء والرغبات النفسية.
وبعبارة أخرى:الأثر الأول للعبودية هو الربوبية الولاية على النفس الأمارة بالسوء.
المرحلة الثانية:ـ
يكون تسلطه وولايته على الأفكار المتناثرة أي يكون هو المتسلط على قوة الخيال.أن من أعجب قدرتنا هي قدرتنا على التخيل.
أن هذه القدرة هي التي تمكن عقلنا من الانتقال في كل لحظة من موضوع إلى آخر.أو ما يسمى بتداعي الخواطر والمعاني.أن هذه القوة, قوة التخيل, ليست تحت سيطرتنا عادة, بل نحن الذين نقع تحت سيطرت هذه القوة العجيبة فنحن قد لا نستطيع أن نركز ذهننا في موضوع معين بحيث لا ننتقل إلى موضوع آخر فتجدنا طرأت علينا دون اختيار فكرة مغايرة لما كنا نفكر فيها, ولا نلبث حتى يخطر لنا خاطر آخر وهكذا ففي الصلاة مثلا كلما حاولنا أن نحافظ(حظور القلب) والإبقاء على هذا التلميذ في قاعة درس الصلاة,أنفلت وهرب, وفجأة نلاحظ إنا قد أتممنا الصلاة بينما كان هذا(الطالب) غائبا عن الدرس.
النبي الأكرم(ص) يشبه هذا تشبيها لطيفا فيقول(مثل القلب مثل الريشة في الغلاة, تعلقت في أصل شجرة, يقلبها الريح ظهرا لبطن)([6]).
أو قوله(لقلب أبن آدم أشد انقلابا من القدر إذا اجتمعت غليا)([7]).
ولكن هل الإنسان مضطر اضطرارا ومحكوم أبدياً بالبقاء تحت حكم الفكر الذي يحط كالعصفور القلق كل لحظة على غصن مع أن الاستسلام لحكم الخيال دليل على الضعف وعدم النضج؟أم أن أهل الولاية الكاملين قادرون على إخضاع هذه القوة لمشيئتهم؟إن الشق الثاني من السؤال هو الصحيح.
المرحلة الثالثة:ـ
هي أن الروح في مراحل القوة والقدرة الربوبية والولاية تصل إلى مرحلة تكون فيها في كير من الحالات غنية عن الجسد في الوقت الذي يكون الجسد محتاجا للروح مائة بالمائة.
إن الروح والجسد لا يستغني أحدهما عن الآخر عادة.فحياة الجسد بالروح.والروح صورة الجسد وحافظة له. وأن سلب العلاقة التدبيرية بين الروح والجسد تستوجب خراب الجسد وفساده والروح من جهة أخرى لا تستغني عن الجسد في قيام فعالياتها لأنها لا تكون قادرة على العمل بغير أن تستخدم الأعضاء والجوارح في الجسد . استغناء الروح عن الجسد يكون في بعض الحالات التي لا تحتاج فيها الروح إلى الجسد وهذا الاستغناء قد يكون للحظة وقد يتكرر وقد يكون دائما وهذا ما يعرف باسم(التجرد).
المرحلة الرابعة:ـ
هي أن يقع الجسد تحت أرادة الشخص وأوامره من جميع الوجوه.بحيث أنه يحقق أعمالا خارقة للعادة في جسده,وهذا الموضوع بحثه طويل.
يقول الإمام الصادق(ع)(ما ضعف بدن عما قويت عليه النية )
المرحلة الخامسة:ـ
والتي أعلى المراحل تكون عندها تصبح الطبيعة الخارجية تحت نفوذ الإنسان وإرادته وطوع أمره. ومن هذه المقولة تأتي معاجز الأنبياء وكرامات أولياء الله([8]).
[1] ـ سورة الأنفال /آية(29).
[2] ـ سورة العنكبوت /آية(69).
[3] ـ سورة العنكبوت :أية(45).
[4] ـ سورة البقرة /آية(183).
[5] ـ سورة البقرة /آية(153).
[6] ـ الجامع الصغير / ج1ص102
[7] ـ مسند أحمد /ج 6 ص 8
[8] ـ كتاب الولاء والولاية /ص(49 ـ55) الشيخ مطهري
تعليق