ماهو مفهوم الجبر و التفويض في القرآن الكريم؟؟؟
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
ماهو مفهوم الجبر و التفويض في القرآن الكريم؟؟؟
تقليص
X
-
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
لقد أشار القرآن الكريم الى مسألة الأمر بين الجبر والتفويض في عدة آيات منها قوله تعالى :
((فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ))/ الكهف 29
((إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا))/ الانسان 29
((إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا))/ الانسان 3
إنّ هذه الآيات وغيرها التي بهذا المعنى تدل على إنّ الانسان مختار في فعله ولكن ليس بصورة مستقلة كما يذهب اليه البعض (المفوضة) ، لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يمد الانسان بالقوة والقدرة وليس على نحو الجبر بحيث لايكون مسؤولاً عن أفعاله كما ذهب اليه (المجبرة) ، ولكن هو أمر بين الأمرين (لاجبر ولاتفويض بل أمر بين أمرين) -وهذه هي مدرسة أهل البيت عليهم السلام- ويمكن أن نمثل ذلك بالضوء الصادر من المصباح المتصل بالطاقة الكهربائية فهو مستمر بالانارة مادام متصلاً بالطاقة وبمجرد فصل الطاقة عنه تنقطع الانارة منه ، كذلك الانسان فهو مختار بافعاله بقدرة الله وقوته ((وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ))/ الانسان 30 .
سأل رجل الصادق عليه السلام فقال : قلت : أجبر الله العباد على المعاصي ؟ قال : لا .
قلت : ففوض اليهم الامر ؟ قال : قال : لا . قال :
قلت : فماذا ؟ قال : لطف من ربك بين ذلك .
ومما يؤكد هذه الحقيقة هو إتفاق العقلاء على مدح فاعل الحسن وذم فاعل القبيح فاذا كان مجبراً لماذا المدح أو الذم ، وكذلك نرى بان الانسان يندم إذا أذنب ذنباً ويحاول أن يتوب منه . وعلى هذا الاساس سنت القوانين الوضعية لمعاقبة المجرم .
وبذلك نخلص بان الله هو الذي وهب الانسان القدرة والقوة وحرية الاختيار فإنّ كل مايختاره الانسان ويفعله بارادته وحريته لايخرج عن إرادة الله .
أي انّ إرادة الانسان هي التي تحدد إتجاه الفعل فيكون مسؤولاً عن أعماله فيثاب إن كان حسناً ويعاقب إذا كان قبيحاً وعليه وجدت الجنة والنار ، ولكن وجدت هذه المدارس (الجبرية والمفوضة) ماهي إلا لموافقة أفعالهم ليُخرجوا أنفسهم (متوهمين) منها .
*** والحمد لله ربّ العالمين ***
- اقتباس
- تعليق
تعليق