الإمام الصادق عليه السلام في كتب السنة
قال : " جعفر بن محمد لم يكن بذلك الثقة عند مالك ، بل إن مالكا ما كان يروي عنه حتى يضم غيره إليه " .
ثم أضاف الكاتب في الحاشية : " هذا هو الثابت في كتب الرجال في ترجمة جعفر الصادق كالتهذيب والجرح والتعديل والميزان " .
نقول : عند الرجوع إلى المصادر الثلاث من كتب الرجال التي أرجع إليها تبين أن تعبير" لم يكن بذلك الثقة عند مالك " غير موجود في أي منها .
نعم هي استنباط خاطئ من عبارة " كان مالك لا يروي عنه حتى يضمه إلى آخر " (1) ، ولو سلم بدلالة للعبارة فينبغي أن يقال " ليس بذلك الثقة لأنه كان يضم إليه غيره " ، لا كما ذكر " ليس بذلك الثقة عند مالك بل كان يضم إليه غيره " ، ليوهم القارئ أن العبارة الأولى التي فيها تصريح بأنه ليس بثقة عند مالك هي من كتب الجرح والتعديل .
وإن كان قد نقل هذا القول عن مالك في الإمام الصادق (ع) فهناك قول آخر لمالك ينافي ما سبق كما في ( تهذيب التهذيب ) ، " وقال مالك : اختلفت إليه زمانا
فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال إما مصل وإما صائم وإما يقرأ القرآن وما رأيته يحدث إلا على طهارة " (1) ، فينبغي أن ينقل هذا القول لمالك أيضا .
بل ينبغي للمنصف غير المتبع لأهل الزلقات أن ينقل قول يحيى بن سعيد القطان : " أملى على جعفر بن محمد الحديث الطويل يعني في الحج ، وفي نفسي منه شيء ، مجالد أحب إلي منه " ، ورد الذهبي له بقوة كما في ( سير أعلام النبلاء ) : " قلت هذه من زلقات يحي القطان بل أجمع أئمة هذا الشأن على أن جعفرا أوثق من مجالد ولم يلتفتوا إلى قول يحيى " (2) ، فهل الثابت ما قلته أنت أم ما قاله الذهبي " أجمع أهل الشأن " ؟
ثم إن ابن حجر نقل في ( التهذيب ) أن مالك لم يرو عن جعفر حتى ظهر أمر بني العباس ، فإذا كان عدم الرواية عنه (ع) لظروف سياسية ، ألا يمكن أن تكون الرواية مع ضم الغير لظروف سياسية وخاصة مع الالتفات إلى علاقة مالك بأبي جعفر المنصور والعدواة التي يحملها أبو جعفر للإمام (ع) ، فمن المعروف أن السلطات الأموية قد ضيقت على أهل البيت (ع) وعلى أصحابهم تضييقا شديدا ، بحيث تعتبر الفترة الوحيدة التي انتشرت فيها علوم أهل البيت (ع) هي الفترة الانتقالية التي ضعفت فيها الدولة الأموية وانشغلت الدولة العباسية بتعزيز نفوذها في البلاد في أول قيامها وهي في أواخر عهد الإمام محمد الباقر (ع) وجزء من عهد الإمام الصادق (ع) ، حتى إذا أرسى العباسيون قواعدهم سلكوا مسلك الأمويين في الشدة على الأئمة (ع) وشيعتهم ، وبدا ذلك واضحا منذ عهد المنصور العباسي .
ألا يكفي أن جعفر بن محمد الصادق (ع) ممن روى عنه مسلم في صحيحه في كتاب الحج باب حجة النبي (ص) ، هذا وقد قال الألباني في ( السلسلة الصحيحة ) حينما صحح حديث فاطمة (ع) بضعة مني : " وهذا إسناد جيد جعفر هذا هو ابن محمد بن علي بن الحسين أبو عبد الله الصادق الإمام الفقيه وهو ثقة من رجال مسلم " (1) .
ونقل السيوطي في ( تدريب الرواي ) قول الحاكم : وأصح أسانيد أهل البيت جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن جده عن علي (2) .
بل كيف يحق لكاتب يدعي العلم أن يقول في حاشيته أن عدم وثاقة جعفر بن محمد هو الثابت في كتب الرجال في ترجمته كالتهذيب والجرح والتعديل والميزان ؟
وحينما نراجع ( تهذيب التهذيب ) يقول ابن حجر :
" وقال إسحاق بن راهويه قلت للشافعي : كيف جعفر بن محمد عندك ؟ فقال : ثقة في مناظرة جرت بينهما ، وقال الدوري عن يحيي بن معين : ثقة مأمون ، وقال ابن أبي خيثمة وغيره ثقة … وقال ابن أبي حاتم عن أبيه ثقة لا يسأل عن مثله .
وقال ابن عدي : ولجعفر أحاديث كثيرة ونسخ وهو من ثقات الناس كما قال يحيى بن معين ، وقال عمرو بن أبي المقدام كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين .
… وذكره ابن حبان في الثقات وقال كان من سادات أهل البيت فقها وعلما وفضلا … " (3) ، انتهى كلام ابن حجر .
وأما كتاب ( الجرح والتعديل ) فليس فيه ذكر لقضية مالك وضم الغير ، بل قال : " حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سلمة قال : سمعت إسحاق بن إبراهيم بن راهويه يقول : قلت للشافعي : كيف جعفر بن محمد عندك ، قال : ثقة في مناظرة جرت بينهما حدثنا عبد الرحمن قال : قرئ على العباس بن محمد الدوري قال : سمعت يحيى بن معين قال : جعفر بن محمد ثقة ، حدثنا عبد الرحمن قال : سمعت أبي يقول جعفر بن محمد ثقة لا يسأل عن مثله ، حدثنا عبد الرحمن قال : سمعت أبا زرعة وسئل عن جعفر بن محمد وسهيل بت أبي صالح عن أبيه و العلاء عن أبيه أيما أصح ؟ قال : لا يقرن جعفر إلى هؤلاء ، يريد جعفر أرفع من هؤلاء في كل معنى " (1) .
وأما في ( ميزان الاعتدال ) فقد بدأ الذهبي الترجمة بقوله : " جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الهاشمي أبو عبد الله أحد الأئمة الأعلام بر صادق كبير الشأن " (2) ، وقد نقلنا رده لكلام يحيى القطان في الإمام (ع) في ( سير أعلام النبلاء ) وقوله أنها من زلقات القطان .
النفيس في بيان رزية الخميس
الرد على أباطيل وشبهات وتدليس عثمان الخميسالشيخ عبدالله دشتي
قال : " جعفر بن محمد لم يكن بذلك الثقة عند مالك ، بل إن مالكا ما كان يروي عنه حتى يضم غيره إليه " .
ثم أضاف الكاتب في الحاشية : " هذا هو الثابت في كتب الرجال في ترجمة جعفر الصادق كالتهذيب والجرح والتعديل والميزان " .
نقول : عند الرجوع إلى المصادر الثلاث من كتب الرجال التي أرجع إليها تبين أن تعبير" لم يكن بذلك الثقة عند مالك " غير موجود في أي منها .
نعم هي استنباط خاطئ من عبارة " كان مالك لا يروي عنه حتى يضمه إلى آخر " (1) ، ولو سلم بدلالة للعبارة فينبغي أن يقال " ليس بذلك الثقة لأنه كان يضم إليه غيره " ، لا كما ذكر " ليس بذلك الثقة عند مالك بل كان يضم إليه غيره " ، ليوهم القارئ أن العبارة الأولى التي فيها تصريح بأنه ليس بثقة عند مالك هي من كتب الجرح والتعديل .
وإن كان قد نقل هذا القول عن مالك في الإمام الصادق (ع) فهناك قول آخر لمالك ينافي ما سبق كما في ( تهذيب التهذيب ) ، " وقال مالك : اختلفت إليه زمانا
|
فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال إما مصل وإما صائم وإما يقرأ القرآن وما رأيته يحدث إلا على طهارة " (1) ، فينبغي أن ينقل هذا القول لمالك أيضا .
بل ينبغي للمنصف غير المتبع لأهل الزلقات أن ينقل قول يحيى بن سعيد القطان : " أملى على جعفر بن محمد الحديث الطويل يعني في الحج ، وفي نفسي منه شيء ، مجالد أحب إلي منه " ، ورد الذهبي له بقوة كما في ( سير أعلام النبلاء ) : " قلت هذه من زلقات يحي القطان بل أجمع أئمة هذا الشأن على أن جعفرا أوثق من مجالد ولم يلتفتوا إلى قول يحيى " (2) ، فهل الثابت ما قلته أنت أم ما قاله الذهبي " أجمع أهل الشأن " ؟
ثم إن ابن حجر نقل في ( التهذيب ) أن مالك لم يرو عن جعفر حتى ظهر أمر بني العباس ، فإذا كان عدم الرواية عنه (ع) لظروف سياسية ، ألا يمكن أن تكون الرواية مع ضم الغير لظروف سياسية وخاصة مع الالتفات إلى علاقة مالك بأبي جعفر المنصور والعدواة التي يحملها أبو جعفر للإمام (ع) ، فمن المعروف أن السلطات الأموية قد ضيقت على أهل البيت (ع) وعلى أصحابهم تضييقا شديدا ، بحيث تعتبر الفترة الوحيدة التي انتشرت فيها علوم أهل البيت (ع) هي الفترة الانتقالية التي ضعفت فيها الدولة الأموية وانشغلت الدولة العباسية بتعزيز نفوذها في البلاد في أول قيامها وهي في أواخر عهد الإمام محمد الباقر (ع) وجزء من عهد الإمام الصادق (ع) ، حتى إذا أرسى العباسيون قواعدهم سلكوا مسلك الأمويين في الشدة على الأئمة (ع) وشيعتهم ، وبدا ذلك واضحا منذ عهد المنصور العباسي .
|
ألا يكفي أن جعفر بن محمد الصادق (ع) ممن روى عنه مسلم في صحيحه في كتاب الحج باب حجة النبي (ص) ، هذا وقد قال الألباني في ( السلسلة الصحيحة ) حينما صحح حديث فاطمة (ع) بضعة مني : " وهذا إسناد جيد جعفر هذا هو ابن محمد بن علي بن الحسين أبو عبد الله الصادق الإمام الفقيه وهو ثقة من رجال مسلم " (1) .
ونقل السيوطي في ( تدريب الرواي ) قول الحاكم : وأصح أسانيد أهل البيت جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن جده عن علي (2) .
بل كيف يحق لكاتب يدعي العلم أن يقول في حاشيته أن عدم وثاقة جعفر بن محمد هو الثابت في كتب الرجال في ترجمته كالتهذيب والجرح والتعديل والميزان ؟
وحينما نراجع ( تهذيب التهذيب ) يقول ابن حجر :
" وقال إسحاق بن راهويه قلت للشافعي : كيف جعفر بن محمد عندك ؟ فقال : ثقة في مناظرة جرت بينهما ، وقال الدوري عن يحيي بن معين : ثقة مأمون ، وقال ابن أبي خيثمة وغيره ثقة … وقال ابن أبي حاتم عن أبيه ثقة لا يسأل عن مثله .
وقال ابن عدي : ولجعفر أحاديث كثيرة ونسخ وهو من ثقات الناس كما قال يحيى بن معين ، وقال عمرو بن أبي المقدام كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين .
… وذكره ابن حبان في الثقات وقال كان من سادات أهل البيت فقها وعلما وفضلا … " (3) ، انتهى كلام ابن حجر .
|
وأما كتاب ( الجرح والتعديل ) فليس فيه ذكر لقضية مالك وضم الغير ، بل قال : " حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سلمة قال : سمعت إسحاق بن إبراهيم بن راهويه يقول : قلت للشافعي : كيف جعفر بن محمد عندك ، قال : ثقة في مناظرة جرت بينهما حدثنا عبد الرحمن قال : قرئ على العباس بن محمد الدوري قال : سمعت يحيى بن معين قال : جعفر بن محمد ثقة ، حدثنا عبد الرحمن قال : سمعت أبي يقول جعفر بن محمد ثقة لا يسأل عن مثله ، حدثنا عبد الرحمن قال : سمعت أبا زرعة وسئل عن جعفر بن محمد وسهيل بت أبي صالح عن أبيه و العلاء عن أبيه أيما أصح ؟ قال : لا يقرن جعفر إلى هؤلاء ، يريد جعفر أرفع من هؤلاء في كل معنى " (1) .
وأما في ( ميزان الاعتدال ) فقد بدأ الذهبي الترجمة بقوله : " جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الهاشمي أبو عبد الله أحد الأئمة الأعلام بر صادق كبير الشأن " (2) ، وقد نقلنا رده لكلام يحيى القطان في الإمام (ع) في ( سير أعلام النبلاء ) وقوله أنها من زلقات القطان .
|
النفيس في بيان رزية الخميس
الرد على أباطيل وشبهات وتدليس عثمان الخميسالشيخ عبدالله دشتي
تعليق