حكم ومواعظ الامام علي بن محمد الهادي ( عليه السلام )
جاء في المجلد الثاني من المروج::
عن محمد بن الفرج عن ابي دعامة انه قال : اتيت علي بن محمد بن موسى عليه السلام عائدا في علته التي كانت وفاته منها ؛ فلما هممت بالانصراف قال لي : ياابا دعامة قد وجب حقك علي أفلا احدثك بحديث تسر به ؛ فقلت له ؛ ما احوجني إلى ذلك ياابن رسول الله ؛ قال : حدثني أبي محمد بن علي عن أبيه علي عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن علي ( عليهم السلام ) عن النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) قال له :: اكتب ياعلي قلت وما اكتب ؛ قال اكتب
( بسم الله الرحمن الرحيم الإيمان ما وقرته القلوب وصدقته الأعمال ؛ والاسلام ما جرى اللسان وحلت به المناكحة )...
فقلت : ياابن رسول الله ما ادري والله ايهما أحسن الحديث أم الإسناد ؛ فقال عليه السلام انها لصحيفة بخط علي بن ابي طالب وأملاء رسول الله ( صلى الله عليهما واله وسلم ) نتوارثها صاغرا عن كابر .....
قال الامام ( عليه السلام ) :: من طاع الخالق لم يبال بسخط المخلوق .
. قال الامام ( عليه السلام ) من كان على بينة من ربه هانت عليه مصائب الدنيا ولو قرض ونشر ....
قال الامام ( عليه السلام ) للمتوكل في حوار جرى بينهما ::
لا تطلب الصفاء ممن كدرت عليه عيشه ؛ ولا الوفاء ممن غدرت به ؛ ولا النصح ممن صرفت سوء ظنك إليه ؛ فإنما قلب غيرك لك كقلبك له ......
قال الامام (عليه السلام ) بئس العبد عبد ذا وجهين وذا لسانين يطري أخاه شاهدا ويأكه غائبا .
قال الامام (عليه السلام )الغضب مفتاح كل شر ..
قال الامام ( عليه السلام ) أورع الناس من وقف عن الشبهة ؛ أعبد الناس من أقام الفرئض ؛ أزهد الناس من ترك الحرام.
قال الامام ( عليه السلام ) الغضب على من تملك لؤم ؛ والحكمة لا تنجح في الطباع الفاسدة ؛
ومضى يقول ::: خير من الخير فاعله ؛ وشر من الشر جالبه ؛ وأهول من الهول راكبه ؛
وإياكم والحسد فإنه يبين فيكم ولا يعمل في عدوكم ؛ وإذا كنتم في زمان العدل فيه أغلب من الجور فحرام ان يظن أحد بأحد سوءا حتى يعلم ذلك منه ؛
وإذا كنتم في زمان الجور فيه أغلب من العدل فليس لأحد ان يظن بأحد خيراما لم يعلم ذلك منه .....
كان بأصفهان رجل يدعى عبد الرحمن:
وكان له لسان وجرأة وكان شيعيا فقيل له :: ما سبب تشيعك وقولك بإمامة علي بن محمد الهادي (عليه السلام ) ؟ قال : أخرجني أهل أصفهان سنة من السنين وذهبوا بي إلى باب المتوكل شاكين متظلمين وفي ذات يوم ونحن وقوف بباب المتوكل ننتظر الإذن بالدخول فخرج الأمر بإحضار علي الهادي (عليه السلام )؛ فقلت لبعض من حضر : من هذا الرجل الذي أمر الخليفة بإحضاره ؟ قال رجل علوي تقول الرافضة بإمامته ويريد المتوكل قتله ؛ فقلت في نفسي لن ابرح حتى أنظر إليه ولم يمض أمد من الوقت حتى أقبل راكبا على الفرس وقد قام الناس يمنة الطريق ويسرتها صفين ينظرون فلما رأيته وقع حبه في قلبي ودعوت له في نفسي أن يدفع الله شر المتوكل عنه ؛ وأقبل الامام يسير بين الناس لا ينظر يمنة ولا يسرة وأنا أكرر في نفسي الدعاء ؛ فلما صار بإزائي أقبل بوجهه علي وقال لي :: قد استجاب الله دعاءك وطول عمرك وكثر مالك وولدك ؛؛ قال عبد الرحمن : فأرتعدت من هيبته ووقعت بين أصحابي فسألوني ما شأنك ؟ فقلت : خيرا ولم أخبر بذلك مخلوق فانصرفنا بعد ذلك إلى اصفهان ففتح الله علي بدعائه حتى أنا اليوم أغلق بابي على ألف ألف درهم سوى الأموال التي خارج الدار ورزقت عشرة أولاد وقد بلغت الان من العمر نيفا وسبعين سنة ( الشيعة في الميزان ص / 247 ) ..............
قال ( عليه السلام ) إن المحق السفيه يكاد يطفئ نور حقه بسفهه ...
قال الامام ( عليه السلام ) إن الله جعل الدنيا دار بلوى والأخرة دار عقبى وجعل بلوى الدنيا لثواب الاخرة سببا وثواب الاخرة من بلوى الدنيا عوضا ..
قال الامام (عليه السلام ) من جمع لك وده ورأيه فاجمع له طاعتك ؛ ومن هانت عليه نفسه فلا تأمن شره ومن رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه ؛ والناس بالدنيا بالأموال وفي الاخرة بالأعمال ......
نسالكم الدعاء
تعليق